كان سالم وسالي شقيقين. وفي احد الايام كانا يجلسان الى مائدة الطعام لتناول الافطار، فقالت سالي لاخيها الكبير: “احضر لي كاسا من عصير البرتقال”. كانت علبة عصير البرتقال في دولاب المطبخ المرتفع قليلا، وسالي قصيرة ولا يمكن لها الوصول للعلبة، وكان اخوها اطول منها ويمكنه الوصول للعلبة بسهولة.
لم تتحدث سالي الى اخيها في ادب، ولذلك اجابها وهو يقضم خبزه الممزوج بالزبد: “لا، لن افعل. اذهبي واحضريها بنفسك”.
طلب العصير وسوء تصرف سالي
وقال في نفسه انه منشغل بقراءة كتابه المدرسي، فلم يرفع عينيه عن الكتاب؛ لقد شعر بالاهانة، فلا يريد ابدا ان تامره سالي بالقيام بشيء من اجلها. وتساءل في عقله: “لماذا يجب علي مساعدتها؟ انها لا تعرف كيف تتحدث مع الاخرين”.
لم تدرك سالي ما الذي اصاب اخاها. فقد كان يساعدها دائما، فلماذا لا يساعدها الان؟
فقالت لاخيها مرة اخرى: “هل ارتكبت اي خطا؟ لماذا لا تحضر لي العصير؟”
لكن اخاها لم يجب بشيء، واستمر في قراءة كتابه المدرسي، ولم تبد عليه الرغبة في التحدث الى اخته.
فاستمرت سالي تفكر في نفسها: “ما الذي حدث؟”
إدراك الخطأ وتصحيح السلوك
وفجاة خطر لها خاطر طيب.
قالت لاخيها بكل ادب: “من فضلك احضر لي العصير يا اخي العزيز”.
قال سالم: “حسنا”، ونهض وفتح خزانة المطبخ وتناول علبة عصير البرتقال، وقال لها: “تفضلي العصير يا اختي الصغيرة العزيزة”.
ادركت سالي خطاه، وقالت لاخيها: “انا اسفة؛ كان لابد ان اتحدث معك بطريقة مهذبة”. شعر سالم بسعادة كبيرة، ولذلك لم يمتنع عن مساعدة شقيقته.
الحكمة
معرفة اهمية كلمة “من فضلك”. اذا احتجت مساعدة احد الاشخاص فلا يمكنك ان تلقي اليه امرا ليساعدك. لابد ان تكون مهذبا، وتذكر دائما ان تقول: “من فضلك”.