في يوم من الأيام، كان ثعلب يتجول في الغابة بحثًا عن الطعام، وبينما هو يسير وقع فجأة في بئر عميقة مليئة بالماء. حاول الثعلب السباحة والبقاء على السطح، لكنه كان يشعر بالتعب الشديد والخوف من أن يغرق. بدأ يصيح بأعلى صوته: “المساعدة! النجدة! أغيثوني!”
سمع ذئب كان يمر بالجوار صراخ الثعلب، فأتى مسرعًا ووقف على حافة البئر، ينظر إلى الثعلب المكافح في الماء. قال الذئب متظاهراً بالاهتمام: “يا أخي الثعلب، يؤسفني جدًا أن أراك في هذا الموقف. ولكن قل لي، كيف وقعت في البئر؟ هل البئر عميقة؟ هل الماء بارد؟ وكم من الوقت وأنت هنا؟”
كان الثعلب منهكًا من التعب والماء البارد يتسرب إلى جسده، لكنه صرخ قائلاً: “أنقذني أولًا! هذا الوقت ليس وقت الكلام، إنه وقت العمل السريع!”
لكن الذئب استمر في طرح المزيد من الأسئلة، غير مبالٍ بحالة الثعلب الحرجة. “أخبرني، هل كنت تظن أن البئر آمنة قبل أن تنزل فيها؟ ومن الذي نصحك بالاقتراب منها؟”
استمر الثعلب في المحاولة، لكن قواه كانت تخور شيئًا فشيئًا، وعيناه أصبحتا مثقلتين بالتعب. صرخ للمرة الأخيرة: “الوقت ليس وقت الكلام، أنقذني!”
ومع ذلك، لم يحرك الذئب ساكنًا، بل استمر في الحديث. بينما كان الذئب منشغلاً بالكلمات، اختفى صوت الثعلب تدريجيًا، وغرق في أعماق البئر.
غادر الذئب المكان بعد فترة، وقد أدرك أن كل تلك الكلمات لم تغير شيئًا، وأنه ضيع وقتًا ثمينًا كان من الممكن أن ينقذ حياة الثعلب.