قصة مشمش وفلفلة

اكتشف مغامرات مشمش وفلفلة، القطين الصغيرين المشاغبين، وكيف تسببا في فوضى كبيرة قبل أن يتعلما درسًا مهمًا في نهاية القصة الممتعة.
جدول المحتويات

في بيتٍ صغير، كانت القطة بلبلة تجلس تحيك ثوبًا لابنتها فلفلة من خيوط الصوف الأخضر، بينما كان ابنها المشاغب مشمش يتسلل بخفة ليسحب كرة الصوف. سقطت الكرة على الأرض، وبدأ مشمش وفلفلة باللعب بها، مما أدى إلى لف خيط الصوف حول قاعدة المائدة. عندما جذبت بلبلة الخيط، انقلبت المائدة وسقط كل ما عليها، فتسبب ذلك بفوضى كبيرة.

هرب مشمش وفلفلة إلى خزانة الملابس، مختبئين من أمهما، ثم قررا البحث عن مغامرة جديدة في المطبخ. هناك، قاما بسرقة الفطائر من على المائدة، لكن كيس الدقيق انقلب، مغطياً المطبخ بسحب بيضاء. بعد فشل هروبهما إلى الحديقة، وقعت أعين الطاهية بسبسة والخادمة بوسي عليهما.

في النهاية، وبعد الإمساك بهما، اعتذر القطان الصغيران باكين. سامحتهما بلبلة بعد أن تعلما درسًا مهمًا عن عواقب الأفعال المشاغبة.

قصة مشمش وفلفلة مكتوبة

جلست القطة بلبلة بجوار مائدة الشاي، تحيك من خيوط الصوف الأخضر ثوباً لابنتها فلفلة. انهمكت الأم في عملها، فلم ترَ القط الصغير مشمش وهو يتسلل تحت المائدة. مد مشمش يده وراح يجذب خيط الصوف بهدوء، بينما راحت أخته فلفلة تراقبه وتشجعه.

جذب مشمش كرة الصوف فسقطت على الأرض، وأخذ يلعب بها مع فلفلة ويلفان خيوطها حول قاعدة المائدة. وظلت الأم بلبلة مشغولة عنهما، بحياكة الثوب الأخضر.

الفوضى تبدأ

انتهت بلبلة من شغلها، فوقفت تبحث عن كرة الصوف، فلم تجدها فوق المائدة. قالت في دهشة: “ماذا حدث لكرة الصوف؟ أين ذهبت؟ من أخذها؟” وأسرع مشمش وفلفلة يهربان في خفة.

لم تنظر بلبلة تحت المائدة، وأخذت تجذب خيط الصوف الأخضر وتجذبه بقوة، دون أن تعرف أنه ملفوف حول قاعدة المائدة. يا للخسارة! جذبت بلبلة المائدة مع الخيط، فانقلبت، وسقط كل ما عليها، فحدثت ضجة كبيرة.

تحطمت أواني الصيني، وانسكب الشاي والحليب على البساط. أسرع مشمش وفلفلة يهربان إلى الطبقة العلوية دون أن يلقيا نظرة على نتيجة فعلتهما.

الهروب إلى خزانة الملابس

اقتربا من خزانة الملابس، فصاح مشمش: “أسرعي يا فلفلة… ادخلي معي…” وبمثل سرعة البرق، قفز كل منهما إلى داخل الخزانة. قفز مشمش إلى رف علوي، واختفى بين ما فيه من أغطية، وقفزت فلفلة إلى رف سفلي، واختفت بين ما فيه من أحذية.

وبقلوب خائفة، أصغى كل منهما إلى صوت أقدام أمهما تقترب باحثة عنهما. وأمسكا أنفاسهما، يتابعانها بسمعهما وهي تمر بخزانة الملابس، دون أن تحس بهما. وأطلا من فوق الرفين، فابتعدت أمهما بلبلة وزال الخطر.

البحث عن مغامرة جديدة

دارت الأم بلبلة حول المنعطف، يحيرها اختفاء مشمش وفلفلة الغريب. وخرج الشقيان من مخبئهما يبحثان عن مغامرة جديدة! نزل الشقيان الدرج في خفة وهدوء، دون أن يتنبه إليهما أحد.

وانبعثت رائحة فطائر شهية من باب المطبخ المفتوح، فتطلع الاثنان بتلهف. على المائدة شاهدا فطائر لذيذة مستديرة يحبها مشمش وفلفلة. كانت الطاهية بسبسة تدير ظهرها للباب، وقد انهمكت في وضع فطيرة شهية في فرن الموقد.

مغامرة الفطائر

لم تلحظ بسبسة مشمش وفلفلة يختلسان النظر إلى الفطائر، وقد التمعت عيونهما الجائعة. وتسلل القطان بخفة إلى المطبخ واتجها مباشرة إلى الفطائر اللذيذة فوق المائدة. كانت المائدة مرتفعة، لكن مشمش شاهد بجوارها كيس دقيق.

تسلق مشمش الكيس بسرعة وتناول الفطائر واحدة بعد الأخرى، وألقى بها تباعاً إلى فلفلة التي تلقتها سعيدة مبتهجة. لكن كيس الدقيق بدأ يميل، ثم وقعت الكارثة. انقلب كيس الدقيق على الأرض، وسقط معه مشمش، ووقعت فلفلة أرضاً.

انفتح الكيس واندفعت منه سحب الدقيق الكثيفة البيضاء، فغطت كل شيء، وغطى الدقيق الأبيض أرض المطبخ البرتقالية. نبهت الضجة بسبسة، فالتفتت تحدق في فزع إلى القطين الهاربين ولا تصدق عينيها.

محاولات الهروب

اندفع القطان كالصواريخ يهربان من المطبخ الأبيض، ومن بسبسة الغاضبة. وجدت بسبسة معظم الفطائر قد اختفت، فأصابها غم شديد، وأخذت تصيح غاضبة: “أمسكوا اللصين الصغيرين!”

حاول الشقيان الهرب إلى الحديقة، فوجدا الخادمة بوسي تركع عند الباب، تغسل المدخل بالفرشاة والماء. أصبح مشمش وفلفلة محاصرين من كل جانب، فأمهما بلبلة تبحث عنهما، والطاهية بسبسة خلفهما، والخادمة بوسي أمامهما!

في جرأة وبغير تردد، وثب القطان وثبة عالية مفاجئة، من فوق رأس بوسي، ومن فوق دلو الماء أيضًا. خرجا من المنزل بسرعة فائقة، وأيديهما تمسك في حرص شديد بالفطائر الشهية. روعت بوسي وفزعت عندما قفزا من فوق رأسها، فارتدت وقد أصابها الذعر، لكنها اصطدمت بدلو الماء الذي انقلب في عنف على الأرض. سال الماء في كل اتجاه بينما اختفى مشمش وفلفلة عن الأنظار.

البحث عن القطين

اشتد الغضب بيوسي وبسبسة، فانطلقتا تفتشان الحديقة كلها، لا تتركان منها شجرة ولا نبتة. كانتا تطلقان التهديد والوعيد، وكل منهما تسأل الأخرى، وقد ملأها الضيق: “أين ذهب الشقيان الصغيران؟”

اقتربتا من غرفة صغيرة تُوضع بها أدوات زراعة الحديقة وأشياء البيت القديمة. صاحت بوسي: “أصغي يا بسبسة… ألا تسمعين أصواتًا غريبة تصدر عن هذه الغرفة الصغيرة؟”

الإمساك بالقطين

كان القطان الصغيران بالداخل، مشمش يجلس فوق أصيص أزهار وفلفلة فوق سلة، كل منهما يأكل فطيرته في نهم، ولا يشعر بقدوم بوسي وبسبسة. صرخت بسبسة: “الآن نقبض عليكما، ونعاقبكما.”

ملأ الخوف قلب مشمش وفلفلة، فألقى كل منهما فطيرته على الأرض، واستجمعا قوتهما ووثبا ليهربا عن طريق النافذة الضيقة. لكن بسبسة كانت يقظة هذه المرة، ولم تتركهما يفلتان.

كان مشمش قد تعلق بالنافذة يريد أن يقفز منها إلى الحديقة، لكنه وجد بسبسة هناك تنتظره عند أسفل النافذة، وفي عينيها نظرة عتاب. لقد انتهى وقت العبث وجاء وقت الجد.

الاعتذار والعفو

أخيرًا، تم الإمساك بالعفريتين الصغيرين، فملأا الجو بصيحات الاسترحام، وانهمرت من عيونهما دموع الندم. كانا يبكيان ويقولان: “أردنا فقط تذوق الفطائر، قبل موعد الطعام.” وأخذ كل منهما يجفف دموع عينيه بقبضتي يديه، آسفًا على أفعاله المزعجة.

أخيرًا هدأ القطان الصغيران بعد أن ساعدتهما بوسي في الاغتسال وأزالت ما علق بهما من دقيق. وسرعان ما صفحت عنهما فلفلة، فهي تحبهما كثيرًا، وتعرف أنهما طفلان صغيران يخطئان مرة ويصيبان مرة، ويتعلمان في النهاية الفرق بين الخطأ والصواب.

معرض الصور (قصة مشمش وفلفلة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى