كان عمر صبيا ذكيا مبتكرا ومبدعا. اعتاد أن يفكر في كل ما يتصل بسفن الفضاء، والقمر والكواكب.
وقرر في أحد الأيام أن يصنع نموذج سفينة فضاء، فاشترى لذلك ورقا مقوى، وألوانا، وصمغا، وبكرة من الشريط اللاصق ومقصا، وجلس يصنع نموذج سفينة الفضاء.
فكر عمر قائلا: “إنها مهمة صعبة. أظن أنني لا أستطيع القيام بها.”
شعر عمر بالحزن لأنه لم يستطع إتمام صنع النموذج، فجاء أخوه الأكبر مصطفى وسأله: “ما المشكلة يا عمر؟”
فقال: “لا شيء.”
فسأله أخوه الأكبر: “لماذا إذن تبدو حزينا جدا؟ لا تخجل مني وقل لي من فضلك.”
عمر يحاول صنع سفينة فضاء ويطلب المساعدة
قال عمر: “أحاول أن أصنع نموذج سفينة فضاء ولكنني لا أستطيع.”
قال مصطفى: “ليس هناك داع للقلق، سأساعِدك في ذلك.”
وأخذا يصنعان النموذج معا.
قال مصطفى لعمر: “قص الورق من هنا والصقه هناك، والآن لونه.”
كان يعطيه التعليمات الضرورية ليرشده في صنع النموذج. اقتضى الأمر منهما ساعتين تقريبا قبل أن يصنعا النموذج، وما أن انتهيا من النموذج حتى قال له مصطفى: “هذا هو نموذج سفينة الفضاء الخاص بك.”
وأصبح النموذج جاهزا، وكم كانت سعادة عمر وهو يراه منتصبا على المائدة ومستعدا للانطلاق.
عمر ينسى شكر أخيه وحزن مصطفى
بدأ عمر يلعب بالنموذج ونسي أن يقول “شكرا” لأخيه على مساعدته له. كان يجري ممسكا بسفينة الفضاء في يده، وينتقل من غرفة إلى أخرى، ونسي أنه لولا مساعدة أخيه الأكبر ما كان يمكن أن يصنع هذا النموذج.
كان مصطفى يتابع عمر في أثناء هذا، وحدث نفسه قائلا: “إنه لم يقدر تعبي معه، ولم يطلب مني أن ألعب معه، ولم يشكرني على المساعدة، إنه شخص جاحد للمعروف؛ فإن مساعدتي له بلا معنى عنده.”
شعر بالحزن لأن أخاه الصغير تجاهله تماما.
وفي المساء عندما عاد والدهما من عمله، كان عمر لا يزال يلعب بنموذج سفينة الفضاء. ولم يكد والد عمر يخلع حذاءه حتى جرى عمر نحوه، وأخذ يعرض عليه لعبته وهو يقول في فرح: “انظر! هذا نموذج سفينة الفضاء الخاص بي.”
قال والد عمر: “ما أروعه! إنه جيد جدا.”
وتناول النموذج بيديه وأخذ يتفحصه باهتمام، وقال: “هل صنعته كله بمفردك يا عمر؟”
فتذكر عمر فجأة شقيقه الأكبر.
تذكر عمر لخطئه واعتذاره لأخيه
هكذا فكر عمر: “يا ربي! أي خطأ ارتكبته الآن! لقد نسيت تماما أن أشكر أخي الكبير؛ لقد ساعدني كثيرا.”
اتجه عمر على الفور إلى مصطفى، وقال له: “شكرا لك يا أخي العزيز، إنني آسف جدا؛ لقد نسيت أن أشكرك على مساعدتك، لولاك ما كنت أقدر على إتمام لعبتي.”
قال مصطفى: “لا بأس؛ فإن هذا يحدث أحيانا.”
وبدأ مصطفى وعمر يلعبان معا بنموذج سفينة الفضاء، شعر مصطفى بسعادة كبيرة؛ فلقد قدر عمر أخيرا مساعدته له، فصفح مصطفى عن أخيه وضمه إلى صدره.
الحكمة
تذكر دائما أن تقول: “شكرا لك” عندما يقدم لك أحد الأشخاص أية مساعدة.