قصة مغامرات الصغير الضائع

اكتشفوا قصة مغامرات الصغير الضائع، حيث يواجه زراف الصغير التحديات في الغابة ويثبت شجاعته في إنقاذ أصدقائه الضائعين في أحداث شيقة.
جدول المحتويات

في غابة إفريقية واسعة، تهب عاصفة قوية، فيضل زراف الصغير طريقه، ليجد نفسه وحيدًا وسط الظلام والخوف. بينما يبحث زراف عن والديه، يلتقي بناظر حديقة الحيوانات الضائعة، الذي يعرض عليه الذهاب معه إلى حديقته حيث يوجد الكثير من الطعام والماء. يوافق زراف ويبدأ حياة جديدة في الحديقة، لكنه يواجه صعوبات في التكيف مع محيطه الجديد بسبب طوله الفائق.

يحاول زراف اللعب مع الحيوانات الأخرى، لكنه يتسبب في مشاكل بسبب طوله. في إحدى المرات، يصدم عشًا للدبابير ويثير فوضى، وفي مرة أخرى يتسبب في تعطل جهاز اللاسلكي للناظر. يشعر زراف بالحزن ويبدأ في التفكير في مغادرة الحديقة، معتقدًا أن لا أحد يحبه بسبب طوله.

في يوم من الأيام، يخرج ابن الناظر مع قرد صغير إلى البراري المحرمة على الصغار، ويضيعان في الغابة. عندها يسمع زراف الناظر وهو يطلب المساعدة، فيقرر البحث عن الطفل بنفسه. بفضل طوله، يتمكن زراف من رؤية الطفل الضائع وقرده من بعيد، وينقذهما. يشكر الجميع زراف ويعترفون بفضله، ويبدأون في تقدير طوله الذي كان مصدر مشكلة سابقًا.

لاحقًا، وأثناء عملية تنظيف وتجديد في الحديقة، تقرر الحيوانات الخروج إلى البرية للعب. لكن سرعان ما تضيع في الغابة الكثيفة وتقع في فخاخ لصوص الغابة. يعود زراف إلى الحديقة دون أن ينتبه لمصير أصدقائه، لكنه يقرر العودة للبحث عنهم. عندما يقترب من اللصوص، ينعكس ضوء القمر على وجه مستعار عالق في قرنه، مما يرعب اللصوص ويدفعهم للهرب، ليقعوا في فخاخهم الخاصة.

يأتي الناظر ورجاله، ويقبضون على اللصوص وينقذون الحيوانات. يتعلم الجميع درسًا قيمًا عن الشجاعة والتعاون، ويدركون أن زراف، بطوله الفريد، هو بطلهم الذي أنقذهم في اللحظات الصعبة.

قصة مغامرات الصغير الضائع مكتوبة

هبت عاصفة قوية على غابة من غابات إفريقيا. فضيع صغير من صغار الزرافات طريقه في تلك الغابة، ووجد نفسه وحيدًا. وكان الناظر إلى ذلك الحيوان الضائع لا يكاد يرى إلا عنقه الطويل وقوائمه العالية. أما جسمه فكان صغيرًا، وكان رأسه كذلك صغيرًا جدًا.

فتش ذلك الحيوان الصغير، واسمه زراف، عن أمه وأبيه فلم يجدهما. وأحس بخوف شديد وحزن أكيد. مسكين زراف! أخذ الظلام يهبط، فجلس يبكي وحيدًا. ثم سمع صوت شاحنة آتية من ناحية حديقة الحيوانات الضائعة. قفز من الشاحنة رجل مرح ضخم، وقال لزراف: “أنت ضائع. الأمر واضح! تعال معي فأخذك إلى مكان تعيش فيه أحسن عيشة. أنا ناظر حديقة الحيوانات الضائعة.”

ركب زراف الشاحنة، فارتفع رأسه عاليًا فوقها. وسمع صوت السائق يقول: “في الحديقة طعام كثير وشراب كثير، فلن تحتاج إلى التنقل من مكان إلى مكان.”

مغامرات زراف في الحديقة

خرج ابن ناظر الحديقة في اليوم التالي ليلعب مع أصحابه الحيوانات الصغيرة. كان يحب كثيرًا الأشبال وصغار الفيلة والقرود. أخذ الولد يرش الفيل الصغير بالماء، ويشد ذيل أحد القرود الصغيرة. وأراد أن يركب ظهر زراف، لكنه لم يستطع. قال الولد: “ولا أستطيع أن أصل إليك. أنا لست قصيرًا، ولكن أنت طويل جدًا!”

حاول زراف المسكين كثيرًا أن يشارك أصحابه في اللعب والمرح. لكن أعماله كانت دائمًا تسبب المتاعب. ذات مرة، أراد أن يأكل من شجرة لذيذة، فصدم عشاً للدبابير. أجفلت الدبابير وطارت! أخذت الدبابير تطارد الحيوانات وعمال الحديقة. الحيوانات تركض، والعمال يركضون، والدبابير تدور وتطن وتلسع!

لم يلاحظ زراف الصغير أنه هو الذي أثار الدبابير وجعلها تطير. مشى ناحية مكتب الناظر، فأحس بأسلاك تلتف حول عنقه. لقد اصطدم عنق الزرافة الطويل العالي بأسلاك الراديو الذي يستعمله الناظر في اتصالاته. فتقطعت الأسلاك وتعطل الراديو. غضب الناظر غضبًا شديدًا، وصاح: “كيف أتصل بالناس الآن؟ لقد تعطل الراديو لأنك طويل جدًا؟”

زراف والتسبب في المزيد من الفوضى

أراد زراف مرة أن يتناول الطعام في بيت الناظر. لكنه أصاب أمام البيت حبل غسيل، فوقع الحبل والغسيل كله على الأرض وكان منظرًا مضحكًا! أدخل زراف رأسه في شباك بيت الناظر، فعلقت الستارة في قرنيه الصغيرين وانخلعت. وحرك رأسه داخل الغرفة مستكشفًا، فكسر أواني وزجاجات وقلب كراسي وطاولات.

حاول زراف كثيرًا حشر نفسه في الشباك لدخول الغرفة، لكنه لم يستطع، فأخرج رأسه ومده إلى السقف وأخذ يأكل حشيشه. صاح الناظر: “إن هذا الحيوان طويل جدًا. علينا ترحيله! لقد خرب البيت والحديقة، وأكل نصف السقف!”

مشى زراف حزينًا مهمومًا، وهو يقول في نفسه: “لا يحبني أحد في هذه الحديقة! ما ذنبي إذا كنت طويلا؟” أما الناظر فقد وضع يديه على رأسه وراح يردد: “إنه طويل جدًا، طويل جدًا!” فلم ينتبه لابنه يخرج من البيت.

انقاذ ابن الناظر

خرج ابن الناظر من البيت راكضًا، وركض معه قرد صغير. وظل الولد والقرد يركضان ويقفزان حتى عبرا سور الحديقة، ودخلا الأدغال والبراري المحرمة على الصغار. بينما كان زراف الحزين يستعد للرحيل، سمع الناظر يصيح بخوف: “ابني ضائع! أرجوكم فتشوا معي عنه!”

خرج الجميع إلى البرية يفتشون. كانوا خائفين على الصبي والقرد الصغير من البرية الواسعة المخيفة والأدغال الكثيفة. أخذ الناظر ورجاله يبحثون في البراري الواسعة والغابات، يساعدهم أصدقاء الصبي من الحيوانات.

اكتشاف زراف للفتى الضائع

حاولوا كثيرًا أن يجدوا الصبي. فتشوا حول الأشجار وخلف الصخور وبين الأعشاب. لم يكن الصبي بعيدًا. لكن العشب العالي أخفاه عن عيون الرجال. أما زراف فكان طويلاً عالياً يرى ما حوله وما تحته بسهولة.

فجأة رأى زراف الفتى الضائع وقرده الصغير، فصاح ينادي الناظر ورجاله، وأسرع الناظر إلى ابنه يضمه إلى صدره. عادوا جميعًا إلى البيت فرحين. ومشى زراف مرفوع الرأس، والجميع من حوله يقولون: “طولك جميل، وأنت صديق نبيل!”

تجديد الحديقة وهروب الحيوانات

ذات يوم، كان الضيق ظاهرًا على وجوه الحيوانات، فقد كان المكان حولها مليئًا بالفرش والمنظفات والدهان. لقد حل فصل الربيع، وفي هذا الفصل يخصص ناظر حديقة الحيوانات الضائعة يومًا لتجديد الحديقة. فيصلح العمال ما يحتاج إلى إصلاح، وينظفون ويرتبون.

قال قرد صغير: “ليس لنا ما نفعله هنا اليوم. تعالوا نذهب إلى البرية ونلعب.” مشت الحيوانات كلها على رؤوس أصابعها، دون إحداث ضجة. وكان الناظر مشغولًا فلم ينتبه لها. وصلت الحيوانات إلى الأدغال والبراري المحرمة على الصغار، وأخذت تتقلب على العشب وتلهو.

وصلت إلى بركة ماء فغطست فيها وشربت منها ولعبت. عمل فرس النهر الصغير كومة من الطين، ولعبت الأشبال لعبة الاستخفاء، وتعلقت القرود الصغيرة بأغصان الشجر. أما زراف فقد راح يأكل رؤوس الأغصان الطرية. ظلت الحيوانات طوال النهار تلهو وتلعب، وأحست عند غياب الشمس أن عليها أن تعود إلى الحديقة وتتناول العشاء.

الضياع في الغابة

انطلقت الحيوانات عائدة في رتل أحادي. مشى في الموكب أفراس النهر والقرود والأشبال، ومشى زراف أمامها في أول الموكب. لكن سرعان ما هبط الظلام وضيعت الحيوانات طريق الحديقة، ولم تتنبه لمخاطر الغابة الكثيفة المعتمة.

كان بعض الأشرار قد نصبوا في الغابة فخاخًا. فوقعت القرود في شباك معلقة بالأشجار، ووقعت الأشبال في حفر عميقة. تألمت من الوقعة وعرفت أنها لن تستطيع الخلاص إلا إذا ساعدها أحد. كان الأشرار قد أعدوا أيضًا أقفاصًا خاصة لأفراس النهر. يدخل فرس النهر إلى القفص فيصطدم بسلك وينغلق الباب وراءه.

أما زراف فلم يكن متنبهًا لما يحدث وراءه، ولم يلاحظ أن الحيوانات وقعت في الشباك والفخاخ والأقفاص. لكنه حين وصل إلى الحديقة التفت حوله فلم يجد أحدًا من أصحابه.

خطة زراف للإنقاذ

خاف الناظر كثيرًا على الحيوانات، وقال: “لا بد أنها وقعت في الفخاخ التي ينصبها لصوص الغابة. نبدأ البحث عنها عند الفجر. الآن الظلام شديد.” راح زراف المسكين يدور في الساحة وحيدًا حزينًا مضطربًا. فوقع طلاء على كتفيه وعلق وجه مستعار في أحد قرنيه.

كان زراف حزينًا جدًا، فلم ينتبه للدهان الذي وقع على كتفيه ولا للوجه المستعار الذي علق في أحد قرنيه، وقال: “سأبحث عن أصدقائي الآن، وليس غدًا!” وانطلق مسرعًا. كان زراف خائفًا جدًا، فإنه لم يكن يحب الغابة، ولا كان يحب الظلام. لكن لصوص الغابة كانوا يحبون الظلام، فالظلام يخفيهم عن العيون. لذا عادوا ليلاً ومعهم أسلحة وشاحنة يحملون فيها الحيوانات.

مواجهة اللصوص وإنقاذ الحيوانات

أخذوا القرود من الشباك وربطوها، ورفعوا الأشبال من الحفر وحبسوها. وقد حاولت الحيوانات المسكينة أن تخدش وتضرب وتعض، لكنها كانت صغيرة! جر اللصوص أفراس النهر، وهم يصيحون فرحين بانتصارهم. لكن، كان زراف قريبًا منهم وراء شجرة. وكان الوجه المستعار لا يزال عالقًا في قرنه.

ثم ظهر القمر فأضاء الوجه المستعار، وكاد اللصوص يموتون خوفًا، فركضوا هاربين. كان لصوص الغابة يركضون مذعورين، فوقع أحدهم في شبكة القرود، ووقع الثاني في قفص أفراس النهر. أما الثالث فقد وقع في حفرة الأشبال، وأثناء سقوطه انطلقت رصاصة من البندقية التي كان يحملها.

عودة الحيوانات إلى الحديقة

سمع الناظر صوت الرصاصة، فأسرع هو ورجاله إلى الغابة، وأمسكوا اللصوص. قال الناظر في فرح: “وجدنا الحيوانات الشاردة، وأمسكنا اللصوص!” هذه المرة أيضًا، سار زراف في أول الموكب، سعيدًا راضيًا. لقد أنقذ رفاقه، وصار الجميع الآن يحبونه كثيرًا.

معرض الصور (قصة مغامرات الصغير الضائع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى