كان في إحدى القرى أم ولها بنت، ولهذه البنت خالة متزوجة في قرية قريبة من قريتهم. اشتاقت البنت إلى خالتها فهي لم ترها منذ وقت طويل، فقالت لأمها:
“إنني اشتقت إلى خالتي، وأريد أن أذهب إلى قريتهم القريبة لكي أزورها.”
فقالت لها أمها: “اذهبي إلى هناك في الصباح وزوري خالتك، ولكن يجب أن تعودي إلى هنا قبل المساء لكي تنامي هنا.”
فوافقت البنت، وذهبت في الصباح مع الناس الذاهبين إلى القرية المجاورة وهي قريبة، وزارت خالتها ولعبت عندها ونسيت نفسها ونسيت نصيحة أمها بالعودة قبل المساء، فلم تنتبه إلا بعد أن غابت الشمس وأقبل الليل بالظلام، ولم يعد يسير على الدرب أحد.
قسوة الخالة ونهاية مأساوية
فقالت لخالتها: “أنا ما عدت أستطيع العودة إلى قريتنا وحدي في الليل؛ فقد يأكلني الضبع، لذلك سأنام عندك هذه الليلة.”
فقالت لها خالتها: “وأين تنامين؟”
قالت: “عندكم في الغرفة.”
قالت خالتها: “لا، إذن تسمعين كلامي وكلام زوجي.”
قالت: “أنام على باب الغرفة.”
قالت: “لا، تسمعين كلامي وكلام زوجي.”
قالت: “أنام في المطبخ.”
قالت: “لا، تسمعين كلامي وكلام زوجي.”
قالت: “أين أنام إذن؟”
قالت: “تنامين على باب الدار.”
قالت: “إذا نمت على باب الدار سيأكلني الضبع في الليل.”
قالت الخالة: “ليس عندي مكان إلا على باب الدار، لئلا تسمعي كلامي وكلام زوجي.”
فنامت البنت على باب الدار، فأتى الضبع وأكلها في الليل. وهذا جزاء من لا يسمع كلام أمه.