قصة الذئب والعنزة الصغرى

في قصة الذئب والعنزة الصغرى، تتعلم الأطفال قوة التفكير السليم والصبر. تابع القصة لمعرفة كيف نجت العنزة الصغيرة من مكر الذئب الخبيث.
جدول المحتويات

في قرية صغيرة، عاشت ثلاث عنزات أخوات في بيت قديم. كانت العنزة الكبرى تشعر بأنهن قد كبرن ولم يعد البيت يسعهن جميعاً، فاقترحت تغيير المسكن. وافقت الأختان الوسطى والصغرى، وفي اليوم التالي، جمعن أمتعتهن وغادرن البيت بحثاً عن مكان جديد.

بعدما وجدن المكان المثالي، قررت كل عنزة بناء بيتها الخاص. العنزة الكبرى اختارت أن تبني بيتاً بسيطاً عند ضفة النهر من أغصان وأشياء هشّة. العنزة الوسطى اختارت أن تبني بيتاً أقوى عند المنحدر من جذوع الأشجار. أما العنزة الصغرى، فقد أرادت التعاون لبناء بيت مشترك، لكن شقيقتيها رفضتا الفكرة، فبنت بيتاً حصيناً من الحجارة.

في الليل، وبينما كانت العنزات نائمات، جاء ذئب جائع واختار أن يهاجم بيت العنزة الكبرى. خدعها بالحديث عن صداقته بالعائلة، لكنها رفضت فتح الباب. هدّدها الذئب بهدم البيت، وبالفعل، ركل البيت الهش حتى تهدم وأكل العنزة الكبرى.

في اليوم التالي، بحثت الأختان عن أختهما الكبرى لكن دون جدوى. وفي الليلة التالية، توجه الذئب إلى بيت العنزة الوسطى. حاول إقناعها بفتح الباب، وفي لحظة خوف وارتباك، فتحت له الباب فهجم عليها وأكلها أيضاً.

عندما خرجت العنزة الصغرى في اليوم التالي، وجدت جلد أختها الوسطى ملقى في الخارج. شعرت بالخوف والحزن، لكنها فكرت في كيفية حماية نفسها. حفرت حفرة عميقة بجانب جذع الشجرة، حيث وضعت جلد أختها لإخفاء الفخ.

في الليل، جاء الذئب مرة أخرى إلى بيت العنزة الصغرى. حاول إقناعها بفتح الباب، لكنها كانت أذكى منه ورفضت. وعندما هدد بهدم بيتها، طلبت منه الانتظار قليلاً. ثم حاول الذئب خداعها مرة أخرى في اليوم التالي، مدعياً أنه قد تاب ولم يعد يأكل اللحوم، لكنها لم تثق به.

أخيراً، عندما حاول الذئب التسلل إلى المطبخ، قفز نحو جلد العنزة الوسطى الذي كان على جذع الشجرة، لكنه وقع في الحفرة التي حفرتها العنزة الصغرى. انكسرت قوائمه ولم يستطع الخروج.

العنزة الصغرى نجت بذكائها وشجاعتها، وغادرت المكان عائدة إلى قريتها حيث عاشت مع أهلها بسلام بعد التخلص من الذئب الخبيث إلى الأبد.

قصة الذئب والعنزة الصغرى مكتوبة

يحكى أن ثلاث عنزات أخوات كن يسكنَّ في بيت واحد. ذات يوم، قالت العنزة الكبرى لأختيها الصغرى والوسطى:

– “يا أختي، لقد ولدنا ونشأنا في هذا المسكن العزيز، ولقد كبرنا كما تريان وسمنّا، فصار المسكن لا يسعنا. فما رأيكما لو غيّرنا مكان إقامتنا، واستبدلنا هذا المسكن العتيق بمسكن آخر يليق بنا؟”

قالت العنزتان الوسطى والصغرى: “هذه فكرة جميلة.”

فأضافت الأخت الكبرى: “إذن ستكون هذه الأمسية آخر عهد لنا في هذا البيت. لنجمع أمتعتنا ونستعد للرحيل غداً.”

نامت العنزات الثلاث وهن يحلمن بالحياة الجديدة.

رحلة البحث عن المسكن الجديد

في الصباح، نهضت العنزات الثلاث باكراً، حملن أمتعتهن وودعن أحبابهن وأقاربهن، ثم خرجن للبحث عن مكان جميل ومريح، خصب وآمن.

فلما وجدن المكان الذي يناسبهن، فرحن ورقصن. ثم قالت العنزة الكبرى لأختيها: “هيا بنا للعمل قبل أن يداهمنا الليل. فالأرض واسعة، كل واحدة منا تختار مكاناً يعجبها وتبني بيتاً لها كيفما تريد.”

قالت العنزة الكبرى: “سأبني بيتي هنا، عند سفح الجبل، قرب ضفة النهر.” وشرعت في الحال تجمع الأغصان والخرق وبعض الأشياء.

أما العنزة الوسطى، فأشارت بأصبعها إلى منحدر قريب وقالت: “أنا أبني بيتي هناك.” وبدأت تبحث عن جذوع الأشجار السميكة وأشياء أخرى لسقف البيت.

الاختلاف في الرأي

قالت العنزة الصغرى: “لو نتعاون ونبني منزلاً رحباً حصيناً وقوياً يجمعنا، لكان خيراً لنا من أن تنفرد كل واحدة منا ببيت لها.” لكن الأختين رفضتا فكرتها وشرعتا في العمل.

تأسفت العنزة الصغرى لهذا التشتت وانصرفت كاسفة البال، دامعة العين. اختارت مكاناً آمناً وبدأت في جمع الحجارة.

بعد فترة قصيرة، كان بيت العنزة الكبرى جاهزاً، فذهبت عند أختها مفتخرة بإنجازها السريع. وكانت العنزة الوسطى على وشك إتمام تشييد بيتها، أما العنزة الصغرى فما زالت تجمع الحجارة.

ضحكت الأختان عليها وقالتا لها: “لماذا عليك هذا التعب كله؟ فالحجارة ثقيلة عليك وسيُرهقك العمل.”

العمل المتقن

ردت عليهما العنزة الصغرى: “أريد بيتاً حصيناً ومتيناً، والعمل المتقن يتطلب جهداً ووقتاً.”

استغرقت العنزة الصغرى وقتاً طويلاً في بناء بيتها، ولما أتمته، كان بيتها في غاية الجمال والمتانة.

التهديد الخفي

عندما حل المساء وجاء الليل، دخلت كل عنزة إلى بيتها لتنام. وفي سواد الليل، تحت ضوء القمر، نزل ذئب إلى النهر لكي يشرب بعض الماء. انتبه إلى المسكن الذي عند ضفة النهر وسأل نفسه مستغرباً: “ما رأيت هذا المسكن من قبل؟ إنه حديث الوجود. من يا ترى بداخله؟ سأبقى هنا ولن أبرح المكان حتى أعرف صاحبه.”

بقي الذئب متربصاً طوال الليل ليرى من يسكن هذا المكان الجديد.

مراقبة الذئب

في الصباح، مع شروق الشمس، فتحت العنزة الكبرى باب مسكنها، وخرجت تركض وتقفز في خفة ونشاط. سمعتها أختها الوسطى، فانحدرت إليها وهي في سعادة ونشاط. ثم انضمت إليهما العنزة الصغرى، وبدأن يستقبلن يومهن الجديد في سرور.

قضين يومهن كاملاً وسط المروج والحقول الخضراء، يلعبن بالجري والقفز والتسلق، في حين كان الذئب يراقبهن من بعيد بنظراته الحادة، لم يفارقهن لحظة واحدة. ومع ذلك، لم تلاحظ العنزات الثلاث وجوده.

عندما بدأ الليل يحل، وعادت الشمس إلى المغيب، رجعت العنزات الثلاث إلى مساكنهن. كانت بطونهن ممتلئة بالطعام والبرسيم، وأجسادهن مرهقة من اللعب. دخلت كل عنزة إلى بيتها واستسلمت للنوم.

لكن الذئب لم يكن ليغفو، فقد كان يستعد للهجوم.

الذئب يهاجم بيت العنزة الكبرى

اختار الذئب العنزة الكبرى لأن مسكنها قريب وهش وضعيف. دق الذئب على الباب دقات متتالية: طق.. طق.. طق…

نهضت العنزة من نومها مذعورة وسألت: “من يدق على الباب؟”

رد الذئب: “أنا صديق العائلة، افتحي لي الباب.”

قالت العنزة: “أنا لا أذكر للعائلة صديقاً.”

فأجاب الذئب: “لقد نسيتني. افتحي الباب وستعرفينني.”

نظرت العنزة من ثقب في الباب، وعندما عرفت الذئب، قالت له: “اذهب، أنت عدو ولست بصديق.”

هددها الذئب قائلاً: “إن لم تفتحي الباب، سأركل بيتك الهش ركلة واحدة.”

لم ينتظر الذئب طويلاً، وركل البيت بقوة حتى تناثر حطامه. هجم على العنزة وأكلها.

في الصباح، خرجت الأختان وانتظرتا أختهما الكبرى، لكن لم يظهر لها أثر. ظنتا أنها سبقتهما إلى المرعى، فبحثتا عنها في كل مكان، ولكن دون جدوى. شعرتا بالقلق والخوف الشديد عليها وحزنتا كثيراً.

الهجوم على العنزة الوسطى

في المساء، عاد الذئب وعينه الآن على بيت العنزة الوسطى. دق الباب: طق.. طق…

سألت العنزة الوسطى: “من الطارق؟”

أجاب الذئب: “صديق جاء لزيارتك.”

ردت العنزة: “ليس لي صديق.”

فقال الذئب: “بل أنا صديق والدك وقد أتيت لزيارتك لأطمئن عليك.”

نظرت العنزة من ثقب الباب وعرفته. قالت له باستهزاء: “أفي مثل هذه الساعة تزور الأصدقاء يا صديق؟”

أجابها الذئب بلهجة جادة وحادة: “افتحي الباب، وستتأكدين أنني صديق قديم للعائلة.”

ارتعدت العنزة الوسطى من الخوف وارتبكت. فتحت الباب دون أن تفكر في العواقب، فدخل الذئب الماكر وهجم عليها، ثم أكلها ورمى جلدها.

العنزة الصغري تكشف الحقيقة

في الصباح، خرجت العنزة الصغرى فوجدت جلد أختها. بكت عليها بكاءً مريراً، ثم حملت جلدها في خشوع وعادت به إلى بيتها، حيث وضعته في الحديقة. شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها، وبدأت تفكر في كيفية النجاة حتى لا تلقى نفس مصير أختيها.

في الليل، لم تنم العنزة الصغرى. كانت متأكدة أن الذئب سيعود، وبقيت تنتظر قدومه. وعندما اشتد سواد الليل، جاء الذئب ووقف عند بابها وطرق الباب: طق.. طق.. طق.

سألت العنزة: “من يطرق على بابي في مثل هذا الوقت؟”

أجاب الذئب: “صديق حميم جاء مشتاقاً لرؤيتك.”

قالت العنزة: “لن أفتح بابي.”

حاول الذئب التودد قائلاً: “عيب عليك، أترفضين صديقاً حميماً قطع مسافة طويلة شوقاً إليك؟”

لكن العنزة الذكية ردت عليه بحدة: “يا مكار، يا خبيث، أكلت أختي وجئت الآن متستراً في ظلمة الليل لتأكلني. اذهب وإلا…”

رد الذئب غاضباً: “افتحي الباب، وإن لم تفتحيه، سأهدم بيتك وآكلك.”

فقالت العنزة بثقة: “افعل ما تشاء.”

محاولات الذئب الفاشلة

ركل الذئب البيت بقوة عدة مرات، ثم نفخ عليه، لكنه لم يفلح في تحطيمه. وعندما يئس، غضب غضباً شديداً وانصرف.

في اليوم التالي، عاد الذئب في نفس الوقت. دق الباب مرة أخرى، فقالت له العنزة: “اذهب عني، لا أفتح لك الباب، يا محتال، يا مجرم.”

فأجاب الذئب محاولاً كسب ثقتها: “لا تسيئي الظن بي، لقد تبت عن أكل اللحم، وعاهدت نفسي ألا أشتهيه ما دمت حياً.”

لكن العنزة الذكية ردت عليه: “أنت تكذب ولن أثق فيك، يا دامي الأظفار.”

قال الذئب محاولاً إقناعها: “صدقيني، زهدت في أكل اللحم، وسأقنع بأكل الأعشاب فقط.”

ردت العنزة بحزم: “قلت لك لن أفتح الباب، أنت عدو مبين.”

محاولة التلاعب الأخيرة

حاول الذئب التودد إليها قائلاً: “أيتها العنزة الجميلة، أريد مصالحتك. دعيني أتعلم منك وأقتدي بسيرتك، هيا افتحي لي الباب.”

فكرت العنزة قليلاً، ثم قالت: “سأقبل مصالحتك ما دمت تائباً عن أفعالك.”

فرح الذئب ورد عليها بابتهاج: “هيا، افتحي لي الباب.”

لكن العنزة بحكمة قالت: “ليس الليلة. المصالحة ستبدأ غداً عند شروق الشمس. تعال إليّ في الصباح ونخرج معاً للنزهة.”

فرح الذئب بهذه الفكرة وقال: “لا تخلفي الميعاد يا صديقتي، سأكون هنا في الوقت المحدد.” ثم انصرف وهو يقفز فرحاً، ونام ليلته هنيئاً يحلم بالغد الجميل.

العنزة الصغرى في مواجهة الذئب

في اليوم التالي، استيقظت العنزة الصغرى عند الفجر، قبل طلوع الشمس. ذهبت إلى المرعى وأكلت وأكلت، فوجدت العشب طرياً وندياً، فاستمرت في الأكل وقتاً طويلاً. وعندما قررت العودة إلى بيتها، رأت الذئب قادماً نحوها. تمالكت أنفاسها وتسلقّت صخرة كبيرة وبدأت تطل منها.

قال الذئب: “صباح الخير والنور يا صديقتي، انزلي لنلعب ونمرح تحت أشعة الشمس الدافئة في هذا الجو المنعش.”

ردت العنزة التحية وقالت: “لدي لعبة مفضلة كنت ألعبها مع أختي. إذا شئت، سأشاركك اللعب.”

وفي الوقت نفسه، كانت العنزة تضرب بحوافرها الأرض وتلتقط الحصى لترشق بها الذئب.

استغرب الذئب وسألها: “عجباً! أهذه هي لعبتك المفضلة؟”

استمرت العنزة بضرب الأرض بحوافرها، حتى استطاعت زعزعة صخرة عظيمة. دحرجتها نحو الذئب، فأصابته في رجله فسقط على الأرض يتألم.

حيلة العنزة الصغرى الذكية

نزلت العنزة مسرعة من فوق الصخرة وراحت تجري كأنها تسابق الريح حتى وصلت إلى بيتها، وهي تلهث وقلبها يخفق. لكنها كانت تعلم أن الذئب سيأتي إليها لا محالة، ففكرت في حيلة للتخلص منه.

اهتدت إلى فكرة حفر حفرة عميقة بجانب الجذع الذي عليه جلد العنزة الوسطى. عملت بسرعة، وفي غمضة عين كانت الحفرة جاهزة ومغطاة ببعض الأغصان والخرق وأوراق الشجر.

وصل الذئب وهو يعرج ويئن من الألم. فقال للعنزة: “لماذا جريت يا صديقتي؟”

أجابته العنزة: “تأسفت لما أصابك، فجئت مسرعة لأرجع إليك بالدواء.” ثم أضافت: “مرحباً بك في بيتي. تفضل لتستريح من عناء الطريق.”

دخل الذئب إلى البيت وهو يتظاهر بالمحبة وحسن النية. قالت له العنزة: “انتظرني هنا، سأذهب لأحضر لك أكلة شهية تليق بمقامك.”

تهلل وجه الذئب واستلقى مسترخياً. أوهمته العنزة بأنها تُحضر له الطعام، لكنها في الواقع ابتعدت عنه واختفت حتى يتسنى لها الهروب والنجاة بنفسها.

نهاية الذئب

قام الذئب من مكانه يتسلل نحو المطبخ بعينين ثاقبتين وزائغتين، يبحث عن العنزة. وفجأة، رأى جلد العنزة الذي كان موضوعاً على جذع الشجرة. ظن أنه العنزة نفسها، فوثب عليه بقوة، لكنه وقع في الحفرة التي حفرَتها العنزة الصغرى. انكسرت قوائمه ولم يستطع الخروج من الحفرة.

عوى الذئب عواء مرعباً سمعته العنزة، فخرجت من مخبئها وتنفسّت الصعداء. وقالت له: “ها قد انكشفت نواياك يا ذئب خبيث. متى كان الذئب صديقاً للمعز؟ ابقَ هناك تتألم.”

العودة إلى القرية

أخذت العنزة ما خف حمله وغادرت المكان على الفور. عادت إلى قريتها لتعيش مع أهلها بسلام، وقد تخلّصت من الذئب الخبيث إلى الأبد.

معرض الصور (قصة الذئب والعنزة الصغرى)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى