تعليم سليم

دور المعلم في مساعدة التلاميذ علي التعلم من الانترنت

إن الإنترنت هو الطريق الإلكتروني السريع للوصول إلى أكبر شكل من التنوع في المعلومات والبيانات والاتصالات التي تم الوصول إليها على مستوى البشرية. إن اللعب على الإنترنت هو أمر سهل. أما التعلم من الانترنت، فهو ليس بنفس السهولة. وتساعدك الاقتراحات التالية على توجيه تلاميذك إلي الوجهة الصحيحة بحيث يستمتعون بكل من اللعب على الإنترنت وكذلك تطوير مهاراتهم الدراسية:

مساعدة التلاميذ على التعلم من الانترنت

  1. البدء بمواد بسيطة من الإنترنت. على سبيل المثال، يمكنك تحميل معلومات محددة من الإنترنت إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالتلاميذ في المدرسة أو إلى شبكة محلية ومنها إلى مجموعة الأجهزة. ويمكنك بعد ذلك أن تعطي التلاميذ تدريبات صغيرة على كيفية البحث عن شيء ما في الملف.
  2. فلتجعل التلاميذ يساعدون بعضهم البعض. إن التعلم من الانترنت لا يجب أن يكون نشاطاً فردياً. فمن المفيد أن يشترك كل تلميذين أو ثلاثة تلاميذ في العمل على جهاز واحد عند الاتصال بالإنترنت حتى يتبادلوا الحوار والمناقشات والملاحظات معاً. شجع التلاميذ على تبادل استخدام لوحة المفاتيح بحيث يتساوى كل التلاميذ في التعود على استخدام لوحة المفاتيح والماوس. وحتى يسهل لهم بعد ذلك التعامل مع الكمبيوتر كل تلميذ بمفرده.
  3. ساعد التلاميذ على استخدام أليات البحث. هنالك الكثير من آليات البحث (search engines) المجانية على الإنترنت مثل محرك البحث جوجل. وبعضها يكون أسرع من غيرها وبعضها يكون أنجح وأشهر من غيرها في التعامل مع مجالات معينة من المعلومات. أعطي تلاميذك تدريبات تساعدهم على اكتشاف آليات البحث التي تناسبهم في دراستهم.
  4. امنح التلاميذ تدريبات تساعد على تنمية مهاراتهم في اختيار كلمات البحث. وضح للتلاميذ أن اختيار كلمة بحث ذات نطاق واسع يؤدي إلى الحصول على نتيجة بحث مليئة بالمصادر مما يجعل الأمر مملاً على التلاميذ من حيث فتح كل هذه المصادر والإطلاع عليها للوصول إلى المعلومات التي يريدونها. قم بتدريب التلاميذ على استخدام عدة كلمات بحث حتى يصلوا إلى عدد معقول من المصادر اتي تقدمها ألية البحث كنتيجة.
  5. أتح للتلاميذ فرصة التعرف على السرعات المختلفة التي يمكن نقل المعلومات بها عبر الإنترنت. على سبيل المثال، اجعل التلاميذ يدخلون إلى الإنترنت في أوقات مختلفة من اليوم بحيث يتعرفون على الأوقات التي يكون فيها الإنترنت أبطأ وأثقل في تحميل الصفحات. كذلك، اجعلهم يلاحظون الفرق بين سرعة تحميل النصوص وبين سرعة تحميل الصور. ساعدهم على اتخاذ القرار بشأن الانتظار لمدة طويلة حتى يتم تحميل صفحة بها معلومات متعلقة إلى حد كبير بما يبحثوا عنه أو الانتقال والبحث عن صفحة أخرى أسرع من حيث التحميل.
  6. وضح لتلاميذك بأن البحث هو خطوة واحدة في طريق التعلم. من السهل على المرء أن يكتشف سيلاً من المعلومات أثناء البحث على الإنترنت ثم ينساها بعد زمن قصير للغاية.
  1. علم تلاميذك كيف يحتفظون بالمصادر الجيدة التي يجدونها على الإنترنت. إن استخدام الإشارات المرجعية أو علامة الجدولة الخاصة بالتفضيلات لمن أفضل الطرق الفعالة للرجوع بسهولة مرة أخرى للمواقع الذي يجدها التلميذ متعلقة بالمعلومات التي يريدها. قم بتدريب التلاميذ على الدخول إلى المواقع التي تقدم لهم معلومات قيمة ومفيدة. كذلك قم بتدريبهم على كيفية إزالة المواقع غير المفيدة لهم أو التي حلت محلها مواقع أخرى من قائمة التفضيلات.
  2. قم بتدريب التلاميذ على تسجيل ما يجدونه أو ما يحصلون عليه من معلومات أثناء البحث. قد يكون من المفيد أن تقوم بتصميم كراسات للأعمال التحريرية لتدريب التلاميذ على تدوين ملاحظاتهم والمعلومات التي يجدونها أثناء البحث وأن يصبح الأمر عادياً بالنسبة لهم أن يقوموا بتدوين هذه الملاحظات في كل مرة يقومون فيها بالبحث على الإنترنت.
  3. ساعد تلاميذك على تنمية مهاراتهم النقدية. تتنوع المعلومات التي توجد على الإنترنت إلى حد كبير من حيث مدى مصداقيتها وصحتها. وفي هذه الحالة، يكون من الصعب على الشخص التحقق مما إذا كانت المعلومات المعروضة أمامه صحيحة أو غير صحيحة من مجرد النظر إلى الشاشة. قم بتنبيه التلاميذ إلى أن المعلومات الموجودة على الإنترنت قد لا تكون غير موثقة أو لم يتم مراجعتها أو لم تخضع إلى عمليات مراقبة الجودة المتعلقة بالمواد المطبوعة التي يتم نشرها أو كما هو الحال في الصحف والمقالات.
  4. ذكر التلاميذ بأهمية الموازنة بين اللعب على الإنترنت والتعلم من الانترنت. من الطبيعي أن يبحث التلاميذ في جهات متنوعة وأن يتتبعوا موضوعات مختلفة ولو أدى بهم البحث إلى نتائج لا تتعلق بالمعلومات التي يبحثون عنها. ولكن، مع ذلك، يجب أن تنبه التلاميذ إلى تقنين البحث فيما لا يعنيهم وأن تدربهم على الاستفادة من تلك الموضوعات المختلفة وتوظيفها بحيث تخدم أغراض البحث التى تعنيهم.

استخدام الإنترنت في الأغراض التعليمية

قد يستخدم التلاميذ الإنترنت في الأوقات التي يريدونها، وبالطريقة التي يفضلونها ومن أي مكان حيث تكون هناك وسيلة للاتصال بالإنترنت. ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن الإنترنت هو وسيلة فعالة للتعلم. فمن السهل للغاية أن يندمج التلاميذ في اللعب واللهو على الإنترنت مع الابتعاد عن المصادر والمعلومات الدراسية على الإنترنت. الملاحظات التالية لا توضح كيفية توصيل المعلومات الدراسية عن طريق الإنترنت بقدر ما تساعد على تدريب التلاميذ على البحث على الإنترنت للحصول على المعلومات التي تتصل بدراساتهم. وتوضح لك الاقتراحات التالية كيفية مساعدة تلاميذك على الاستمتاع والتعلم جيداً باستخدام الإنترنت:

  1. فلتستخدم أنت أيضاً الإنترنت للعب. يجب عليك أن تجرب بنفسك الشعور بالاندماج في هذا العالم الفسيح من قواعد البيانات وذلك قبل أن تقبل على الطرق التي تريد من خلالها استخدام الإنترنت لتوصيل معلومات دراسية وخبرات مفيدة لتلاميذك.
  2. حدد ما إذا كنت تريد أن يستخدم تلاميذك الإنترنت أم الإنترانت. الإنترانت هي المكان الذي تعمل عليه الشبكة الداخلية التي توصل بين عدة أجهزة كمبيوتر حيث تكون كل الأجهزة تعمل على الإنترنت ولكنها لا تكون مفتوحة على العالم الخارجي بأكمله. فإذا كنت تعمل في مدرسة لديها بالفعل مثل هذه الشبكة وكان تلاميذك قادرين على استخدام هذه الشدكة بكفاءة، فإن الإنترانت من شأنها تقديم مميزات أكثر لخدمة أغراض معينة. يمكنك كذلك التحكم في طريقة الاتصال بالإنترنت من خلال الإنترانت وذلك باستخدام روابط احالة إلى مواقع محددة مسبقاً.
  3. استخدم الإنترنت للبحث عن شيء بنفسك. قم بذلك قبل أن تحدد للتلاميذ مهام البحث والاستطلاع باستخدام الإنترنت. حدد لنفسك ساعة محددة أو ربما نصف ساعة أو حتي أقل. اختر موضوعاً تبحث فيه وقارن بين كفاءة آليات البحث المختلفة في تناول هذا الموضوع. تعرف على كيفية التعامل مع العدد الكبير من المواقع عن موضوع البحث. وكيفية تحسين طرقك في البحث حتى تتقلص هذه المواقع أو المصادر إلى 10 فقط.
  4. لا تستخدم الإنترنت كمجرد حافظة للمصادر التعليمية. رغم إنه أمر مفيد أن يجد التلاميذ كل ما يريدونه من ملاحظات ومصادر عن طريق الاتصال بك عبر الإنترنت. فإن ذلك ليس بالاستخدام الأمثل للإنترنت حيث يكتظ الإنترنت بالمعلومات في كل المجالات. مما يجدر بك تعريف التلاميذ بهذا العالم الصاخب حتى وإن لم يستخدموا كل ما فيه.
  5. حدد النتائج المراد الوصول إليها أثناء عملية التعلم من الانترنت. إنك قد تحتاج لاستخدام الإنترنت كوسيلة يلجأ إليها التلاميذ للحصول على معلومات محددة تتعلق بموادهم الدراسية. ولكن من المفيد كذلك أن تفكر في إضافة بعض الأهداف الأخرى التي تثرى عملية التعلم لدى التلاميذ وذلك من خلال البحث والاختيار وتحليل المواد العلمية. ويجب عليك التفكير في الكيفية التي سيتم من خلالها تقييم هذه الأبعاد الجديدة من العملية التعليمية.
  1. أعطي التلاميذ مهام معينة يقومون بتنفيذها باستخدام الإنترنت. ولتكن هذه المهام متعلقة ببيانات حديثة للغاية أو عن أخبار الساعة المتعلقة بالمواد الدراسية. وذلك بدلاً من البحث عن معلومات موجودة لديهم بالفعل في الكتب المدرسية.
  2. وضح لتلاميذك أن مهارات البحث على الإنترنت مهمة بنفس قدر أهمية المعلومات التي يحصلون عليها من الإنترنت. من أهم المهارات التي يمكن أن يتعلمها التلاميذ من استخدام الإنترنت هي البحث الفعال واتخاذ القرار بشأن جودة ومصداقية المعلومات التي يجدونها. ومن المفيد أن يقوم المدرس بتصميم تدريبات يتعرف من خلالها على مدى إتقان التلاميذ لهذه المهارات.
  3. فكر في تصميم صفحات تفاعلية خاصة بك. قد تود أن تقصر الوصول إلى هذه الصفحات من خلال الإنترانت (الشبكة المحلية) على الأقل في البداية. ويمكنك بعد ذلك استخدام مربعات الحوار حتى تجعل التلاميذ يجيبون على الأسئلة ويقومون بإدخال بيانات وما إلى ذلك. أما وضع هذه الصفحات على الإنترنت، فقد يؤدي إلى وصول ردود غير متوقعة من أشخاص لا تعرفهم.
  4. شجع تلاميذك على تصميم بعض الصفحات. ومن الأفضل القيام بذلك على الإنترانت (الشبكة الداخلية) الخاصة بالمدرسة. على الأقل، إلى أن يتمكن التلاميذ من اكتساب بعض المهارات الكافية لتطوير صفحات يمكن نشرها للجميع على الإنترنت. إن تصميم التلاميذ لصفحاتهم الخاصة سيساعدهم كثيراً على تطوير مهاراتهم النقدية المتعلقة بتقييم جودة ومصداقية الصفحات التي يطلعون عليها على الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى