رغم أن غالبية التلاميذ الأن لديهم خبرة في التعامل مع ألعاب الحاسوب، فإنهم يعتقدون أن العملية التعليمية يجب أن تتم من خلال إنسان (المدرس) وأنهم لا يستطيعون التعلم من مجرد أجهزة أو ألات. وتوضح لك الاقتراحات التالية دور المعلم في ظل استخدام الحاسوب في التعليم وكيفية إقناع هؤلاء التلاميذ باستخدام الحاسوب في التعليم.
دور المعلم في تدريب التلاميذ في ظل استخدام الحاسوب في التعليم
- ذكر التلاميذ بأنه دائماً يوجد عقل بشري يقف خلف تطور الآلة. وإذا لزم الأمر، وضح للتلاميذ أن أجهزة الحاسوب هي عبارة عن ألة لتخزين كل المعرفة الإنسانة وأنه لا يخطط لما سوف يدرسونه وإنما سينفذ فقط ما وضعه له الإنسان لتنفيذه.
- وضح للتلاميذ أن العمل من خلال الحاسوب (على عكس اللعب على الحاسوب) يعد من المهارات المهمة في الحياة. يتضح دور المعلم هنا في اكساب التلاميذ الثقة والخبرة في استخدام الحاسوب ما ينعكس إيجابياً على مستقبلهم المهني وحياتهم العملية، كما سيؤهلهم للحصول على المزيد من التدريب والتطوير لمهاراتهم كلما دخلت تطورات جديدة في المجال الذي يعملون به.
- اقنع تلاميذك بأن استخدام الحاسوب في التعليم يمكن أن يكون في حد ذاته متعة كبيرة. بمجرد أن يتخطى التلاميذ ما لديهم من خوف من أن يكسروا الجهاز أو من أن الحاسوب “سيظن” أنهم حمقى، فإنهم سيألفون الحاسوب بل وسيحبون التعامل معه. (فقط حاول إقناعهم بذلك إذا كنت أنت ذاتك مقتنع بالفكرة!)
- ذكر التلاميذ بميزة أن يتم تصحيح أخطائهم في السر. عندما يخطئ التلاميذ في حل تدريبات معينة عند استخدام الحاسوب، فإن الحاسوب فقط هو الذي يعلم بالخطأ وأجهزة الحاسوب لا تبالى بذلك. لذا، إنه من الأفضل كثيراً التعلم من أخطائهم باستخدام الحاسوب بدلاً من المدرسين الحقيقيين الذين يقفون على كل خطا وهفوة.
- وضح للتلاميذ أنه عند استخدام الحاسوب لن يتوجب عليهم إضاعة أوقاتهم في أشياء هم يعرفونها بالفعل. في الفصل، يظل الجميع منتظرون حتى يفهم كل التلاميذ ما تم شرحه. أما باستخدام الحاسوب، فإنه يمكن لأي تلميذ أن يضغط على أي جزء يرى أنه يحتاج إلى تعلمه أكثر دون انتظار لإعادة شرح جزء معين حتى يفهم أحد التلاميذ. إن استخدام الحاسوب في التعليم يمكن أن يتناسب مع سرعة كل تلميذ على حده في استيعاب المعلومات.
- أجهزة الحاسوب لا تمل من التكرار. هناك بعض الأمور التي لا يمكن تعلمها من المرة الأولى. وأحياناً ما يكون من الصعب أو المحرج بالنسبة للتلاميذ أن يطلبوا من المدرس إعادة شرح جزء معين من البداية مرة أخرى. أما الحاسوب، فلا مشكلة لديه على الإطلاق في التكرار لمرات ومرات حتى تصل المعلومة وترسخ لدى التلميذ.
- ذكر تلاميذك بأنه سيتعلمون كل شيء بالتجربة والممارسة على جهاز الحاسوب. إن غالبية برامج الحاسوب التعليمية هي برامج تتفاعل مع التلاميذ وتجبرهم على اتخاذ قرار وحل المسائل واختيار أفضل الإجابات من ضمن عدة بدائل. ويعني ذلك أن عمليه التعلم يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر تركيزاً عما تكون عليه في مواقف التعلم الجماعي.
- وضح أن المدرس موجود ليؤدي دوراً أكثر أهمية. عندما يتعلم التلاميذ من أجهزة الحاسوب، يبرز دور المعلم الأكثر أهمية في ظل استخدام الحاسوب حيث يركز المدرس اهتمامه الأكثر على تقييم العملية التعليمية وشرح بعض الأجزاء التي يعجز الحاسوب عن شرحها وذلك بطرق متعددة.
- وضح للتلاميذ أنهم ليسوا مضطرين للعمل بمفردهم على أجهزة الحاسوب. رغم أنه من المفترض أن برامج الحاسوب التعليمية مخصصة للاستخدام الفردي والتعلم المستقل، فقد يكون من المفيد لمجموعات من التلاميذ الجلوس والتعلم معاً. ويتيح ذلك لهم مقارنة الملاحظات التي يلاحظونها والتعلم من بعضهم البعض وشرح النقاط المختلفة لبعضهم البعض. وقد تكون هذه خطوة مبدأيه مفيدة قبل تدريب التلاميذ على العمل كل بمفرده على الحاسوب.
كيفية إعداد واختيار برامج الحاسوب التعليمية المناسبة
تدريب التلاميذ على استخدام الماوس ولوحة المفاتيح
لقد أصبحت الحاجة ملحة في الوقت الحالي لتدريب التلاميذ على العمل في عالم الحاسوب والاتصال الإلكتروني والانترنت. إن كثيراً من التلاميذ يحصلون الأن على قدر كاف من التدريب على الحاسوب في المرحلة الابتدائية. وتشتمل مهارات الحاسوب التي يتعلمونها في تلك المرحلة على الأساسيات في التعامل مع أجهزة الحاسوب ومكوناتها من حيث لوحة المفاتيح والماوس. إن إتقان استخدام أجهزة الحاسوب يأتي بالممارسة، مثله في ذلك مثل أي مهارة أخرى. وقد تساعدك الاقتراحات التالية على جعل عملية التدريب على استخدام الماوس ولوحة المفاتيح أمر ممتعاً ومفيداً بالنسبة للتلاميذ.
- ذكر التلاميذ أن بعض المفاتيح الخاصة بلوحة المفاتيح تستخدم في غالبية عمليات الحاسوب. ومن أهم المفاتيح التي يتم استخدامها مفتاح “Enter” (لتنفيذ الأوامر) ومفاتيح الأحرف لإدخال النص ومفاتيح الأرقام لإدخال الأرقام وإجراء العمليات الحسابية. وقلما تستخدم مفاتيح الوظائف خاصة بالنسبة للمبتدئين فى استخدام الحاسوب.
- استغل إمكانية التراجع “Undo” إلى أقصى حد ممكن في البرنامج الذي تستخدمه. في العديد من برامج معالجة الكلمات، يمكنك التراجع عن سلسلة من إدخالات لوحة المفاتيح. ويمكن أن تكون هذه الإمكانية مفيدة عندما لا يستطيع التلاميذ أن يتذكروا ما قاموا بكتابته على وجه التحديد ولكنهم يعلمون أنهم ارتكبوا خطأ ما. ويمكن للتلاميذ أيضاً استخدام أمر الإعادة “Redo” ليتعرفوا خطوة بخطوة على الخطأ الذي قاموا به على وجه التحديد.
- شجع تلاميذك على تعلم الكتابة على لوحة المفاتيح دون النظر إليها. وقد لا يتوفر الوقت للتدرب على ذلك أثناء حصصك. ولكن إذا أردت بالفعل القيام بذلك، فهناك الكثير من البرمجيات المخصصة لهذا الغرض. وضح للتلاميذ أنهم إذا استخدموا الحاسوب بكثرة، فغالباً ستزداد سرعتهم في الكتابة على لوحة المفاتيح أكثر منها عند استخدامهم لخط اليد. وضح كذلك أن استخدام الأصابع اليمنى للأحرف الموجودة على يمين لوحة المفاتيح والأصابع اليسرى للأحرف الموجودة على يسار لوحة المفاتيح يسهل كثيراً من الكتابة على لوحة المفاتيح وذلك على المدى البعيد حتى ولو استغرق الأمر وقتاً في بداية استخدام الحاسوب في التعليم.
- حاول إخفاء بعض مفاتيح الأحرف وذلك باستخدام لاصقات ملونة ومعتمة توضع على لوحة المفاتيح. وتعد هذه من إحدى التقنيات المستخدمة لمساعدة الأشخاص عل إتقان مهارات الكتابة بدون النظر إلى لوحة المفاتيح. أخبر التلاميذ بأن يستخدموا لوحة المفاتيح النظر إليها على الإطلاق ولكن مع النظر إلى الأحرف التي يكتبونها وذلك على الشاشة. ذكر التلاميذ ألا يقلقوا إذا كتبوا أحرفاً خطأ. فيمكنهم دائماً حذف تلك الأحرف ومحاولة كتابتها مرة أخرى حتى يكتبوا ما يريدونه على الشاشة.
- أعطي تلاميذك تدريبات تتطلب منهم إدخال كلمات أو أحرف من خلال كتابتها على لوحة المفاتيح. إن الكثير من برامج الحاسوب الخاصة بالتعلم تطلب من التلاميذ إدخال بعض النصوص والأرقام للإجابة على بعض العناصر التفاعلية.
- ساعد تلاميذك على التعود على استخدام الماوس. إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي استخدام برامج كمبيوتر تتطلب الكثير من استخدام الماوس. وذلك لاستخدام القوائم المنسدلة أو النقر المزدوج على الأيقونات وما إلى ذلك. وضح أن ذلك يشبه إلى حد كبير تعلم قيادة السيارات. وهناك كثير من أنواع الماوس (مثل Roller, balls و trackpads وغيرها من الوسائل للتحكم في وضع مؤشر الماوس على الشبكة). ولكن بمجرد إتقان استخدام أي من هذه النظم، يكون تعلم الأنظمة الأخرى المختلفة أمرا هيناً.
- وضح للتلاميذ أنه يمكنهم الاستفادة من تغيير مستوى حساسية الماوس. عندما يتقن التلاميذ استخدام الماوس بالفعل، فإنهم غالباً ما يفضلون استخدام الماوس ذي السرعة العالية. لكن استخدام ماوس ذي سرعة بطيئة قد يساعدهم على اكتساب الثقة في التعامل مع الماوس.
- اجعل التلاميذ يقومون بتجربة أحجام وأشكال مختلفة لمؤشر الماوس على الشاشة. إن أكثر شيء يثير القلق عند تعلم استخدام الماوس هو “فقدان” مؤشر الماوس على الشاشة. ويعمل تغيير لون وحجم الماوس على تسهيل تحديد موقع المؤشر مما يقلل من الارتباك الذي قد ينشأ عن استخدامه في البداية.
- اختر بعض التدريبات التي تنمي مهارات استخدام الماوس. من المفيد أن تدرب تلاميذك على اللعب ببرنامج الرسم “Painting” لرسم أشكال وعناصر باستخدام الماوس ولتحديد وتلوين المناطق المختلفة من رسوماتهم. إن الأشخاص الذين لا يجيدون الرسم يجدون متعة في الرسم بهذا البرنامج ويحصلون على نتائج غير متوقعة من الرسم على الحاسوب.
دور المعلم في مساعدة التلاميذ علي التعلم من الانترنت
دور المعلم في متابعة التعلم عن طريق الحاسوب
إن خطورة استخدام الحاسوب في التعليم تكمن في أن الحاسوب وحده هو الذي يعرف مدى التقدم الذي أحرزه التلميذ! وتساعد الاقتراحات التالية زيادة كفاءة دور المعلم على متابعة مدى التقدم الذي يحرزه التلاميذ في ظل استخدام الحاسوب في التعليم.
- راقب عمل التلاميذ بدقة عند بدئهم في استخدام برنامج كمبيوتر تعليمي جديد. لاحظ أي تلميذ يواجه أية صعوبات أو يبدو متحيراً وتعرف منه على ما يقف أمامه على وجه التحديد. ويجب على المدرس أحياناً أن يترك تلاميذه يواجهون صعوبة ما مؤقتاً حتى يتعلموا التغلب عليها بأنفسهم. ولكن يمكنك أحياناً أخرى تقديم بعض التعليمات للتلاميذ أو ضبط البرنامج ذاته بحيث لا يواجه التلاميذ مثل هذه الصعوبات.
- استخدم أية إمكانيات للمتابعة تكون موجودة بالفعل في برامج الحاسوب. تعمل الكثير من حزم البرامج التعليمية على المتابعة الأوتوماتيكية لأى من الخيارات التي يختارها المستخدم. وقد يكون من المفيد للمدرس إعادة متابعة خطوات التلاميذ من وقت إلى أخر. وذلك للتعرف على الجوانب المختلفة من البرنامج التي قد تسبب ارتباكاً للتلاميذ.
- اسأل التلاميذ عن آرائهم في حزم البرامج التعليمية. لا تسألهم أسئلة عامة، حدد أسئلتك بحيث تركز على جوانب معينة من البرامج. على سبيل المثال، إذا شككت في أن عنصراً ما يسبب صعوبات للتلاميذ عند استخدام البرنامج، فلتحدد هذا العنصر بطريقة مباشرة عند توجيه الأسئلة للتلاميذ.
- اسأل التلاميذ عما يعجبهم في البرنامج. من المفيد أن تسأل التلاميذ عما أعجبهم في البرنامج. قم بتحليل إجابتهم وابحث عن الطرق التي يمكنك من خلالها الاستفادة إلى أقصى درجة من استخدام حزم البرامج التعليمية. ويجب على المدرس أن يضع هذه التفضيلات التي حددها التلاميذ في اعتباره عند اختيار برنامج جديد في مرات قادمة.
- اسأل التلاميذ عما لا يعجبهم في البرنامج. أحياناً لن يكون لديك أي حل لتغيير البرنامج. لكن قد يتسنى لك توجيه تعليمات للتلاميذ عن أفضل طريقة للتعامل مع البرنامج. ولكن عندما يكون متاحاً لك ضبط البرنامج، فلتقم بذلك بحيث تقلل المشكلات الناتجة عنه بقدر الإمكان.
- حاول تجميع تقارير التلاميذ عن البرنامج باستخدام الحاسوب. قد يمكن للمدرس إضافة بعض الأسئلة ضمن مجموعة أسئلة الاختيارات الموجودة في البرنامج. وفيها يسأل المدرس التلاميذ عن رد فعلهم بالنسبة للبرنامج في كل أجزاءه ويطلب منهم أن يستخدموا الحاسوب للإجابة عن تلك الأسئلة.
- يمكن للمدرس، أحياناً، أن يجمع التقارير عن البرنامج من مجموعات من التلاميذ بدلاً من جمعها من كل تلميذ على حده. إن التقرير الذي يحصل عليه المدرس من مجموعات من التلاميذ يكون أكثر إفادة عن التقرير الذي يجمعه من أفراد من التلاميذ. حيث تكون تقارير المجموعة هي نتاج لمناقشة المجموعة ومداولة أراءهم. على سبيل المثال، يطلب المدرس من مجموعات التلاميذ سرد أكثر النقاط التي تعجبهم في البرنامج وسرد تلك النقاط التي لا تعجبهم به.
- لا تسأل أسئلة دون طائل. عندما تطلب من التلاميذ تقديم تقارير عن البرنامج، فمن الأفضل ألا تسألهم أسئلة لا فائدة منها أو لن يتم استخدامها في أي شيء. على سبيل المثال، لا توجد فائدة من السؤال عن العمر والنوع والوظيفة، إلا إذا كان هناك فائدة من مثل هذه الأسئلة. وبذلك يمكن اختصار الكثير من نماذج استطلاع الرأي دون التأثير على الغرض منها.
- استخدم الاختبارات والتدريبات لتتعرف على مدى الاستفادة التي استفادها التلاميذ من حزم البرامج التعليمية. عندما يتعرف المدرس على عدة نقاط استفاد منها غالبية التلاميذ باستخدام حزم برامج الحاسوب، فليحاول الوقوف على سبب نجاح البرنامج في تعليم هذه المهارة أو هذا الجانب بكفاءة.
- أعطي التلاميذ تقريراً عن تقريرهم!. إذا بدا على المدرس أنه يجمع معلومات لمجرد جمعها دون عمل شيء إيجابي بها، فإن التلاميذ قد لا يهتموا بكتابة تقرير يعبر بالفعل عن رأيهم. وإذا وجد المدرس أن غالبية التلاميذ وجدواً صعوبة في التعلم من خلال برنامج الحاسوب، فليحاول التعرف على الأسباب وراء ذلك.