قصة قطط هاي كلاس

قصة قطط هاي كلاس أو قطط ذوات من قصص الأطفال الشهيرة تعلم الصغار أهمية مساعدة الأخرين وجزاء الخداع والأعمال الشريرة في نهاية المطاف.

داخل القصر

كانت قطط السيدة «راقية» تعتبر من القطط الهاي كلاس وأسعدها حظاً في المدينة. فقد كان كل شيء في قصر السيدة «راقية» رائعاً وجميلاً ومريحاً. السجاجيد الفاخرة والوسائد الوثيرة والمقاعد الخشية المشمسة عند كل نافذة. وبالإضافة إلى كل هذا كانت الكراسي والستائر تتدلى منها شرائط يمكن للقطط الصغيرة أن تلعب بها وتتسلى.

كانت القطة «أميرة» وصغارها في أسعد حال، لأنهم كانوا يحسون أن السيدة «راقية» تحبهم أكثر من أي شيء آخر في حياتها. كانت القطة «أميرة» سعيدة بحب السيدة «راقية» وتشاركها في رأيها بأن أهم شيء في العالم هما القطط، وخصوصاً القطط الصغيرة. وكانت القطة «أميرة» أماً لثلاث قطط صغار.

أولهم «بسكوته» القطة الصغيرة التي تحاول دائما أن تنافس أخويها الذكور «أمير» و«أمشير».

وكانت القطط الصغيرة إذا ما أتمت دروسها تسابق بعضها وتلعب في أنحاء القصر. كان «أمير» يعزف على البيانو و«بسكوته» تغني، أما «أمشير» فكان يتعلم الرسم.

وقد صممت أمهم «أميرة» أن يصبح أولادها من القطط المتعلمة الراقية أو بمعنى أصح قطط هاي كلاس.

ولم تكن السيدة «راقية» مطمئنة لمستقبل قططها الأعزاء ولذلك فكرت أن تكتب وصية حتى تؤمن مستقبلهم بعد وفاتها. وأرسلت في طلب صديقها ومحاميها الأستاذ «عادل الجبار».

ولم يكن الأستاذ «عادل الجبار» يشبه اسمه في قليل أو كثير، فقد كان رجلاً عجوزاً لا يكاد يقوى على الحركة، وبما أنه كان صديقاً مخلصاً للسيدة «راقية»، فقد أسرع بالمجيء إلى منزلها ليساعدها في كتابة وصيتها وتوزيع ثروتها كما تريد.

وقد استقبل «نمرود» رئيس الخدم الأستاذ «عادل الجبار» المحامي وأوصله إلى غرفة استقبال السيدة «راقية» ثم عاد «نمرود» إلى غرفته حيث أخذ يكوي بنطلونه. وفجأةً سمع خلال السماعةِ الداخلية للقصر صوت السيدة «راقية».

كانت السيدة «راقية» تقول للمحامي إنني أريد أن أترك كل ثروتي للقطط الأعزاء يتمتعون بها طوال حياتهم. أما بعد وفاتهم، فَيأْخذها «نمرود» رئيس الخدم نظير اعتنائه بالقطط طوال هذه السنوات.

خطة شريرة

وفكر «نمرود» رئيس الخدم: “هل أنتظر كل هذه السنوات؟ أربع قطط، والقطة بسبع أرواح، كما يقولون، سأنتظر كثيرا جدا !!”.

وعندما هبط «نمرود» إلى المطبخ ليعد وجبة المساء للقطط كانت الخطة قد اكتملت في ذهنه. كان أول جزء من هذه الخطة أن يضع مع الحليب حبوبا منومة. كانت القطة «أميرة» وأولادها قد وجهوا الدعوة للفأر «زبادي» ليتناول عشاءه معهم. وما أن شربوا الحليب حتى راحوا في النوم جميعا.

وتسلل «نمرود» من المنزل في الظلام، حاملاً سلة القطط النائمة بدون أن يراه أحد من أهل المنزل. ووضع «نمرود» السلة فوق دراجته البخارية، وقادها في شوارع المدينة الهادئة، متجهاً نحو الطرق الريفية خارج المدينة.

وفجأة أثناء سير «نمرود» بدراجته البخارية فوق أحد الكباري هاجمته بعض الكلاب الشرسة، ففقد توازنه، ووجد نفسه هو ودراجته البخارية في النهر. عندئذ استيقظت القطط من نومها على الاهتزاز الشديد. وإذا بهم وسط الأعشاب الرطبة على جانبي النهر.

أخذ «نمرود» يبحث عن سلة القطط، ولم يجدها فقد كان الظلام حالكاً. وعاد إلى القصر وهو يتمنى ألا يعثر على القطط من يعيدها إلى السيدة راقية.

وأثناء ذلك كانت القطة أميرة وأطفالها في حالة يرثى لها! يشعرون لأول مرة بالبرد، والخوف، ولا يدرون أين هم، وما الذي أتى بهم إلى هذا المكان المظلم.

وفجأة، بدأ الرعد يزمجر إيذاناً باقتراب عاصفة، عندئذ رأت القطة «أميرة» أن أحسن ما تفعله هو أن تنام مع أطفالها في السلة حتى الصباح.

وفي الصباح هدأت العاصفة وأشرقت الشمس، وفي نفس الوقت ظهر القط «مشمش» الذي بدا «لأميرة» وأبنائها أنه سينقذهم ويقدم لهم العون. وكان القط «مشمش» قطاً أعزب يحب التنقل والتجوال.

صديق وقت الضيق

وعندما رأي «مشمش» القطة «أميرة» أمامه أعجب بجمالها ورقتها، وصمم على معاونتها. فقد كان من النوع الذي يهوي حل مشاكل الآخرين وخصوصاً إذا كانوا قططاً جميلة مثل «أميرة». وعندما علم «مشمش» أن «أميرة» تريد العودة إلى المدينة أبدي استعداده لمصاحبتها بنفسه إلى هناك.

وفي هذه اللحظة استيقظت القطط الصغيرة ووجم «مشمش»، لأنه كان يأمل أن يكون وحيداً مع «أميرة» طوال الطريق. واتضح له أن عليه أن يصحب القطط الصغيرة أيضاً إلى المدينة.

واكتشف القط الذكي «مشمش» سيارة نقل في طريقها إلى المدينة، ركب فيها ومعه كل القطط. ولحسن حظ الجميع كانت السيارة تحمل كميات هائلة من الحليب، وبطبيعة الحال تناولت القطط إفطارا شهيا أثناء الرحلة.

وللأسف لم تتم فرحة «مشمش» وأصدقائه القطط، فقد اكتشف سائق السيارة أن معه ركاب غير مرغوب فيهم مختبئين في السيارة، فطردهم شر طردة.

وسارت القطط عدة ساعات قبل أن تبلغ المدينة في حالة يرثي لها من التعب.

وصلت القطط إلى جزء من المدينة حيث يسكن «مشمش»، وكان هذا الجزء فقيراً لم تتصور القطط الهاي كلاس من أمثال «أميرة» وأطفالها أن يعيشوا فيه.

وقال «مشمش» بتردد: أنا عندي شقة في هذه المنطقة وهي شقة متواضعة على قد الحال، ولكن لو أحببتم أَن ….

وقبل أن يتم كلامه وافقت القطة «أميرة» على اقتراحه بالذهاب إلى الشقة.

كانت القطط تنتظر مفاجأة سعيدة في شقة «مشمش». فقد كان هناك القط «سامي» السيامي صديق «مشمش» ومعه فرقته الموسيقية.

نسيت «أميرة» وأولادها مشاق الرحلة عندما استمعوا إلى الموسيقى الرائعة التي عزفها «سامي» وفرقته. شعر «مشمش» في هذا الوقت بالسعادة وعرف أنه سيفتقد أصدقاءه الجدد كثيراً بعد أن يرحلوا.

قالت «أميرة» لـ«مشمش»: لقد كنت كريما جداً معنا يا «مشمش» ولا ندري كيف نشكرك. ولكننا يجب أن نعود غداً إلى قصر السيدة «راقية» لأنها ستحزن حزنا عميقا إذا لم تجدنا.

وعندما وصلت القطط إلى قصر السيدة «راقية» في اليوم التالي حانت لحظة وداع «مشمش» و«أميرة».

الوقوع في الفخ

وشعر «مشمش» أنه سيفتقد أصدقاءه بشدة، وتركهم وهو يشعر بحزن عميق، وشعر أن حياة العزوبية والحرية التي كان يحيياها لم تعد تعجبه، وتمنى أن يكون له زوجة وأطفال مثل باقي القطط المحترمين.

لم يتصور «مشمش» أن أصدقاءه الأربعة قد وقعوا في فخ قد نصبه لهم «نمرود».

فعندما رأى «نمرود» القطة «أميرة» وأطفالها في حديقة القصر انتظرهم خلف الباب الصغير وفي يده جوال، أسرع يصطادهم فيه واحداً بعد الآخر وبعد ذلك نزل بهم إلى الإسطبل حيث كان قد أعد لهم صندوقا كبيراً ليشحنهم فيه إلى مدينة بعيدة جداً، لا تعود منها أبداً.

ولكن «نمرود» لم يحسب حساب الفأر «زبادي» الذي سمع «أميرة» تصرخ وتستغيث به: “يا «زبادي» أذهب وأخبر القط «مشمش» بما حدث لنا”.

وكان ذهاب فأر صغير لقط كبير مثل «مشمش» مغامرة تحتاج لشجاعة كبيرة من الفأر الذي استطاع أن يوصل الرسالة إلى «مشمش» وأصدقائه.

إلي أخر العالم

وفي إسطبل القصر قامت مشاجرة لم يشهد المكان مثيلا لها من قبل.

فعندما بدأ «نمرود» ينفذ خطته، وبينما هو ينقل «أميرة» وأطفالها إلى صندوق الشحن أندفع «مشمش» ومعه فرقة من القطط الضالة إلى داخل الإسطبل وهاجموا «نمرود»، وساعدهم في ذلك الفأر «زبادي» الذي عض «نمرود» في قدمه. وبدأت القطط تخربش «نمرود» الذي لم يستطع المقاومة وأطلق سراح «أميرة» وأولادها.

وأثناء هروبهم ركل الحصان «عنتر» «نمرود» بحوافره ركلة شديدة أوقعته داخل الصندوق الذي كان مفتوحاً ومستعداً لاستقبال «أميرة» وأولادها. وبسرعة أنغلق الصندوق على «نمرود». وفي هذه اللحظة وصلت عربة النقل التي كان قد اتفق معها «نمرود» على شحن الصندوق، فالتقطت الصندوق وبداخله «نمرود» وبدأت رحلتها إلى آخر العالم.

كانت السيدة «راقية» في أسعد حال عندما وجدت قططها الأعزاء في القصر، ومن فرط سعادتها سمحت للقط «مشمش» وفرقته بالعيش معهم.

وعندئذ تزوج «مشمش» من «أميرة»، وفرحت القطط الصغار إذ أصبح لها أب يحنو عليها، وعاش الجميع في سعادة.

ومن حين لآخر كانت القطط تسمع السيدة «راقية» تتساءل: “ترى لماذا اختفى فجأة خادمي المخلص «نمرود»؟” وعندئذ كان «مشمش» يغمز لـ«أميرة» بعينيه، فتبتسم القطة «أميرة» وتضحك القطط الصغار حتى يستلقوا على ظهورهم، فقد كانوا يعلمون لماذا وأين اختفى «نمرود» فجأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى