قالت العصفورة الأم لابنها: «أحسنت يا روري! صرتَ تطير. يجب أن تتشجع الآن وتطير عاليًا. لنذهب إلى البلاد الدافئة قبل أن يشتد البرد.» بدأت العصفورة الأم تعلم روري الطيران، وكيف يرفرف بجناحيه بسرعة، وترافقه في الطيران بين الشجر.
قال روري: «أنا فرحان، يا أمي ولكنني خائف.»
أخذت العصفورة الأم روري إلى مدرسة الطيور لتشجعه. كان المعلم «طيّار» لطيفًا، فقد علم روري كيف يميل جناحيه، كيف يحرك ذيله، كيف يعلو ويهبط… والآن أصبح بدون شك بارعًا.
مواجهة الخوف
وقف روري إلى جانب أمه ينظر إلى البعيد وقال في نفسه: «كيف يمكنني أن أطير عاليًا وفوق هذه الجبال؟ لا، لا، لا، أنا أخاف… لن أطير!» وجاء اليوم الذي كان روري يخافه. حل الخريف وبدأت أسراب الطيور تهاجر إلى البلاد الدافئة. نظر إليها روري بقلق: «ماذا سيفعل؟ كيف سيطير عاليًا مثلها؟»
قال في نفسه: «سأحاول أن أطير كي لا يقولوا عني روري الجبان.» كانت الرحلة سهلة في البداية. قال في نفسه: «أرى سطوح بيوت المدينة وشوارعها، لا بأس! هكذا أشعر بالاطمئنان.» لكن السرب اقترب من الجبال العالية وبدأ روري يشعر بالخوف. ولم يعد يقدر أن يرتفع. أحس أنه يهبط وسيقع، وفقد كل قواه!
صرخ: «يا الله ساعدني! أنا صغير ولا أدري ماذا أفعل!»
العزيمة تقود للنصر
في هذه اللحظة، رأى أمه تقترب منه وسمع أباه يقول له: «روري لا تخف، رفرف بجناحيك كما تعلمت.» وفي الحال، سيطر على ضعفه وقال في نفسه: «روري سيطير عاليًا مثل أمه وأبيه وستكون إرادته قوية.»
وجد روري نفسه يرفرف بجناحيه بسرعة شديدة، سرعة لم يعرفها من قبل، وتذكر المعلم «طيّار» وكيف كان يشجعه. وبإرادة قوية، راح روري يرتفع أعلى فأعلى… ونظر من فوق إلى بيوت المدينة فرآها أصغر وأصغر.
نشيد العصفور الشجاع
قال روري: «ما أحلى الطيران عاليًا عاليًا. وسأسمى روري الشجاع وسأغني:
أنا روري الشجاع
لا أخاف الشتاء
أنا روري الشجاع
أطير في السماء
ولا الرياح الهوجاء
أطير في السماء.»





