تعيش هند مع والدتها. ذات يوم كانت تتحدث مع والدتها وتقول: “لماذا قمت بإعداد غرفة الضيوف؟ من سيأتي ليقيم معنا؟” أجابت والدتها: “إن جدتك ستأتى لتقيم معنا، فلا تزعجيها”. قالت هند: “وهل سيأتى جدى كذلك؟”. أجابت والدتها: “لا، يا طفلتي الحبيبة”، وصمتت لبرهة من الوقت ثم قالت بقلب حزين: “لقد توفي”.
قالت هند مندهشة: “توفى؟! تقصدين أنه لم يعد موجوداً؟!”
أجابت والدتها: “نعم”.
قالت هند: “ألن أرى جدى بعد ذلك؟”.
قالت والدتها: “لا، مطلقاً، إن جدتك في ضيق شديد، فكوني لطيفة معها، ووالدك أيضًا يشعر بالحزن، فلا تضايقيه أيضا”.
في أثناء هذا، حضر والد هند إلى المنزل بصحبة الجدة. رحبت هند بجدتها بمودة وحنان. أخذت والدة هند الجدة إلى غرفة النوم وأعدت لها فراشها. أرادت هند أن تتحدث إلى جدتها لكن والدتها قالت: “لا تكوني مزعجة؛ فإنها متعبة. دعيها لتستريح لبعض الوقت، واذهبي أنت أيضا إلى فراشك الآن”.
ليلة من التأمل ومحاولة التفاهم
لم تستطع هند أن تقوم بأي شيء، وبدلاً من الذهاب لغرفة نومها جلست على السلم. قالت لنفسها: “كم ستشعر جدتى بالحزن والوحدة دون جدى! لن أدعها تذهب إلى أي مكان آخر”.
وبعد قليل من الوقت، ذهبت هند لغرفة نومها لكى تنام، لكنها ظلت مستيقظة في فراشها، وتاهت مع أفكارها: “كان جدى شخصاً طيباً ولطيفاً، وكان من الممتع مرافقته، وكان يناديني: يا دميتي!”.
شعرت هند بالحزن والإحباط، ولم يغمض لها جفن طوال الليلة بكاملها.
استيقظت هند مبكراً في الصباح، كان والداها ما زالا نائمين، فذهبت إلى غرفة نوم جدتها. فتحت الباب ونظرت إلى داخل الغرفة. كانت جدتها مستيقظة تراقب شروق الشمس.
وعندما رأت الجدة هند قالت لها: “ادخلي، يا حفيدتى الغالية”.
مشاركة الذكريات ومواساة الجدة
دخلت هند وجلست بجوار جدتها. وقالت لجدتها: “ابقي معى إلى الأبد؛ لقد افتقدتك لمدة طويلة جداً”، وعند سماعها هذا الكلام امتلأت عينا جدتها بالدموع.
وبعد برهة صغيرة، قالت هند لجدتها: “أين ذهب جدى؟”
أجابت الجدة: “ذهب إلى جوار الله”.
قالت هند: “هل كان يعاني مرضاً؟”
شرحت لها الجدة: “إن روحنا أعطاها الله لنا، ويقبضها إليه متى يشاء”.
قالت هند: “إننى أفتقده بشدة، ويؤلمنى العيش بدون جدى، هل لديك أي صور فوتوغرافية له؟ كنت صغيرة جداً عندما رأيته آخر مرة”.
عرضت الجدة على هند صورة فوتوغرافية، فتطلعت إلى الصورة وتذكرت الدقائق التي قضتها مع جدها في الماضي.
استيعاب الفقد
بعد ذلك، عرضت الجدة على هند مجموعة صور كان لديها صور عديدة لجد هند، وكانت الصور تشمل أجمل اللحظات التي عاشها الجد مع كل فرد من أفراد الأسرة. نظرت هند إلى الصور بفضول عظيم، وشعرت كما لو أنها عادت لصحبة جدها.
وبعد أن أجرت هذا الحديث مع جدتها شعرت بالارتياح، وفي أثناء هذا دخلت والدة هند إلى الغرفة. قالت لهند: “هيا أسرعي! ستتأخرين عن موعد المدرسة. دعى جدتك لتستريح”. نهضت هند ومضت لتستعد للمدرسة.
الحكمة
دائماً ما تجعل خيبة الأمل المرء حزيناً وغاضباً. لا تسمح للحزن بأن يسكنك طويلاً، وتذكر أن شعورك بخيبة الأمل لن يدوم لوقت طويل.