قصة أسير الجبل

في قصة أسير الجبل، يخوض جاد مغامرة مليئة بالتحديات ضد الجني الشرير، مستخدمًا ذكاءه لتعلم السحر وإنقاذ قريته. اكتشف النهاية المثيرة الآن!
جدول المحتويات

في قديم الزمان، عاش سكان وادٍ خصب وسعيد، يتمتعون بخيرات الأرض الوفيرة. لكن في أحد الخريفات، اختفت جميع الغلال والثمار بشكل غامض. ظن المزارعون أن اللصوص هم السبب، لكنهم لم يجدوا أي أثر. وعندما تكرر الأمر في العام التالي، اعتقد الجميع أن سحرًا شريرًا يسكن الوادي.

تقدم فتى شجاع يدعى جاد، ووعد أهل الوادي بحل اللغز. تسلق الجبل العالي نحو القلعة الغامضة التي كانت تتراءى لهم من بعيد. هناك، التقى بجني عجيب يسكن القلعة، وعرف أن هذا الجني هو من سرق غلالهم. قرر جاد أن يخدم الجني ليتعلم منه السحر، ويستعيد خيرات الوادي.

عاش جاد في القلعة يعمل بجد، لكنه لم يتعلم السحر بسرعة كما كان يأمل. بدلاً من ذلك، أصبح صديقًا لغراب كان أسيرًا لسحر الجني أيضًا. نصحه الغراب بأن يتعلم أسرار الجني بحذر. وذات ليلة، عندما كان الجني غافلاً، سمع جاد الكلمات السحرية التي تنشط المكنسة وتوقفها. فرح جاد بمعرفته هذه القوة الجديدة، لكن الأمور لم تسر كما خطط.

في اليوم التالي، عندما رحل الجني، استخدم جاد السحر لجعل المكنسة تجلب الماء. لكن المكنسة لم تتوقف، واستمرت في إغراق القلعة بالماء. وعندما عاد الجني، أوقف السحر وأدرك أن جاد قد تعلم شيئًا من قوته. بدأت مواجهة شرسة بين الجني وجاد، حيث تحول الجني إلى دب ضخم ليطارد جاد. نصحه الغراب بالتحول إلى حية، وهكذا استطاع جاد الهرب. لكن الجني لم يستسلم وتحول إلى نسر، واستمرت المطاردة.

في نهاية المطاف، تحدى جاد الجني أن يتحول إلى قطرة ماء صغيرة، متظاهرًا بأن هذا أصعب من أن يصبح جبلًا. بذكائه، استطاع جاد خداع الجني، الذي تحول إلى قطرة ماء وسرعان ما اختفى في مياه الجدول الذي يصب في النهر، لينتهي أمره إلى الأبد.

عاد جاد والغراب إلى الوادي، حيث استقبلهم أهل الوادي استقبال الأبطال. بفضل شجاعته وذكائه، استعاد جاد خيرات الوادي، ووعد ألا يستخدم قوته السحرية إلا في سبيل الخير. وظل الغراب صديقًا مخلصًا له، يتأكد من أن جاد يفي بوعده ويحافظ على واديه سعيدًا وآمنًا.

قصة أسير الجبل مكتوبة

في قديم الزمان، حدثت في إحدى البلدان البعيدة حكاية غريبة. فقد كان سكان أحد الأودية المنبسطة كثيراً ما يرفعون رؤوسهم إلى الجبل العالي المنتصب فوقهم، فيرون أحياناً قلعة كبيرة ذات أسوار عالية وأبراج قائمة. لم يدخل أحد من سكان الوادي تلك القلعة، ولا حتى تسلق سفح الجبل الشديد الانحدار.

لقد كان ذلك الوادي في يوم من الأيام مكاناً يحلو العيش فيه. كان سكانه جميعًا سعداء، يعملون معًا في حقولهم التي تعطيهم محصولًا وفيرًا. وكانت أشجار البساتين مثقلة دائماً بالفاكهة اللذيذة، والكروم مليئة بعناقيد العنب. ما كان أهنأ حياتهم!

اللصوص الغامضون

ثم حدث ذات خريف أمر غريب. عندما ذهب المزارعون إلى حقولهم ليجمعوا غلالهم وثمار أشجارهم، وجدوا أن الغلال والثمار كلها قد اختفت. لم يجدوا ثمرة واحدة على الشجر ولا سنبلة قمح واحدة في الأرض.

صاح أحد المزارعين في دهشة: “لا بد أن ذلك حدث ليلاً!”

وصاح آخر ملوحاً بعصاه: “لقد سرق اللصوص غلالنا. الويل لهم إذا وقعت يدي عليهم!”

ظل المزارعون أسابيع يفتشون عن اللصوص. فتشوا عن آثار أقدام قد يكون اللصوص تركوها، وعن حبوب قد يكونون أسقطوها، وعن بقايا نار قد يكونون أشعلوها. لكن المزارعين لم يجدوا شيئاً، فكأن عصا ساحر قد امتدت وجعلت غلالهم كلها تختفي. وعاشوا في ذلك الشتاء على الغلال التي كانوا قد خزنوها من سنوات سابقة.

موسم جديد ومزيد من الألغاز

في الربيع التالي زرعوا أرضهم ثانية. وعندما جاء الخريف، رأوا أن محصول الأرض كثير جدًا، أكثر من كل محصول سابق. فأقاموا في حقولهم وبساتينهم حرساً يعملون ليلاً نهاراً. لن يسمحوا لأحد بعد الآن أن يسرق أرضهم!

لكن، في صباح يوم، استيقظ المزارعون فوجدوا كل شيء قد اختفى، كما اختفى في العام الماضي.

صاح الناس في فزع: “لا بد أن في الأمر سحراً!”

وبكى بعض الأطفال قائلين: “هذا الوادي مسكون بالجن!”

وقالت عجوز بحزن: “سنجوع كلنا هذا الشتاء. ما نقدر أن نفعل؟ ومن يساعدنا؟”

بطل القصة (جاد)

فجأة تقدم فتى من أبناء المزارعين اسمه جاد وقال: “أنا أحل لكم هذا اللغز. أنا قوي جداً، وذكي أيضاً.” ثم أسرع راكضًا دون أن ينتظر جواباً، ودون أن يتمكن أحد من إيقافه. وسرعان ما رأوه يتسلق سفح الجبل ويختفي عن الأنظار.

ابتعد الفتى جاد كثيراً عن واديه المشمس. وكان ضباب الجبل العالي قد بدأ يلتف حوله ويغلفه. لكن الفتى لم يخف أو يتوتر، واقتطع من إحدى الأشجار عصا يستند إليها، وراح يصعد الجبل وهو يصفر ويغني بمرح.

قال جاد بصوت عال: “علي أن أصل القمة بسرعة.”

اللقاء مع الساحر

فإذا بصوت مدوٍ وعميق يقول: “أنت الآن على القمة، أيها الفتى..” ثم برز من بين الظلال عجوز غريب الهيئة.

شهق جاد، فإنه لم يكن قد رأى في حياته أغرب من ثياب ذلك الرجل. فقد كانت فلنسوته ورداؤه واسعين فضفاضين، مزينين بالجواهر والمطرزات التي تبرق وتتألق في أشكال غريبة. وكان الرجل يحمل في إحدى يديه عصا سحرية، بينما كان يجثم على يده الأخرى غراب أسود ضخم.

راح قلب جاد يخفق وهو يقول في نفسه: “لا بد أنه ساحر شهير أو جني خطير!”

قال الجني: “الظلام يهبط وقلعتي قريبة، تعال اقضِ الليل عندي..”

اكتشاف السر

تبع جاد الجني، وسرعان ما كانا داخل أسوار القلعة. مشى الجني في ساحة القلعة، ومشى جاد وراءه بين أكداس من الغلال والفاكهة. في هذه الأثناء، طار الغراب الأسود ناحية جاد وجثم على كتفه، وقال له: “هذه الغلال والفاكهة هي لكم. لقد سرقها الجني من واديكم.”

زمجر جاد غاضبًا: “سأقتله! لقد ترك أهلي وسكان الوادي دون طعام!”

أسرع الطير يقول بصوت حاد: “لا تكن أحمق. إنه قادر على أن يقتلك بلمح البصر. اسمع نصيحتي، ابق هنا وتعلم أسراره. عندئذٍ تستطيع أن تهزم سحره الشرير.”

التفت الجني فجأة إلى جاد وقال له: “أتبحث عن عمل؟ إن كنت تبحث عن عمل، فأنا بحاجة إلى صبي يساعدني..”

وافق جاد على أن يعمل خادمًا مقابل دروس في السحر. كان واثقًا أنه بهذه الطريقة سيعيد السعادة إلى الوادي وسكانه.

داخل القلعة الغامضة

كانت القلعة ضخمة، ومليئة بالكنوز والأشياء الثمينة. أخذ الجني الفتى وأراه القلعة غرفة تلو الأخرى، وكانت كل غرفة أجمل من سابقتها وأغنى. وصلا أخيرًا إلى القاعة الكبرى. كانت كبيرة جدًا حتى بدا للفتى أن لا آخر لها، وكان فيها كتب وأوراق وكرات ودروع فرسان حديدية وأشياء أخرى كثيرة. مشى جاد على مهل في تلك القاعة الواسعة وقال في نفسه بانفعال: “هنا يمارس هذا الشرير سحره!”

رأى جاد رفوفاً مليئة بالكتب القديمة، بعضها ثقيل جدًا لا يقدر على حمله. ورأى في بعض الزوايا قناني ضخمة تحتوي على سوائل فوارة بألوان متغيرة. وفي وسط القاعة كان هناك خلقين ضخم بعلو الفتى تقريبًا.

قال الجني بعبوس: “عليك أن تبقي هذا الخلقين مملوءًا حتى حافته. والويل لك إذا تركته يفرغ!”

قال جاد بسرعة: “سأبدأ العمل فورًا.”

فرد الجني: “أنجز أعمالك كلها وسأعلمك السحر.”

عمل شاق وصداقة غير متوقعة

هكذا أصبح جاد صبي الجني، لكن العمل كان شاقًا، وكان يزداد صعوبة يومًا بعد يوم. ومع ذلك، لم يتعلم جاد شيئًا من السحر.

خلال الأسابيع التالية، نشأت بين جاد والغراب صداقة ومودة. كان الغراب قد وقع منذ سنوات تحت تأثير سحر الجني، فلا يستطيع الطيران إلا داخل القلعة وحولها. وكان إذا حاول النزول إلى الوادي، تنطوي جناحاه ويعجز عن الطيران.

قال الغراب لجاد: “أتأخذني معك عند هربك من هنا؟”

ضحك جاد وقال: “وأنا لست أسيرًا هنا. أستطيع أن أعود إلى بيتي متى أشاء.” قال ذلك ورفع الغراب فوق ذراعه ومشى ناحية باب القلعة.

فجأة، أحس جاد أنه غير قادر على الحركة. حاول كثيرًا أن يتقدم خطوة واحدة لكنه لم يستطع.

قال الغراب بصوت حاد: “صدقتني الآن؟ كلانا أسير في قلعة الجني!”

إدراك الخطر

أدرك جاد أنه هو أيضا وقع تحت تأثير السحر. فزاده ذلك رغبة في التعلم من الجني ولو بالحيلة. ويبدو أن الجني عرف ذلك، فصار يزيد يوميًا من إرهاق الفتى بالعمل الشاق. كان جاد يقضي نهاره وهو يحرك قدورًا كبيرة مليئة بالسوائل السحرية التي تفوح منها أحيانًا روائح كريهة! وكان عليه أيضًا أن يحمل كتب سحر ضخمة تؤلم ذراعيه.

الخلقين الأسود والتعب المتزايد

لكن أصعب مهامه كان المحافظة على الخلقين الأسود مملوءًا حتى حافته. كان الجدول الذي يجلب منه جاد الماء بعيدًا جدًا عن القاعة الكبرى، وكان عليه أن ينزل إليه في درج طويل دوار، وعبر ساحات وممرات مرصوفة بالحجارة. كان على جاد أن ينزل إلى ذلك الجدول مرارًا كل يوم، يملأ دلوين ويصعد بهما إلى القاعة الكبرى.

قال ذات يوم متنهدا: “ليتني أعرف بعض الكلمات السحرية فأجعل هذين الدلوين يطيران وحدهما.”

قال الغراب بغضب: “لو كنت تعرف كلمات سحرية لخرجنا أنا وأنت من هنا. ألم تدرك بعد يا صديقي أن الجني لن يتركك تسمع كلماته السحرية؟”

خطة الهروب

قال جاد: “أنت محق! ما علينا إلا أن نختبئ وننصت إلى كلماته السحرية. سنتعلم عندئذ الكثير من الكلمات ونستعملها لنهرب.”

لكن العمل لم يكن سهلاً كما كان يبدو. جرب جاد والغراب كل طريقة ممكنة، زحفًا خلف الجني دون صوت، واختبآ تحت طاولته، وأحيانًا وراء صندوق الكنز. لكن هذه المحاولات زادت من شكوك الجني، فزاد العمل الشاق على جاد، وأجبره على أن يعمل حتى جانبًا من الليل.

الليلة الحاسمة

كان جاد ذات ليلة متعبًا جدًا، فلم يستطع صعود الدرج إلى غرفته في أعلى القلعة. ووجد نفسه يرتمي في زاوية مظلمة خلف كرسي الجني، وسرعان ما غلبه النوم. جاء الجني وجلس على كرسيه دون أن ينتبه لوجود جاد، وبدأ يشتغل في كتبه ودوارقه الزجاجية. فجأة، صدمت يده دورقًا زجاجيًا فسقط على الأرض وانكسر.

أيقظ الصوت جاد، فحدق حوله في دهشة. رأى الجني يشير إلى المكنسة، ثم يخاطبها بكلمات سحرية آمرًا إياها بالعمل. راقب جاد المكنسة تتحرك وحدها في القاعة، تنظف الزجاج المكسور بخفة وإتقان، ثم تعود إلى موقعها.

بعد أن انتهى الجني من عمله، ترك الطاولة وذهب إلى غرفته لينام. انتظر جاد طويلًا حتى انتصف الليل، ثم صعد الدرج بهدوء وهو يردد الكلمات السحرية بفرح شديد.

تجربة السحر

استيقظ جاد قبيل الفجر متشوقًا لاستخدام الكلمات السحرية. لكن الغراب حذره بشدة قائلًا: “اسمع نصيحتي، إياك أن تستعمل السحر إلا حين يكون الجني خارج القلعة، وإلا ستندم!”

مرت ساعات بدت كأنها طويلة، حتى خرج الجني العجوز من القلعة، وترك لجاد العمل الشاق الذي يأمره به يوميًا. طار الغراب إلى البرج ليتأكد من رحيل الجني.

لم يضيع جاد وقته. لفظ الكلمات السحرية، وأمر المكنسة بجلب الماء. في الحال، نبت للمكنسة ساعدان حملا دلوين، ونزلت درجات السلالم بسرعة إلى الجدول. تبعها جاد والغراب في دهشة وسرور.

الفوضى غير المتوقعة

كانت المكنسة سريعة جدًا، فامتلأ الخلقين إلى حافته في وقت قصير. لكن المكنسة لم تتوقف، بل تابعت جلب الماء دلوًا بعد دلو دون انقطاع. وسرعان ما غمرت المياه أرض القاعة الكبرى. زعق الغراب: “عجل، أوقف المكنسة! أوقفها في الحال!”

صاح جاد المسكين: “لا أستطيع، تعلمت الكلمات التي تشغلها ولم أتعلم الكلمات التي توقفها.”

استمرت المكنسة في العمل، تصب الماء في الخلقين. ارتفعت المياه في القاعة، وعامت الكتب والأوراق فوقها، وبدأت الطاولات والكراسي تتحرك مع الماء المتزايد.

في محاولة يائسة، أمسك جاد بفأس وضرب المكنسة فشطرها قسمين، ولكن فزعه تضاعف حين رأى أن كل قسم تحول إلى مكنسة كاملة. وكل مكنسة حملت دلوين وراحت تجلب الماء بسرعة أكبر.

سرعان ما تسربت المياه إلى جميع غرف القلعة ودرجها وساحاتها.

المواجهة مع الجني

فجأة، اظلمت السماء وسمع صوت كالرعد. انتصب ظل رهيب أمام جاد والغراب. لقد عاد الجني، وغضبه أشعل عاصفة هائلة، حركت الرياح وأضاءت القاعة الكبرى كأن البرق يخترقها. صرخ الجني بالكلمات السحرية، فتوقفت المكانس عن العمل، وهبت ريح شديدة البرودة، وعاد كل شيء إلى طبيعته.

ابتسم جاد ابتسامة عريضة، فقد سمع الجني وهو غاضب يلفظ الكلمات السحرية التي توقف السحر. أخيرًا تعلم جاد سر إيقاف السحر.

أمر الجني الغاضب المكنسة: “اضربيه!” أسرعت المكنسة نحوه، لكن جاد تلفظ بالكلمات السحرية التي تعلمها، فتوقفت المكنسة وارتدت إلى زاويتها.

صاح جاد بفرح: “الآن أعرف كلمات تشغيل السحر وكلمات إيقافه! لقد انتهيت أيها الجني!” وبدأ يرقص ويدور حول الجني.

طار الغراب إلى أعلى البرج وقد أصابه الخوف.

تحوّل الجني

ابتسم الجني ابتسامة شريرة ومال نحو جاد وهمس في أذنه قائلاً: “لقد تعلمت فعلاً، أيها الفتى الذكي، أسراري. أنت أفضل صبي عمل عندي.”

دهش جاد وقال في نفسه: “لعل الجني العجوز ندم على أفعاله الشريرة.” ولكن في تلك اللحظة سمع الغراب يزعق من أعلى البرج: “احذر الجني، احذر، احذر!”

فجأة، لمع ضوء خاطف وتحول الجني إلى دب هائل مزمجر، راح يلاحق جاد من مكان إلى آخر. حاول جاد الاختباء خلف كرسي الجني، لكن الدب ضرب الكرسي ضربة واحدة وحطمه تمامًا.

المواجهة الأخيرة

وجد جاد نفسه أخيرًا محاصرًا في زاوية، وخاف خوفًا شديدًا. عندها نزل الغراب إلى مكان قريب وزعق بخوف: “حوّل نفسك إلى حية، فالدببة تكره الحيات.”

كان جاد قد نسي من شدة خوفه أنه يمتلك القوى السحرية نفسها التي يملكها الجني. بسرعة تحوّل جاد إلى حية وبدأ يتجه نحو الدب. ولكن فجأة، لمع ضوء خاطف، وتحول الدب إلى نسر. ارتدت الحية إلى الوراء، لكن النسر أمسكها من ذيلها بمخالبه القوية الحادة.

زعق الغراب: “تحوّل ثانية، تحوّل ثانية!”

وفي الحال، تحوّل جاد إلى سنور (قط بري) قوي يضرب ويزمجر. ارتد النسر إلى الوراء ونشر جناحيه وطار مبتعدًا، لكن السنور بقي ممسكًا بريشتين كبيرتين من جناح النسر بين مخالبه.

مطاردة النسر

خرج النسر من القاعة، وحلق في أجواء القلعة ثم هبط إلى الساحة. لم ينتظر السنور طويلاً، إذ أسرع خلفه بسرعة البرق. حلق النسر بعيدًا متجهًا نحو الجدول الذي كان جاد يجلب منه الماء ليملأ الخلقين الأسود، وهناك اختفى.

جثم السنور متحفزًا أمام الجدول وحدق في الماء بترقب. أين كان الجني؟ فجأة ظهرت سمكة فضية صغيرة أخرجت رأسها من الماء وقالت: “لقد هزمتك أيها الصبي الغبي! إن سحري أقوى من سحرك بكثير!”

تحدي السمكة

همس جاد في أذن الغراب قائلًا: “سأتحوّل مرة أخرى إلى فتى وأخوض المياه للإمساك به.”

قال الغراب: “استعمل الحيلة!” ثم همس له ببضع كلمات.

صاح جاد في السمكة: “أيها الجني، برهن أنك قوي فعلاً، وتحول إلى شيء أختاره أنا لك!”

ضحك الجني بصوت رهيب، اهتزت له القلعة، وقال: “سأريك قوتي! سأتحول من هذه السمكة الصغيرة إلى جبل!”

لكن جاد بذكاء قال: “لا! حول نفسك إلى شيء صغير، فهذا أصعب بكثير، أيها الجني. حول نفسك إلى قطرة ماء.”

النهاية

في الحال، لمع ضوء خاطف جديد، وترددت أصداء كلمات الجني السحرية عبر الجبال. وسرعان ما تلاشى الصوت الرهيب. بينما كانت مياه الجدول تنساب برفق، وتندفع نحو أسفل الوادي، حيث تصب في مياه النهر الذي يتجه ناحية البحر.

رقص جاد والغراب بفرح وضحكا كثيرًا عند الجدول. قال جاد بسعادة: “لقد راح ضحية سحره. عندما تحول إلى قطرة ماء، ابتلعته مياه الجدول. وسرعان ما سيضيع في البحر المحيط إلى الأبد.”

العودة إلى الوادي

أخذ جاد والغراب يتدحرجان على العشب الأخضر في سعادة. قال الغراب: “لقد تخلصنا منه إلى الأبد. نحن أخيرًا أحرار.”

ودعا جاد والغراب القلعة خلفهما ونزلا سفح الجبل. استقبل سكان الوادي جاد استقبال الأبطال، وأخذ الناس يروون قصص البطولة عن جاد وشجاعته.

ظل جاد محتفظًا بقوته السحرية، ولكنه وعد أن يستخدمها لخير الوادي وسكانه فقط. قال الغراب مداعبًا صديقه بمرح: “وسأكون دائمًا بجانبك لأتأكد أنك تحافظ على وعدك.”

معرض الصور (قصة أسير الجبل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى