تعليم سليم

مظاهر وأضرار التمييز بين الطلاب في التعليم

من منا لم يرى داخل مدرسته التمييز بين الطلاب حسب مستوياتهم الاجتماعية أو حسب صفاتهم الجسمية والشكلية أو قدراتهم العقلية؟ فالتمييز بين التلاميذ أمر شائع يقع فيه الكثير من المعلمين ولا ينتبهون جيدًا لشعور الظلم والقهر الذي يزرعونه داخل التلاميذ دون أن يشعرون. فبعض المعلمين يفرقون بين الطالب الجميل “الوسيم” ويعاملونه معاملة لطيفة وحسنة على عكس الطالب الغير جميل، والذي لا ذنب له فهو لم يختر شكله وهيئته. والبعض يفرق بين التلميذ ذو المستوى المادي المرتفع ويظلم التلميذ الذي لا يمتلك القدرات المادية العالية، ويجاملون الأول على حساب الثاني.

ما هو التمييز؟

يحدث التمييز في التعليم عندما يتخذ شخص أو كيان إجراءات ظالمة وغير عادلة (أو تقاعس) ضد أفراد تمنعهم من التمتع بحقهم الكل في الفرص التعليمية بسبب إنتمائهم لجماعة أو فئة معينة. ويعتبر التمييز في التعليم انتهاكاً لحقوق الفرد المدنية وقد يحدث التمييز بناء علي أساس العمر أو الإعاقة أو الجنس أو العرق أو الدين. وقد يحدث التمييز من قبل المعلمين أو الإدرايين أو الطلاب لطلاب أخريين.

وغالباً ما يتعرض طلاب الأقليات إلي معاملة أقسي مقارنة بنظائرهم من غير الأقليات فيما يتعلق بالعقاب، والطرد، والدرجات غير العادلة، والسلوك التمييزي الذي يرتكبه الطلاب الأخرون في الفصل الدراسي.

مظاهر التمييز بين الطلاب

طالما كان المعلم القدوة هو المعلم العادل الذي يشجع هذا ويحفز ذاك ولا يزرع الضغائن في نفوس طلابه، وهو الذي يظل في ذاكرة تلاميذه للأبد. أما المعلم الذي يميز بين طلابه فيظل مكروهًا في ذاكرتهم، وتظهر صور التمييز بين الطلبة في أشكال كثيرة، ومنها:

  • السماح لتلاميذ بالجلوس في المقاعد الأمامية على حساب الآخرين.
  • السماح لهم بالإجابة عند رفع أيديهم وتجاهل الآخرين.
  • عدم العدل في توزيع الأسئلة السهلة والصعبة بالتساوي.
  • منح البعض الهدايا والمكافآت، ونبذ الآخرين ممن يستحقوا المكافأة.
  • تمييز الطلاب أبناء المدرسين والمعارف على الآخرين.
  • التمييز في معاملة الطلاب بناء علي المستوي الاجتماعي
  • أو التمييز بين الطلاب بناء علي مستوي التفوق في الأداء الدراسي
  • وقد يأخذ التمييز بين الطلاب مستويات أخري فيحدث تفريق في المعاملة بناء علي العرق، واللون، والجنس. كتفضيل الطالب صاحب البشرة البيضاء علي صاحب البشرة السوداء، أو تفضيل الطلاب الذكور علي الطلاب الإناث أو العكس.

أضرار التمييز بين الطلاب

  • يخلق التمييز الشعور بالغيرة والحقد بين الطلاب ويجعلهم يشعرون بعدم الثقة بأنفسهم بسبب هذا التمييز الذي لا يجدون له سببًا في وجهة نظرهم.
  • ينمو في نفوس الطلاب الذين تم تمييزهم صفة الأنانية وحب الاستحواذ على كل شيء والغرور والتكبر وينظرون لزملائهم بأنهم أقل منهم في كل شيء.
  • ينمي التمييز بين الطلبة الشعور باللامبالاة وعدم الاهتمام بالتحصيل الدراسي واستسهال المذاكرة لأن المعلم يميزهم عن غيرهم فلا يحتاجون إلى بذل الجهد لتحقيق التفوق.
  • يشعر الآخرين بالإحباط والفشل مهما حققوا من تفوق وهو ما قد يجعلهم في حالة من الكسل وعدم السعي وراء بذل المزيد من الجهد لأن النتيجة ستكون حسب رغبة المعلم.
  • تنتشر الكراهية بين التلاميذ وبين بعضهم البعض حيث يجعل ذلك البعض يقوم بالتنمر على الآخر لأنه يشعر بالتميز عنه كما يفعل المعلم.
  • قد يصل التمييز بين الطلاب إلى كراهية الطالب للمادة العلمية والمعلم، فلا يهتم بالدراسة ولا المذاكرة، ويكره الذهاب إلى المدرسة بسبب الطاقة السلبية التي تكمن داخله.
  • حدوث المشاحنات والمشاجرات بين الطلاب وانقسامهم إلى أحزاب، حزبًا يحب المعلم وحزبًا يكرهه وبذلك تنتشر الفتنة بينهم وينشغلون عن الهدف الأساسي وهو التعلم.

المساواة بين الطلاب

  • إن التدريس رسالة سامية وكما يقول الشاعر كاد المعلم أن يكون رسولًا. فالمعلم مربيًا وقدوة فلابد أن يكون مؤهلًا تأهيلًا تربويًا للتعامل مع الطلاب.
  • وأن يتبع قول الرسول لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، فلا يميل لطالب على حساب الآخر. وأن يساوي بين الجميع في المعاملة وفي الثواب والعقاب.
  •  وأن يعي جيدًا كم المشاعر السلبية التي قد يزرعها طوال العمر داخل تلاميذه. وكيف أن البعض قد يظل طوال عمره يتذكره بالسوء وبأنه ظلمه وقهره.
  • على المعلم أن يوزع الأدوار داخل الفصل بالعدل وحسب إمكانيات كل طالب وبمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وليس لمجاملة طالب دون الآخر.
  • أن يوزع المعلم إهتمامه وتشجيعه على جميع طلابه. فيحفظ جميع أسمائهم ويساوي بينهم في المكافآت، وبذلك يخلق بيئة تعليم إيجابية بين طلابه.
  • على المعلم ألا يهمش دور أحد داخل الفصل مهما كان بسيطًا وأن يكون قدوة لتلاميذه فيعلمهم الإحترام والحب والمساواة والعدل.
  • وعلى المعلم ألا يكون مزاجي فيتبع مزاجه وهواه في معاملة طلاب ليس لهم أي ذنب في مزاجية المعلم الذي يحابي طالب على الآخر لمجرد هواه الشخصي.

إقرأ أيضا:

كيف يكون المعلم رائد فصل فعال

قد تكون مهمة المدرس رائد الفصل من أكثر الأمور المهمة على مستوى جميع جوانب العمل كمدرس. فيمكنك أن تتعرف على تلاميذك جيداً عندما تتقرب منهم على المستوى الشخصي. حيث سيبدأ كل منهم في التحدث عن مستوي إنساني أكثر عمقاً مما يحدث عند التعامل مع مدرسي المواد الدراسية المعتادة. وتتنوع المدارس من حيث مقدار الاهتمام بالدور النفسي الذي يقوم به رائد الفصل. وفي غالبية الأحوال يقوم دور المعلم كرائد فصل فعال على التعرف جيداً على الصف الدراسي المسئول عنه. وذلك من حيث مدى التقدم الذي يحققه تلاميذ الصف على كل المستويات.

  1. تعرف على التلاميذ في الصف الدراسي الخاص بك على المستوى الشخصي. احفظ أسماهم بأسرع ما يمكنك. تحدث مع التلاميذ كل يوم عن جانب معين من جوانب مدرستهم أو حياتهم. لا تركز الحديث دائماً على التلاميذ القريبين منك فقط (من حيث مكان جلوسهم). فلتبذل جهداً في إشراك كل المجموعة في الأنشطة المختلفة التي تمارس.
  2. قم بعمل مجموعة من المواصفات الشخصية لتلاميذ الفصل الدراسي الخاص بك. ويمكن أن يقوم التلاميذ بذلك بأنفسهم. حيث يقدمون قائمة تضم هواياتهم وأكلاتهم المفضلة والموسيقي التي يحبونها وإنجازاتهم الرياضية وما إلى ذلك. حاول التعرف على الأمور التي تجعل كل تلميذ يبدأ في الحديث والمشاركة الفعالة في الأنشطة المختلفة.
  3. كن صديقاً وشريكاً، بالإضافة إلى كونك مدرساً. وضح للتلاميذ أن دورك هو مساعدتهم. ويعني ذلك بدوره أنك تتوقع لجوءهم لك عند الاحتياج للمساعدة. فلتكن مستعداً للالتقاء أو الاتصال بهم عند احتياجهم لمشاركتك الرأي في مشاكلهم الشخصية أو العائلية التي قد تؤثر على حياتهم.
  4. امتدح سلوكهم الاجتماعي الجيد. بينما يؤثر ذلك على كل المدرسين والتلاميذ. فإنه غالباً ما يكون متروكاً لرائد الفصل الذى يجب أن يقوم بمراقبة تصرفات وسلوك التلاميذ. قم ببث روح الفريق والشعور بالانتماء في التلاميذ، بحيث يشعرون أنهم أفضل فصل في المدرسة.
  5. خصص بعض الوقت للتلاميذ. اترك وقتاً للحديث إلى فصلك، لا تكن دائما منشغلاً بمهام إدارية أو في التحضير للدرس التالي.
  6. ساعد التلاميذ في حل مشاكلهم الملحة. قدم المساعدة للتخفيف من حدة المشكلة عندما يقع التلاميذ في مشاكل مع زملائك من المدرسين. هنا يأتي دورك في توضيح الصعوبات التي يمر بها بعض التلاميذ والتي لم يكن زملائك على علم بها.
  7. حدد بعض المهام الصغيرة التي ستتيح للتلاميذ العمل معاً في مجموعات متغيرة. سيساعد هذا على تجنب انعزال المجموعات عن بعضها البعض حيث سيتم تغيير أفراد المجموعة الواحدة في كل مرة. فيمكن تصنيف المجموعات وفق معايير مختلفة في كل مرة. فيمكن التصنيف تبعاً للأحرف الأبجدية أو وفقاً لتواريخ الميلاد أو أخر حرف من أسماء الأشخاص وهكذا.
  8. شجع التلاميذ على الاهتمام بفصلهم وتنمية إحساسهم بالفخر بفصلهم كلما أمكن ذلك. إن تزويد الفصل باللوحات والنباتات (أو تشجيع التلاميذ للقيام بذلك بأنفسهم) قد ينمي لديهم شعوراً بخصوصية الفصل وأهميته بالنسبة لهم.
  9. اهتم بالتفاصيل الدقيقة. بعض التلاميذ يحبون أن تتذكر تواريخ أعياد ميلادهم أو أن تقوم بالتعليق على مساهماتهم في معارض المدرسة أو اشتراكهم في الأنشطة أو إنجازاتهم في مسابقات المدرسة الرياضية.
  10. فلتأخذ في اعتبارك الفروق الفردية بين التلاميذ. يمكنك أن تعامل التلاميذ على قدم المساواة ولكن ليس بطريقة متطابقة. احرص على المساواة بين الجنسين من حيث الوقت والاهتمام الذي توفره لهما. ولا تتجاهل التلاميذ الصامتين لمجرد أنهم ليسوا مصدراً للإزعاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى