قصة رحلة عنبر

قصة رحلة عنبر تحكي عن كلب يعود لصديقه بعد تجربة حياة المدينة، ويتعلم أن السعادة الحقيقية تكمن في البقاء مع الأحباء.
جدول المحتويات

كان الكلب عنبر يعيش في غرفة خشبية صغيرة في مزرعة، حيث كان يقضي أيامه مستمتعًا بصحبة صديقه العزيز تامر، وهو صبي لطيف كان يأخذ عنبر معه يوميًا ليلعبا في الحقول وتحت أشعة الشمس. ولكن ذات صباح، لم يأتِ تامر، فقرر عنبر أن يذهب لزيارته بنفسه. في طريقه، شاهد مجموعة من البط تسبح في البحيرة الصغيرة، فانطلق نحوها بنباحه المليء بالحماس، لكن البط فزع وابتعد، ما جعل تامر يعاتبه بلطف.

أخذ تامر عنبر إلى المنزل وربطه بعيدًا عن البط، لكنه قدم له بعض الحليب ليخفف عنه. لكن فرحة عنبر لم تدم طويلاً، إذ علم أن تامر سيسافر وسيتركه ليعيش مع فتاة صغيرة تدعى سامية في المدينة. في وداع مؤثر، قاد تامر عنبر إلى محطة القطار، ووضعه في عربة البضائع، حيث شعر عنبر بالحزن والوحدة وهو يبتعد عن صديقه.

وصل عنبر إلى المدينة، حيث استقبلته سامية بحب، لكنها كانت حياة مختلفة تمامًا عن حياة المزرعة. المباني العالية والطرق المزدحمة جعلت عنبر يشعر بالغرابة والحنين إلى حياته السابقة. وفي أحد الأيام، عندما حاول عنبر اللعب بلعبة سامية المفضلة “لولو”، تسبب في تلفها، ما أغضب سامية. حاول عنبر الهروب من غضبها، لكنه وقع في مشاكل أخرى جعلته يشعر بالحزن والحنين إلى تامر.

في النهاية، قرر عنبر أنه لا يستطيع العيش بعيدًا عن صديقه العزيز تامر. هرب من المدينة وعاد إلى المزرعة، حيث استقبله تامر بفرح كبير. وعاد الصديقان إلى حياتهما السعيدة، يلعبان معًا في الحقول تحت الشمس الدافئة، ووعد تامر عنبر بأنه لن يتركه مرة أخرى.

قصة رحلة عنبر مكتوبة

عاش الكلب عنبر في غرفة خشبية صغيرة، لونها أخضر مثل لون أشجار الحديقة. كان عنبر يرقد متكاسلًا في بيته الصغير، يترقب سماع صوت صديقه تامر، ينادي قائلًا: “عنبر… تعال يا عنبر.” كان تامر الصبي اللطيف، ينادي صديقه عنبر صباح كل يوم، ثم يصحبه إلى الخارج، حيث الهواء الطلق، وأشعة الشمس الدافئة. ويقضي الصديقان الوقت، يلعبان في الحقول. ذات صباح، تخلف تامر عن المجيء، فلم يحضر ليصحب عنبر. تلفت عنبر حوله، فوجد أمه مشغولة عنه، فقال: “ما دام تامر لم يحضر، فسأذهب أنا لزيارته.” وفي طريقه لزيارة تامر، رأى عنبر، في وسط المزرعة، مجموعة من البط تسبح في البحيرة الصغيرة.

مغامرة عنبر

جرى عنبر في فرح على الشاطئ قرب البط، ونبح بشدة، ولكن البط لم يشاركه فرحه، إنما فزع، وابتعد عن الشاطئ. سمع تامر صوت صديقه عنبر، فأسرع نحوه وصاح فيه: “هذه دعابة سخيفة يا عنبر. لا يجب أن تنبح هكذا، حتى لا يخاف البط.” وخجل عنبر، فأحنى رأسه معتذراً. وأحضر تامر طوقاً، وربط عنبر، ليبعده عن البط. وضع تامر بعض الحليب (اللبن) في إناء، ثم قدمه لعنبر، وقال: “اشرب هذا الحليب اللذيذ، وبعد قليل أفك رباطك، ونعود معا إلى البيت.” وأحس عنبر بالسعادة، فقد كان يحب صديقه الفتى، وكان الفتى يحبه. وذات صباح، عرف الصديقان خبراً محزناً.

عنبر ينتقل إلى المدينة

لقد قررت أسرة تامر، أن يسافر عنبر، ليعيش مع بنت صغيرة، اسمها سامية. سيسافر ليعيش في المدينة، ويترك اللعب في المزرعة. همس تامر في حزن، وهو يعطي عنبر عظمة كبيرة: “وداعا يا عنبر!” ثم أخذ عنبر إلى محطة القطار. وفي القطار، وضع عنبر في عربة البضائع الخالية المعتمة. ووجد عنبر نفسه وحيدًا، داخل قفص خشبي، يهتز مع حركة القطار المسرع، فرقد يعوي، والحزن يملأ قلبه. أطل تامر من فوق سور الحديقة. وعندما رأى القطار يسرع، أخذ يلوح بمنديل كبير ويقول: “مع السلامة يا عنبر!” وصل القطار إلى المدينة، وكانت سامية تقف على رصيف المحطة تنتظر عنبر، وهي ترتدي ثوبها الأحمر الجميل.

عنبر في المدينة

سمعت سامية عواء عنبر، فبحثت عنه حتى وجدته، وقالت له: “أهلا يا عزيزي عنبر!” وضعت سامية الطوق حول رقبة عنبر، وأخذته معها إلى بيته الجديد. وفي الطريق، وجد عنبر كل شيء مختلفاً عن المزرعة: المباني عالية، والطرق واسعة، ومزدحمة بالناس والعربات والسيارات. وعندما رأى كلاب العاصمة، اشتدت دهشته وقال: “ما أعجب شكل هذه الكلاب!” شعر عنبر أن حياته في المدينة، وهو بعيد عن صديقه العزيز تامر، خالية من النشاط، كلها راحة وكسل. لقد تركوه جالساً على وسادة حريرية حمراء، كأنه كلب من خشب! تطلع عنبر حوله ذات يوم، يبحث عن شيء يشغل به وقته.

هروب عنبر

وشاهد عنبر لعبة سامية، “لولو”، جالسة في هدوء فوق مقعد كبير. قال عنبر لنفسه: “صاحبتي سامية تلعب بلعبتها لولو.. لماذا لا ألعب أنا أيضا بها؟!” أمسك عنبر بلولو من ذراعها، وجذبها، فانزلقت من مكانها، وسقطت على الأرض. في تلك اللحظة دخلت سامية، ووقفت تحدق فيه ساخطة. كانت علامات الغضب ظاهرة على وجه سامية، فخاف عنبر، واندفع نحو الباب، وهو يمسك باللعبة لولو بين أسنانه. مسكينة لولو.. سقطت وتدحرجت فوق السلم، وعنبر يشدها، فانفصلت ذراعها عن جسمها. وترك عنبر جسم لولو ملقى فوق درجات السلم، محطما تالفاً. واندفع عنبر نحو مدخل البيت، فوجد العاملة فيفي تنظف المدخل، وبجوارها دلو مملوء بالماء.

عودة عنبر

صاحت فيفي: “ما هذا؟ ماذا حدث؟” لكن عنبر قفز فوق الدلو، فأوقعه على الأرض، وانسكب ما فيه من ماء. وخرج عنبر من البيت يجري. خرج عنبر إلى الحديقة هارباً، وقفز وسط أحواض الزهور. صاحت سامية وفيفي، تحذرانه كي يبتعد عن الأزهار. لكن تحذيرهما زاد من خوفه. وصل عنبر إلى مخزن أدوات الحديقة. وأطل برأسه من بابه، وقال: “الظلام شديد في داخل المخزن. هذا مكان مناسب لأختبئ فيه… لن تستطيع سامية وفيفي العثور علي هنا.” زحف عنبر داخل سلة قديمة وجدها في المخزن، وهو يرتعد من الخوف. لكن سامية وصلت إلى المخزن ومعها فيفي، واستطاعتا أن تهتديا إلى مكانه.

أمسكت فيفي عنبر من طوقه، وقالت بحزم: “تعال معي!” ثم وضعته في صندوق وقالت: “سنتركك هنا بغير طعام، عقاباً لك.” تذكر عنبر عطف صديقه العزيز تامر. تذكر الأيام الحلوة التي قضاها معه، عندما لم تكن هناك لعبة اسمها لولو، ولا وسائد حمراء، ولا صناديق يحبسونه فيها! وتذكر أوقات الحرية والسعادة، والنزهات والانطلاق. فجأة خطرت له فكرة وقال: “سأترك هذا المكان، وأعود إلى صديقي تامر.” ثم قفز خارج الصندوق، وتسلل مبتعداً. اخترق عنبر الحدائق، وقفز فوق الأسوار. كان يمشي في الشوارع المزدحمة، ويجري في الحقول الهادئة. مشى في المدن، ومشى في الريف. يسرع أحياناً، ويبطئ أحياناً أخرى. أخيراً وصل عنبر إلى المكان الذي يعرفه جيداً… إلى بيت المزرعة. واحتضنه تامر وهو يقول: “لن تذهب بعيداً عنا مرة أخرى.” وعاد الصديقان يخرجان في الهواء الطلق معاً، ويمشيان تحت أشعة الشمس الدافئة، ويلعبان في المزرعة والحقول.

معرض الصور (قصة رحلة عنبر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى