قصة ابن النجوم

قصة ابن النجوم تدور حول فتى متبنى يكتشف هويته الحقيقية بعد أن يتعلم دروسًا عن الرحمة والعطاء، وسط مغامرات مليئة بالحكمة والإثارة.
جدول المحتويات

في قديم الزمان، كان هناك حطابان عائدان إلى بيتهما بعد يوم طويل من العمل في الغابة. بينما كانا يسيران وسط البرد القارس، شاهدا نجمة هاوية تتساقط من السماء، فأملا أن تجلب لهما الحظ. ركضا نحو مكان سقوطها، حيث عثرا على طفل ملفوف برداء أبيض مزين بنجوم ذهبية، وعقدة ذهبية حول عنقه. أحد الحطابين أراد ترك الطفل بسبب الفقر، لكن الآخر أصر على أخذه إلى بيته.

عندما وصل الحطاب إلى منزله، استقبلته زوجته بغضب لوجود الطفل، مشيرة إلى أن رزقهما لا يكفي لإطعامه. لكنها بعد لحظة من التفكير، وافقت على رعايته مع أولادهما. عاش الطفل الذي أطلقوا عليه “ابن النجوم” في كنف الحطاب وزوجته، لكنه لم يكن مثل بقية الأطفال. كان مغرورًا بجماله، ويعامل الطيور والحيوانات بقسوة، بل ويدعي أنه ابن ملك يعيش في السماء.

ذات يوم، مرت امرأة عجوز فقيرة بالقرية، وكانت ترتدي ملابس بالية وتبدو منهكة. حين رآها ابن النجوم، دعا أصدقاءه لطردها ورماها بالحجارة. تدخل الحطاب ليوقفه، وحين سمعته المرأة يتحدث عن كيف وجدوا ابن النجوم في الغابة، سألت بتأثر إن كان ملفوفًا برداء أبيض ومرتديًا عقدة ذهبية. عندما تأكدت من التفاصيل، أدركت أن ابن النجوم هو ابنها الذي فقدته قبل سنوات.

نادى الحطاب ابن النجوم ليخبره أن أمه الحقيقية قد جاءت. لكن الفتى، عندما رأى المرأة الفقيرة، أنكرها بقسوة ورفض قبولها، مدعيًا أنها ليست أمه. رحلت المرأة حزينة إلى الغابة، وفي تلك اللحظة بدأت حياة الفتى تتغير. لاحظ أصدقاؤه أن شكله الجميل قد اختفى، وتحول وجهه إلى ما يشبه الضفدع وجلده إلى حراشف كالأسماك. أدرك ابن النجوم أن ما حدث له كان نتيجة معاملته القاسية لأمه.

انطلق الفتى في رحلة بحث عن أمه ليطلب منها المغفرة. أثناء بحثه، ساعد الطيور والحيوانات التي كان يعاملها بقسوة في الماضي، لكنه لم يجد أمه في أي مكان. على مدار ثلاث سنوات، جاب القرى والمدن بحثًا عنها، لكنه لم يجد أي أثر لها.

في النهاية، وقع الفتى في قبضة ساحر شرير طلب منه إحضار قطع ذهبية من الغابة. رغم الصعوبات، وبمساعدة الأرنب الذي أنقذه، وجد الفتى القطع الذهبية. في كل مرة، كان يتخلى عن الذهب لإعانة فقير، حتى عندما كان يعلم أن الساحر سيعاقبه بقسوة.

في اليوم الثالث، بعد أن أعطى الفتى قطعة الذهب الأخيرة للفقير، لاحظ أن الناس يعاملونه كأمير وسيم، وعاد جماله إلى ما كان عليه. ثم التقى أخيرًا بامرأة فقيرة ورجل فقير، فإذا بهما والداه الحقيقيان، اللذان تحولا إلى ملك وملكة. عانقاه بحب وأخبراه أنهما كانا ينتظرانه طويلاً ليصبح الملك القادم.

عاد الفتى إلى قصره الجديد، وأرسل هدايا ثمينة للحطاب الذي رباه. أما الساحر الشرير فقد نُفي من المدينة، وعاش الناس في عهده بسعادة وهناء، ولم يكن بينهم فقير أو محتاج.

قصة ابن النجوم مكتوبة

في قديم الزمان، كان هناك حطابان عائدان إلى بيتهما بعد يوم طويل وشاق من العمل. كانا يشعران بتعب شديد وبرد قارس أثناء سيرهما فوق طبقة كثيفة من الثلج. عندما خرجا من الغابة، كانت السماء مكفهرة، وفجأةً لمع شيء في السماء وكأنه برق. قال أحد الحطابين: “تمنَّ شيئًا! إنها نجمة هاوية، وتلك تجلب الحظ!”

رد الآخر قائلاً: “لقد سقطت في تلك الحرجة، لعلنا نجد ذهبًا في موضع سقوطها، وسيكون ملكًا لمن يجده!”

ركض الحطابان نحو الحرجة وراحا يفتشان. ومن بعيد، رأى كلاهما شيئًا يشع كالذهب. وكان أحدهما أسرع من الآخر، فوصل أولاً وصاح: “إنه رداء أبيض ذو نجوم ذهبية!” ثم رد طرف الرداء ليجد في داخله طفلاً ينام نوماً هادئًا. شعر الحطاب بخيبة أمل، فقد كان يأمل أن يجد مالًا كثيرًا يغير من حالته الفقيرة إلى الغنى.

قال: “ما أكسبه لا يكاد يكفي لإطعام أولادي. فلنترك هذا الطفل هنا…”

لكن الحطاب الآخر رفض وقال: “لا يمكننا أن نتركه هنا، فسيموت من البرد.” ثم حمل الطفل بين ذراعيه ومشى إلى بيته.

استقبال الزوجة للطفل

عندما وصل إلى بيته، فتحت زوجته الباب فرحة بعودته وسألته عما بين يديه. كشف الحطاب عن الطفل النائم وقال: “وجدته في الغابة.”

صاحت الزوجة بغضب: “لا أريده! أنسيت أن ما نكسبه لا يكفي لإطعام أولادنا؟ خذه من هنا! لا أريده!”

كان الحطاب يعرف أن زوجته رفيقة القلب، وأنها كانت ترفض الطفل خوفًا من زيادة الفقر. فانتظر واقفًا عند الباب، بينما أدارت المرأة ظهرها وبدأت تحرك القدر فوق النار. ثم هبت ريح جليدية من الباب المفتوح، فأحست المرأة بالندم وقالت في نفسها: “كيف نتخلى عن طفل في ليلة جليدية كهذه؟”

أسرعت إلى زوجها وقالت: “ادخل وأغلق الباب.”

دخل الحطاب ووضع الطفل بين ذراعي زوجته. فترقرقت عيناها بالدموع وقبلت الطفل، ثم وضعته في السرير إلى جانب أحد أطفالها.

الطفل الغامض

في صباح اليوم التالي، وضع الحطاب وزوجته الرداء الأبيض ذا النجوم في صندوق، ومعه أيضًا سلسلة ذهبية وجداها حول عنق الطفل. قالت الزوجة: “نبيع السلسلة والرداء ونشتري بثمنها طعامًا.”

لكن الحطاب رد قائلاً: “لا، ليست ملكًا لنا. لعل أحدًا يأتي في المستقبل يبحث عن الطفل، فنردهما إليه.”

وهكذا عاش “ابن النجوم” مع الحطاب وزوجته وكأنه واحد من أطفالهما. كان الطفل جميلاً بهي الطلعة، ذا شعر ذهبي وعينين زرقاوين، ولكن تصرفاته لم تكن حسنة مثل مظهره. كان دائم الادعاء أمام أبناء الحطاب بأنه ابن ملك وملكة يعيشان فوق إحدى النجمات، لا في كوخ حقير مثلهم.

تصرفات ابن النجوم

لم يكن يساعد أحدًا، وكان دائمًا يأخذ لنفسه الأحسن بين الأشياء. كما كان مغرورًا جدًا بمظهره، ويذهب كثيرًا إلى الحديقة ليتأمل وجهه المنعكس على سطح الماء ويقول: “ما أبهى طلعتي!”

إلى جانب غروره، كان قاسيًا مع الطيور والحيوانات. كان يرميها بالحجارة ويضحك إذا أصاب أحدها. لقد كان حقًا طفلًا موذيًا ومزعجًا!

لقاء المرأة العجوز

ذات يوم، مرت بالقرية امرأة عجوز ترتدي ثيابًا رثة وبالية. كانت مرهقة، فجلست تحت شجرة لتستريح. رآها ابن النجوم فقال للأولاد: “تعالوا نطردها، فإنها قبيحة وقذرة.” وبدأ يرميها بالحجارة. عندما رأى الحطاب ما يفعله، صاح: “توقف! ماذا فعلت لك حتى تضربها؟”

صرخ ابن النجوم بغضب: “لا ترفع صوتك في وجهي! لا تستطيع منعي، فأنا أفعل ما أشاء. أنت لست أبي.”

رد الحطاب قائلاً: “نعم، لست أباك، لكن عندما وجدتك في الغابة حملتك إلى البيت، وعاملناك أنا وزوجتي كأنك واحد من أولادنا.”

عندما سمعت المرأة الفقيرة كلمات الحطاب، قفزت واقفة وقالت بلهفة: “صحيح، وجدته في الغابة؟ متى كان ذلك؟”

أجاب الحطاب: “منذ عشر سنوات يا سيدتي، وكان ملفوفًا برداء أبيض ذي نجوم، وحول عنقه سلسلة ذهبية.”

قالت المرأة بتأثر: “نعم، هذا هو ابني! سرقه مني بعض الأشرار منذ عشر سنوات، وأنا أبحث عنه منذ ذلك الحين. أخيرًا وجدته!”

رفض ابن النجوم لأمه

نادى الحطاب ابن النجوم وقال: “تعال حالًا! أمك هنا!”

ركض الولد فرحًا، لكنه عندما رأى المرأة العجوز في ثيابها الرثة البالية، صاح بوقاحة: “هذه ليست أمي! هذه متسولة قبيحة. اطردها!”

مدت المرأة المسكينة ذراعيها، وقالت باكية: “أنت ابني الذي فقدته منذ زمن طويل، تعال أقبلك.”

رد الولد بغضب: “خير لي أن أقبل أفعى! ابتعدي عني!” ثم دفعها بيديه بقوة.

عادت المرأة إلى الغابة حزينة، بينما خرج ابن النجوم ليلعب مع رفاقه. لكن الأولاد ابتعدوا عنه مذعورين، وهم يصيحون: “من أنت؟ نحن لا نعرفك! ما أبشعك! ابتعد عنا!”

العقاب والتحول

تعجب ابن النجوم من كلام رفاقه، وقال في نفسه: “أنا أعرف أني بهي الطلعة.” ثم توجه إلى البشر ليرى انعكاس صورته في الماء. ما رآه كان مشهدًا مرعبًا؛ فقد تحول وجهه الجميل إلى ما يشبه صورة الضفدع، وتحولت بشرته الناعمة إلى ما يشبه حراشف الأسماك.

صاح بفزع: “من فعل هذا بي؟” ثم أدرك بحزن: “لا بد أن ما جرى لي كان بسبب تصرفي السيئ مع المرأة التي قالت إنها أمي. علي أن ألحق بها وأعتذر.”

ركض نحو الغابة وهو ينادي: “أمي! أمي!” وسأل الطيور أن تساعده في العثور عليها، لكن الطيور ابتعدت عنه قائلة: “كنت ترمينا بالحجارة. نحن لا نحبك!”

استمر في البحث داخل الغابة حتى حل الظلام، فافترش بعض أوراق الشجر ونام.

بحث ابن النجوم عن أمه

في اليوم التالي، تابع ابن النجوم بحثه وسأل الحيوانات عن أمه. قال له الخلد: “كيف أساعدك وقد كسرت لي ساقي؟”

وقال السنجاب: “قتلت أمي، فكيف تريد مني أن أساعدك في إيجاد أمك؟”

قطع الفتى الغابة بأكملها، حتى وجد نفسه في قرية. تحلق حوله الأولاد يسخرون منه بسبب قبحه، ويرمونه بالحجارة. تابع الفتى انتقاله من مكان إلى آخر، يسأل عن أمه أينما حل، لكن لم يجد أحدًا يقدم له إجابة واضحة.

مرت عليه ثلاث سنوات وهو على هذه الحال، حتى وصل ذات ليلة إلى مدينة كبيرة محاطة بأسوار عالية. أوقفه الجنود عند بوابة المدينة وسألوه عما يريد.

قال الفتى: “أبحث عن أمي.”

ضحك الجنود، وقال أحدهم: “أحسب أنها كانت سعيدة بالتخلص منك، فأنت قبيح جدًا. اغرب عن وجهنا، فلا يريدك أحد في هذه المدينة!”

لقاء الفتى بالعجوز الساحر

أطرق الفتى رأسه حزنًا واستدار ليرحل، لكن رجلاً عجوزًا اقترب من الجنود وأعطاهم قطعة نقدية، قائلاً إنه سيتخذ من الفتى عاملًا. وافق الجنود وسمحوا للفتى بعبور البوابة. كان العجوز في حقيقته ساحرًا، وقاد الفتى عبر أزقة ضيقة حتى وصلا إلى مكان مهجور. فتح العجوز بابًا ضيقًا، وأنزل الفتى إلى قبو رطب ومعتم، وترك له كسرة من الخبز وشيئًا من الماء، ثم أقفل الباب وترك الفتى وحيدًا.

في الصباح، جاء الساحر إلى الفتى وقال: “في الغابة القريبة من المدينة خبأت ثلاث قطع ذهبية: الأولى من الذهب الأبيض، الثانية من الذهب الأصفر، والثالثة من الذهب الأحمر. عليك أن تأتيني بقطعة الذهب الأبيض. إذا لم تفعل، فسأضربك بهذه العصا مئة ضربة.” ثم فتح له الباب وأضاف مهددًا: “عليك أن تعود إلي قبل غروب الشمس.”

البحث عن الذهب الأبيض

لم يجد الفتى صعوبة في الوصول إلى الغابة وبدأ بالبحث عن قطعة الذهب الأبيض. فتش في كل مكان، لكن دون جدوى. مع مرور الساعات، لاحظ أن الشمس بدأت تميل نحو المغيب، وكان عليه العودة إلى الساحر دون الذهب، مستعدًا لتلقي العقاب. وبينما كان يهم بالعودة، سمع صوتًا يصرخ من الألم. التفت ليجد أرنبًا عالقًا في فخ. هرع الفتى لفتح الفخ قائلاً: “أيها الأرنب المسكين، اخرج فأنت حر!”

شكر الأرنب الفتى على إنقاذه، وقال له: “هل أستطيع مساعدتك بشيء؟”

أجاب الفتى: “أبحث عن قطعة ذهب أبيض، وإذا لم أجدها، سيضربني سيدي بالعصا.”

رد الأرنب: “تعال معي، فأنا أعرف مكانها.” ثم قاد الفتى إلى شجرة كانت قطعة الذهب مخبأة في جذعها. شكر الفتى الأرنب وركض نحو المدينة. لكنه، قبل أن يصل، اعترضه عند البوابة فقير، وقال له: “أرجوك، أعطني شيئًا من المال لأشتري خبزًا، وإلا سأموت جوعًا.”

مساعدة الفقير على حساب نفسه

قال الفتى: “ليس معي مال. ليس معي سوى قطعة الذهب الأبيض التي عليّ أن أحملها إلى سيدي.”

توسل الفقير قائلاً: “أرجوك! لم أذق الطعام منذ أيام.” فقام الفتى بإعطاء الفقير قطعة الذهب الأبيض، ثم عاد إلى الساحر صفر اليدين. غضب الساحر بشدة وجر الفتى إلى القبو وضربه ضربًا مبرحًا، وظل الفتى يبكي حتى غلبه النوم.

البحث عن الذهب الأصفر

عاد الساحر في الصباح التالي وقال: “اليوم عليك إحضار قطعة الذهب الأصفر قبل غروب الشمس، وإلا سأجلدك ثلاثمئة جلدة.” قضى الفتى اليوم بأكمله يبحث في الغابة بشكل محموم، لكنه لم يجد شيئًا. وعندما رأى الشمس تميل نحو الغروب، جلس يبكي خوفًا من العودة صفر اليدين.

فجأة، سمع صوت الأرنب الذي أنقذه في اليوم السابق يقول: “لماذا تبكي؟”

قال الفتى: “بحثت طوال اليوم عن قطعة الذهب الأصفر ولم أجدها، وسيجلدني سيدي.”

رد الأرنب: “اتبعني.” ثم قاد الفتى إلى بركة ماء، وهناك في قاع البركة كانت قطعة الذهب تشع. شكر الفتى الأرنب وركض نحو المدينة. لكن في الطريق، التقى بالرجل الفقير مرة أخرى.

تكرار العطاء والتضحية

كان الفقير يتجه نحوه على عكازه، فناداه قائلاً: “ساعدني! أرجوك ساعدني! فقد طُردت من المدينة، ولا مكان لي ألجأ إليه. سأموت بردًا هذه الليلة. أرجوك، أعطني شيئًا من المال كي لا أنام في العراء.”

قال الفتى: “ليس معي إلا قطعة ذهب واحدة، عليّ أن آخذها إلى سيدي، وإلا سيجلدني.”

لكن الفقير ألح في توسلاته. في النهاية، أعطاه الفتى قطعة الذهب الأصفر. وعندما عاد الفتى إلى الساحر دون شيء، غضب الساحر غضبًا شديدًا، وجلد الفتى بقسوة، وتركه ينام دون طعام.

البحث عن الذهب الأحمر

في صباح اليوم الثالث، قال الساحر للفتى: “عليك اليوم أن تأتيني بقطعة الذهب الأحمر، وإلا فسأقتلك هذه المرة.” ظل الفتى طوال اليوم يبحث في الغابة بحثًا محمومًا، لكنه لم يجد شيئًا. وعندما رأى الشمس تميل إلى المغيب، جلس يبكي. وسرعان ما جاءه الأرنب مجددًا ودله على كهف صغير قريب ليبحث فيه.

دخل الفتى الكهف ووجد في زاوية منه القطعة التي يبحث عنها، فحملها مسرعًا إلى الساحر بفرح شديد. لكن قبل أن يقطع شوطًا بعيدًا، التقى بالفقير مرة أخرى، وكان يبدو عليه المرض والإعياء. أشفق الفتى عليه كثيرًا وأعطاه قطعة الذهب الأحمر.

قال في نفسه: “اقتربت نهايتي.” ثم أطرق رأسه ومشى نحو المدينة ببطء.

تحول الفتى إلى الأمير

عندما وصل الفتى إلى بوابة المدينة، رأى الجنود يقتربون منه وينحنون إجلالًا، قائلين: “مولاي!” ظن الفتى أنهم يسخرون منه، لكنه لاحظ مع استمراره في السير أن الكثيرين يتجمهرون حوله ويقولون: “ما أبهى طلعته!” لم يتركه الناس، بل ازداد عددهم حوله حتى لم يتمكن من العثور على بيت الساحر. وبدلاً من ذلك، وجد نفسه أمام بوابة قصر عظيم.

خرج رجال من القصر مرحبين بالفتى قائلين: “انتظرناك طويلاً، أيها الأمير الوسيم.”

أسرع الفتى يقول: “أنا ابن امرأة فقيرة، وأنا أعرف أني قبيح، فلماذا تنادونني بالأمير الوسيم؟” رفع أحد الرجال درعه البراقة أمام الفتى وقال له: “انظر!”

نظر الفتى في الدرع ورأى وجهه وقد عاد إليه جماله السابق. وسمع الجمهور يردد: “أنت مليكنا المنتظر. لقد أخبرنا الحكماء أنك ستأتي اليوم.”

لقاء الفتى بأمه وأبيه

قال الفتى: “أرجوكم اتركوني. إني أبحث عن أمي. وهي ليست ملكة، بل امرأة فقيرة.” ثم استدار ليتجه إلى بوابة المدينة.

في تلك اللحظة، رأى امرأة ورجلاً يقبلان نحوه، فإذا بهما المرأة الفقيرة التي قالت إنها أمه، والرجل الفقير الذي أعطاه الفتى القطع الذهبية الثلاث. أطلق الفتى صيحة فرح وركض نحوهما وارتمى أمام المرأة راكعًا وقال: “أمي، سامحيني يا أمي!”

وضع الفقير والمرأة الفقيرة يديهما على الفتى الراكع أمامهما وقالا: “انهض يا بني!”

نهاية القصة

نهض الفتى ورفع عينيه إليهما، فلم يرَ رجلاً فقيرًا ولا امرأة فقيرة، بل رأى ملكًا وملكة. قال الملك: “هذه هي أمك.” وقالت الملكة: “وهذا هو أبوك.”

احتضنه الملك والملكة وقبلاه بحنان، ثم أخذاه إلى القصر، وقدما له ثيابًا فاخرة، وأخبراه أنه سيكون ملك المستقبل.

في اليوم التالي، أرسل الفتى هدايا ثمينة إلى الحطاب وأسرته، واستدعاهم ليعيشوا قريبًا منه. أما الساحر الشرير فقد نُفي من المدينة، ولم يسمع به أحد بعد ذلك. عاش الناس طوال حياة الأمير الذي أصبح ملكًا عيشة هانئة، ولم يكن بينهم فقير أو محتاج.

معرض الصور (قصة ابن النجوم)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى