قصة البطل الصغير وقصص أخري

استمتع بعدد من القصص القصيرة من أمثال قصة البطل الصغير وقصة اصبر قليلاً بالإضافة إلي قصة أين الحصان في أسلوب قصصي وتعليمي مميز.

البطل الصغير

في قرية على شاطئ النيل من قرى الإقليم المصري كان همام يسكن مع أسرته في بيت قريب من النهر، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة. وعلى عادة رفقائه من الغلمان كان يجتمع معهم في مكان على الشاطئ أمام البيت يجرون ويلعبون.

وفي ظهر يوم من الأيام كانوا يجرون ويلعبون في مكانهم المعتاد، فسمعوا أصوات استغاثة: “الغريق، الغريق!! ” فجروا جميعا جهة الصوت، فرأوا غلاماً يصارع الأمواج والأمواج تصرعه. قد أخذه الموج إلى داخل النهر، فصار الغلام يطفو فوق الماء تارة، ويغوص تحته تارة أخرى. والناس الواقفون على الشاطئ حائرون، لا يعرفون ما يفعلون.

ولم يجرؤ أحد من رفقاء همام – ممن كانوا أكبر منه سناً – أن يتقدم لإنقاذ الفتى من الغرق؛ خوفا على حياتهم، وجبناً منهم. ولكن همام لم يتأخر، ولم يتردد، بل خلع جلبابه مسرعاً، وقفز وهو يجرى إلى الماء بشجاعة لإنقاذ رفيقه. وحينما اقترب منه أحس أن إنقاذه يحتاج إلى مهارة، وأنه إن لم يكن حريصا فقد يضحى بحياته، ويغرق معه.

فقرب منه باحتراس، وانتهز فرصة ظهوره على وجه الماء، وأمسك به من الخلف بإحدى يديه، ورفع رأسه فوق سطح الماء، وأخذ يدفعه أمامه، مستعينا على السباحة بيده الأخرى، حتى وصلا إلى البر بسلام.

فهلل الواقفون على الشاطئ فرحاً بنجاة الفتى من الغرق، وإعجابا بشجاعة همام وبطولته. ثم أسرع بعض الحاضرين إلى إسعاف الفتى، وإخراج الماء من جوفه بالطرق الصحية، وجعلوه يتنفس تنفسا صناعيا حتى أفاق من إغمائه. وجاء أهل الفتى، فشكروا همام على جميل معروفه، وعظيم مروءته.

اصبر قليلا

ذات يوم خرج فلاح إلى المزرعة، ومعه حماره وكلبه، ووضع طعامه في خرج على ظهر الحمار. ولما وصل إلى المزرعة ترك الحمار يرعى، واشتغل بإصلاح زرعه إلى أن تعب، فاستراح تحت شجرة ونام.

ولما جاع الكلب قال للحمار: هل تسمح لي يا صاحبي أن آخذ لقمة من الخبز الذي على ظهرك

فأجاب الحمار: “اصبر قليلا حتى يستيقظ سيدك”. واستمر يرعى.

وبعد قليل جاء الذئب، فخاف الحمار وارتعد. ونادى الكلب قائلا: “ألا ترى الذئب؟ كيف تتركني له وحدي؟ أنقذني يا صديقي! أنقذني! “.

فقال الكلب: “بل اصبر قليلا حتى يستيقظ سيدك”

أين الحصان

سافر تاجر من التجار على حصانه إلى قرية من القرى، فسمع أن اللصوص كثيرون في تلك القرية، فخاف أن يسرقوا حصانه. فلما جاء الليل، قال التاجر لخادمه الذي كان معه: يمكنك أن تنام الليلة، وسأبقى أنا يقظان؛ لأني أخاف أن تنام، فيسرق اللصوص الحصان.

قال الخادم: لا تخف يا سيدي. ولا يصح أن ينام الخادم، ويسهر السيد لحراسة الحصان. وسأحرسه أنا، ولن أعفل عنه. وفي استطاعتك أن تطمئن وتنام.

فنام التاجر، وترك الخادم يحرس الحصان. وبعد مدة استيقظ التاجر، فرأى خادمه كأنما يفكر في شيء، فسأله في أي شيء تفكر؟

أجاب الخادم: أفكر في الخالق الذي خلق الأرض والسموات.

قال التاجر: إني أخاف أن تم تغفل في تفكيرك، وتنام، فيأتي اللصوص ولا تراهم.

قال الخادم: اطمئن يا سيدي كل الاطمئنان؛ فإن حذر كل الحذر، ولن أنام الليلة.

فاطمأن التاجر ونام، وبعد نصف الليل استيقظ مرة أخرى، فسأل الخادم: أأنت نائم؟

قال الخادم: لا يا سيدي إنني لست بنائم.

فسأل التاجر: في أي شيء تفكر؟

أجاب: إنني أفكر كيف رفع الله السماء بغير أعمدة؟

قال التاجر: احذر أن يسرق الحصان منك، وأنت تفكر. واحذر أن تنام.

قال الخادم: يا سيدي! هذا لا يكون أبدا، اطمئن كل الاطمئنان.

قال سيده: إذا أردت أن تنام الآن فإني مستعد تمام الاستعداد لأن أسهر للحراسة.

قال الخادم: لا حاجة بي إلى النوم، وسأسهر أنا للحراسة. نم يا سيدي. فنام التاجر، ثم استيقظ من النوم عند طلوع الشمس، فسأل خادمه: ماذا تفعل الآن؟ قال الخادم: أنا الآن أفكر فيمن يحمل السرج اليوم: أنا أم أنت، فإن اللصوص أخذوا الحصان وتركوا السرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى