يلعب الغذاء دوراً هاماً في نمو الطفل، فهو يزود الجسم بالطاقة التي يحتاج إليه للقيام بنشاطه، سواء أكان هذا النشاط داخلياً أم خارجياً، بدنياً أم عقلياً ونفسياً كما يلعب الغذاء أيضاً دوراً هاماً في إصلاح الخلايا التالفة وإعادة بنائها، وفي تكوين خلايا جديدة، وفي زيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض ووقايته منها. وحتي بعد اكتمال نمو الجسم نجد أن التغذية تلعب دوراً هاماً في احتفاظ الفرد بسلامة جسمه وقدرته علي العمل والإنتاج. ولكن عندما تبدأ الأم في تجهيز الطعام لطفلها تتفاجئ بأن طفلها لا يريد أن يأكل، لذا تبدأ الأم بسؤال نفسها لماذا طفلي يرفض الطعام؟.
جدول المحتويات
وأهم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل لكي ينمو، هي المواد السكرية والنشوية، والمواد البروتينية الحيوانية والنباتية، والمواد الدهنية، والأملاح المعدنية، والفيتامينات والماء. فالماء هو الوسط الذي تحدث فيه التفاعلات والعمليات الكيمائية الحيوية، كالهضم والامتصاص وغيرهم والغذاء الصحي هو الغذاء الصالح كماً وكيفاً، بمعني أن يكون كافياً في مقداره ومتزناً في تركيبه، بحيث يشتمل علي تلك العناصر الأساسية للغذاء.
ما كمية الطعام المعتادة التي يتناولها الطفل؟
- عند البدء بإعطائه طعام جديد يجب البدء بملء ملعقة صغيرة خلال اليوم الأول.
- الزيادة التدريجية لهذا الطعام الجديد مع ضرورة التنوع، وذلك من خلال الشهر التاسع من عمر الطفل، ويجب علي الطفل أن يتناول أغذية مختلفة من أطعمة الأسرة.
- يجب إعطاء الوقت الكافي للطفل لتعلم استخدام الملعقة، وابتلاع الطعام مع بعض التشجيع والصبر، فإن الطفل قريباً يستطيع أن يتعلم كيفية تناول الأطعمة الجديدة، وكيف يستمتع بالمذاقات الجديدة.
مع زيادة عمر الطفل، يجب علي الأمهات بالآتي:
- الاستمرار في الرضاعة الطبيعية من الثدي.
- زيادة كميات الطعام في أوقات تناول الوجبات.
- في البدء يجب أن يكون الطعام المقدم للطفل طرياً وليناً ومهروساً، ثم بزيادة عمر الطفل يقطع إلي قطع صغيرة.
- تشجيع ومساعدة الطفل وعندما يتناول غذاءه.
- تغذية الطفل أغذية تكميلية متنوعة.
ما الأطعمة الجيدة الخفيفة للأطفال؟
يجب الاهتمام بتقديم طعام صحي يحتوي علي جميع العناصر الأساسية اللازمة لنمو الطفل. مع ضرورة الاهتمام بالنظافة، وخلوها من المواد الكيميائية الضارة، ألا تكون ساخنة لدرجة الغليان، ألا تكون كثيرة الملح أو الفلفل الحار، أن تكون سهلة التناول بواسطة الطفل ومناسبة لعمره.
ومن أشهر الأمثلة الصحية، الخفيفة، والتكيملية التي تساعد نمو الطفل هو الموز الناضج المهروس، المانجو وباقي الفواكه، الزبادي، اللبن، البودنج باللبن، الخبز مع الزبد أو زبدة الفول السوداني أو العسل، البسكويت أو النواشف، البطاطا المسلوقة المطهية، الكيك.
لماذا طفلي يرفض الطعام؟
قد يكون الأمر محبطًا للغاية عندما تقضيين ساعات طويلة أمام موقد ساخن لتحضير وجبة لطفلك بعدها تتلقين الرفض منه. لكن قبل أن تلجأي إلى تشجيعه على تناول الطعام أو رشوته بحلوى لذيذة، دعينا نوضح الإجابة عن سؤال كثير من الأمهات لماذا طفلي يرفض الطعام وسبب حدوث ذلك.
النمو
خلال السنة الأولى من العمر، ينمو الأطفال بسرعة كبيرة حيث يضاعف وزنهم عند الولادة من أربعة إلى ستة أشهر من العمر ثم يتضاعف ثلاث مرات بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى عيد ميلادهم الأول. هذه طفرة نمو هائلة لكنهم في الواقع لا يضاعفون وزنهم عند الولادة أربع مرات حتى عيد ميلادهم الثاني، مما يعني انخفاضًا كبيرًا في معدل النمو.
وبسبب ذلك، تكون متطلباتهم الغذائية أقل، كما تنخفض شهيتهم للطعام. يبقى على هذا النحو حتى يبدأ سن البلوغ، عندما ينتعش النمو السريع مرة أخرى. لهذا السبب غالبًا قد تتساءلين لماذا لا يأكل طفلك الصغير بعدما كان يأكل كل شيء تضعيه أمامه كطفل رضيع.
رهاب الأكل
هذا خوف من تجربة أطعمة جديدة. إنها مرحلة نمو وجزء من نمو الطفل الطبيعي. يُعتقد أنها آلية وقائية تطورية لمنع الأطفال الصغار الفضوليين من التقاط الأشياء ووضعها في أفواههم وتسميم أنفسهم عن غير قصد. ومع ذلك، فإن رهاب الطعام هو استجابة فعلية حقيقية للخوف، ولا يمكنك محاربته دون إزعاج طفلك حقًا. عليك فقط الانتظار حتى تنتهي هذه المرحلة التنموية.
ما يعنيه ذلك في الأساس هو أنه يمكن لطفلك أن يجلس على الطاولة و تقدمين الطعام له لكن لن يأكله لأنه يكون مرعوبا تماما من تجربته بغض النظر عما تفعليه او تقولينه له ليأكله.
ستساعده مشاهدتك وأنت تأكلين هذه الأطعمة والبقاء على قيد الحياة طفلك على فهم أنها آمنة، لذا فإن الجلوس معًا ومشاركة وجبة عائلية واحدة أثناء تقديم نموذج لما تريدين أن يفعله طفلك سيساعده على تجاوز هذه المرحلة. يمكن أن يستمر رهاب الأكل خلال مرحلة الطفولة.
مزاج طفلك
إذا كان لديك طفل صغير يتمتع بإرادة قوية، ويعرف عقله ومصممًا، فسيرفض تناول الطعام إذا لم يرغب في ذلك أو إذا طلبت منه ذلك. غالبًا ما يختبر الأطفال الصغار في هذه المرحلة حدودهم وحدودك. يريدون أن يكونوا في مركز السيطرة. يريدون أن يكونوا مسؤولين طوال الوقت. إنهم نرجسيون بشكل لا يصدق، والعالم يدور حولهم. إنهم مركز الكون الخاص بهم وهذا غالبًا ما يجعل الأطفال الصغار غير قادرين على المشاركة، وكل شيء “ملكي”.
إقرأ أيضاً
- متى يبدأ الطفل بالأكل وماذا يأكل توصيات هامة
- تعرف علي تطور مهارات الطفل في عمر الثلاث سنوات وكيف تنميها
الشهية
ضع في اعتبارك مواعيد الوجبات والوجبات الخفيفة. الوجبات الخفيفة التي تكون قريبة جدًا من وقت الوجبة يمكن أن تزيل الشهية وقد تفقد الرغبة في تناول الطعام. أوصي بترك ما بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات بين الوجبات والوجبات الخفيفة للأطفال الصغار، ويمكن للأطفال في سن المدرسة أن يمضوا وقتًا أطول قليلاً ؛ أربع ساعات أو نحو ذلك. حتى مع وجود روتين منظم للوجبات والوجبات الخفيفة، سيطلب الأطفال الصغار أحيانًا المزيد من الوجبات الخفيفة بين الأوقات. يمكن أن يحدث شيئين هنا. يمكن أن يمروا بقفزة تطورية تتطلب بدورها المزيد من الطاقة، خاصة إذا كانوا يطلبون الكربوهيدرات. أو في أغلب الأحيان قد يكون ذلك بسبب الجوع، غالبًا لأنهم لم يأكلوا جيدًا في الوجبة الأخيرة.
الألم
إذا كان طفلك الصغير يعاني من التسنين على سبيل المثال، فسوف يعاني من عدم الراحة والألم. يوقف الألم الشهية وستري الأمر نفسه إذا أصيب بخلل أو إذا سقط على ركبته وجرحها. كل هذه الأشياء يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على الشهية وتناول الطعام.
الذوق
الرضع والأطفال الصغار لديهم براعم تذوق حلوة وناضجة. إنها آلية تطورية أخرى للبقاء على قيد الحياة لمساعدتهم في البحث عن حليب الثدي عند ولادتهم. لكن براعم التذوق المر والحامض لم تنضج بعد. الخضار على سبيل المثال، لديها العديد من المركبات المرة وهي شيء يجب أن يتعلم الأطفال أن يحبوه. لا يأتي بشكل طبيعي ولا يحبون تلك الأطعمة تلقائيًا. أظهرت الأبحاث أن 70٪ من الأطفال في سن ما قبل المدرسة حساسون للمركبات المرة التي تجدها في الفواكه والخضروات، وخاصة الخضار الخضراء، وهذا هو سبب رفضهم في كثير من الأحيان.
بالإضافة إلى امتلاك براعم التذوق الحلو أكثر نضجًا، يتمتع الأطفال أيضًا بمزيد من براعم التذوق بشكل عام مقارنة بالبالغين مما يعني أنهم يتذوقون الأشياء بشكل مختلف عن الطريقة التي نتذوقها. قد نجرب شيئًا ونعتقد أنه لذيذ. قد يجربونها وقد تكون طاغية عليهم، خاصة الأطعمة ذات النكهة المرة مثل الخضار.
مستويات النشاط
إذا كان طفلك يمضي يومًا حافلًا باللعب، سواء كان ذلك عن طريق الركض في أرجاء الحديقة او اللعب بالكرة أو أي نشاط بدني سيؤدي هذا المجهود الى زيادة الشهية لديه.
على عكس ذلك، إذا كان يومًا ممطرًا وقضى وقته في المزل جالسا أمام التلفاز بدون أي مجهود فقد لا يأكل كثيرا، هذا راجع فقط الى إنفاق الطاقة. إذا لم يستخدم الكثير من الطاقة، فلن يحتاج إلى إعادة التزود بالوقود (الأكل) بنفس القدر. وهذا سبب آخر وراء اختلاف الشهية وتقلبها على أساس يومي!
خاتمة
وفي خاتمة المقالة والإجابة عن لماذا يرفض طفلي الطعام؟ هناك بعض الإرشادات البسيطة والنصائح العامة يفضل للأمهات اتباعها. حيث يحب تنظيم مواعيد الطعام، مع عدم تشجيع تناول أغذية بين الوجبات. كما يراعي عدم التعليق علي الأصناف المحببة والمكروهة من الأطعمة أثناء الوجبات، وعدم اكراه الطفل علي تناول الطعام إذا لم يكن لديه رغبة في ذلك لأن هذا يجعله عنيداً، أما إذا كان الأبوان يشكوان من قلة طعام طفلهما بينما هو يتمتع بصحة طيبة ونشاط طبيعي فإنه يجب طمأنتهما ودعوتهما إلي التخلي عن القلق الذي لا مبرر له.