قصة فرفور المغامر

استمتع بقراءة قصة فرفور المغامر، الفأر الشجاع الذي يقرر عبور بحر المانش رغم الصعوبات، في مغامرة شيقة تعلم الأطفال معاني المثابرة والصداقة.
جدول المحتويات

كانت مغامرة فرفور، الفأر الريفي الصغير، مليئة بالشجاعة والإصرار. بدأت القصة عندما قرر فرفور تحدي نفسه وأصدقائه بعبور بحر المانش سباحة، تمامًا كما يفعل أبطال السباحة العالميون. على الرغم من سخرية صديقه فرافيرو وتحذير الفأرة فريدة من خطورة البرد، ظل فرفور مصممًا على تحقيق حلمه. استعد الأصدقاء لمرافقته في قارب صغير، بينما قفز فرفور إلى الماء ليبدأ مغامرته.

في البداية، واجه فرفور مشكلة صغيرة عندما نزل إلى الماء بملابسه وحذائه، لكن أصدقاؤه سرعان ما سحبوه إلى الخارج، ونزعوا عنه ملابسه الثقيلة ودهنوا جسده بالشحم ليحميه من البرودة. انطلق بعدها فرفور مرة أخرى في البحر، بينما كان أصدقاؤه يشجعونه من القارب، لكن الطقس سرعان ما تغير، وبدأت السماء تمطر بغزارة، مما زاد من صعوبة التحدي.

في تلك اللحظة، علق ذيل فرفور في دفة قارب سريع، ووجد نفسه يُجر بسرعة دون أن يتمكن من التحرر. أخيرًا، وصل القارب إلى الشاطئ الفرنسي، وكان فرفور مرهقًا وغاضبًا. لكنه سرعان ما التقى بالفأرة نوسة، التي قدمت له الحليب الدافئ وطلبت من إخوتها مساعدته في تحرير ذيله.

أصرت نوسة على تشجيع فرفور، ودعته للعودة إلى الشاطئ الإنجليزي. وبالفعل، بدأ فرفور رحلة العودة، هذه المرة أكثر نشاطًا وثقة. وعندما اقترب من الشاطئ الإنجليزي، كان أصدقاؤه في القارب ينتظرونه بقلق. لكن قبل أن يتمكنوا من تهنئته، اصطدم القاربان وانقلبا في الماء، مما أثار موجة من الضحك والمرح.

في النهاية، وصل فرفور إلى الشاطئ، سعيدًا بفوزه، وأخذ يضحك مع أصدقائه ونوسة وإخوتها الذين خرجوا من البحر مبتلين وغاضبين. اعتذر الجميع لبعضهم البعض، وعانقوا فرفور، شاكرين الفئران الفرنسية على مساعدتهم، وانتهت المغامرة بوعد بلقاء جديد قريب.

قصة فرفور المغامر مكتوبة

كان فرفور فأرًا ريفيًا يعيش بجوار حقل من حقول القمح الواسعة. وقد تعود أن يقرض القمح بأسنانه طوال اليوم، مما أدى إلى إتلاف القمح وتسبب في خسائر كبيرة.

وذات يوم، بينما كان فرفور الصغير يأكل القمح، وقعت له حادثة مؤسفة. إذ قطعت آلة الحصاد جزءًا كبيرًا من ذيله. صاح فرفور ألمًا وقفز مذعورًا وركض بعيدًا عن آلة الحصاد. ثم نظر إلى ما تبقى من ذيله وقال يلوم نفسه: “هذه نتيجة الطيش وجزاء الشراهة في الأكل.”

أسرع فرفور إلى أمه ليخبرها بما حدث له، وكان الغيظ يملأ قلبه والغضب ظاهرًا على وجهه. حزنت أمه عندما سمعت قصته ورأت ما تبقى من ذيله. فسألها فرفور في قلق: “ماذا أفعل يا أمي؟ هل سينمو لي ذيل جديد؟”

استمعت الأم إليه بتعاطف، ثم تنهدت وقالت: “إذا فقد فأر ذيله، فلن ينمو له ذيل آخر.” بدأ فرفور يبكي قائلاً: “كيف أعيش بقية حياتي بهذا الذيل القصير؟”

الأم الحنونة وحل مؤقت

أخذت أمه بيده وقبلته بحنان، ثم أوقفته فوق أحد المقاعد وأحضرت رباطًا من المطاط، وعلقته بما تبقى من ذيله. بعد أن انتهت من عملها، خرج فرفور ليلعب مع أصدقائه.

لكن الأصدقاء ضحكوا على ذيله المطاطي، مما جعل فرفور يصيح قائلاً: “أرجوكم لا تضحكوا، إن ضحككم يؤلمني.” حاول أحد أصدقائه أن يلمس ذيله، فركض فرفور بعيدًا وقال: “أرجوكم، لا تلمسوا ذيلي.”

ولكن صديقه فرافيرو أمسك بالذيل المطاطي وجذبه، فاستطال في يده ثم تركه فجأة، مما جعل الذيل يرتد إلى فرفور ويؤلمه بشدة. أعجب الفئران باللعبة الجديدة، وقلدوا فرافيرو، وأخذوا يجذبون الذيل المطاطي ويتركونه. ثم نادوا فئران الجيران لمشاركتهم في ممارسة هذه اللعبة.

فرفور يقرر الرحيل

صاح فرفور بألم: “ابتعدوا عني!” ولكنهم شكلوا حلقة حوله واستمروا في مضايقته. في نهاية اليوم، عاد فرفور إلى أمه حزينًا باكيًا وقال لها: “لم أعد أحتمل! سأرحل عن هذا البلد إلى الأبد!”

خافت أمه عليه وقالت: “لا ترحل الآن يا بني! الوقت متأخر وسيهبط الظلام قريبًا.” لكنه أصر على الرحيل، وقرر التوجه إلى بيت عمه في المدينة المجاورة. مشى فرفور طوال الليل، حيث كان عليه أن يقطع مسافة طويلة حتى يصل إلى بيت عمه.

أخيرًا، وبعد تعب شديد، وصل إلى بيت عمه. كان لعمه جحرًا جميلًا في واحد من أفخم الفنادق، حيث يحصل على أشهى المأكولات ويعيش حياة مترفة. أخبر فرفور عمه بكل ما حدث له، وكيف فقد ذيله وكيف قرر الرحيل من المزرعة.

النصيحة الذهبية من العم

أجلسه العم على ركبتيه وراح يلاطفه ويحدثه برفق. ثم قدم له كأسًا من الشوكولاتة الساخنة وقطعة من الجبن، فهدأ فرفور واطمأن قلبه. عندئذ قال العم: “ارجع يا فرفور إلى مزرعتك وواجه أصدقاءك بشجاعة وثقة. إن ذيلاً من المطاط خير من لا شيء.”

رد فرفور بسرعة قائلاً: “لكنهم يضايقونني كثيرًا يا عمي. أي نوع من الأصدقاء هؤلاء؟ وأي نوع من اللعب هذا؟”

قال العم: “اهدأ يا ولدي العزيز! إنك في حالة من الغضب والقلق الشديدين، ولكنك لا تستطيع أن تبقى معي وتترك أمك وحدها. عد إلى رفاقك وشاركهم لهوهم وسترى أن الأمور ستتحسن.”

العودة إلى المزرعة

بات فرفور عند عمه تلك الليلة، وشاركه سريره. فكر كثيرًا في كلام عمه وبدأ يرى أنه محق. في صباح اليوم التالي، ودع فرفور عمه وبدأ رحلته عائدًا إلى المزرعة. كان كلام عمه قد جعل منه، رغم صغر سنه، فأرًا أكثر وعيًا وصبرًا.

وهكذا، عاد فرفور إلى مزرعته القديمة ليواجه التحديات بثقة وشجاعة، ومع ذلك، فإن مغامراته لم تنته بعد.

فرفور والتحدي الكبير

قال فرفور لأصدقائه يوماً: “سأعبر بحر المانش سباحة. سأسبح بين مدينة دوفر على الشاطئ الإنجليزي ومدينة كاليه على الشاطئ الفرنسي، كما يفعل أبطال السباحة العالميون. فمن أراد منكم أن يصحبني فليرفع يده ويذهب ليستأذن أمه.”

رد عليه فرافيرو قائلاً: “لا بد أنك مجنون يا فرفور! أنت لا تستطيع سباحة كل تلك المسافة. إن عرض بحر المانش يزيد على ثلاثين كيلومتراً، ولن تكون لديك القوة لقطع تلك المسافة سباحة.”

بدت الفأرة فريدة قلقة وقالت للفئران: “امنعوه من هذه المحاولة، وإلا أصيب بمرض شديد. فإنه معرض للإصابة بالبرد، وربما ارتفعت حرارته.”

لكن فرفور قال بإصرار: “هذا لن يمنعني من المحاولة. سأسبح إلى الشاطئ الفرنسي، ويمكنكم أن تتبعوني في قارب وتهتفوا: يعيش فرفور! يعيش، يعيش!”

عندما رأى الأصدقاء تصميم فرفور وشجاعته، وافقوا جميعاً، وقالوا: “كما تريد، سوف نأتي معك. والآن سنذهب لنستأذن أمهاتنا.”

الاستعداد للمغامرة

بعد أن وافقت أمهاتهم، عادوا إلى فرفور. وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً، وصل القطار إلى مدينة دوفر. نزل فرفور ورفاقه من القطار ولوحوا له بأيديهم مودعين. ساروا في شوارع المدينة متجهين نحو الشاطئ، وقد امتلأوا بالفرح والفخر.

على الشاطئ، وقفوا جميعًا، ولوح فرافيرو بعلمه المفضل، بينما ألقى فرفور كلمة مليئة بالحماسة: “زملائي الفئران! أعدكم بأن أبذل ما في وسعي. فتمنوا لي حظاً سعيداً. والآن، إلى اللقاء يا أصدقائي، فقد حان وقت النزول إلى الماء.”

قالت فريدة بحنان: “سندهنك بالشحم يا عزيزي. لقد أحضرت لك بعضاً منه. الشحم سيحفظك من البرودة، فإننا، نحن الفئران، لسنا أقوياء في مقاومة البرد.”

أطلق فرفور صيحة عالية، ثم قفز إلى الماء دون أن يخلع ملابسه.

المشكلة الأولى في البحر

لكن الفأر فرفر الهزيل صاح بخوف: “أوقفوه! فرفور نزل إلى الماء بملابسه وحذائه! أوقفوه قبل أن يغرق!”

أسرعت فريدة وأمسكت بذيل فرفور، وسحبته من الماء. بعدها، نزع فرفور حذاءه ومعطفه، وبدأ رفاقه في دهن جسمه بالشحم كما خططوا.

عندما انتهوا من الاستعدادات، صاح فرافيرو: “إلى الأمام يا فتى، وسوف نتبعك بقاربنا. اجعل ذقنك أعلى من مستوى صدرك، واحذر الغرق!”

قفز فرفور إلى الماء مرة أخرى، وسط هتافات الجميع وتشجيعهم له. بدا فرفور وهو يسبح وكأنه إسفنجة مشبعة بالشحم، يتماوج مع حركة المياه.

الطقس يتغير والمصاعب تتزايد

كان أصدقاء فرفور خلفه في قارب صغير، لكن القارب كان بطيئًا جداً. شعر فرفر الهزيل بالبرد، أما فريدة فقد بدأت تشعر بالتعب من التجذيف! همست فريدة في قلق: “هل سيغرق فرفور؟ أخشى أن يكون وزنه أثقل مما ينبغي. كان علينا أن ننظم طعامه ليخف وزنه، لكن الوقت قد فات الآن!”

في تلك الأثناء، استمر فرفور في السباحة بشجاعة، متحدياً المصاعب. لكن فجأة، أظلمت السماء، وتلبدت بالسحب السوداء، ثم بدأ البرق والرعد يملآن السماء، وهطل المطر بغزارة. تمنى فرفور حينها لو أنه ظل مرتدياً معطفه.

مواجهة الخطر الحقيقي

وفي لحظة مفاجئة، علق ذيل فرفور في جسم ضخم. اكتشف فرفور أن الجسم هو قارب سريع، وقد بدأ يشق البحر بسرعة كبيرة، جارًا فرفور خلفه! صاح فرفور بألم: “أتركني!” لكن أحدًا في القارب لم يسمع استغاثته، ولا توقعوا أن يكون ذيل فأر صغير عالقاً في دفة القارب.

كلما زادت سرعة القارب، زادت معاناة فرفور وهو يحاول التخلص من هذا الموقف المأساوي. وأخيرًا صاح غاضبًا: “إنك وحش شرس!”

عندما وصل القارب إلى الشاطئ الفرنسي أخيرًا، كان فرفور في حالة بائسة من التعب والغضب. صرخ بصوت عالٍ: “أنزلوني… خلصوني من هنا… أنقذوني، أنا معلق بدفة القارب!”

لقاء غير متوقع

بينما كان فرفور في هذه الحالة اليائسة، سمع صوتاً رقيقاً يقول: “أهلاً… لماذا أنت غاضب هكذا؟ ألا تحب زيارة فرنسا؟ إنها بلد جميل!”

تطلع فرفور، فوجد فأرة رشيقة وجميلة تتحدث إليه.

استولت الدهشة والعجب على فرفور، وعجز عن الكلام، بينما كان ينظر إلى عيني الفأرة الزرقاوين الجذابتين بشيء من الارتباك.

قالت له الفأرة: “أنا نوسة. أخبرني من أنت، هل أنت هنا في إجازة؟ وهل جئت من مكان بعيد؟”

تمتم فرفور قائلاً: “أنا فرفور. حاولت عبور بحر المانش سباحة. لا تؤاخذيني على هيئتي المتعبة، فلا بد أني أبدو، بعد كل ما حدث لي، كخرقة مبللة.”

أجابت نوسة: “لا تؤاخذني أنت أيها الفأر الشجاع. سأذهب الآن لأحضر إخوتي. لي سبعة إخوة، ومنزلنا هناك فوق الصخرة. ألا تريد كأسًا من الحليب؟ الحليب سيفيدك كثيرًا وينشطك.”

ذهبت نوسة إلى منزلها، ثم عادت ومعها الحليب وإخوتها السبعة.

مساعدة نوسة وإخوتها

قال أخوها الأكبر مبتسمًا: “والآن يا سيد فرفور، سأصعد إلى القارب وأخلص ذيلك المطاطي الصغير، وأربطه حول عنقك!”

صاحت نوسة بغضب: “أيها الولد الشقي، كن مهذبًا، وأنقذ السيد المسكين فورًا، فهو يكاد يتجمد من البرد.”

استمعت المجموعة كلها إلى حكاية فرفور، وهو يقص كيف أفسد عليه القارب محاولته لعبور البحر سباحة، دون أن يتوقف عن الكلام للحظة.

تنهد الأخ الأكبر وقال: “أيها الفأر، لا تيأس أبداً. اسبح عائداً إلى الشاطئ الإنجليزي، وأنا واثق من نجاحك.”

في ذلك اليوم، غطس فرفور في الماء ليبدأ رحلة العودة إلى دوفر على الشاطئ الإنجليزي. وكان وراءه قارب يحمل نوسة وإخوتها، الذين شجعوه وقدموا له الحليب الساخن كلما احتاج إلى الراحة.

رحلة العودة

سبح فرفور بنشاط وثقة، قاطعاً أميالاً عديدة حتى رأى من بعيد صخور الشاطئ البيضاء العالية. امتلأ قلبه بالفرح وزاد من سرعته وحماسه.

في تلك اللحظات، كان أصدقاؤه الذين تركهم على الشاطئ الإنجليزي ينتظرون عودته في قاربهم ذي المجاذيف، وقد ملأهم القلق والخوف على صديقهم.

فجأة، وبينما كان الفأر فرفر المتعب شبه نائم، لمح رأس فرفور وهو يشق الماء. قفز فرفر بقوة، وصاح بصوت عالٍ: “انتبهوا! سيتصادم قاربانا!”

الاصطدام المفاجئ والنجاة

جاء التحذير متأخراً، وسمع الجميع صوت اصطدام القاربين، مما تسبب في انقلاب القاربين في الماء.

وصل فرفور إلى الشاطئ الإنجليزي سعيداً بفوزه الكبير. وعندما رأى رفاقه ونوسة وإخوتها يخرجون من البحر واحداً تلو الآخر، غاضبين ومتعبين، ضحك حتى دمعت عيناه، فقد التصقت ثيابهم المبتلة بأجسادهم.

لكن سرعان ما اعتذر كل فريق للآخر، والتفت الرفاق إلى بطلهم فرفور يعانقونه ويشكرون الفئران الفرنسية على رعايتها ومرافقتها له.

وفي النهاية، ودع الجميع بعضهم البعض على أمل اللقاء القريب.

معرض الصور (قصة فرفور المغامر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى