تعليم سليم

استراتيجيات إدارة التعليم ودور المعلم فيها

لا تتضمن إدارة التعليم الفعالة حل المشكلات بفعالية عند وقوعها فقط، بل محاولة منعها قبل أن تحدث. وحتى تكون القرارات فعالة يجب أن يتخذها المعلم علي فهم واضح للأهـداف والنواتج المحددة التي يرغب بتحقيقها لدى طلابه. ويوضح ديفيس Davies في كتابه Instructional أربعة استراتيجيات أساسية وفعالة يمارسها المعلم ذو الكفاية ليستطيع إدارة التعليم في غرفة الصف بنجاح وكفاءة عالية، وهذه الاستراتيجيات هي:

التخطيط لعملية التدريس

يعد التخطيط أحد الاستراتيجيات الفعالة في إدارة التعليم، حيث تتضمن عملية التخطيط إعداد الأهداف التدريسية وصياغتها بلغة قابلة للملاحظة، والتقويم على صورة سلوك ظاهر، والمعلم ذو الكفايـة هـو المدرب المعد لممارسة التخطيط والصياغة وفق قدرات طلابه، واستعداداتهم، والمرحلة الإنمائية التي يمرون بها. بالإضافة إلى قدرته على التخطيط لمواقف تستثير تفكيرهـم، وإبـداعاتهم عـن طـريـق مـا يعـده وينظمه من مواقف وخبرات، وأحـداث تحث الطلاب على ممارسة أنشطة جديدة، مثيرة للتفكير، وتدفع إلى ممارسة سلوك حب الاستطلاع.

تنظيم الخبرات والبيئة التدريسية المناسبة

وتتضمن هذه العملية عدداً من المجالات، تهدف مجتمعة إلى تحقيق الأهداف التربوية والتدريسية، وهذه المجالات هي:

  1. تنظيم الخبرات التعليمية والمواقف والأحداث التدريسية.
  2. تنظيم الظروف البيئية للتعلم تنظيماً مقصوداً.
  3. تنظيم أدوار الطلاب في تفاعلاتهم مع الأحداث والمواقف التي تعرض لهم في أثناء عملية التدريس.
  4. تنظيم استخدام التقنيات والوسائل والأدوات وأوقات استخدامها.

القيادة للأنشطة والممارسات التدريسية

هي أحد الاستراتيجيات الفعالة التي تتطلب وجود صفات شخصية لـدى المعلم عند إدارة التعليم، إذ يستطيع بما لديه من قدرات واستعدادات، وخصائص شخصية وجاذبية، لعب دور القائد المنظم والموجه لعمليات التدريس. والمعلم ذو المفهـوم السلبي نحو الذات لا ينجح في قيادة الممارسات التدريسية، ولا يستطيع لعب دور الأنموذج القائد لطلبته.

ويرتبط مفهوم القيادة بخصائص ذاتية شخصية يولد الفرد وهو مزود بها. بالإضافة إلى خصائص تدريبية تساعده على تطوير سلوكه ليكون قائداً يتصف بقدرات قابلة للتطور، للإفادة من عمليات التدريب التي تعرض لهم في الصف والمدرسة؛ مما أدى إلى ممارسة بعض المعلمين لسلوك القمع والقهر، وتدريب الطلاب على سلوك الامتثال والطاعة العمياء، لأنهم يفترضون أن الهدف من أسئلة الطلاب هو إحراج المعلمين وتوريطهم، ووضعهم في مواقف الهزء والسخرية من قبل طلاب آخرين. بالإضافة إلى اعتقاد بعض المعلمين أن ممارسات القمع والعنف تقلل من احتمالية ظهور سلوك متمـرد لـدى الطـلاب. ويرى بعضهم أن طلـب الطلاب للمـزيـد مـن التفصيلات والتوضيحات مـن المعلـم لقضية ما، ممارسة تهدف إلى إغاظة المعلم والاعتداء على ذاته.

لذلك فالمعلم الذي يتمتع بخصائص القيادة، والثقة بالنفس، والشعور بالأهمية والقيمة، هو المعـلـم الـذي يمكن أن يؤدي دور القائد والموجه لطلابه لممارسة التعلم، والمعلم القائد هو المعلم الذي يتبع الممارسات الآتية:

  1. يستثير دافعية تعلم الطلاب ومشاركتهم في المواقف التعليمية.
  2. يستثير حماسة الطلاب في بناء الأنشطة الصفية وتخطيطها.
  3. يجعـل تـعـلـم الطـلاب تعلماً تلقائياً إيجابياً، وذلك عندما يكون الطلاب مدفوعين بدوافع داخلية.
  4. دفع الطلاب إلى تحمل مسؤوليات تعلمهـم، وبذلك تكون مسؤوليات الطلاب في التعلم داخلية، وتسمى في نظرية الدافعية بمراكز الضبط Locus of control.
  5. مساعدة الطلاب على الاستقلال عن البيئة في قراراتهم في مقابل سيطرة البيئة على ممارسة الطلاب والتحكم فيها.
  6. مساعدة الطلاب على استغلال أقصى قدراتهم للتعلم في تحقيق التعلم الأقصى Optimal learning.
  7. مساعدة الطلاب على تحقيق الاتزان في حالة التخلص من عوامل التنافر المعرفي Cognitive Dissonance، وتحقيق حالـة الإبداع والشعور بالإنجاز والتفوق.

ضبط الإجراءات التدريسية

تتطلب إدارة التعليم وتنفيذه تنفيذاً فاعلاً، أن يتمتع المعلـم بـصفة القـدرة على الضبط والمراقبة الصارمة، حتى يتسنى له تحقيق أهـداف الدرس، أو هدف المقرر الدراسي، إذ إن غياب عملية الضبط تجعل عملية التدريس خالية من الانتظام، والالتزام بخطوات متتابعة والتسلسل لتحقيق ما تم رصده من أهداف.

إن عملية الضبط عملية مخططة ومحددة بمعايير توجه حكم المعلم ورضاه عن خطوات سيره، وتحقـق الـدرجات التي تم تحديدها لقبول أداء الطلاب كنواتج تعليمية. وعمليات الضبط عمليات واعية تضمن كفاءة المعلم وقدراته على متابعة تقدم سيره نحو النواتج. وتتحدد هذه في ذهن المعلم عادة، عن طريق مقارنة نقاط البدء Base Line بنقاط الإنجاز والتحصيل التي حققها الطلاب في نهاية الموقف. وتستدعي هذه العملية في بعض الأحيان إعداد خطة تصويبيه، تقوم بتغيير وتعديل المسار التدريسي لكي تسير في طريق تحقيق الهدف، وتكون عادة إما بإدخال استراتيجية جديدة أو ممارسة جديدة، أو استعمال وسائل لم تستعمل من قبل، أو إدخال صحف أعمال للطلاب، ليتغير المسار الذي تم تخطيطه من قبل والتقدم نحو ما هو محدد من نواتج أو أهداف.

ويضاف البعض كذلك بعض الأدوار الأخرى في إدارة غرفة الصف بنجاح، وهي:

الاتصال الفعال

إذ إن الاتصال الفعال مع الطلاب يؤدي إلى إدارة ناجحة للتعليم في غرفة الصف. ويمكن تقسيم مهارات الاتصال التي ينبغي أن يتمتع بها المعلم في الغرفة الصفية إلى قسمين هما:

أ- المهارات الخاصة بالإرسال، وتشمل:

  • تحدث مباشـر للطلاب، ولا تجعـل حـديـثك عنهم. وهذا يجعلهم يتصرفون باحترام، ويقدرون مشاعر الآخرين.
  • تحدث معهم بلطف. وهذا يخلق نماذج إيجابية للطلاب.
  • تحمل المسؤولية عند الحديث عن أمر ما، واستخدم الضمير” أنا ” في عباراتك عند توجيه الحديث لطلابك.
  • تحدث بعبارات عامـة عـند الحديث عن سلوكيات الطلاب، وتجنب توجيه الأسئلة بهذا الخصوص، لأنك تضع طلابك في مواقف دفاعية، وهذا غير مستحب.

ب- المهارات الخاصة بالاستقبال، وهي تعـد استراتيجيات للاستماع الفعال، وهذه المهارات هي:

  • استخدام أسلوب الاستماع غير التقويمي، وهذا يشعر الطالب بأنك تستمع إليه بعناية، وأن المشاعر التي يبديها أثناء الحديث مقبولة لديك.
  • استخدم أسلوب إعادة الصياغة مع المحافظة على المعنى، واستمع له بنشاط، إذ إن ذلك يتيح له الانخراط بالحوار بفعالية.
  • حافظ على الاتصال الطالب بعينيك عندما يتحدث إليك، وكن حذراً من الرسائل غير اللفظية التي تصدر عنك.
  • اعتمد على تعابير الوجه والإيماءات التي تصدر عنك لإشعار الطالب بالراحة والحرية عند الحديث.

التنوع في أساليب التدريس

يعد التنوع في أساليب التدريس من الاستراتيجيات الفعالة في إدارة التعليم، حيث أثبتت العديد من الدراسات، أن نوعية التدريس الذي يقدم للطلاب بعد عاملاً أساسياً في التأثير على تحصيلهن وسلوكياتهم، وأن التنوع والتغيير في أساليب التدريس مـن الأمور العامة التي تساعد في الحصول على تحصيل وسلوك جيدين من الطلاب. لذلك ينبغي على المعلم مراعاة الأمور الآتية:

  • أشرك الطلاب في تقويم أعمالهم، وطريقة التدريس التي تستخدمها معهم.
  • وزع على الطلاب دليل إرشادي على شكل مخطط، يساعد في تنظيم وتركيز تفكيرهم، وانتباههم في أثناء الانهماك بعملية التدريس.
  • اطرح السؤال، وانتظر قليلاً قبل استدعاء الاستجابات من الطلاب.
  • نوع في أساليب تدريسك بحسب طبيعة المحتوى الذي تقوم بتدريسه، وبحسب تنوع طلابك في غرفة الصف وتنوع أساليب تعلمهم.
  • اعمـل علـى طـرح بعـض المهمات الصعبة نوعاً ما للتعرف على الفروق الفردية بين الطلاب.
  • اعمل على ربط المواد والوسائل التعليمية بحياة الطلاب كلما كان ذلك ممكناً.
  • ركز على النشاطات والمهمات التي تعتقد أنها مهمة لطلابك، وتعمل على زيادة دافعيتهم للتعلم.
  • اجعـل طـلابـك ينخرطون بالتعلم مـن خـلال مجموعات العمل التعاوني، ومجموعات المناقشة، ولعب الدوار… وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى