نجا أربعة رجال من سفينة غارقة، ووصلوا إلى جزيرة غريبة نائية وهم في حالة يرثى لها من البرد والجوع والعطش. وراحوا يفكرون في أفضل وسيلة لكسب المعيشة في تلك الجزيرة. قال واحد منهم، وكان رجل مصارف غنيا: سأعلم سكان الجزيرة الحساب والمحاسبة، وسيدفعون لي مالا. وقال الثاني، وكان وزيرا: سأعلمهم كيف يحكمون أنفسهم، وسيدفعون لي مالا. وقال الثالث، وكان رجل دين: سأبصرهم بقضايا دينهم، وسيدفعون لي مالا.
سر الثلاثة بالأفكار التي طرحوها سرورا بالغا. لكن الرابع، وكان مزارعا تعود أن يكون عمليا، قال: عظيم! أفكار نبيهة، ولكن كيف تأكلون ريثما تجدون أولئك الذين قد يدفعون وقد لا يدفعون لقاء ما تعلمونهم إياه؟ أما أنا فإني ذاهب إلى الغابة أحتطب، وسأبيع الحطب وأشتري طعاما، وسأفعل ذلك حالا قبل أن نموت جميعنا جوعا!
المغزي: العمل خير من الكلام.