كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة والخوف منها
يعبر بعض الأطفال عن عدم حبهم للمدرسة. و يختلقون الأعذار حتى لا يذهبوا إليها. و ذلك لأسباب عدة تختلف باختلاف عمر الطفل و ظروف المدرسة التي يدرس فيها. يحرص الآباء على تلقين أطفالهم أفضل العادات الحسنة، وتوفير أفضل الأجواء ليحققوا النجاح و ينعموا بمستقبل مشرق. و تعتبر المدرسة السبيل الأمثل لتحقيق أمنياتهم وطموحاتهم. لذلك، تجدهم يبحثون عن كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة، و يحاولون بجدية مساعدة طفلهم على حب مدرسته وتحفيزه للذهاب إليها.
جدول المحتويات
خوف الطفل من المدرسة
الخوف من المدرسة يقصد به الخوف الشاذ والمبالغ فيه منها مع الرغبة في عدم ذهاب الطفل إليها ورفضها. فالخوف المدرسي هو الإحجام أو رفض الذهاب إلي المدرسة بسبب القلق الزائد من البقاء في المدرسة، ويعبر الأطفال المتخوفين من المدرسة عن هذا الإحجام أو الرفض في صورة استجابات طبيعية أو شكاوي جسمية يقنعون بها والديهم بإبقائهم في المنزل.
والطفل “المزوغاتي” هو طفل يتحاشي المدرسة بصورة إعتيادية متكررة، ويهرب من المدرسة، وبعض الأطفال لا يهربون من المدرسة إنما يهرعون تجاه شئ يخفف من قلقهم. ويعرف الخوف من المدرسة في معجم مصطلحات ومفاهيم التعليم والتعلم بأنه رد نفسي، قد يصل إلي حد رفض الذهاب إلي المدرسة نهائياً، نتيجة لخبرات سلبية في المدرسة.
وبذلك يمكننا استخلاص تعريف خوف الطفل من المدرسة بأنه هو الشعور بالخوف من المدرسة مع الرغبة في عدم الذهاب إليها ورفضها، بسبب شعور الطفل بالخوف من الأماكن أو المواقف أو الأوضاع المدرسية، أو الأشخاص أو الموضوعات أو الأفعال المتعلقة بالحياة المدرسية.
أسباب الخوف من المدرسة
الانفصال عن الأم
يلاحظ أن الأطفال الصغار الذين ينفرون من الذهاب إلي المدرسة عادة هم الأطفال الذين نالوا رعاية زائدة فوق العادة (تدليلاً) من أمهاتهم. وهم غالباً يجربوا الانفصال تدريجياً عن أمهاتهم. هؤلاء الأمهات يبالغن في اهتمامهم بأطفالهن وهن يملن إلي الشعور بالوحدة والنقص أو عدم الكفاية عندما يكون أطفالهن غير موجودين تحت رعايتهن.
الخبرات المدرسية غير السارة
يرتبط خوف الطفل من المدرسة بالاختبارات المدرسية غير المرضية والتي تقود الأطفال المدللين لأن يفضلوا البقاء في المنزل أمنين عن الذهاب إلي المدرسة. وقد يوجد لدي الطفل بعض مشاعر النقص أو الإرتباك. مما يقود الطفل لترك المدرسة.
دور الأب
في بعض الحالات يكون الأب مثل الأم ويدلل الطفل ويكون سهل الأقتناع بتركه للمدرسة والبقاء بالمنزل، وفي حالات أخري يكون الأب منهمكاً في عمله ومنفصلاً عن أداء أي رعاية أو انتباه لما يجري بالمنزل. وربما يصبح بقاء الطفل أيضاً في المنزل بمثابة السر الذي يخفي علي الأب.
قسوة المعلم
قسوة المعلم، واستخدامه للضرب المبرح حد الألم، وتفننه في إبتكار أساليب العقاب من سخرية وتهكم ومعايرة، كل هذه الأساليب اللاتربوية تؤدي بدورها إلي إثارة مشاعر الخوف والرعب في نفوس التلاميذ الصغار، مما يدفعهم إلي كراهية المعلمين بصفة خاصة وكراهية المدرسة بصفة عامة وهذا التردي الواضح يحفز الصغار علي الهروب من المدرسة.
الامتحانات المدرسية
اكتسبت الامتحانات المدرسية أهمية قصوي فأصبحت هي الهدف الذي يسعي إليه التلميذ وولي الأمر وأعضاء هيئة التدريس. ومن المؤسف أن هذه الامتحانات تستخدم كسلاح يتحكم في مستقبل الأبناء بينما كان المفروض أن تكون وسيلة لإرشادهم وتوجيههم.
الخوف من الامتحانات
فهي ظاهرة عامة يشعر بها كل إنسان يريد النجاح في امتحانه، ولكن يجب توقع درجة معينة من الخوف، ويجب عدم انتقاد الطفل لإعترافه بهذا الخوف، فإن كل امتحان دراسي من المحتمل أن يثير مشاعر (الخوف من المجهول – الخوف من التعرض للعقاب أو السخرية – الخوف من التعرض للرفض).
الخوف من الفشل
إن التمسك بالنجاح سمة عامة وقائمة بين بني الإنسان، فالنجاح هو المكافأة الطبيعية المقابلة لأي جهد مبذول، وإن هذا لا يعني أن ننكر الفشل، لأنه موجود ومتوقع ويجب أن نتقبل الفشل والهزيمة علي إنهما أمران لا مفر منها، ولكن ينبغي أن لا تثبط الانتكاسات جهودنا المستقبلية أو تؤدي لخفض تقدير الذات.
الخوف من الرسوب
أجريت دراسة علي بعض طلاب المرحلة المتأخرة من التعليم الإبتدائي عن أهم مخاوفهم فأشارت النتائج إلي أن:
- الأغلبية تخاف من الرسوب في الإمتحانات.
- أظهر ثلثاً المجموعة خوف من الحصول علي درجات ضعيفة.
- عبر خمس أطفال عن خوفهم من ضرب الأساتذة الأخرين.
- عبرت نسبة ضئيلة عن خوفها من الحيوانات أو الظلام أو اللصوص.
ومن تلك الإحصائية نخلص إلي أن الرسوب هو محل خوف نسبة كبيرة من التلاميذ والتلميذات. والإحباطات الأكاديمية تؤثر علي كفاءة الصحة النفسية للطفل، مما يزيد من فرص ظهور بعض الاضطرابات النفسية والأعراض الانسحابية، والعدوانية، وغيرها من الاضطرابات التي تعوق النمو النفسي الطبيعي للطفل.
كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة
فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الآباء على تحفيز طفلهم لحب مدرسته و تقبلها، و توضح لهم كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة وطريقة جعل المدرسة جزءا مكملاً من حياة الطفل.
معرفة أسباب عدم حب الطفل للمدرسة
لا بد من وجود أسباب لعدم حب طفلك لمدرسته، لذلك حاول التحدث مع إبنك عن ذلك. حاوره و اطرح عليه الأسئلة بطريقة مباشرة ودقيقة. فبدل سؤاله لما لا تحب المدرسة، و هو سؤال عام قد لا يجد إجابة عليه، إسأل إبنك مثلا: ماذا قالت المعلمة عن تمارين الرياضيات اليوم؟ بهذا السؤال تكون قد حصرت تركيز طفلك حول المعلمة و ماذا قالت، فتجده يسهب في الكلام عليها و عن طريقة تعاملها معه. و بذلك تستخلص إمكانية وجود مشاكل تواصل أو معاملة تنفر إبنك من المدرسة.
قد يتعرض طفلك للتعنيف أو الترهيب من قبل معلمته، و قد يتنمر عليه زملاؤه و ربما رأى موقفا أثار فيه الخوف والقلق في المدرسة. حاول معرفة كل ذلك بالحوار و بالتدريج.
التحدث معه عن أهمية التعليم و التعلم
توضيح الصورة و المغزى من المدرسة مهم جدا لتحفيز طفلك على حب المدرسة. فبعض الأولياء يصورون لأبنائهم أن المدرسة هي كل شيء في الحياة، وإن لم يذهب إليها سيضيع و تنتهي حياته. لكن، من الأفضل و الأنفع التركيز على ما سيفعله هناك و أهمية ما سيتعلمه في المدرسة.
تتبع بعض الدول كماليزيا أسلوب التعليم في البيت، فيستقبل التلاميذ دروسهم و فروضهم و ينجزونها في بيتهم. ما يعزز فكرة أهمية التعليم على المدرسة. و ما المدرسة إلا وسيلة لتحصيل العلم و التزود بالمعارف. تحدث مع ابنك عن مزايا التعليم و التعلم، و بسط له صورة المدرسة، التي هي وسيلة توفر له علما ينتفع به في حياته اليومية.
مساعدة طفلك على اكتساب صداقات
تنتاب الطفل مخاوف نعجز أحيانا على معالجتها أو التخفيف من وطأتها. لكن، صديق من نفس عمر الطفل يمكنه بكلمات بسيطة تطمينه و تشجيعه. فاحرص على مساعدة إبنك على إكتساب صديق محترم، و شجعه على مرافقته إلى المدرسة. الأهم من ذلك أن تكون قدوة لإبنك في معاملة الأصدقاء وأن تمدح صديقه.
فالذهاب إلى المدرسة برفقة صديق أمر ممتع، و فرصة ليحب طفلك المدرسة. شجع إبنك على المبادرة لمرافقة إبن الجيران مثلا. و يمكنك تحضير لقاء بين إبنك و طفل من سنه تجده مناسبا لصحبته.
المشاركة في إجتماع الأولياء
يعتبر من بين أسباب عدم حب الطفل للمدرسة خوفه من الإنفصال عن عائلته، بالأخص الأم. كما قد يخاف من شجار والديه عند غيابه و ترك أمه المنزل. ما يجعله يتمارض و يتحجج حتى لا يذهب إلى المدرسة. لذلك، من المهم أن تدخل إلى المدرسة مع طفلك، كلما سنحت الفرصة. إضافة إلى طمأنته و الحديث معه.
لا تتوانى في المشاركة في إجتماع الأولياء و في مختلف النشاطات التي تنظمها المدرسة للتلاميذ و أوليائهم. لأن إبنك عندما يراك داخل المدرسة، يشعر بالفخر و الحماس و انك جزء من عالمه. فتنمو فيه المشاعر و الأفكار الإيجابية، و تكون بذلك قد تعاملت مع طفلك الذي لا يحب المدرسة بذكاء.
تقسيم الوقت عند أداء الواجبات المنزلية
ترهق الواجبات المنزلية الأطفال وتشعرهم بالملل و النفور من المدرسة. يعود السبب عامة إلى الطريقة الخاطئة في التعامل مع وقت حل الواجبات، و إلى أسلوب التعامل في التدريس . فمن الأفضل أن تحرص على تقسيم وقت إنجاز طفلك لواجباته. كأن يدرس نصف ساعة، يرتاح خمس إلى عشر دقائق لا أكثر ثم يعود لحل واجباته نصف ساعة أخر و يرتاح. و هكذا دواليك.
يختلف أسلوب استقبال التلميذ للمعلومة من فرد إلى آخر. فهناك الطفل السمعي, الطفل البصري و الطفل الحسي. احرص على معرفة الأسلوب المناسب لإبنك، لأن ذلك يسهل عليه عملية التعلم و ينمي لديه حب المدرسة.
خاتمة
تكمن كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يحب المدرسة بإحاطة المدرسة بالأمور الإيجابية و الممتعة. فذهاب التلميذ إلى المدرسة مع أمه أو أبيه، و تبادل أطراف الحديث في أمور تدخل السرور إلى قلبه، تجعله ينتظر تلك اللحظات بحماس. بالأخص عندما تتضح الصورة لديه، حول أهمية التعليم والعلم ومكانة المدرسة. فهي وسيلة و جزء متصل بعائلة الطفل و حياته خارج المدرسة.