ربما لا يفكر معظم المعلمين كثيراً في كيفية استخدام السبورة البيضاء علي الرغم أنها أحد أكثر الوسائل الأساسية في الفصل. يعد الحفاظ علي جذب انتباه التلاميذ وانخراط الطلاب في الفصل الدراسي أمراً صعباً. خاصة مع جميع عوامل التشتيت الحديثة اليوم، مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ علي تفاعل الطلاب وحماسهم للتعلم، فإن استخدام السبورة البيضاء بشكل فعال ينجز تلك المهمة. ونحن لا نتحدث هنا عن السبورة الذكية التفاعلية والتي تكلف الكثير من الأموال ولا توجد في أغلب مدارسنا العربية. ولكننا نتحدث عن استخدام السبورة البيضاء في المدرسة التقليدية. حيث تعتبر السبورة وسيلة رائعة وممتازة وغير مكلفة لإشراك الطلاب.
كيفية استخدام السبورة
تتوافر فى أغلب الفصول سبورات، ويعد استخدام السبورة عنصراً أساسياً في مهنة التدريس. إن كيفية استخدامنا للسبورة البيضاء وسيلة مرئية تؤثر بصورة كبيرة على درجة استيعاب التلاميذ للدرس:
- ما هو مدى وضوح كلماتك على السبورة. تأكد من أن حجم الكلمات كبير على السبورة، بحيث يتمكن التلاميذ الجالسون بعيداً عنها من رؤيتها بوضوح.
- استفد جيداً من أعلى السبورة. تأكد من الاستفادة من النصف العلوي من السبورة بشكل جيد. استخدم النصف السفلي منها في حالة تأكدك من أن التلاميذ الجالسين بالقرب من السبورة لن يحولوا بين هؤلاء الجالسين بعيداً عنها وبين رؤية الكلمات المكتوبة.
- اعرض خطة العمل الخاصة بك على السبورة. استخدم السبورة لكتابة الأسئلة التي تنوي مناقشتها. بهذا ستكون الأسئلة نصب أعين التلاميذ أثناء مناقشة إجاباتها.
- إذا كنت تكتب بيدك اليسرى، فقد تكون الكتابة على السبورة مهمة صعبة بالنسبة لك. فقد عانى بعض المدرسين من ذلك لسنوات، فهم يشعرون عند الكتابة باليد اليسرى أنهم يدفعون قطعة الطباشير دفعاً. قد تتغلب على هذه المشكلة بالوقوف إلى اليمين قليلاً من وضع الوقوف المعتاد ودفع قطعة الطباشير لهذه المسافة.
- اجعل صوتك واضحاً، وكلماتك مفسرة. لا تتحدث إلى التلاميذ أثناء الكتابة على السبورة وأنت موجه ظهرك إليهم. حاول أن تنظم الفصل بحيث تتمكن من مواجهة أكبر عدد ممكن من التلاميذ، حتى أثناء الكتابة على السبورة.
- كن دائماً مستعداً. قم بإعداد السبورة مسبقاً، كلما أمكن لك ذلك. بحيث يتمكن التلاميذ من رؤية العناصر الأساسية التي سيتم مناقشتها في بداية الحصة.
- اكتب كلمات التلاميذ على السبورة. قم بكتابة إجابات التلاميذ على السبورة كلما أمكن لك ذلك. فبهذا يشعر التلاميذ أنك تقدر أفكارهم وتهتم بها، كما يزداد إحساسهم بأنهم طرفاً في المناقشة التى تدور في الفصل ويزداد بالتالي تركيزهم في الشرح.
- اجعل التلاميذ يشتركون في الكتابة على السبورة. اجعل الجميع يشترك في الكتابة على السبورة. اطلب منهم، على سبيل المثال، كتابة أسئلة يرغبون في طرحها أو أفكار أو نقاط شيقة يرغبون في مناقشتها.
- استخدم السبورة كمصدر فعال في العمل بداخل الفصل. قم بتخصيص مهام لمجموعات من التلاميذ يتم أداؤها من خلال السبورة. فعلى سبيل المثال، عند البدء في درس جديد، اطلب من هذه المجموعات كتابة عشر أسئلة تدور حولها المناقشة.
- استخدم الماسحة باحتراس. قبل أن تقوم بمسح تعليقات مقترحة أو مكتوبة بواسطة التلاميذ، تحدث ببعض الكلمات التي تعكس تقديرك لقيمة هذه التعليقات.
إقرأ أيضاً:
- كيف تقف أمام الطلاب للمرة الأولي وتجذب الانتباه
- كيفية تجنب الفوضي في الفصل وكيف تسيطر عليها
- كيف تتعامل مع طفلك الذي يكره المدرسة
أساليب خاصة برفع مستوى التلاميذ
إن الهدف الأساسي للتدريس والعملية التعليمية هو رفع مستوى التلاميذ من خلال اتباع أساليب متعددة للنهوض بأدائهم خلال العام الدراسي. فيما يلي بعض الاقتراحات التي تساعدك على القيام بذلك:
- قم بالتخطيط والإعداد لتقسيم الدرس بشكل واضح. تأكد من تحديد الأهداف التي تسعى إلى الوصول إليها في كل حصة بشكل واضح. يجب مراقبة هذه الأهداف وإعادة النظر فيها من وقت لآخر، كما يحدث في بريطانيا وذلك بمقارنة الأهداف ببرامج المنهج القومي للتدريس، على سبيل المثال.
- وضح لتلاميذك النتائج المنتظر منهم تحقيقها بعد كل حصة. عرف تلاميذك بالمعلومات التي تتوقع منهم أن يلموا بها أو الأشياء المنتظر منهم أن يتمكنوا من ممارستها خلال فترة الدراسة، وقم بالتأكيد على أن هذا الأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطتك الكلية في التدريس. لا ينبغي أن يتخذ هذا الأمر شكل قالب صارم من المهام واجبة التنفيذ، فالمقصود هنا هو توفير إطار عمل يمكن المدرس من تنويع الأنشطة بحيث تتناسب مع كل موقف.
- لا تنس أن تحدد أهدافاً متفاوتة لتلاميذك تبعاً لتفاوت قدراتهم وخبراتهم. يحتاج جميع التلاميذ إلى التوسع في المعرفة ومواجهة تحديات من نوع ما. وبذلك فسيغضب عدد كبير منهم إذا قمت بتحديد عمل واحد للجميع.
- تأكد من أن سرعة وتوقيت شرح الدروس مناسبان. إن تنوع الأنشطة في الحصة الواحدة له تأثير فعال على التلاميذ، حيث تتجنب بذلك تشتت انتباههم وفتور حماسهم وتتيح لهم الفرصة لممارسة أنشطة متعددة. إن وضع مجموعة من الأنشطة الحيوية المعدة جيداً مع تحديد مدة كل منها يساعد التلاميذ على تحسين أدائهم.
- حاول أن تجعل التلاميذ طرفاً في تتبع تقدمهم الدراسي. وذلك من خلال دفعهم إلي التفكير بجدية في أحوالهم الدراسية وتحديد أهداف شخصية خاصة بهم. بهذا الشكل، ستتطور قدرات التلاميذ على الاعتماد على النفس إلى جانب تطور مهاراتهم الدراسية التي تستمر معهم طيلة حياتهم، حيث أنها تمكنهم من مواصلة الدراسة أو العمل بقدر أكبر من الثقة.
- قم بتوفير وسائل مرئية تعرض على التلاميذ تقدمهم الدراسي. من الممكن أن تتخذ هذه الوسائل شكل مخطط أو رسم بياني يمكن من خلاله للتلاميذ أن يدركوا الفترات التي حققوا فيها إنجازات عظيمة. كما أن هذه الوسائل تعد فعالة لمساعدة التلاميذ على تطوير قدراتهم على إدارة الوقت.
- يجب وضع أهداف طبقاً للإنجازات السابقة. حاول أن تتأكد، إن أمكن، من أن كل تلميذ قادر على تحقيق قدراً أكبر من الاستفادة العلمية من خلال تقييم أدائه السابق ووضع أهداف على المدى القصير ومراقبة النتائج وتقديم رد فعل. اعتمد على هذه المعلومات لوضع أهداف مستقبلية.
- قد يلزم استخدام أساليب مختلفة للتعامل مع التلاميذ من الجنسين. من الملاحظ في بريطانيا، على سبيل المثال، أن مستوى أداء التلاميذ يقل عن التلميذات، كما أن أعمالهم أقل جودة في العرض، ذلك إلى جانب انخفاض مهاراتهم في وضع نظام مناسب لهم وافتقارهم إلى جدية العمل. من أجل النهوض بمستوى هؤلاء التلاميذ، قد تحتاج إلى تخصيص أهداف أقصر وأكثر تحديداً وتركيزاً لهم، مع توافر قدر أكبر من الرقابة من جانبك.
- يجب أن تكون الواجبات المنزلية متصلة بتخطيط المنهج. احرص على أن تكون الواجبات المنزلية ذات علاقة بالمهام التي يتم أداؤها في الفصل، وأن تكون لها نتائج محددة مدروسة وأن تفرض نوعاً من التحدي على التلاميذ بشكل عام. شجع التلاميذ على استخدام مخطط شخصي للتأكيد على تحملهم لمسئولية المهام الخاصة بهم وتقدمهم الدراسي.
- تأكد من دعم جميع المهارات المتعلقة بالقراءة والكتابة خلال العام الدراسي. ينبغي أن يحرص جميع المدرسين على تمكن التلاميذ من عرض الأفكار والمواد العلمية بشكل جيد، إلى جانب النطق السليم واستخدام علامات الترقيم وقواعد النحو بشكل صحيح. كما يجب عليهم توضيح المصطلحات الخاصة مختلف الموضوعات.
- تأكيد الصلة بين التقييم والعملية التعليمية. يجب على المدرس أن يتأكد من أن المهام التي يتم من خلالها تقييم أداء التلاميذ تتصل بصورة كاملة بالأهداف التعلمية المحددة. فهذه المهام تساعد التلاميذ على الإنجاز الكامل للمهام إذا كان مستوى صعوبتها مناسباً، فلا تكون سهلة للغاية أو معقدة بصورة يصعب معها أداؤها بنجاح.
- كما يجب علي المعلم تشجيع التلاميذ على التفوق. حاول أن تؤكد لهم أن الوصول إلى مستوي علمي مرتفع ليس مجرد أمنية، ولكنه غاية يجب الحرص على تحقيقها. فعندما يجعل المدرسون المستويات العلمية المرتفعة معياراً، تزداد فرص نجاح التلاميذ الطموحين.