كان فصل الشتاء، والدراسة مستمرة في صفوف المدرسة. وكان “مجدى” في الصف الخامس، وكان في فصله عندما دق الجرس.
فقالت الآنسة “مروة” معلمة الفصل: “يا أطفال! الفترة التالية فترة راحة استعدوا جميعا للانطلاق واللعب”.
صاح الأطفال في بهجة وانطلقوا خارج فصلهم. انطلق مجدي أيضاً معهم، وبعد أن خرج من الفصل تذكر أنه لا يرتدي الجاكيت. فذهب إلى غرفة الخزانة ليأخذ الجاكيت الصوفي من حقيبته المدرسية.
اكتشاف مجدي الخطأ وسخرية الزملاء
صاح مجدى: “آه! لقد أحضرت جاكيت أختي عن طريق الخطأ”.
وكانت سماح ونهى موجودتين في الغرفة بالفعل، وهما زميلتاه في الفصل، ورأتا مجدي ممسكاً بين يديه بجاكيت أخته.
فقالت سماح لمجدى في سخرية: “ستكون اليوم ذات الرداء الأحمر”.
فضحكت نهى على تعليق سماح، وشعر مجدي بالحرج، وأصيب بالحيرة والارتباك، هل سيرتدي الجاكيت أم لا؟
ثم دخل نادر وكامل الغرفة، وكانا يدرسان في فصل مجدي كذلك.
وقال كامل لنادر: “انظر إلى جاكيت مجدي”.
انضم الأربعة إلى بعضهم، وبدأوا يغنون بصوت واحد ويقولون: انظروا إلى هذا الولد الذي يرتدي جاكيت فتاة! يا ترى هل هو حقا ولد يحب أن يظهر كأنه فتاة؟
فتأثر مجدي، وامتلأت عيناه بالدموع.
المعلمة تتدخل لحل المشكلة
وكانت الآنسة مروة تمر بهذه الغرفة في هذا الوقت. وعندما سمعتهم توقفت في الحال.
وقالت لنفسها: “لابد أن هناك أمرا ما بالداخل، وإلا فما هذه الضجة كلها؟ لابد أن أدخل وأرى بنفسي”.
وهكذا اقتربت ووقفت بالباب، وسمعت ما كان الأطفال يقولونه لبعضهم. ورأت كيف كان مجدي في حالة بائسة، كما لاحظت أن الأطفال الآخرين يسخرون منه.
دخلت الغرفة، وعندما رآها الأطفال الذين كانوا يضايقون مجدي صمتوا على الفور.
تقدمت من مجدي وسألته: “ما الخطب يا طفلي العزيز؟”.
فقال وهو يبكي: “سيدتي! إنهم يضحكون علي”.
سألت المعلمة: “ولماذا؟”.
فشرح لها مجدي قائلا: “لقد أحضرت جاكيت أختي بطريق الخطأ، ولهذا فإنهم يسخرون مني”.
قالت المعلمة: “فهمت”.
والتفتت نحو الأطفال الآخرين، وقالت لهم: “لماذا تضحكون من مجدي؟ هل قام بأي خطأ؟ توقفوا عن ذلك، واعتذروا له، ولا تسخروا منه”.
ظل الأطفال صامتين ولم يقولوا أي شيء.
اعتذار الزملاء واللعب معا
وبعد قليل من الوقت تقدمت إحدى الفتاتين إلى مجدي، وقالت له: “أنا آسفة؛ لم أقصد إزعاجك، كنت فقط أمرح معك”.
ثم اقتربت منه الفتاة الأخرى وقالت: “أرجو معذرتك؛ أشعر بالخجل من سلوكي معك. لن أفعل هذا مرة أخرى. لا تأخذ الأمر مأخذ الجد”.
وشعر الصبيان الآخران بالأسف لسلوكهما أيضاً.
فقال مجدي لهم جميعا: “لا بأس؛ فهذا يحدث أحياناً، لقد أزعجني كلامكم”.
قام مجدي بمصافحة الآخرين جميعهم، وتحسنت حالته مرة أخرى، وقال للأطفال الآخرين: “هيا نلعب “المساكة” سيكون هذا ممتعا جدا”.
أخذ الأطفال يركضون هنا وهناك في أرجاء الملعب، وخلع كل منهم الجاكيت الخاص به؛ فقد كانوا في غاية الفرح والانشراح.
الحكمة
إنه سلوك غير لائق أن نسخر من الآخرين، أو نهزأ بهم؛ فهذا قد يفسد علاقاتنا ببعضنا البعض.