لعلك تعاني من خجل طفلك وانطوائه و تؤرقك هذه المشكلة. ولعلك تتساءل كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال؟ يساعد إندماج الأطفال مع بعضهم في تقوية شخصيتهم وتزويد معارفهم الإجتماعية. يحرم الطفل الإنطوائي من كل مزايا اللعب مع أقرانه. فينمو عنده الخوف من الآخر، الخجل الإجتماعي وبذلك تضعف شخصيته. تتعدد أسباب صعوبة إندماج الطفل وتختلف، هناك أسباب وراثية وأسباب أخرى تتعلق بطريقة معاملة الوالدين للطفل وخبرات مر بها. ككثرة النقد، مقارنة الطفل مع إخوته وأصحابه و تعرضه لسوء المعاملة من أطفال تعرف عليهم.
جدول المحتويات
خصائص الطفل في مرحلة المدرسة
مرحلة المدرسة فيها ينتقل الطفل من البيت إلي المدرسة، فتتوسع دائرة بيئته الاجتماعية وتتنوع تبعاً لذلك علاقاته، وتتحدد ويكتسب الطفل معايير وقيم وإتجاهات جديدة، والطفل في هذه المرحلة يكون مستعداً لأن يكون أكثر إعتمادً علي نفسه وأكثر تحملاً للمسؤولية وأكثر ضبطاً لإنفعالته وهي أنسب مرحلة للتنشئة الاجتماعية وغرس القيم التربوية والتطبيع الاجتماعي. وهذه المرحلة تعرف بالإستقلالية النسبية عن الأم، في أكثر من مجال وناحية بالإضافة إلي نشاط وحيوية ملحوظة تتمثل في اللعب والقفز والجري.
- زيادة اتساع إدراك الطفل العقلي والمعرفي وتعلم مهارات القراءة والكتابة والحساب.
- تعلم الطفل مهارات الحركة والنشاط اللازمة للألعاب وألوان النشاطات المتنوعة.
- وضوح شخصية الطفل وتفرده وإكتساب الاتجاه السليم في تكوين ذاته.
- إتساع البيئة الإجتماعية، والتفاعل مع المجتمع والمدرسة، وتكوين صداقات جديدة.
- توحد الطفل مع دوره الجنسي.
- زيادة الاستقلال عن الوالدين.
- يهتم بالنشاط في ذاته بصرف النظر في نتائجه، هو ممتلئ بالنشاط ولكنه يتعب بالسرعة.
- تزداد القدرة والثقة في هذه المرحلة نظراً لنمو الإمكانيات الجسمية والعضلية الدقيقة.
- يبدأ في الاهتمام برأي الأصدقاء فيه أي أن إرضاء الأصدقاء عنه أهم من إرضاء الآباء والكبار.
العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية
تنشئة الفرد الاجتماعية تظهر في إتجاهاته الأجتماعية وأفعاله وأقواله في التعبير عن هذه الاتجاهات. كما تظهر في تعامله اليومي مع غيره من الناس وتفاعله مع الجماعات الأخري، ومع نواتج ثقافته.
تلعب العوامل الآتية دوراً هاماً في عملية التنشئة الإجتماعية:
- مركز الطفل أو ترتيبه في وسط أخوته، فالطفل الوحيد غير الطفل الذي له أشقاء، والطفل المرغوب فيه غير المنبوذ.
- سن الآباء فطفل الآباء المتقدمين في السن غير طفل الآباء والشبان.
- البيئة المادية والاجتماعية المحيطة بالطفل.
- الذكاء فالطفل ضعيف الذكاء أقل حساسية للمؤثرات التي تشكل التنشئة الاجتماعية.
- التكوين الجسمي للطفل، فالطفل القوي البنية غير الطفل الضعيف.
- العلاقة بين الآباء والآطفال ونمط معاملة الطفل.
- المستوي الإجتماعي والإقتصادي للأسرة.
- إنتماء الأسرة إلي جماعات الأكثرية أو الأقلية في المجتمع.
كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال؟
فيما يلي طرق لتنمية قدرات إبنك الإجتماعية، تساعده على الإندماج والإنفتاح على الآخر.
إجعل نفسك قدوة وكن إجتماعيا
إن كنت إجتماعيا فقرب إبنك إليك و كن قدوة له في تعاملك مع الآخرين و حبك للإتصال معهم. فمن المعروف أن الطفل يتعلم بالقدوة و يتمثل بوالديه، لأنهما الأقرب إليه، و يعتبران أول إتصال له مع العالم الخارجي بعد ولادته. احرص على اللعب و التكلم مع طفلك في سنواته الأولى، ثم زاول على أخذه معك في كل الزيارات العائلية، و شجعه للعب مع أطفال العائلة.
من المهم ان تدفع إبنك للكلام أمام العائلة و الأعمام، لكن لا تجبره على شيء و لا تقل أمام الجميع أن إبنك خجول. بل شجعه وامدحه أمام الآخرين و ركز على صفاته الحسنة الأخرى. أما في حال لم تكن إجتماعيا فاترك المهمة للأم.
شجع طفلك على المشاركة في النشاطات الاجتماعية والرياضية
للنشاطات الإجتماعية و الرياضية دور كبير في تنمية الثقة بالنفس و تقوية الشخصية. كما تلعب دورا فعالا في التخلص من الخجل، الرهاب الإجتماعي و بذلك يسهل إندماج الطفل مع أقرانه. إبحث عما يميز طفلك و ما يحب ممارسته من الأنشطة و الرياضات الجماعية. ثم أشركه فيها و اعمل على تعزيز الإلتزام بها.
يتعرف الطفل عند ممارسته الرياضة أو مشاركته نشاطا إجتماعيا إلى الكثير من الأطفال بمختلف الشخصيات. تعامله المستمر معهم ومشاركتهم هدفا نبيلا، يسهل عليه الإتصال بهم و الإندماج معهم.
درب إبنك على التعامل مع الأطفال المزعجين
يتعرض الطفل أحيانا، إلى تجارب سيئة و فاشلة مع أطفال تعرف عليهم. فيشعر بخيبة أمل، و يخشى التعرض لنفس المعاملة السيئة مرة أخرى. عندها يقرر الإنسحاب و الإنزواء بنفسه عن المسيئين. دور الأب في هذه الحالة ملاحظة ذلك، ومناقشة قرار الإنسحاب الذي إتخذه إبنه.
إن مشكلة الطفل في هذه الحالة ليس عجزه عن الإندماج مع الأطفال، بقدر جهله لتقنيات التعامل مع المزعجين و المتنمرين. و عدم معرفته لكيفية الدفاع عن نفسه. علاج ذلك هو التحاور أولا لمعرفة وجهة نظر الطفل، ثم تلقينه جملا للرد بها على المزعجين. و تدريبه على الدفاع عن نفسه، بإعادة تصوير كل حدث مع السلوك الدفاعي المناسب له للرد على الأذية.
إقرأ أيضا:
إختر صديقا لطفلك في نفس عمره
قد يكون الصديق الذي تختاره لإبنك من العائلة، إبن صديق لك، إبن الجيران أو زميل طفلك في المدرسة. الإختيار يكون على أساس حسن خلق الولد و حسن سيرة عائلته. بالإضافة إلى توافقه مع إبنك. و لمعرفة ذلك، يمكنك دعوة الولد إلى بيتك أو حضر لقاءا بينهما. ثم إحرص على مدح الصديق أمام إبنك و اذكر مزاياه، لتحفيزه على اللعب و الإندماج معه.
و ما يصلح مع الولد يصلح مع البنت ايضا، فالصديقة تساعد على تخفيف التوتر و تحفز إبنتك على الانفتاح و الاندماج مع أطفال آخرين. كما تنمي الصديقة من نفس عمر طفلتك الثقة في نفسها و تدفعها إلى الإندماج و الإتصال مع الأطفال.
شجع إبنك على الخروج واللعب مع أطفال الحي
اللعب مع أطفال الحي فرصة ذهبية كي تجعل طفلك يندمج مع الآخرين. شجعه على الخروج، لكن لا تفرض عليه إن كان يرفض ذلك. بل حاول إقناعه و ارسم له صورة جميلة لما سيجده من متعة في اللعب مع أولاد الحي. ابدأ معه بالتدريج، كأن تشجه بداية بالبقاء خارجا لمدة عشرة إلى ربع ساعة. ثم زد في الوقت حسب تطور إبنك، انفتاحه واندماجه.
الأهم من ذلك، عليك بمتابعة طفلك و حثه على أن يحكي لك كل ما مر به، و إحساسه في كل موقف. لتتمكن من مساعدته على التصرف الإيجابي وتطوير مهارات الإتصال لديه.
خاتمة
الإجابة عن كيف أجعل طفلي يندمج مع الأطفال تشمل العمل على جوانب عدة. أهمها، جعل أحد الوالدين قدوة للطفل في الجانب الإجتماعي و العاطفي. ثم حث الولد على الخروج، اللعب و المشاركة في إحدى النوادي الرياضية حسب ميوله. دون نسيان التدريب اللفظي و الجسدي لصد المزعجين و المتنمرين. تطبيق كل هذه الطرق، مع المزاولة عليها و الإلتزام بها. إضافة إلى التحلي بكثير من الصبر، ستتمكن من جعل طفلك يندمج مع الأطفال.