خلال السنوات العشر الأخيرة، ظهر اعتقاد خاطئ يؤسف له في العالم وفي الدول النامية، هو إقبال كثير من الأمهات.. وخاصة الأمهات العاملات.. نحو إرضاع أطفالهن رضاعة صناعية بدلاً من الرضاعة الطبيعية، غافلات عن ما يهدد صحة أطفالهن من اعتماد تغذيتهم على الحليب المجفف من أجل إنتاج أجيال صحيحة جسمانياً وعقلياً، فحليب الأم هو المنحة الإلهية التي خص الله سبحانه وتعالى حواء لتنتج أطفالاً أصحاء.
جدول المحتويات
فما هي فوائد حليب الأم للطفل؟ وما هي مكوناته؟ وكيف يعد حليب الأم طعماً ضد معظم أمراض الطفولة؟
الرضاعة الطبيعية هي المصدر الطبيعي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى من أجل النمو والتطور الصحي لجميع الأطفال، فحليب الأم يحوي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفل صحيح البدن، فهو غذاء ينتجه جسم الام خصيصاً من أجل الطفل.. وديننا الاسلامي الحنيف يدعو الأم الى إرضاع طفلها رضاعة طبيعية.. ويقول الله سبحانه في كتابه العزيز: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ صدق الله العظيم
ولكن نسبة تكاد تكون 100% من الأمهات العاملات، وبعد نزولهن للعمل وبعد أن أصبح العمل مركزاً للمنافسة بين الرجل والمرأة.. في كل موقع من مواقع العمل وبعد أن ساد اعتقاد خاطئ بأن الرضاعة الطبيعية تفسد قوام المرأة ورشاقتها. نبذت الأمهات الرضاعة الطبيعية وأصبح معظمهن يعتمدن على الحليب المجفف في تغذية أطفالهن.. متأثرات بالإعلانات البراقة والجذابة التي تجيدها الشركات المنتجة للحليب الصناعي..
فمع ما صحب هذا الاتجاه من امراض تصيب الطفل ترهق صحته وتهدده في مستقبل حياته..
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم وطفلها
في السنوات الأخيرة زاد إقبال الامهات وبخاصة العاملات منهن في مختلف مواقع العمل على الاعتماد على الحليب المجفف في تغذية أطفالهن. وكان نتيجة لهذا الاتجاه، أن كثرت إصابات النزلات المعوية وجفاف الأطفال نتيجة لتغذيتهم بالألبان الصناعية ومع عدم توافر الشروط الصحية في أعداد هذه الصفات من (غلي) أدوات اعداد الرضعة وتعرض الطفل للإصابة بأمراض الطفولة..
الرضاعة الطبيعية والرشاقة
وقد أثبتت البحوث العلمية الأخيرة، أن حليب الأم في اليومين أو الأيام الثلاثة بعد الوضع والذي نطلق عليه شعبياً اسم (حليب المسمار) يحتوي على مضادات حيوية ضد امراض الطفولة تحمي الطفل من الاصابة بها هدفها جسم الام اثناء الحمل ضد الميكروبات.
وهناك فكرة خاطئة تسود بين الأمهات العاملات… وهي أن الرضاعة الطبيعية تفسد قوامهن.. وتفقدهن الرشاقة.. وهذه فكرة خاطئة فأثناء فترة الحمل يختزن جسم الأم الدهون التي يستخدمها الجسم بعد الولادة لإفراز الحليب فإذا لم ترضع طفلها رضاعة طبيعية فإن هذه الدهون المختزنة في جسم الأم، تفقدها رشاقتها، فالرضاعة الطبيعية تستهلك هذه الدهون.
والعلاقة الزوجية
وقد وجد أن مكونات حليب الأم يجعل امتصاص الحديد في حليب الأم في حالة الرضاعة الطبيعية، وذلك عشر اضعاف امتصاص الحديد من الحليب الصناعي.
وقد جاء في بحث من الولايات المتحدة الاميركية أن الأم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية، تقيم علاقة زوجية ناجحة أكثر من تلك التي ترضع طفلها رضاعة صناعية وأن العلاقة التي تنشأ بين الأم وطفلها نتيجة للرضاعة الطبيعية، تجعله أقرب إلى شعور الأم وكأن هناك علاقة خيطية تربط بين الأم وطفلها حتى في مستقبل حياته.
أهمية الرجوع الى الرضاعة الطبيعية
وقاية من سرطان الثدي
في لقاء مع اخصائي في طب الأطفال قال عن مزايا حليب الأم، إلى جانب احتوائه على أجسام مضادة.. تعطي الطفل مناعة فقد وجد أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، يكونون أقل اصابة بالنزلات المعوية عن الطفل الذي يرضع حليباً بديله.
وللام في الرضاعة الطبيعية، جانب من الفائدة، فالرضاعة الطبيعية، تساعد على انقباض الرحم، وتقلل احتمال النزيف بعد الولادة، وقد وجد أن الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن.. يكن أقل احتمالاً.. للإصابة بسرطان الثدي.
تصلب الشرايين
إذن كيف تقي الرضاعة الطبيعية المستمرة الطفل من تصلب الشرايين؟
يجيب استاذ في جراحة المخ والأعصاب فيقول: إن المبدأ العام في مهنة الطب، هو الاعتماد على الطبيعة.. فهي العلاج الأول للحفاظ على صحة الانسان، فالمخ خلقه الله، ليعمل ساعات محدودة هي ساعات اليقظة.. ويرتاح ساعات أخرى، هي ساعات النوم.. عملية النوم تتم تلقائياً بدون دواء.. وهذا هو جمال الطبيعة.. ولكن عندما يصاب الانسان بالأرق – مثلاً – يلجأ إلى بعض المهدئات والعقاقير الطبية لفترة محدودة حتى يسترد الجهاز العصبي دورته العادية. وعندئذ (يفطم) المريض عن هذه الأدوية.
الرضاعة الطبيعية أم الصناعية
ونعود الى الطبيعة فنرى أن الله سبحانه وتعالى يتم الحمل داخل رحم المرأة، بعمليات فسيولوجية معقدة.. إلا أنها تتم بالطبيعة، وفي لحظة معينة يتم الوضع ويخرج الطفل من بطن أمه بعملية معقدة أيضاً.. إلا أنها طبيعية… وبعد ساعات من الولادة يبدأ (ثدي) الأم في نشاط مخصوص.. وبعملية أكثر تعقيداً.. فيفرز مادة صفراء (حليب المسمار) كغذاء أولي للطفل.. هذه المادة الصفراء بها مجموعة من المواد التي تكسب الطفل مناعة كبيرة ضد كثير من الأمراض التي قد تصيب الطفل في الأشهر الأولى وهو ضعيف البنية.. فتقيه هذه الأمراض..
بعدها يبدأ افراز الحليب.. وحليب الأم غذاء كامل متكامل وحتى في هذه اللحظة لم يتوصل الطب إلى (تصنيع) حليب يشبه تماما حليب الأم. وهناك مجموعة كبيرة من الحليب الصناعي التي تقدم. أما الحليب الصناعي فهو قاصر عن التركيب الأمثل الذي وهبه الله لحليب الأم.. الى جانب التعقيد في تحضير الرضعات.. مع مراعاة التركيز للحليب. وتعقيم الماء.. وتعقيم الأدوات المستخدمة في الرضاعة.. والتقصير في أي خطوة من الخطوات، يؤدي الى اصابة الطفل بالميكروبات المختلفة..
هذا الى جانب ما لحليب الأم من تأثير على النمو الإنساني والسلوكي للطفل. بحيث أن حامض (التوريد) وجد أن له علاقة بنمو المخ والأعصاب. وأن رضاعة الطفل رضاعة طبيعية من الأم.. رضاعة مستمرة لا تقل عن ١٥ شهراً تقي الطفل من تصلب الشرايين في مستقبل حياته.
شركات الألبان والرضاعة الصناعية
بوسائل جذابة من الدعاية، تغري الأم وتجعلها تهمل حليب ثدييها الطبيعي. وتستبدله بأحد هذه الألبان الصناعية.. والمرسوم على علبتها هذا الطفل المليء الخدين.. وكأنه هو رمز الصحة ومن هنا يكمن الخطر. فثدي الأم يفرز كمية من الحليب تكفي الطفل وتحتوي على جميع المواد اللازمة لحيويته ونموه.. وكثير من هذه الألبان الصناعية نسبة الدسم فيها عالية.. تسبب اصابة الطفل بالبدانة.. والتي تعتقد الأم انها علامة الصحة.. والعكس هو الصحيح.. فأخطر شيء على صحة الطفل هو السمنة المفرطة.. والتي تلازم الطفل حتى شيخوخته.. ونسبة الدسم (الدهن) الزائدة في الحليب الصناعي تترسب ان عاجلا أو آجلاً بالشرايين، فتؤدي الى تصلب هذه الشرايين.
وقد اثبتت بعض الأبحاث العلمية.. وجود تصلب شديد في شرايين المخ والقلب عند بعض الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن عامين..
وكلنا يعلم مدى خطورة تصلب الشرايين.. فهي الخطر الداهم الذي تسبب الذبحة الصدرية.. وجلطة القلب… وجلطة الدم.
الأبحاث الطبية تؤكد أفضلية الرضاعة الطبيعية
– ثبت من الأبحاث العلمية العالمية أن سرطان الثدي لا يصيب الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن بصورة منتظمة.. إلا بنسبة ضئيلة جداً..
– ثبت أن الحالة النفسية والجسمانية.. والاتزان العاطفي أكثر شيوعاً.. عند الأمهات اللواتي ينتظمن في إرضاع أطفالهن لمدة عامين كاملين.
– من الأبحاث التي أجريت تبين أنه من تحليل (براز) الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من الأم.. بأن هناك ميكروباً خاصاً يجعل البراز حامضياً.. وقاتلا للميكروبات الضارة.. وهو شبيه بالميكروب الذي يحول الحليب الى حليب زبادي.. وأنه ناتج عن وجود مادة في حليب الأم.. تساعد على نمو هذا الميكروب.. ووجود هذا الميكروب يظهر أمعاء الطفل من الميكروبات.. وتقي الطفل من الاسهال..
ويقول الطبيب: ولهذا السبب نوصي الأمهات بالاستمرار في ارضاع الطفل من حليب (الثدي). اثناء الاسهال.. فهو أهم عنصر في العلاج.. لقتل الميكروب أولاً.. ثم منع حدوث الجفاف.. وتغذية الطفل وزيادة مقاومته..
أجري بحث مبتكر على اطفال مدارس لاختبار نسبة الذكاء.. وقد اتضح من البحث ان الأطفال الذين رضعوا من أمهاتهم فترة السنين الأولى من أعمارهم.. أكثر ذكاء، وأصح جسماً من زملائهم، الذين رضعوا حليباً صناعياً.
وبعد، فقد أوضحت الأبحاث العلمية العالمية والمحلية.. مدى الفوائد، الصحية والنفسية والعقلية، التي تعود على الطفل، نتيجة لإرضاعه، رضاعة طبيعية.