تلاحظ الأم أن طفلها عندما يتراوح عمره ما بين 4 و8 أشهر يبدأ في عض كل ما يقع في متناول يده.. وتشعر الأم أن هناك شيئاً كما يضايقه.. كما يبدأ في الإعراض عن تناول الحليب وقد يصاب بالإسهال.. كل هذا يشير إلى بداية تسنين الطفل وقرب ظهور الأسنان..
وينصح المتخصصون في هذه الحالة بمسح اللثة بشراب مسكر ذي مذاق محبب للطفل مع البدء في اعطائه الحليب بواسطة ملعقة صغيرة لأن مص حلمة الببرونة (الزجاجة) قد يكون مؤلماً له.. وتختفي هذه الأعراض عند ظهور الأسنان. ولو أنها تعاود الظهور من جديد مع كل سن جديد ويستمر الحال هكذا حتى يبلغ الطفل سن ٣ سنوات.
وتسمى هذه الأسنان “الأسنان اللبنية”، لأنها تستبدل بعد فترة بالأسنان الدائمة.. وينصح المتخصصون الأمهات بضرورة الاهتمام بالأسنان اللبنية لأنها معرضة للإصابة بالتسوس في سن صغيرة..
وطريقة العناية بها تبدأ منذ أن يبدأ الطفل الادراك ويحاول أن يقلد من حوله عندئذ تزوده والدته بفرشاة أسنان صغيرة وتعلمه كيف يستعملها مع الحرص على عدم تناول الطفل الحلوى بكثرة خاصة في الفترة التي تسبق النوم.
وهناك معتقدات خاطئة بين بعض الأمهات بأن أغلب مشاكل وأمراض الطفولة سببها تسنين الطفل، فإذا تقيأ الطفل فهو بسبب التسنين. ويقال نفس الشيء عندما يسعل، أو ترتفع درجة حرارته، أو يصدر صوت صفير مع أنفاسه.
ويقول أطباء الأطفال: ان الأم التي تظن ذلك ترتكب خطأ جسيماً في حق طفلها، لأنها قد تهمل علاج حالة مرضية محددة في بدايتها، وبالتالي تزداد حالة المولود سوءاً.
فالأعراض الوحيدة المرتبطة مباشرة بالتسنين هي زيادة افراز اللعاب، وكذلك ظهور بقع حمراء على الخد المواجه للأسنان، وكل هذه الأعراض يمكن التخلص منها عن طريق إعطاء طفلك مسكناً خفيفاً يحدده الدكتور المختص. وبخلاف ذلك فجميع الأعراض الأخرى في الواقع نتيجة لكل الظروف المعقدة المحيطة بالجنين والتي تعتقد بعض الأمهات – وهذا خطأ – أن التسنين هو سبب حدوثها.
وما يجب أن تعرفه كل أم أن وقت ظهور الأسنان اللبنية يختلف عند كل طفل، فمن الممكن أن تظهر الأسنان اللبنية عند طفل عمره ثلاثة أشهر، أو قد تتأخر في الظهور حتى عمر سنة واحدة، وفي الحقيقة تلعب الوراثة دوراً واضحاً في هذا الأمر.
أما العمر الذي تستطيع فيه الأم تقديم الطعام الذي يحتاج لمضغ إلى طفلها، فهو عادة يبدأ منذ بداية الشهر السابع من عمر المولود، ومن هذا العمر يجب على الأم أن تقدم لطفلها بعض الأطعمة اللينة جداً القابلة للمضغ، والتي لا تعتبر صلبة بأي حال.
ويرى الطبيب أنه لكي تضمن الأم أسناناً سليمة وقوية في فم طفلها يجب أن تهتم الأم وهي حامل بطعامها إذ أن جزءاً كبيراً من أسنان طفلها اللبنية يبدأ تكوينها في فترة الحمل أي والطفل ما زال جنيناً، لذلك يجب على الحامل أن يحتوي طعامها على الآتي:
– الكالسيوم والفوسفور لذلك يجب على الحامل تناول الجبن والحليب.
– فيتامين (د) وتحصل عليه الحامل من البرتقال والفواكه الملحية، والبطاطا، ونقاط الفيتامين.
كذلك مجموعة أخرى من العناصر الهامة في الغذاء يمكن الحصول عليها من الخضروات الطازجة، والطعام المتكامل.