إن التخويف أو التهديد أو العنف والتنمر هو من أنواع الإيذاء الأكثر انتشاراً في المدرسة، والتي قد يكون لها أبعاد طويلة المدى. ويجب على المدرسين ضمان حماية التلاميذ وتوفير الأمان لهم في المدارس بحيث تتم معاقبة أي أنواع من الإيذاء أشد المعاقبة. ولكن هذه المهمة ليست بالمهمة السهلة. مع ذلك، فإننا نحاول في الملاحظات التالية تقديم بعض الملاحظات التي قد تساعد التلاميذ الذين يواجهون الإيذاء المتمثل في التخويف والعنف والتنمر في المدرسة.
مساعدة التلاميذ الذين يتعرضوا للعنف والتنمر في المدرسة
- ناقش المشكلة مع تلاميذ فصلك. ليس من الضروري أن تذكر للتلاميذ حالات محددة حدث فيها إيذاء عن طريق التخويف أو التهديد أو التنمر. ولكن يمكنك أن تقول لهم أنه قد تم تخويف بعض التلاميذ أو التنمر عليهم في هذه المدرسة. يمكنك بعد ذلك عقد مناقشات مع التلاميذ بشأن كيفية التعامل مع التخويف والتنمر أو التهديد.
- قم بوضع قواعد حازمة للسلوك في الفصل. قم بإشراك التلاميذ في وضع هذه القواعد. وقم بالتأكيد على التلاميذ بأن التخويف ليس بمجرد “إخبار الأقاصيص أو الحكايات. ويجب حماية كل التلاميذ من أن يتم تخويفهم، حيث إن تجاهل مثل هذه المشكلات قد يؤدى إلى عواقب وخيمة.
- تعامل مع تحركات وخطط المجموعات من التلاميذ التي تمارس العنف والتنمر. حدد أماكن أمنة للتلاميذ شديدي الحساسية. إن لكل تلميذ الحق في الشعور بالأمان وعدم الخوف، ولكن فلتحرص على ألا يؤدي تأمين هؤلاء التلاميذ إلى عزلتهم. ضع التلاميذ الذين يثيرون التخويف بجوار التلاميذ الأقوياء وممن لديهم ثقة بالنفس. قم بتفرقة أية مجموعات تهدد الجو الأمن للفصل. حاول تشجيع المجموعات الملتزمة من التلاميذ على التصدي للمجموعات التي تعمل على تخويف التلاميذ وساعد التلاميذ ضحايا التخويف على الابتعاد عن المواقف التي تضعهم موضع تهديد من التلاميذ الذين يقومون بالتخويف.
- علم تلاميذك بعض أساليب توطيد الثقة بالنفس التي تساعدهم على التعامل مع خطط التنمر. أكد للتلاميذ ممن هم عرضة للتنمر أنهم ليسوا السبب في هذه المشكلة. وضح لهؤلاء التلاميذ كيف يكون لديهم بعض الاستجابات السريعة للتعامل مع الاستهزاء والسخرية. ووضح للتلاميذ أنه ليس من الضروري أن يكونوا على قدر كبيرة من الحيلة والدهاء حتى يتعاملون مع مواقف التنمر أو التهديد المختلفة، ولكن يكفي أن يكونوا حذرين ومتأهبين للتعامل مع هذه المواقف. ولتقترح عليهم بعض الجمل للرد على هذه المواقف مثل: “هذا ما تعتقده أنت” وذلك بدلاً من أن يبدو عليهم الانكسار والأسى والألم.
طرق دعم ومساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة
- شجع التلاميذ على البحث عن المساعدة عندما يواجهون مواقف تنمر. وهناك طريقة بسيطة وسرية يمكن للتلاميذ من خلالها طلب العون وهي عمل صندوق يقوم التلاميذ بإلقاء رسائلهم فيه للأخصائي النفسي أو الاجتماعي يشكون مما لديهم من قلق وخوف. ويجب بعد ذلك أن يقوم الأخصائي النفسي أو الاجتماعي بمتابعة الشكاوى بسرعة مع استدعاء التلاميذ المرتبطين بهذه المشكلة.
- قم بحماية وتأمين التلاميذ شديدي الحساسية على مدى اليوم الدراسي. فلتكن مستعداً على مدى اليوم لمساعدة هؤلاء التلاميذ أو استعن بمدرسين أخرين للمساعدة في ذلك.
- ساعد التلاميذ على التمكن من حماية أنفسهم. اقترح بأن يقوم التلاميذ شديدو الحساسية بالتحدث مع أصدقائهم إذا ما تعرضوا للتنمر، وذلك لتقديم المساعدة والعون. شجع هؤلاء التلاميذ على إخفاء مشاعر الخوف والغضب عمن يقوم بالتنمر عليهم. لا تشجع التلاميذ على الرد على هؤلاء المخوفين بالضرب حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة وقد ينتهي ذلك بتوجيه اللوم للتلميذ المسالم بحجة أنه قد بدأ بالضرب. ووضح للتلاميذ أنه من الوسائل التي قد تمتص عدوانية التلميذ الذي يقوم بالتنمر هو تكرار السؤال عن ملاحظة ما قالها. كما أن ذلك يتيح للضحية مزيداً من التحكم في سلوكه.
- مساعدة التلاميذ المستضعفين على تنمية المزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات. اقترح أن يقوم التلاميذ المستضعفون بكتابة قائمة بكل الجوانب الجيدة لديهم مع حثهم على تسجيل كل الأمور الإيجابية التي يخبرهم بها الآخرون. وقد تقترح أن يعمل هؤلاء التلاميذ على زيادة نطاق أنشطتهم وتدعيم إمكانياتهم الخاصة بالدفاع عن أنفسهم أو النزول إلى العمل في أحد أيام الإجازة الأسبوعية لتدعيم الثقة بالنفس.
- الاهتمام بمشكلة العنف والإيذاء النفسي في المدارس. يجب الاهتمام بمشكلة العنف والتنمر في المدرسة مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التلاميذ وللتعامل مع المواقف الطارئة، كما يجب توعية التلاميذ وأولياء الأمور بمشكلة العنف والتنمر في المدرسة، خاصة في مدارس الذكور، وذلك من خلال الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وبرامج الإرشاد المختلفة.
مهارات المعلم الجيد في تنظيم و إدارة الفصل
مساعدة التلاميذ الذين يمارسون العنف والتنمر على تغيير السلوك
قد يبدو الأمر غريباً عندما نقول أن التلميذ العنيف هو تلميذ ذو احتياجات خاصة. وإذا أردنا القضاء على التنمر والإيذاء النفسي في المدارس، فإننا يجب أن نتعامل مع المشكة من جذورها ويعني ذلك التعامل مع التلاميذ الذين يمارسون التنمر. فإذا تمكنا من تغيير سلوكهم، فإننا نتمكن من حل المشكلة ومساعدة كل من التلاميذ الذين يمارسون التنمر والتلاميذ المعرضون للتنمر على وجه السواء.
- حدد أسباب وظروف إثارة التلميذ للعنف. يمكنك أن تحاول اكتشاف ما إذا كان التلميذ مدركاً لسبب إثارته للعنف أم لا. فأحياناً ما يكون العنف غير الدائم هو نتيجة لأزمة ما يمر بها التلميذ مثل طلاق الأبوين أو فقدان عزيز. وإذا لم يبد التلميذ أي سبب، فتحقق إذا ما كان لدى الأخصائي النفسي أو الاجتماعى معلومات عن ذلك.
- فلتحتفظ بسجل دقيق للأحداث. يمكنك عمل نموذج قياسي يتم ملؤه سريعاً بتفاصيل كل حادثة يثيرها التلميذ العنيف. قابل التلميذ العنيف والمعرض للعنف وحرر معلومات عن كلا الفريقين. قم بتسجيل العقوبات والنتائج. فقد تفيد هذه الملحوظات في الإشارة إلى مدى تأخر أو تحسن سلوك التلميذ أو مساعدة أولياء الأمور على تقبل هذه الحقائق غير المستحبة عن أبنائهم.
- حاول رفع مستوى إدراك وفهم الذات لدى التلاميذ المثيرين للعنف. فقد يقدم مثل هؤلاء التلاميذ الكثير من المبررات لأفعالهم مثل “إنني كنت أمزح فقط أو لقد حدث ذلك دون قصد” أو “هو الذي بدأ في استفزازي”. ويمكنك أن تلفت نظر التلميذ إلى أنه هو فقط الذي كان يضحك على المزحة أو أن لا أحد يشترك معه في الرأي أن الأمر لم يكن مقصوداً أو كان مستفزاً له.
- حاول التحسين من الصورة التي يأخذها التلميذ عن نفسه. حاول طمأنة هؤلاء التلاميذ إلى أنه بالرغم من سلوكهم غير المتقبل، فإنهم لازال يحظون بقدر من التقدير. وأن السلوك الذي يقومون به فقط هو مصدر الاستهجان والاستياء وليسوا التلاميذ في حد ذاتهم. وعادة ما يكون التلميذ المتنمر غير راض عن نفسه مثل التلميذ الذي يتعرض للتنمر وكلاهما يحتاج للمساعدة. قدم لهما المساعدة لتغيير سلوكهما بشكل فعال.
- حدد قواعد حازمة لسلوك التلميذ العنيف مستقبلياً. يمكنك أن توضح للتلميذ صورة العقاب الذي سيناله عند ممارسة العنف. يمكنك أيضاً اقتراح الطرق التي يمكن أن يعتذر بها التلميذ العنيف للتلميذ المعتدى عليه. ولتوضح للتلميذ العنيف أنه سيكون من الصعب في البداية أن يثق التلميذ المعتدى عليه في التلميذ العنيف، ولكن وضح كذلك أنه لا يجب أن يتوانى التلميذ عن المحاولة. قدم الجوائز والمكافأت للتلميذ العنف الذي يتحسن سلوكه. وقم بتشجيعه أمام الجميع إذا لزم الأمر.
كيفية إعداد واختيار برامج الحاسوب التعليمية المناسبة
- حدد المواقف التي تؤدي إلى التنمر. حاول اكتشاف الحصص أو المدرسين الذين يثيرون التلميذ العنيف إلى ممارسة التنمر. وقد يكون من المفيد التعرف على ما يود التلميذ العنيف اكتسابه من هذا التنمر، حتي وإذا كان الهدف من التنمر هدفاً سلبياً مثل طرد التلميذ من الحصص أو تجنب أداء المهام الصعية.
- قم بابتكار أساليب لمساعدة التلميذ على التحكم في سلوكه العنيف. يمكنك أن تقترح على التلميذ أن يضع لنفسه هدفاً مثل “لن أضايق زميلي اليوم” أو “أنا لن أكون عنيفاً مع زميلي اليوم عندما أراه في الفسحة”. ويمكنك أن تدرب التلميذ على التعرف على علامات الغضب عندما تأتي له، بحيث يحاول التعامل معها وتقنينها. على سبيل المثال، يمكن تدريب التلميذ على بعض الحيل المعروفة للتحكم في الغضب مثل إيقاف التنفس والعد إلى عشرة.
- تحكم في ردود أفعالك تجاه السلوك العنيف. رغم أنك ستود أن تكون حازماً وسربعاً في رد الفعل، فإنه يجب أن تتجنب إبداء الغضب. حاول أن تحتفظ بهدوئك مع محاولة إنهاء الموقف. وربما أمكنك الاحتفاظ بمقعد في الممر الذي أمام الفصل أو أمام مكتبك يقعد فيه التلميذ حتى يسترد هدوءه مرة أخرى. وقد يساعدك هذا أيضاً على استرداد هدوءك على المستوى الشخصي. إذا اعتذر التلميذ، فلتشجعه بكلمات الاستحسان والثناء.
- حدد ما إذا كان هناك من يستطيعون مساعدك من الأباء وأولياء الأمور. قم أولاً بالرجوع إلى الأخصائي النفسي والاجتماعى لترى إذا ما كان هذا ممكناً أم لا. وكن مستعداً لردود أفعال مختلفة من أولياء الأمور الذين قد يكونوا مستاءين وغير مقتنعين بأن ولدهم عنيف مع زملائه. ولكن كن مستعداً بتقديم الأدلة المختلفة والسجلات التي يتم فيها تسجيل وقائع العنف المختلفة التي يقوم بها التلميذ. حاول أن تبث الطمأنينة وأن تكون إيجابياً عند التحدث عن التلميذ مع اقتراح الحلول التي من شأنها تقديم مساعدة إيجابية للتلميذ.
- اقترح على التلميذ العنيف وأسرته بعض الأماكن أو برامج التوعية المتخصصة التي بإمكانها تقديم العون والاستشارة فيما يتعلق بسلوك التنمر والعنف. هناك العديد من الخدمات والمساعدات المتاحة التى تساعد كل من التلميذ المتنمر والتلميذ المعرض للتنمر. عليك لفت نظرهم إلى مثل هذه الأمور.