تربية الطفل العنيد ليست مهمة سهلة إطلاقا، أبسط الأشياء الصغيرة ممكن أن تتحول إلي صراع يومي، وكآباء يجب علينا إيجاد أفضل الطرق للتعامل في كيفية تربية الأطفال العنيدين بطريقة يمكنك من خلالها الحد من سلوكهم العنيد دون الضغط علي أي منكما.
جدول المحتويات
قد يسيء الأطفال التصرف لأسباب عديدة، ولكن أحد الأسباب الأكثر شيوعًا هو شعورهم بالملل فقط. إنهم يدركون أن طريقتهم تنجح، خاصة إذا حصلوا بأسلوبهم وسلوكهم هذا على ما يريدون. في بعض الأحيان، تكون رغبة الطفل في فرض سيطرته هي السبب وراء سلوكه العنيد لأن هذه طريقة الطفل لمحاولة تأكيد السيطرة. لذلك، من المهم معرفة كيفية وقف هذه الأفعال وكيف نتعامل معها بطريقة جيدة.
ما العناد؟
الطفل المطيع هو الذي يفعل ما يطلبه منه أبوه، وما تطلبه منه أمه في الوقت المحدد. فعندما تطلب الأم من طفلها الذهاب إلي سريره لكي ينام، فإذا رفض وامتنع عن الذهاب، فهذا عناد. وإذا تأخر في الذهاب، فتأخره أيضاً نوع ثانٍ من العناد، وإذا ذهب بتثاقل وتذمر وتجهم، فهذا نوع ثالث. وإذا أبدي استعداداً لضرب من يأمره بشئ لا يريده أو شتمه، فهذا لون شديد من ألوان العناد. ويبلغ العناد ذروته حين يفعل الطفل عكس ما يطلب منه، وذلك مثل أن يؤمر بالكف عن الكلام فيصرخ.
ما سن العناد؟
تمر السنتان الأولي من عمر الطفل بسلام في غالب الأحيان؛ فالدراسات تشير إلي أن العناد كثيراً ما يظهر لدي الأطفال بعد سن الثانية والنصف، ويشتد خلال السنة الثالثة والرابعة، ويبدأ بالتلاشي عند سن الخامسة إذا أحسن الأبوان التعامل معه، وتصرفوا بالشكل المناسب.
هل من العناد ما هو طبيعي؟
العديد من مشاكل الأطفال – وأيضاً الكبار – لها وجه إيجابي، ومشكلة (العناد) ليست استثناء من ذلك؛ فالطفل حينما يظهر قدر بسيط ومألوف من العناد والعصيان يبعث رسالة مضمونها: أنه بدأ يشعر بنفسه، وصار يتكلم وينتقل من مكان إلي آخر، وهو يريد أن يستقل عمن حوله، ويقلل من درجة اعتماده عليهم، إنه يريد من الأخرين أن ينظروا إليه شيئاً فشيئاً علي انه شخص معتبر، ويستحق الاحترام.
إن علينا ألا نبدي الابتهاج إذا رأينا الطفل مستكيناً مطيعاً، لا يكاد يفارق والدته.. فهذا يدل علي تأخر في نموه النفسي والعقلي. والمشكلة التي تواجه الأسرة في هذا الشأن هو عدم امتلاكهم قدرة ومعرفة كافية علي التمييز بين العناد الصحي والطبيعي وبين العناد المحتاج إلي معالجة. ومن المؤسف أنه لا يوجد معايير دقيقة يمكننا الرجوع إليها. لكن الأمهات يستطعن من خلال جلساتهن الطويلة مع بعضهن مقارنة أحوال أبنائهن والخروج بشئ يمكن الاعتماد عليه.
كيفية تربية الأطفال العنيدين
نود في مدونة تربية سليمة مساعدتك كوالد ومربي في كيفية تربية الأطفال العنيدين وجعل حياتك أسهل قليلاً، لذلك نقدم لك 9 نصائح حول كيفية التعامل مع نوبات الغضب المزعجة عند الأطفال.
كنِ أكثر هدوء
يقوم الأطفال دائما بتقليد والديهم، لذلك يجب علينا أن نكون قدوة ومثال لهم في سلوكهم وأفعالهم من خلال تعليمهم الهدوء. إذا دخلت في نوبة غضب وبدأت في الصراخ عليهم بصوت عالي، فهذا ما سيصبح طبيعيًا بالنسبة لهم. لذا، بدلاً من ذلك، أظهر لهم الطريقة الأفضل للتعامل مع مشاعرهم وعواطفهم.
امنحهم الاختيار، حتي يقرروا ما يريدون فعله
وفقًا للأستاذ المساعد والخبير التربوي أنجي تي كرانور، فإن إعطاء طفلك فرصة الاختيار سيساعد في تلبية حاجته للشعور بالسيطرة. لذلك، إذا كان عليهم إرجاع الألعاب في أماكنها ثم تنظيف أسنانهم، إسألهم ما الذي يريدون أن يفعلوا أولاً.
أحملي معك وجبات خفيفة خارج المنزل
غالبًا ما يكون سلوك الطفل السيئ أو أفعاله ناتجة عن الجوع. لذلك إذا كنت أنت وطفلك بالخارج، فإن حمل بعض الوجبات الخفيفة معك قد يوفر لك نوبة غضب محتملة ويبقي طفلك في مزاج جيد. كما أن الوجبة الصحية الخفيفة الخالية من الدسم والدهون ستحافظ علي مزاج طفلك وصحته البدنية وتحميك من شراء الوجبات السريعة والحلويات الضارة في الشارع.
اجعلهم يدركون النتائج السيئة المحتملة
“لأنني قلت ذلك” ليس سببًا جيدًا تقوله لطفلك عندما يسألك عن سبب عدم القيام بشيء ما. حاول دائمًا التواصل مع أطفالك واشرح لهم ما قد يحدث إذا أساءوا التصرف ولماذا لا ينبغي عليهم القيام بأشياء معينة. اجعلهم على دراية بالعواقب الطبيعية التي قد تترتب على أفعالهم، حتى يتمكنوا من التعلم واتخاذ قرارات أفضل لأنفسهم لاحقًا.
قم بإنشاء روتين منزلي يجب عليهم اتباعه وكافئهم عليه
ضع لأطفالك قواعد وروتين منزلي جيد مثل عدم مشاهدة التلفاز بعد وقت معين، المساعدة في غسل الأطباق، تنظيف أسنانهم والنوم في الوقت المناسب. وإذا كنت تريد أن تكون مبدعًا في تحفيزهم، فيمكنك إعداد لوحة مكافأة للشهر. أخبرهم أنهم إذا اتبعوا روتينهم طوال الشهر (أو أسبوع أو أسبوعين)، فيمكنهم الحصول على المكافأة من اختيارهم.
اجعل عقابك منطقي عندما يكسرون القواعد
اجعل عقابك منطقي ومرتبط بالسلوك السيئ الذي تريد تغيره. على سبيل المثال، إذا كان طفلك لا يريد أن يأكل الخضروات، فلا تدعه يتناول الحلوي. أو إذا كانوا لا يريدون التقاط ألعابهم، فلا تسمح لهم باللعب بها لبقية اليوم. هذا يساعد الآباء علي تغيير سلوك الطفل تجاه شئ معين. ومع ذلك، تجنب العواقب غير المنطقية والغير مرتبطة. على سبيل المثال، إذا لم يرغبوا في تناول طعامهم، فلا تجعلهم ينظفون المنزل.
أشغلي أوقات الفراغ لطفلك وأعيدي توجيه طاقته
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، في بعض الأحيان قد يسيء الأطفال التصرف لأنهم يشعرون بالملل أو لا يعرفون ماذا يفعلون. لذلك، فإن العثور على شيء يفعلونه لإبقائهم منشغلين ومستمتعين، لذلك يمكننا توجيه طاقتهم وانتباههم إلى شيء جيد يشغل وقت فراغهم.
حاول أن تسأل عن آرائهم وحلولهم للمشاكل
اسألهم إذا كان هناك مشكلة أو شيء ما يزعجهم، وإذا أخبروك عن الشئ الذي يزعجهم، اجلس معهم واستمع إليهم وناقش الأمر. حاول أن تسأل عن آرائهم وأفكارهم وعن ماذا يمكننا فعله لحل تلك المشكلة. إذا لم يكن لديهم إجابة ساعدهم قليلاً، ولكن تذكر، من المهم أن تجعلهم يشعرون وكأنهم يحلون مشكلتهم بأنفسهم مع الاستمرار في دعمهم وتشجيعهم.
تفهم مشاعرهم وحاول مساعدتهم
بدلًا من معاملتهم كأنهم مزعجون ويسيئون التصرف دائما، أظهر لهم أنك تفهمهم و تقدر مشاعرهم. العواطف تلعب دورًا كبيرًا في سلوك الطفل، فمن الجيد دائمًا الاعتراف بها. على سبيل المثال، يمكنك إخبارهم، “أعلم أنك حزين وتشعر بخيبة أمل لأننا لا نستطيع الذهاب إلى الشاطئ. لكن الطقس سيئ اليوم. دعنا نفعل شيئًا آخر معًا للتعويض عن ذلك.” هذه الإجابة ستناسب طفلك وتعلمه أنك تفهم مشاعره ثم توجه طاقته وغضبه لسلوك جيد.
كيف تتعاملين في إرشاد وتربية الأطفال العنيدين؟ نريد معرفة رأيك ونصائحك في التعليقات