قصة الكشتبان الذهبي

قصة الكشتبان الذهبي تحكي عن رحلة ناديا الفتاة الشجاعة في البحث عن كشتبان سحري يغير حياتها ويجعلها أميرة، قصة ملهمة للأطفال.
جدول المحتويات

في مملكة بعيدة، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى ناديا مع والديها في منزل صغير. كانت ناديا تكسب قوت يومها من خياطة الثياب بمهارة فائقة، وكانت تستخدم كشتبانًا نحاسيًا لمساعدتها في عملها. في إحدى الليالي، وهي متعبة من الخياطة، سمعت صوتًا غامضًا يقول لها: “ابحثي عن الكشتبان الذهبي الذي يشغل الإبرة وحده.” أثار هذا الصوت فضول ناديا، فقررت أن تبدأ رحلة بحث عن هذا الكشتبان العجيب.

في البداية، ذهبت ناديا إلى جارتها، ثم إلى أمهر خياطة في المملكة، وأخيرًا إلى خياط الملك نفسه، لكن لم يعرف أي منهم مكان الكشتبان الذهبي. كل واحد وعدها بمساعدتها بشرط أن تعيرهم الكشتبان يومًا في الأسبوع إذا وجدته. وفي النهاية، طلب منها خياط الملك أن تعود بعد أيام ليخبرها بمكانه. وعندما عاد الخياط إلى الملك، اقترح أن يكون الكشتبان الذهبي الذي تبحث عنه هو كشتبان الملكة.

في صباح اليوم التالي، أخرجت الملكة الكشتبان الذهبي من خزانتها وقررت أن تجربه بنفسها، لكنها اكتشفت أنه لا يناسب إصبعها. حاولت الأميرة الكبرى تجربته، لكنه كان ضيقًا على إصبعها الضخم. ثم جربته الأميرة الصغرى، لكنه لم يكن مريحًا لها أيضًا، فانغرست الإبرة في يدها وصرخت من الألم. غضب الملك وأمر بإحضار ناديا إلى القصر لتجرب الكشتبان بنفسها.

عندما وصلت ناديا، استطاعت بكل سهولة استخدام الكشتبان الذهبي، وكأنما صُنع لها. أعجب الجميع بمهارتها، وعرفوا أنها كانت صادقة. ومع ذلك، عندما حاولت الملكة أن تأخذ الكشتبان من إصبع ناديا، لم يخرج! قرر الملك أن تبقى ناديا في القصر حتى يجدوا حلاً.

في تلك الليلة، صنعت ناديا لنفسها ثوبًا أزرق سماويًا جميلاً، وعندما استيقظ أهل القصر، ظنوا أنها الأميرة التي جاءت لتتزوج الأمير. حتى الأمير نفسه أُعجب بجمالها وأمسك يدها وقبّلها، معلنًا أنها ستكون أميرته، سواء كانت فقيرة أم لا. وهكذا، انتهت القصة بزواج ناديا من الأمير، وعاشت في القصر كأميرة، بينما أصبح الكشتبان الذهبي رمزًا للسعادة والمغامرة.

قصة الكشتبان الذهبي مكتوبة

يُحكى أن صبية فاتنة اسمها ناديا كانت تعيش مع والديها في منزل صغير، جدرانه من الحجر وسقفه من القرميد. كانت ناديا تكسب عيشها وعيش والديها من خياطة الثياب. كانت تقضي النهار كله وجانبًا من الليل تغرز إبرتها في القماش بمهارة فائقة، مستعينة بكشتبانها النحاسي الأصفر.

ذات مساء، كانت ناديا منهكة جدًا، لا تقوى على فتح عينيها. لكنها ظلت تتابع عملها، وفجأة سمعت صوتًا يقول: “ابحثي عن الكشتبان الذهبي الذي يشغل الإبرة وحده.”

في صباح اليوم التالي، لم تعمل ناديا في الخياطة، بل لبست ثيابها وذهبت إلى منزل جارة من جاراتها. قالت لها: “أنا أبحث عن الكشتبان الذهبي الذي يشغل الإبرة وحده!”

رحلة البحث عن الكشتبان

عجبت الجارة مما سمعت وقالت: “لا أعرف شيئًا عن ذلك الكشتبان، لكني أدلك على المعلمة، أمهر خياطة في المملكة كلها، لعلها تعرف مكانه! لكن إذا وجدته أريد أن أستعيره منك يومًا واحدًا في الأسبوع!” فوعدتها ناديا أن تعيرها الكشتبان الذهبي يومًا واحدًا في الأسبوع.

ذهبت ناديا إلى المعلمة، أمهر خياطة في المملكة كلها، وقالت لها: “أنا أبحث عن الكشتبان الذهبي الذي يشغل الإبرة وحده!”

عجبت المعلمة مما سمعت، وقالت: “لا أعرف شيئًا عن ذلك الكشتبان، لكني أدلك على خياط الملك، أعظم الخياطين سلطانًا في المملكة كلها، لعله يعرف مكانه! لكن إذا وجدته أريد أن أستعيره منك يومًا واحدًا في الأسبوع!” فوعدتها ناديا أن تعيرها الكشتبان الذهبي يومًا واحدًا في الأسبوع.

ذهبت ناديا إلى خياط الملك، أعظم الخياطين سلطانًا في المملكة كلها، وقالت له: “أنا أبحث عن الكشتبان الذهبي الذي يشغل الإبرة وحده!”

لقاء ناديا بخياط الملك

عجب خياط الملك مما سمع، لكنه كان أعظم الخياطين سلطانًا في المملكة كلها، فلم يشأ أن يقول إنه لا يعرف، فصمت يفكر تفكيرًا عميقًا، ثم قال: “اذهبي الآن، وعودي بعد أيام، فأدلك على الكشتبان الذهبي. لكن إذا حصلت عليه أريد أن أستعيره منك خمسة أيام في الأسبوع!”

كانت ناديا سعيدة جدًا بما سمعت، فوعدته أن تعيره الكشتبان الذهبي خمسة أيام في الأسبوع.

لم يعرف خياط الملك تلك الليلة النوم. كيف لم يسمع هو بذلك الكشتبان؟ وكيف سمعت به تلك الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا؟ فجأة هبّ من سريره، وراح يهتف ويصيح: “وجدته! وجدته!”

عندما أطل الصباح، جرى الخياط إلى القصر، ودخل على الملك، وصاح: “كشتبان الملكة، يا مولاي! كشتبان الملكة الذهبي!”

المفاجأة في القصر

ظن الملك أن خياطه المسكين أصيب بالجنون وكاد أن يأمر الحراس بحمله ورميه في الطريق، ليتخلص من صياحه. لكنه رأى أن يسمع أولًا ما عنده. صاح الخياط: “يا مولاي، أخبرتني الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا أن كشتبان الملكة الذهبي يشغل الإبرة وحده!”

لم يكن الملك يعلم أن الكشتبان الذي أهده إلى زوجته الملكة يشغل الإبرة وحده. فقال في اندهاش: “أأنت واثق مما تقول أيها الخياط؟” أجاب الخياط: “قلت لك يا مولاي إن الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا هي التي أخبرتني!”

قام الملك من مجلسه وأسرع إلى الملكة، والخياط يجري وراءه. قال: “يا مولاتي، إن كشتبانك الذهبي يشغل الإبرة وحده! أخبرني بذلك خياطي، وقد أخبرته هو الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا!”

ظنت الملكة، أول الأمر، أن الملك قد استيقظ على حلم مزعج. كانت قد نسيت كشتبانها الذهبي نسيانًا تامًا ونسيت أيضًا الإبرة الذهبية والمقص الذهبي والدبوس الذهبي، وكثيرًا جدًا من الهدايا الذهبية التي أهداها إياها الملك. والواقع أن الملك نفسه كان قد نسيها أيضًا.

بحث الملكة عن الكشتبان الذهبي

جرت الملكة إلى الخزانة، حيث تضع الهدايا الذهبية المنسية، وفتحتها وأخذت تفتش فيها عن الكشتبان الذهبي. وجدت المقص الذهبي والإبرة الذهبية والدبوس الذهبي، وأخيرًا وجدت الكشتبان الذهبي. قالت الملكة، وهي تقلب الكشتبان الصغير بين يديها: “أأنت واثق، يا سيدي، أن هذا الكشتبان يشغل الإبرة وحده؟”

قال الملك في اطمئنان: “قلت لك إن خياطي أخبرني بذلك، وقد أخبرته هو الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا.” لم تكن الملكة تعرف ناديا، ولا كان الملك، في الواقع، يعرفها. لكن الملكة كانت تثق بما يقوله زوجها الملك، وكان الملك يثق بما يقوله خياطه. ورأت الملكة أن الكشتبان الذهبي كشتبانها، فلا يجربه أحد سواها.

تجربة الملكة للكشتبان

جلست الملكة على كرسي ملكي، وأمرت أن يؤتى إليها بإبرة ذهبية وخيط حريري. فكان لها ما أمرت به. رفعت الملكة يدها وأدخلت الكشتبان الذهبي في إصبعها، لكنه سقط أرضًا. كانت إصبعها رفيعة جدًا، فلم يكن الكشتبان الذهبي يستقر فيها، وراح يسقط مرة بعد مرة.

نظرت الملكة إلى الملك بغضب شديد، فقد كان أهداها هدية لا تناسب إصبعها. ثم استدعت ابنتها الكبرى لتجرب الكشتبان. كانت الأميرة الكبرى سمينة، وكانت أصابعها ضخمة. حاولت أن تدخل الكشتبان في إصبعها فلم تستطع. أمسكت الملكة عندئذ الكشتبان وراحت تحشره في إصبع ابنتها، وبدا أن الإصبع تكاد تنفجر. أشفق الملك على ابنته فاختطف الكشتبان من زوجته.

استدعت الملكة ابنتها الصغرى. وكانت أميرة رشيقة رقيقة. أمسكت الكشتبان وأدخلته في إصبعها، فدخل. بدا على الملكة والملك الرضا، فليس على الأميرة الآن إلا أن تجرب ذلك الكشتبان. ولم تكن الأميرة قد أمسكت كشتبانًا في حياتها، ولا كانت استخدمت إبرة.

الاختبار المثير للكشتبان الذهبي

عندما ضغطت الأميرة على الإبرة بكشتبانها ضغطة قوية، انغرست الإبرة في القماش وفي يدها أيضًا، فصرخت ألمًا. أخذ أهل القصر كلهم يدورون ويركضون ويصيحون: “سال دم الأميرة!” غضب الملك غضبًا شديدًا، وأمسك الكشتبان الذهبي، ورمى به خياطه، وقال له: “ارمِ هذا الكشتبان في النهر!”

لم يكن الخياط يريد أن يرمي الكشتبان في النهر، فقال: “إذا رميناه في النهر، يا مولاي، لن نعرف إذا كان ما قالته الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا صحيحًا!”

صاح الملك: “معك حق! هاتِ هذه الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا إلى هنا لتجرب هي الكشتبان. فإذا كانت صادقة كافأناك، وإذا كانت كاذبة عاقبناها!”

ناديا تختبر الكشتبان

أسرع رجال الملك إلى منزل ناديا، فوجدوها تخيط لنفسها فستانًا. رفعوها ووضعوها في عربتهم، هي وفستانها، وأخذوها إلى القصر. وقفت ناديا الصغيرة الفقيرة أمام الملك والملكة. اقتربت الملكة منها، ووضعت الكشتبان الذهبي في إصبعها، فكان كأنما صنع لتلك الإصبع. قدمت لها الملكة عندئذ إبرة ذهبية وخيطًا حريريًا، وأمرتها أن تخيط قطعة قماش.

جلست ناديا على كرسي، ووضعت القماش في حضنها، وأخذت تعمل بالإبرة والكشتبان الذهبي بمهارة فائقة. بدا كأن الإبرة تركض بين يديها. لم يكن أحد من الحاضرين يقدر على متابعة حركة أصابعها. وسرعان ما أنجزت ناديا ما طلب منها.

بدا الذهول على الحاضرين. لقد كانت الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا صادقة إذًا. فهذا الكشتبان الذهبي يشغل الإبرة وحده.

نهاية غير متوقعة

مدت الملكة يدها تريد أن تأخذ الكشتبان من يد ناديا، لكن الكشتبان لم يخرج من إصبعها. عالجته الملكة، وحاولت ناديا معها، لكنه ظل عالقًا. وقفت الملكة غاضبة، وأمسكت إصبع ناديا وراحت تشدها بكل قوتها حتى كادت أن تخلعها. أشفق الملك على ناديا، فأسرع إلى نجدتها، وأبعد الملكة، وقال لها: “سنبقي ناديا عندنا في القصر، فلا نتركها إلا بعد أن نجد طريقة نأخذ فيها الكشتبان!” رأت الملكة هذا الحل مناسبًا، وأمرت أن تظل ناديا في جناحها الملكي وتحت إشرافها.

ليلة بلا نوم

في تلك الليلة، لم تعرف ناديا النوم. رأت أن تشغل وقتها بإنجاز الثوب الذي كانت تخيطه لنفسها، والذي حمله رجال الملك معها عندما جلبوها إلى القصر. ظلت تعمل على ذلك الثوب طوال الليل. كان ثوبًا رائعًا ذا لون أزرق سماوي، مطرزًا تطريزًا بديعًا. وقبيل بزوغ الصباح، كانت قد أنهت ثوبها الرائع. قامت وسرحت شعرها الأسود الطويل المتموج تسريحة بديعة، ووضعت فيه وردة حمراء، ولبست ثوبها الجديد. بدت ناديا بقامتها الرشيقة وبشرتها السمراء الرقيقة وعينيها المنيرتين المضيئتين كأميرة فاتنة.

عندما استيقظ أهل القصر، لم يتخيل أحد منهم أن تلك الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا. ظنوها كلهم الأميرة التي كانت ستصل ذلك اليوم، والتي كان الملك والملكة يرتبان أمر زواج ابنهما الأمير منها. حتى الأمير نفسه ظنها عروسه. اقترب الأمير منها، وانحنى أمامها، وأمسك يدها وقبّلها.

اعتراف الأمير

ذعرت الملكة عندما رأت ابنها الأمير يقبّل يد ناديا، فركضت إليه، وقالت: “بني، هذه ليست عروسك. هذه الفتاة الصغيرة الفقيرة ناديا!”

أمسك الأمير يد ناديا، وقبّلها مرة ثانية، وقال: “فقيرة أو غير فقيرة، إنها عندي أميرة!”

فرحة الملكة والملك

كانت الملكة تعرف أن ابنها على حق، فهي أيضًا لم تكن تحلم أن يجد ابنها عروسًا أجمل من هذه العروس. وسرعان ما أعلن الملك لأبناء المملكة أن ابنه الأمير سيتزوج ناديا، أميرة الكشتبان الذهبي.

تقاسم الكشتبان الذهبي

أعارت ناديا الكشتبان الذهبي لجارتها لتستخدمه يومًا واحدًا في الأسبوع. وأعارته للمعلمة لتستخدمه هي أيضًا يومًا واحدًا في الأسبوع. وأعارته لخياط الملك ليستخدمه خمسة أيام في الأسبوع. ووضعت هي كشتبانها النحاسي القديم في خزانة القصر. وكثيرًا ما كانت تستخدمه وتجد أنه هو أيضًا يشغل الإبرة كما يشغلها الكشتبان الذهبي.

معرض الصور (قصة الكشتبان الذهبي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى