طلبت مدرسة الرسم من التلاميذ في نهاية الدرس، أن يرسم كل منهم لوحة يختار موضوعها بنفسه، ليشترك بها في معرض الإدارة التعليمية السنوي.
وقبل أن تغادر الفصل التفتت إلى أحد التلاميذ وقالت: “وأنت يا عادل، أعلم أنك تجيد الرسم، وأتمنى أن ترسم لوحة جيدة، تستحق أن تفوز بجائزة من جوائز المعرض.”
في يوم الإجازة الأسبوعية، جلس عادل في حديقة البيت، وراح يتأمل الحديقة حوله، وما فيها من أشجار وأزهار، وسماء وطيور، وقال: “سبحان الله! ما أجمل صنع الله وما أعظمه.”
وأحضر عادل في الحال لوحة من الورق المقوى، وعلبة ألوان مائية وفرشاة، وراح يرسم على اللوحة ما حوله، ويضيف إليه من عند نفسه ليصنع لوحة جميلة.
لوحة فنية مستوحاة من جمال الخلق
رأى والد عادل اهتمام عادل باللوحة، فسأله عن السبب فقال: “إن هذه اللوحة ستقدم إلى المسابقة التي تنظمها الإدارة التعليمية لمدارس المنطقة، وأرجو من الله أن أفوز بإحدى جوائزها.”
قال والده: “أرى أنها لوحة طبيعية جميلة، ولكنها تكون أجمل لو أضفت إليها عبارة (الله نور السماوات والأرض) بطريقة فنية.”
قال عادل في سرور: “هذا يا أبي ما فكرت فيه، ولكني احترت في اختيار العبارة المناسبة.”
وقال عادل: “ولكن قبل أن أبدأ في إضافة هذه العبارة الجميلة، أرجو يا أبي أن تشرح لي معنى هذه العبارة، حتى إذا سألني أحد، عرفت معناها وأجبته.”
معنى اسم الله النور
قال والده: “النور اسم من أسماء الله الحسنى، والله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض، وكل هدى من الله هو نور، وكل إيمان بالله تعالى هو نور يدخل إلى القلب فينيره، ليرى الطريق المستقيم.”
“وقد سمى الله تبارك وتعالى منهجه الذي نزل على نبيه نورا، قال جل جلاله: (وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين). وهكذا فالمنهج الذي ينزل من السماء يدعو لعبادة الله، هو نور يريهم الطريق الصحيح، وبدونه تكون الدنيا ظلاما مليئة بالشرور والآثام.”
قال عادل: “أتقصد يا أبي بالمنهج، ما أنزله الله تبارك وتعالى على عباده في كتبه السماوية، وآخرها القرآن الكريم؟”
قال والده: “نعم، فقبل ذلك كان الناس في ظلام، فبعث إليهم الأنبياء والرسل، وآخرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أنزل عليه القرآن فكان نورا يهدي القلوب إلى الإيمان.”
قال عادل: “وماذا عن الشمس والقمر يا أبي؟”
قال والده في سرور: “أوجد الله سبحانه وتعالى الأسباب للنور، فخلق الشمس، وخلق القمر، وخلق ما ينير للناس في الظلام، كالكهرباء مثلا، فلا أحد يعرف ما هي، ولكنه يعرف آثارها فقط، وكيف يولدها وكيف يوزعها.”
قال عادل: “أشكرك يا أبي، فأستطيع الآن أن أكمل اللوحة، وأنا أفهم معنى اسم من أسماء الله الحسنى. ولكن لي طلب هام عندك يا أبي، وأرجو أن تساعدني في فهم المعاني الجميلة لأسماء الله الحسنى جميعها، كلما أتيحت لك الفرصة.”
قال والده: “لا مانع عندي يا عادل.”
فوز اللوحة بجائزة المعرض
وفي حصة الرسم بالمدرسة، جمعت المعلمة اللوحات من التلاميذ، وتوقفت كثيرا وهي تتأمل اللوحة التي قدمها عادل، وقالت في سرور: “رائعة يا عادل، إنك فنان موهوب.”
وفي يوم عرض اللوحات، اجتمع الأساتذة وهواة الفن أمام لوحة عادل، ووضعوا إلى جانبها ورقة كتب عليها: (اللوحة الأولى) بين تصفيق الحاضرين.
فرح عادل وهو يتسلم الجائزة الأولى من المشرف المسؤول عن المعرض، وكانت عبارة عن مصحف كبير الحجم للقرآن الكريم، وعلبة ألوان مائية كبيرة، ومجموعة من فرش الرسم، وشهادة تقدير.





