كانت ” وفاء ” فتاة شجاعة . خرجت ذات يوم لتلعب مع صديقاتها ، وفى أثناء اللعب فى الفناء انزلقت وسقطت ، وهكذا جرحت نفسها .
عادت وفاء إلى المنزل بعد الظهيرة ، وكانت جبهتها ويداها ملطختين بالدم ، وكانت تبكي متألمة . عندما رأتها والدتها أصيبت بصدمة ، فنظفت لها الجرح بسرعة وَضَمَّدَتْهُ في حرص .
قرار الذهاب إلى المستشفى
وبعد بعض الوقت قالت والدة وفاء لها فى عطف : ” ابنتي العزيزة ! إن الجرح عميق . لابد أن آخذك للمستشفى من أجل خياطته ” .
ولأن وفاء كانت شجاعة ، فلم تخش الذهاب إلى المستشفى ، فوافقت على اقتراح والدتها .
ذهبت وفاء بصحبة أمها وأخيها الصغير إلى المستشفى . قابلت والدتها ممرضة لتلقى العلاج . دَوَّنت الممرضة اسم وفاء وسألتها : ” كيف جرحت نفسك ؟ ” .
أجابت وفاء : ” بينما كنت ألعب فقدت توازنى وسقطت على كومة من الحصى ” .
وبعد أن فكت الممرضة الضمادة ونظرت إلى جرح وفاء ، قالت لها : ” إن الجرح عميق ، أنت بحاجة إلى طبيب ليخيطه لك . أرجو منك الانتظار هنا حتى يفرغ الطبيب ” .
انتظار الطبيب وقلق وفاء
انتظرت وفاء الطبيب بصحبة أمها ، ونظرت فيمن حولها . كان هناك مرضى آخرون ينتظرون الطبيب
قالت لأمها : ” لماذا سيخيط الطبيب الجرح ؟ “
أجابت أمها : ” عندما يكون الجرح عميقاً ، تخيط حواف الجلد إلى بعضها البعض من أجل سرعة الشفاء ” .
قالت وفاء فى قلق : ” أرغب فى العودة إلى المنزل ” .
أجابت والدتها : ” بالطبع ! ولكن بعد أن تتلقى الرعاية اللازمة ” ، وأخذت تَمَسُّ ذراع وفاء برفق قائلة : ” لا تخافى ؛ سأكون معك طوال الوقت ” .
مقابلة الطبيب وشجاعة وفاء
وبعد قليل من الوقت ، جاءت الممرضة إلى وفاء وقالت لها : ” حضر الطبيب . وأنت في أول دور ” .
لم ترغب وفاء فى رؤية الطبيب ، وأرادت أن تجرى مبتعدة .
ألقى الطبيب نظرة على التقرير وابتسم ابتسامة صغيرة ، وطلب من الممرضة إحضار وفاء إلى غرفته .
وفى الغرفة ، طلب الطبيب من وفاء أن تستريح على الأريكة الطويلة ، أما والدتها فقد جلست أمامها وهى تمسك بالطفل الصغير.
قال الطبيب لوفاء : ” لا تخافى ؛ فهو أمر بسيط ، ولن تشعرى بألم كبير أجابت وفاء بشجاعة : ” سأحاول ألا أخاف ” .
وبعد وقت قليل طلبت الممرضة من وفاء أن ترقد على الفراش ، فأعطى الطبيب لوفاء مخدرًا موضعيًا ، وفى أثناء ذلك ظل الطبيب يتحدث إلى وفاء .
وبعد دقائق معدودات ، عالج الطبيب الجرح ، ولم تشعر وفاء بألم كبير في أثناء الخياطة .
شجاعة وفاء وحصولها على الشارة
وبعد معالجتها رَبَّتَ الطبيب على ظهرها برفق ، وقال لها : ” أحسنت صنعاً ! أنت فتاة شجاعة حقاً . أنا سعيد لأنك لم ينتابك الخوف فى أثناء المعالجة . لابد أن تأتى مرة أخرى الأسبوع القادم من أجل إزالة الخياطة ” . قالت وفاء للطبيب فى ثقة : ” ولم لا ؟ سآتى بكل تأكيد لأراك الأسبوع القادم ” .
وعندما سُرَّ الطبيب بجواب وفاء ، أعطاها شارة مكتوبًا عليها : ” أنا فتاة شجاعة ” شعرت وفاء بسعادة فائقة وبالتشجع .
كانت والدة وفاء تقف على مقربة وهى تراقب وفاء تقرأ الشارة .
فرحة وفاء بالشارة
قالت والدة وفاء لها : ” ما المكتوب على الشارة ؟ أريها لي ” .
عرضت وفاء الشارة على أمها في سعادة .
فقرأت والدتها العبارة المكتوبة على الشارة ، وأثنت عليها لما أبدته من شجاعة .
الحكمة
إذا ما جرحت فى أثناء اللعب ، فلا تُصَب بالذعر . واجه الموقف بشجاعة واذهب إلى أقرب طبيب فى الحال بلا تردد