قصة الديك الفصيح

قصة الديك الفصيح هي حكاية مشوقة للأطفال، تتحدث عن ديك فصيح ينافس ديكًا آخر في مغامرة مليئة بالتحديات والدروس عن الفخر والتواضع.
جدول المحتويات

في مزرعة صغيرة قريبة من المدينة، عاش ديك معروف بلقب “الديك الفصيح”. كان هذا الديك يتميز بريشه الملون وصوته العالي الرنان، وكان يوقظ الجميع من نومهم ويخبرهم بالأخبار ويمتعهم بفصاحته. ازداد إعجاب الديك الفصيح بنفسه يومًا بعد يوم، حتى قرر أن يُنشئ مدرسة لتعليم الديكة الأخرى فنون الصياح والفصاحة. تجمع الديوك من المزارع المجاورة لتعلم مهاراته، وأصبحت دجاجات المزرعة معجبة به بشكل كبير.

لكن الأمور تغيرت عندما وصل إلى المزرعة المجاورة ديك جديد يُدعى “الديك الصبيح”. كان قويًا وساحر الألوان، ويملك صوتًا رنانًا مثل الفصيح. بدأت الدجاجات تنجذب نحو الديك الصبيح، مما أثار غيرة الفصيح. تحدى الديك الفصيح منافسه الجديد في مناظرة علنية أمام جميع الدجاج والديوك، وأعلن أنه وحده من يستطيع الصياح ليطلع الصباح. وبعد صراع طويل من الصياح والتباهي، خفض الديك الصبيح رأسه وغادر، مما جعل الدجاجات تلتف مرة أخرى حول الفصيح وتعلنه البطل.

انتشر الخبر في القرية بأن الديك الفصيح هو من يجعل الصباح يطلع بصياحه، وبدأت الحيوانات والطيور تطلب منه أن يواصل صياحه كل يوم. وذات يوم، قرر أصحاب المزارع أن يذهبوا إلى الملك لطلب مساعدته. عندما سمع الملك القصة، قرر أن يأخذ الديك الفصيح إلى قصره ليضمن أن يصيح كل صباح. لكن الطباخ الملكي، الذي رأى الديك سمينًا، قرر أن يجلب مئة ديك أخرى لتزعج القصر بصياحها.

وأخيرًا، قرر الملك أن يرسل الديكة الأخرى إلى المزارع ويجعل الديك الفصيح وجبة على مائدته. حزنت الدجاجات وعقدت اجتماعًا كبيرًا أمام القصر، وقررت أن لا تبيض إن لم يُطلق سراح الفصيح. رضخ الملك لمطالب الدجاجات وأطلق سراح الديك الفصيح. عاد الفصيح إلى مزرعته، ومنذ ذلك اليوم، لم يعد يصيح بصوته العالي كما كان، بل أصبح يصيح بهدوء مثل باقي الديكة، مكتفيًا بحماية نفسه ودجاجاته.

قصة الديك الفصيح مكتوبة

في مزرعة صغيرة قريبة من المدينة، كان يعيش ديك ذو ريش ملون براق، وجناحين مصفقين قويين، وعرف أحمر منتصب. لكن أجمل ما في ذلك الديك كان صوته العالي الرنان. كان هو فخورًا جدًا بصوته الحسن، فكان يقف على شبابيك المزرعة، أو أعمدة السياج، أو حتى على سطح المنزل، ويصيح صياحًا عاليًا. وسرعان ما عُرف في المزرعة وجوارها باسم “الديك الفصيح”.

أحب الديك ذلك الاسم كثيرًا. وقال يومًا في نفسه: “هذا الاسم يليق بي. أنا أنبه الناس من نومهم، وأخبرهم بصوتي الحسن، وأحكي للدجاجات أخبارًا وأكتم عنها أسرارًا. أنا حقًا ديك فصيح!” وكان الديك الفصيح يزداد يومًا بعد يوم إعجابًا بصوته وفصاحته، حتى عزم أخيرًا على أن يُنشئ مدرسة للديكة.

افتتاح مدرسة الديك الفصيح

سرعان ما تجمعت ديكة المزرعة في مدرسة الديك الفصيح. جاءت أيضًا ديكة المزارع المجاورة، لتتعلم هي أيضًا كيف تنبه الناس من نومهم وتحكي للدجاجات أخبارًا وتكتم عنها أسرارًا. ورأى صاحب المزرعة أن مدرسة الديك شيء عجيب، فقال لأولاده: “تعالوا نرى كيف يكون الديك معلمًا!”

عندما رأى الديك الفصيح صاحبه وأولاد صاحبه يدخلون مدرسته، ظن أنهم جاءوا هم أيضًا ليتعلموا، فقام يرحب بهم صائحًا:

“إن شئتم أن تصيحوا وأن يصح الصحيح
خذوا الفصاحة عني نعم، فإني الفصيح”

تحدي الديوك الأخرى

بعد ذلك الترحيب، وقف الديك الفصيح في صدر القاعة، وأخذ يصيح صياحًا طويلًا رائعًا. ثم توقف عن صياحه وأشار إلى أحد الديوك، وقال: “أنت، أيها الديك الأسمر، صح صياحي!” ثم التفت إلى جانب آخر، وأشار إلى أحد الديوك، وقال: “وأنت، أيها الديك الأشقر، صح صياحي!” لكن لم يُعجبه لا صياح الديك الأسمر ولا صياح الديك الأشقر. فقال: “أنصتوا جيدًا إلى صياحي وصيحوا معي مجتمعين!”

تجمعت دجاجات المزرعة حول الحظيرة، تُنصت بإعجاب إلى الديك الفصيح يُعلم سائر الديوك. سرعان ما تجمعت هناك أيضًا دجاجات المزارع المجاورة، فملأت الطرق والساحات. فإذا خرج الديك الفصيح احتشدت حوله وتمسكت وتضاربت وراحت تناديه وتسده وتتجاذبه، فيتطاير ريشها وريشه أحيانًا. وكان الديك الفصيح يحب ذلك كثيرًا.

ذاعت شهرة الديك الفصيح في البلاد. فأثار ذلك غيرة الديوك في المزارع القريبة والبعيدة. وتوافدت الديوك القوية ذات الأصوات الجهيرة لترى الديك الفصيح، وتَتأكد مما تسمع. وكانت كلها تعود إلى مواطنها، وقد اقتنعت أن ما تسمع عن الديك الفصيح صحيح.

المواجهة مع الديك الأغبر

إلا أن ديكًا عنيدًا مشاغبًا اسمه “الأغبر”، وكان رماديًا أغبر كأنه خارج من كومة فحم، أراد أن يُنازل الديك الفصيح، ويحط من مقامه بين جاراته وجيرانه، فقام يصيح: “للديك الفصيح صوت رنان لكنه جبان!”

التفت الديك الفصيح حوله فرأى دجاجاته تنظر إليه لتري ما يفعل. فلم يجد بُدًّا من أن يُنازل ذلك الديك. وقف الديكان في وسط الساحة، ونفشا ريشهما وأخذا يصيحان صياحًا عاليًا. ثم انقض أحدهما على الآخر، وراح الواحد منهما ينقر خصمه بمنقاره الصلب نقرًا شديدًا، حتى سال دمهما.

كان لا بد لأحد الديكين أن يتراجع. وكان من حُسن حظ الديك الفصيح أن الديك الأغبر تراجع أولًا، وانسحب وهرب. نظر الديك الفصيح إلى الدجاجات ونفض جناحيه، وقال: “أحيانًا، الفصاحة وحدها لا تكفي!”

ظهور الديك الصبيح

لكن جاء يوم بدا فيه أن للديك الفصيح منافسًا خطيرًا. فقد وصل إلى مزرعة مجاورة ديك قوي رشيق، عالي الرأس، ساحر الألوان، ذو هيبة وسلطان، اسمه “الديك الصبيح”. لم يفزع الديك الفصيح هيئة الديك الصبيح وطلّته، بل أفزعه صوته، فقد كان له هو أيضًا صوت حسن رنان.

خرج الديك الفصيح يومًا من حظيرة التعليم، فلم تكن دجاجات المزارع في انتظاره، بل كانت ملتفة حول الديك الصبيح، يختال بريشه النادر ويصيح بصوته الساحر. صاح الديك الفصيح صياحًا عظيمًا، ففزعت الدجاجات كلها، وفزعت الديوك كلها، إلا الديك الصبيح، فقد نفش ريشه وصفق بجناحيه تصفيقًا شديدًا، وصاح هو أيضًا صياحًا عظيمًا. وراح الديكان، الفصيح والصبيح، يصيحان في وقت واحد.

المناظرة بين الديكين

في اليوم التالي اجتمعت دجاجات المزرعة كلها وديوكها، ودجاجات المزارع المجاورة وديوكها. فقد تقرر أن تُقام مناظرة بين الديكين: الفصيح والصبيح. وسرعان ما بدأت المناظرة.

صاح الديك الصبيح طويلًا، وقال: “أنا أحمي دجاجاتي من ديوك الجيران!”
فصاح الديك الفصيح طويلًا، وقال: “وأنا أحميها من أي كان!”

قال الديك الصبيح: “أنا تدور حولي الدجاجات!”
فرد الفصيح: “وأنا تجري ورائي في الطرق والساحات!”

قال الصبيح: “أنا أروي لها الحكايات والأخبار!”
فرد الفصيح: “وأنا أنظم لها الأشعار!”

استمر الحوار والصياح ساعات، حتى قال الديك الصبيح: “أنا أصيح، فأنبه الناس من نومهم في الصباح!”

الديك الفصيح يفرض نفسه

لم يكن عند الديك الفصيح شيء آخر يزيد به على ما فاخر به الديك الصبيح، فوجد نفسه يقول: “وأنا أصيح ليطلع الصباح!” سكت الديك الصبيح، فتشجع الديك الفصيح، وصاح: “لا يطلع الصباح إلا إذا شرعت في الصياح!”

بدا أن تلك مهمة يستحيل على الديك الصبيح القيام بمثلها، فخفض رأسه واستدار، وتوارى عن الأنظار. أسرعت الدجاجات تلتف ثانية حول الديك الفصيح، وأخذت تصيح: “لا يطلع الصباح إلا إذا شرع الديك الفصيح في الصياح!”

انتشار الخبر بين الحيوانات

انتشرت الدجاجات في المزارع والساحات تذيع النبأ. وكانت الخراف والأبقار والغزلان والكلاب وسائر حيوانات القرية وطيورها – الداجنة والبرية – تمد آذانها وتنصت. جاءت الخراف إلى الديك الفصيح، وقالت: “لا تنس أيها الديك الكريم أن تصيح في الصباح ليطلع الصباح، فلن يُطلقنا صاحبنا في المرعى إذا لم يطلع الصباح!” هزّ الديك الفصيح رأسه بعظمة وجلال، ولم يقل شيئًا.

ثم جاءت الأبقار والغزلان والكلاب وسائر حيوانات القرية وطيورها – الداجنة والبرية – إلى الديك الفصيح، وقالت له: “لا تنس أيها الديك العظيم أن تصيح في الصباح ليطلع الصباح، فلن نأكل أو نشرب أو نغرد إذا لم يطلع الصباح!” هزّ الديك الفصيح رأسه بعظمة وجلال، ونفش ريشه كثيرًا، ولم يقل شيئًا.

الديك الفصيح يحظى بالاحترام

سمع صاحب المزرعة وأولاده، وأصحاب المزارع المجاورة وأولادهم، صياح حيواناتهم وطيورهم. فأسرعوا إلى ديكهم الفصيح. رآهم الديك الفصيح يُقبلون كلهم عليه ويقفون بين يديه، فهمس لنفسه: “لا يطلع الصباح حقًا إلا إذا شرعت في الصياح!” لكن الديك لا يعرف الهمس، فخرج همسه صياحًا، وسمع صاحب المزرعة ومن معه كلامه.

عجب صاحب المزرعة وأولاده، وأصحاب المزارع المجاورة وأولادهم، وخافوا. فقد كانوا يريدون أن يطلع الصباح ليقدموا لحيواناتهم العلف، ويجمعوا البيض، ويستخرجوا اللبن، ويأكلوا ويشربوا ويستريحوا. خافوا كثيرًا، واتفقوا أن يذهبوا كلهم إلى الملك، ويستشيروه في أمر ذلك الديك ويطلبوا عونه.

وفد المزارعين إلى الملك

ركب صاحب المزرعة وأولاده، وأصحاب المزارع المجاورة وأولادهم، حميرهم وبغالهم وخيولهم وتوجهوا في موكب عظيم إلى المدينة القريبة ليقابلوا الملك. سمعت الحمير والبغال والخيل حديث راكبيها، فراحت هي أيضًا تنهق وتزعق وتصيح قائلة: “لا يطلع الصباح إلا إذا شرع الديك الفصيح في الصياح!”

كان الأهالي يسمعون ما يتردد في المدينة، فيتجمعون وفودًا ويتجهون صوب قصر الملك ليعرفوا ما يُشير عليهم في أمر ذلك الديك. وعندما وصل المزارعون كان أهل المدينة يملأون محيط القصر.

استقبل الملك وفد المزارعين. قال صاحب الديك: “يا مولاي، لا يطلع الصباح إلا إذا شرع الديك الفصيح في الصياح! ونحن، يا مولاي، نريد أن يطلع الصباح لنقدم لحيواناتنا العلف، ونجمع البيض، ونستخرج اللبن، ونأكل ونشرب ونستريح!”

الملك يزور المزرعة

عجب الملك من ذلك الكلام عجبًا شديدًا، وقال: “أعندك برهان على ما تقول؟”
قال المزارع: “نعم، يا مولاي! ألا ترى أنه عندما يتأخر الديك الفصيح في النهوض من فراشه الدافئ شتاءً، يتأخر الصباح في الطلوع؟”

وجد الملك كلام المزارع سليمًا، وعزم على أن يذهب بنفسه ليرى ذلك الديك. مضى الملك إلى المزرعة في موكب عظيم. وكان طوال الطريق يسمع الخراف والأبقار والغزلان والكلاب وسائر حيوانات القرية وطيورها – الداجنة والبرية – تتحدث عن الديك الفصيح.

عندما رأى الديك الفصيح الملك مقبلًا عليه، قال في نفسه: “حتى الملك يعرف فصاحتي!” ثم انحنى أمام الملك، وقال: “يا مولاي، إن ديكًا مثلي يكون في القصور لا في حظيرة الدجاج والطيور!”

الديك الفصيح في قصر الملك

رأى الملك كلام الديك سليمًا، فعزم أن يأخذه إلى قصره، ليضمن أنه يصيح كل صباح، ورأى أن يُسلمه إلى طباخه. فالطباخون عليمون بالديوك. سلّم الملك الديك الفصيح إلى طباخه، وقال له: “اعتنِ بهذا الديك، فإني أريده أن يصيح كل صباح!”

أمسك الطباخ الديك فوجده سمينًا، وقال في نفسه: “هذا ديك يصلح للطعام لا للكلام!” لكنه كان يعلم أن الملك لن يسمح بأكله، فأخذ يفكر في حيلة يقنعه بها.

خطة الطباخ ومصير الديك الفصيح

في أحد الأيام دخل الطباخ على الملك وقال له: “يا مولاي، أخاف أن يُصاب هذا الديك يومًا بعلة. وقد سمعت أنه ديك فصيح بارع في تعليم الفصاحة والصياح. ما رأيك، يا مولاي، أن تأتي له بديكة يُعلمها، فإذا أصابه مكروه، وجدنا ديكة أخرى تحل محله؟” وجد الملك كلام طباخه سليمًا، فأذن له بذلك.

جلب طباخ الملك مئة ديك، ووضعها في حظيرة الديك الفصيح. وأخذت هذه الديكة تصيح ليلًا ونهارًا. كانت تبدأ صياحها مع الفجر، فتصيح معًا صياحًا يُنبه الملك وأهل القصر كلهم من نومهم مذعورين، ولا تترك لهم في نهارهم ساعة راحة. وكان صياح الديك الفصيح أعلى صياح.

كان لا بد أن يقول الملك أخيرًا كلمته. استدعى طباخه، وقال له: “أرسل الديكة المئة إلى المزارع، تصيح كل صباح كما تشاء. أما الديك الفصيح فإني أريده غدًا على مائدة طعامي!”

مصير الديك الفصيح

ذاع في المزارع أن الديك الفصيح سيكون طعامًا للملك. فحزنت الدجاجات كثيرًا جدًا، واجتمعت كلها ومشت إلى المدينة، وأحاطت بقصر الملك. لم يكن أحد يعرف ما كانت الدجاجات تنوي أن تفعله، ووقف الملك ورجاله وجنده ينظرون في عجب.

فجأة أخذت الدجاجات كلها تصيح بأصوات عالية مضطربة، وتقول: “أطلق سراح الديك الفصيح أو لا نبيض!” وكان الملك يحب بيض الدجاج كثيرًا، فاستدعى طباخه، وأمره أن يُطلق سراح الديك الفصيح في الحال.

خرج الديك الفصيح إلى الساحة، فأحاطت به دجاجاته، ومشت معه تحرسه من كل جانب. في ذلك اليوم، لم يصح الديك الفصيح بصوته العالي الرنان، ولا وقف على شبابيك المزرعة وأعمدة السياج وسطح المنزل ينفش ريشه ويصفق بجناحيه القويين. منذ ذلك اليوم، لم يعد يصيح إلا كما تصيح الديكة حين تصيح.

معرض الصور (قصة الديك الفصيح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى