الطفل الصغير (تعلم المشي)

رفض الطفل الصغير الطعام: الأسباب والعلاج

يعد رفض الطفل الطعام بعد الفطام من المشكلات التي تواجه الأم، خاصة أثناء تربية مولودها الأول. وكثيراً ما تردد الأمهات الشابات في ضيق، العبارة الشهيرة ((طفلي لا يأكل أبداً))

يقول أخصائي طب الأطفال: أن سبب رفض الأطفال لتناول الطعام قد يرجع لأن الأم قد تسلك بداية خاطئة في تعويده على الأكل أو لأسباب نفسية.

ويكون الأسلوب الخاطئ في تغذية الطفل عندما ترغم الأم طفلها على تناول الأطعمة والأصناف التي تحبها هي شخصياً، وأيضاً التي تؤمن بأنها تحتوي على مكونات وعناصر غذائية مهمة لنمو الطفل وتساعده في المستقبل على اكتساب صحة جيدة كما تقع بعض الأمهات في خطأ آخر وهو مقارنة بين ابنها وأطفال آخرين في مثل سنه، ولكن أكبر حجماً منه، ويتمتعون بشهية تفوق قدرته على تناول الطعام.

أما الأسباب النفسية فقد يرجع رفض الطفل لنوع من الطعام مثل اللحم كوسيلة لإثبات ذاتيته بين افراد الأسرة أو لأنه في حاجة لمزيد من الاهتمام أو في محاولة للفت الأنظار اليه، وقد يكون الرفض نوعاً من تقليد أحد الأبوين، فعلى سبيل المثال يكون قد سمع أمه تقول لصديقتها أنها تكره أكل البيض أو شرب الحليب، فيلتقط الطفل الفكرة دون أن تدرك الأم ذلك.

ويشير الطبيب أن الصغير يرفض احياناً تناول الطعام لأن والديه يلاحقانه طوال الوقت بالطعام أو لأنهما يقولان لكل من يسأل عنه ((انه لا يأكل)). ويعتقد الطفل ان صورته أمام الأسرة ((أنه الطفل الذي لا يأكل)) ويخشى الطفل لو أكل أن تختلط الصورة ويتوه في وسط الأسرة إذا أكل ولذا يتمسك بعدم الأكل كحل أكيد لبقاء صورته وشخصيته واضحة بين افراد الأسرة.

ولكن كيف تتغلب الأم على مشكلة تكرار رفض الصغير لتناول الطعام؟

وينصح الطبيب الأم أن تنظم مواعيد تناول الطفل للطعام بعد الفطام تحدد الوجبات بأربع أكلات يومياً، الإفطار ويكون في حوالي الساعة السابعة صباحاً، ويتكون من كوب من الحليب والبسكوت ويمكن إعطاؤه قطعة من الخبز مع قطعة من جبن أو صفار بيضة أو عسل ابيض.

وفي الظهر في تمام الساعة الثانية عشر يتناول طبقاً من المهلبية.

وفي الساعة الثالثة بعد الظهر يتناول وجبة الغذاء المكونة من الخضار وقطعة من اللحم أو الدجاج أو السمك (ويراعى عدم الثبات على نفس الصنف حتى لا يشعر الطفل بالملل).

أما في المساء يتناول الطفل وجبة خفيفة من الحليب الزبادي مع العسل والفاكهة.

وهناك إرشادات يجب على الأم مراعاتها لتشجيع ابنها على تناول الطعام، فعليها أن تبدأ منذ الشهر السادس تدريبه تدريجياً على تناول الأطعمة الخارجية مثل قطعة من البسكوت. وتراعي الأم أن تقدم الرضعات والوجبات المساعدة على فترات متباعدة ليتمكن الطفل من إتمام عملية هضم الوجبات وعندما تقدم نوعاً من الطعام لم يسبق أن تناوله الصغير، عليها أن تقدم في بادئ الأمر كمية قليلة منه، وتتأكد من أنه لا يسبب أي نوع من الحساسية للطفل.

ويحذر الأمهات من اعطاء الحلوى والشوكولا والمشروبات الغازية لصغارهم قبل تناول الوجبات بل يفضل أن تقدم لهم الفاكهة مثل التفاح والموز والبرتقال والاجاص كثمار أو عصير مع إعطائها بعد تناول الوجبة الأساسية كما يفضل عدم اعطاء المشروبات مثلجة لأن ذلك يسبب احياناً اضطرابات المعدة.

كذلك ينصح بعدم تقديم الأغذية المحفوظة والطعام الدسم والأكلات التي بها توابل أو صلصة لأنها تسبب صعوبة في الهضم.

أخيراً يؤكد أن الطفل الذي يقدم له الوالدان انواع الطعام المناسبة له في الأوقات المحددة وبالكميات المعقولة سيقبل على تناولها، وفي حالة اصراره على رفض الطعام دون وجود مانع صحي، يجب على الوالدين عدم الالتفات اليه أو الشكوى في وجوده، بل يترك الوالدان طبقاً به ثمار الفاكهة أو بعض قطع البسكوت بحيث يأكل منها الطفل عندما يشعر أن أحداً لا يراقبه.

ومع مرور الوقت سيشعر الطفل أن سلاحه برفض الأكل فقد فاعليته يتحول الى طفل عادي يأكل كل الأصناف بكميات تناسب شهيته.

المصدر
د. محمد رفعت ومجموعة مؤلفين، تربية الطفل صحيا ونفسيا من الولادة حتى العاشرة، دار البحار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى