الطفل الصغير (تعلم المشي)

أهمية التطعيم للحماية من شلل الأطفال

إن مشكلة شلل الأطفال اليوم، مشكلة حادة وخطيرة ومن هنا يظهر أهمية التطعيم للوقاية منها.. فليست فقط خطورتها فقط على الدول، وإنما خطورتها على المريض أفدح لان احتمالاً في كثير من الأحيان تؤدي إلى الوفاة.. وبالتالي تكون خطورتها الأكبر التي تكمن في زيادة عدد المعوقين حركياً لذلك أن الأوان لأن يختفي المرض حضارياً.. ويجب أن ننتهي منه في فترة زمنية قصيرة.. لسبب واحد لأن له (فاكسين) ذو فاعلية مائة في المائة ومتوافر.

ولكن للمساهمة في إنجاح الفاكسين ضد شلل الأطفال لابد أن تتقدم الأم أو الأسرة بتطعيم أطفالها بهذا الفاكسين ثلاث مرات على ثلاثة أشهر بحيث يحصل كل طفل عمره ما بين 3 أشهر و٣ سنوات على طعم يحصنه ضد مرض شلل الأطفال (بالفاكسين ونكون بذلك قد نجحنا في القضاء على المرض).. هذا مع العلم أن الفاكسين الموجود الآن له مناعة قوية ضد حالات شلل الأطفال.. ولا توجد له اضرار جانبية على الطفل أو أي خطورة.. والإحصائيات تشير الى أن هناك زيادة في عدد الاصابة بالمرض؟

أهمية الوقاية والتطعيم

هذا صحيح.. ولكن السبب في ذلك عدم تقدير الأهل لأهمية تطعيم أطفالهم وإهمال الأم أيضاً في تطعيم أطفالها مما يتسبب في انتشار المرض لذلك نحن نطالب الأمهات بالتحرك فوراً لتطعيم أطفالهن وإحساس الجماهير بأن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال.. حق لطفلهم ويجب أن يطالبوا به كي نخفض من نسبة انتشاره.

والاصابة بالشلل تنحصر في الأسابيع الستة الأولى.. فإذا مر منها بالرعاية الطبية الدقيقة يمكن أن تتحسن حالة الطفل تدريجياً وعلى مدى السنين يتدخل العلاج الطبيعي والجراحي. أما إذا مرت هذه الفترة ولم يحدث أي تحسن ملحوظ… فالنتيجة أن هذا الطفل حكم عليه بأنه سيقضي طول عمره مشلولاً ولو علمت أم الطفل أن هذا سيحدث لطفلها نتيجة لتقصيرها في تطعيمه ضد شلل الأطفال عندما يبلغ عمره الشهر الثالث.. فإنها لن تتوانى لحظة في السعي الى تطعيمه.

وخير مثل يمكن أن نطبقه على أهمية التطعيم للحماية من مرض شلل الأطفال.. أنه لو توافر للطفل الوقاية لما تسببنا في اصابته التي تتركه إنساناً معوقاً طوال حياته.. ويا ليت المرض يتوقف عند هذا الحد من الاصابة.. بل تتعدى الى الاصابة بأمراض نفسية أخرى.. فالطفل المعاصر حركياً دائماً وغالباً ما يتمتع بقدرات عقلية تفوق الطفل العادي.. وهذه الاعاقة الحركية تجعله دائماً لا يغادر مكانه مما تسبب له اضطرابات نفسية وانطواء واكتئاباً نفسياً يؤثر عليه.. وفي نفس الوقت ينعكس على الأسرة ويصيبها بالقلق.

والحملات الطبية لشلل الأطفال لها أسباب عديدة، أهمها: احساس أولياء الأمور بتطعيم أطفالهم في الوقت المناسب لحمايتهم ووقايتهم.. خاصة وإن كثيراً من الأمهات لا يطعمن أطفالهن إلا إذا كان هناك وباء منتشراً.. فربما لا تعلم.. وقد تعلم ولكن لا تقدر المضاعفات التي يحدثها هذا المرض بشيء من عدم الاكتراث أو نتيجة إهمال في عدم تطعيم طفلها..

إن اصابة الطفل بمرض شلل الأطفال من الصعوبة أن يشفى.. وإذا شفي فسيبقى مقعداً طريح الأرض طوال عمره نتيجة لتقوض وتشوه أطراف القدم ومفصل الفخذ الخ ….

اعراض المرض.. وكيفية حدوث الاصابة.. وكيف نفرق بينها وبين الأمراض الأخرى؟

إن أعراض مرض شلل الأطفال متشابهة تماماً مع أعراض البرد والأنفلونزا.. ولذلك في كثير من الأحيان نجد أن الأعراض تشخص على أنها اصابة برد.. ولكن بالكشف الدقيق نجد أن مفاصل يدي الطفل ورجليه غير قادرة على الحركة.. ويتبين لنا ذلك إذا ما أردنا وقوفه.. فنجده لا يستطيع وأن عضلات الظهر لا تساعده وهذا هو الفرق بين الأنفلونزا وشلل الأطفال..

بالإضافة الى هذه الأعراض نجد أن قدرته على البلع والبكاء ضعيفة.. وأنه غير قادر على الكحة.. وهنا تبدأ مراحل الخطر.

والعلاج صعب جداً على الطفل وعلى الأسرة ولتفادي كل هذا يجب أن تسرع الأم وتحمل طفلها إلى أقرب مركز تطعيم سواء كان أخذ الطعم قبل ذلك بل تطعمه مرة أخرى وعلى ٣ جرعات على ثلاثة أشهر حتى ولو كان مصاباً بالشلل.. وعلى الطبيب والأم أن يتأكدا أن الطفل بلع (الفاكسين) أي الطعم واستقر في معدته وإذا كان أرجعه فعليها أن تعطيه مرة ثانية وثالثة حتى تتأكد أنه بلع الطعم.. وتستمر في اعطائه الجرعات الثلاث على ثلاثة أشهر.. مارس /آذار، وإبريل /نيسان، ومايو /أيار، وليعلم الجميع أن مشكلة الإصابة بشلل الأطفال مشكلة عالمية وعلى المواطنين أن يشاركوا في مكافحتها حتى يتخلصوا منها.

هل يعطى الطعم للطفل في كل الأوقات وفي كل الظروف؟ ومن أين تنقل العدوى للطفل؟

العدوى تنتقل عن طريق الفم.. والبراز وفي كثير من الظروف البيئية الخاصة تكون عاملاً مساعداً على انتشار المرض.

وإن كان هناك حالات خاصة يستمر علاجها أكثر من عام.. وفي كثير من الأحيان يتدخل العلاج الجراحي وكثير منها يحتاج لأجهزة تعويضية.

لذلك نهيب بجماهير الناس أن يسرعوا إلى تطعيم أطفالهم ويعتبرون ذلك أسهل علاج لمواجهة هذا المرض اللعين.. وهذا العلاج يستخدم في كل دول العالم وأقصد التطعيم خاصة وان فاعليته مائة في المائة إذا كان المصل طازجاً وحياً وغير فاسد..

كما يمكن التأكد أن الطفل الذي حصل على جرعة المصل أن تكون استقرت في معدته.. وإذا كان أرجعها أو تقياها فيمكن تكرار التطعيم مرة أخرى.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى