كان عاطف وحسام صديقين يعيشان في نفس الحي السكني، ويذهبان إلى نفس المدرسة. كانت مدرستهما ستقدم مسرحية سنوية، وشارك الصديقان في التمثيل بها. لذلك كانا يتدربان على الحوار في منزل عاطف، حيث قدمت والدة عاطف لهما المساعدة في استذكار الأدوار.
اشتكى عاطف لأمه بانزعاج: “لقد استمعت إلى حوار حسام ثلاث مرات، أما أنا فاستمعت إلى حوارى مرة واحدة”. حاولت والدته تفسير الأمر: “ذلك لأنك حفظت حوارك جيداً، أما حسام فلم يحفظه بعد”.
اختيار الملابس والأنانية
دخل والد عاطف وسأل عن أدوارهما. أوضح عاطف أن المسرحية مأخوذة عن شكسبير وسيرتدون عباءات طويلة، وعليهم إعداد الملابس بأنفسهم. في المساء، قدم الأب لابنه صندوقاً مليئاً بالملابس المسرحية. اختار عاطف أفضل القطع: سترة مخملية خضراء، قبعة ذات ريش، عباءة ذهبية، قميص حريري، وحذاء جلدياً بنياً. ترك الملابس الأقل جودة لحسام.
عندما لاحظت الأم هذا التصرف، قالت: “يا بني! اخترت أفضل ثوب، فهل سيرتدى حسام تلك الثياب الرخيصة؟”. أجاب عاطف: “أبي اشترى الثياب، وينبغي أن أختار الأفضل أولاً”. حاولت الأم توجيهه: “لا تكن أنانياً، فكر في مشاعر حسام”، لكنه أصر على موقفه: “أريد أن أكون أفضل صبي بأفضل ثياب”.
يوم العرض والندم
في يوم العرض، جاء والد عاطف لالتقاط الصور، ولاحظ الفرق في الملابس. أخذ ابنه جانباً وقال له بجدية: “إنها أنانية أن تدع حساماً يرتدي الثياب الأسوأ”. عندما سأله عاطف عن سبب غضبه، أوضح الأب: “الأهم أن تكون الشخص الأفضل، فكر كيف سيكون شعورك لو كان حسام قد فعل ذلك معك”.
شعر عاطف بالندم، وقدم اعتذاره لحسام: “أنا آسف يا صديقي، اخترت لنفسي أفضل الثياب دون التفكير فيك”. ثم أعطاه بعض ملابسه الجيدة. بدأت المسرحية وكلاهما يرتديان ملابس جميلة، وأديا أداءً رائعاً.
الحكمة
لا يشعر المرء بالسعادة إذا لم يتقاسم سعادته مع الآخرين، والشخص الأفضل هو الذي يتخلص من الأنانية ويفكر دائماً في الآخرين.