قصة الذيل المفقود

قصة الذيل المفقود هي حكاية ممتعة للأطفال عن مغامرات شمبانزي الذي يحاول تغيير ذيله، ويكتشف أهمية القناعة وقيمة الصداقة.
جدول المحتويات

في قديم الزمان، كان هناك شمبانزي يحمل ذيلًا طويلًا، على عكس بقية الشمبانزيات التي لا تمتلك ذيولًا. كان شمبانزي يعيش في الغابة مع ابن عمه نسناس، الذي كان يشبهه في الذيل فقط. كان هذا الأمر يزعج شمبانزي كثيرًا لأنه كان يريد أن يتميز عن ابن عمه نسناس.

ذات يوم، التقى شمبانزي بالثعلب الماكر ثعلبوط، الذي أشار إلى تشابه ذيله مع ذيل نسناس، مما زاد من غضب شمبانزي. وفي محاولة منه للتخلص من هذا التشابه، قرر شمبانزي البحث عن ذيل جديد يختلف عن ذيل ابن عمه. فتوجه إلى الفيل فلطون وعرض عليه استبدال ذيليهما، لكن الأمر انتهى بمأساة، حيث تعرّض شمبانزي للسقوط والإصابات.

لم يستسلم شمبانزي، فذهب إلى النمر نمرود والأسد هصور، وكرّر محاولاته الفاشلة، كل مرة ينتهي الأمر به في مأزق جديد. ثم حاول مع الطائر شاهين، لكن ذيله الثقيل جعله يتأرجح في الهواء ويكاد يسقط، مما أجبر شاهين على التخلص من الذيل. لم ييأس شمبانزي، فجرّب مع الحمار حمرون الذي اقتنع في البداية، لكن السخرية من حمارة الجيران جعلته يعيد ذيل شمبانزي بسرعة.

أصبح شمبانزي ناقمًا على جميع الحيوانات، وصار يلقي الثمار على الوحوش من أعلى الأشجار، مما أثار غضبها. أثناء ذلك، قام نسناس بمحاولة إنقاذ ابن عمه شمبانزي من مواقف خطرة باستخدام ذيله. وعندما كاد شمبانزي أن يقع في هاوية، تمكن نسناس من إنقاذه بشجاعته.

في النهاية، اجتمعت وحوش الغابة وقررت أن يعاقب شمبانزي على عدم احترامه لذيله ومحاولاته المستمرة لتغييره. وكان القرار بأن يُحرم من ذيله، وأن يُمنح لابن عمه نسناس. أصبح نسناس بارعًا في التأرجح والتسلق بفضل ذيله الجديد، بينما عاش شمبانزي بلا ذيل، يتعلم من أخطائه ويقوم بحركات مضحكة أثارت ضحك الجميع. ومنذ ذلك اليوم، عُرف شمبانزي كالقرد الذي يرقص بلا ذيل، وتعلم الجميع قيمة التميز والرضا بما لديهم.

قصة الذيل المفقود مكتوبة

أنت تعلم أن الشمبانزي قرد لا ذيل له. لكن هذا الكتاب يروي لك حكاية شمبانزي خرافي عاش في قديم الزمان، وكان ذا ذيل. لعلك تريد أن تعرف ما حدث لذيله.

يُحكى أن ذلك القرد، شمبانزي، كان هو وابن عمه نسناس يعيشان في غابة تكثر فيها الوحوش. كان شمبانزي أضخم جسمًا من ابن عمه وأقوى وأشد ذكاء. ولم يكن من شبه بينهما سوى في الذيل. كان ذيل شمبانزي وذيل نسناس متشابهين شكلًا وطولًا، وكان ذلك يغضب شمبانزي كثيرًا.

في أحد الأيام التقى ثعلب ماكر، اسمه ثعلبوط، وقال له: “ما أشبهك بابن عمك، يا شمبانزي!” رد شمبانزي غاضبًا: “لكني لا أشبهه في شيء!” فقال الثعلب: “ذيلك كذيله!” كان غضب شمبانزي يتزايد يومًا بعد يوم. حدث مرة أنه رأى قردة لطيفة، اسمها إيبا، كان يميل إليها، تُربّت ذيل نسناس وتقول له: “أنت تشبه ابن عمك شمبانزي!” أحس شمبانزي بالدم يغلي في عروقه، فرفع ذيله وضرب به الأرض ضربة عنيفة. علق الذيل بنبتة ذات أشواك، فصرخ شمبانزي ألمًا.

قرار الشمبانزي

كانت إيبا تحب مداعبة شمبانزي، وعندما رأته على تلك الحال راحت ترقص وتقول:

“علق الذيل الجميل
بين أشواك الورود
إنه ذيل طويل
هكذا ذيل القرود”

وكان أن عزم شمبانزي منذ تلك اللحظة أن يتخلص من ذيله ويستبدله بذيل آخر. مر الثعلب ثعلبوط بشمبانزي، وقال له: “ما لي أراك عابسًا متفكرًا، يا صاحبي؟” قال شمبانزي: “تعبت من ذيلي، وتعبت من ابن عمي نسناس الذي لا يربطني به إلا هذا الشبه بالذيل!”

ابتسم ثعلبوط ابتسامته الماكرة، وقال: “كنت أتمنى، يا صاحبي، أن أعطيك ذيلي. لكن أخاف أن تسخر منك القردة الجميلة إيبا كثيرًا. فذيلي، كما تعلم، ناعم جدًا، وعليه هيئة الأنوثة. ألا ترى كيف أن النساء، لذلك، يتزين به حول أعناقهن وعلى أكتافهن؟ لولا خوفي عليك من سخرية إيبا وغيرها من حسناوات القرود، لما ترددت لحظة في أن أعطيك ذيلي!”

البحث عن ذيل جديد

سأل شمبانزي: “وبذيل من تنصحني؟” رد الثعلب: “أنصحك بذيل الفيل أو ذيل غيره من الوحوش. لكن عليك أن تستخدم الحيلة والدهاء، فلن يتخلى لك أحد عن ذيله بسهولة!”

ذهب شمبانزي إلى الفيل فلطون، وقال له: “ذيلك، يا صاحبي، ضئيل قياسًا لحجمك. ما رأيك أن تستبدل به ذيلي الرائع؟” قال له الفيل: “لا مانع عندي، ولكن أريد أولًا أن أجرب كيف يكون ذيلك على جسمي!”

أسرع شمبانزي يربط ذيله بذيل الفيل، وهو يقول: “بكل سرور!” نسي الفيل أن ذيل شمبانزي مربوط بذيله، فراح يجري، ويتطلع يمينًا وشمالًا، فإذا التقى حيوانًا، نخر وجأر وقال: “كيف ترى ذيلي؟” كان شمبانزي، في أثناء ذلك، يتقلب على أرض الغابة وراءه ويصرخ ألمًا.

تجربة أخرى فاشلة

ذهب شمبانزي، بعد أن شُفي من الجروح والرضوض التي أصيب بها، إلى النمر نمرود، وقال له: “أنت، يا صاحبي، أشرس حيوانات الغابة. ولعلك أجملها أيضًا! أنت، لذلك، تحتاج إلى ذيل قوي تحتمل به قوتك ويحتمل جمالك. ما رأيك أن تستبدل بذيلك ذيلي القوي الرشيق؟”

قال النمر: “مد ذيلك لأفحصه!” مد شمبانزي ذيله، فأمسكه النمر وشده بين يديه القويتين وأنشب فيه أنيابه ليعرف متانته، فكاد أن يقطعه. قفز شمبانزي يصرخ ألمًا.

المواجهة مع الأسد

صاح النمر: “أتكذب علي أيها القرد القبيح؟” ثم رفع يده يريد أن يضربه. قفز شمبانزي هاربًا وأسرع إلى شجرة قريبة يتسلقها. ذهب شمبانزي إلى الأسد هصور، فوجده نائمًا. انتظره حتى استيقظ من نومه، وقال له: “يا صاحبي، أنت ملك الوحوش، لكن ينقصك ذيل قوي كذيلي تتسلق به الأشجار، كما أتسلقها أنا! ما رأيك أن تستبدل بذيلك ذيلي، فتكتمل سطوتك ويكتمل سلطانك؟”

فتح الأسد عينيه متكاسلًا، وقال: “أجرب! أعطني ذيلك، وغدًا أجيبك!” فرح شمبانزي، وقال في نفسه: “عرفت كيف أقنعه!” ثم فك ذيله وأعطاه للأسد، وذهب إلى منزله سعيدًا.

الحيلة الذكية

في اليوم التالي، عاد شمبانزي إلى هصور، فرآه مستلقيًا على الأرض يمسك ذيله بيده، وينش به متكاسلًا. لم يجرؤ على الاقتراب من هصور والمطالبة بذيله. انتظر حتى غفا الأسد غفوته المعتادة، فاقترب منه على حذر، وسحب من يده ذيله، وهرب.

بينما كان شمبانزي يفكر في حاله، رأى طائرًا قويًا، اسمه شاهين، يحط على شجرته. فخطرت بباله فكرة رائعة. اقترب من شاهين، وقال له: “أنت، يا صاحبي، طائر قوي، لكن ذيلك من ريش! ما رأيك أن تستبدل بذيلك ذيلًا رشيقًا قويًا، فتكون فريدًا بين الطيور؟” نظر شاهين بعينيه الصفراوين متعجبًا، وقال: “أجرب! أعطني ذيلك، وغدًا أجيبك!”

محاولات الشمبانزي المستمرة

علق شاهين ذيل شمبانزي الثقيل بذيله، وسرعان ما وجد نفسه يتقلب في الهواء ويوشك على السقوط. فنزع عنه ذيل القرد، ورماه. كان شمبانزي يراقب الطائر فوقعت الذيل على رأسه. يئس شمبانزي من الحصول على ذيل وحش من وحوش الغابة، أو حتى ذيل طائر من طيورها. كان يومًا يلعب قريبًا من أطراف الغابة، فرأى حمارًا، اسمه حمرون، يرعى حشيشًا. قال في نفسه: “الحمار يسهل إقناعه!” ثم اقترب منه، وقال له: “أنت، يا صاحبي، حيوان وديع جميل. لكن ينقصك ذيل رشيق كذيلي يزيد من جمالك، ويجعل حمارة الجيران تقع في حبك!”

حيلة ذكية مع حمرون

كان حمرون يميل إلى حمارة الجيران كثيرًا، فشهق ونهق، وقال: “أجرب!” ثم أخذ ذيل شمبانزي وعلقه إلى جانب ذيله. رأته حمارة الجيران، فنهقت نهقة ضاحكة، وقالت: “لحمرون عينان وأذنان وذيلان!” خجل حمرون كثيرًا، ورمى لشمبانزي ذيله.

نقم شمبانزي على الحيوانات كلها. وصار يتسلق أشجار الغابة العالية ويختبئ بين الأغصان، ويرميها بثمارها. اتفق يومًا أن مر النمر نمرود في ذلك المكان، فرماه شمبانزي بثمرة ضخمة وقعت على أنفه.

المواجهة مع النمر

رفع النمر رأسه فرأى شمبانزي، وقال له مزمجرًا: “لم رميتني بهذه الثمرة الكبيرة؟” غضب النمر غضبًا شديدًا، وراح يدور حول الشجرة، ويصيح صياحًا شديدًا: “لأنك شددت ذيلي وعضضته!”

وصل الأسد على صيحة النمر، وقال: “ما لك، يا نمرود؟” لكن، قبل أن يسمع جواب النمر، كان شمبانزي قد رماه هو أيضًا بثمرة كبيرة وقعت على رأسه. غضب الأسد غضبًا عظيمًا وزأر زئيرًا عاليًا.

وعندما جاء شاهين يستطلع الأمر، رماه شمبانزي هو أيضًا بثمرة، فأصاب ذيله، فراح الطائر يزعق غاضبًا.

غلطة كبيرة

سمع الفيل فلطون صياح النمر والأسد والصقر، فجاء يستطلع الأمر. أمسك شمبانزي بثمرة ضخمة جدًا ورماه بها، فأصاب خرطومه. وكانت تلك غلطة كبيرة، فقد لف فلطون خرطومه حول جذع الشجرة، وراح يهزها هزًا عنيفًا حتى أوشكت على السقوط. انتهز شاهين الفرصة، فتجرأ على شمبانزي وراح ينتشه ويهبهشه، وهو يقول: “أترمي صقرًا بالثمار، أيها القرد التعيس؟”

حاول شمبانزي أن يقفز من شجرة إلى أخرى، لكن الأشجار حوله كانت أبعد من أن يصل إليها. وأحس أنه يوشك أن يقع بين أيدي النمر والأسد والفيل والصقر، وندم على أنه أغضب أصدقاءه الحيوانات.

نجاة شمبانزي بمساعدة نسناس

فجأة، سمع ابن عمه نسناس يناديه من شجرة مجاورة. كان نسناس قد أمسك غصنًا من أغصان الشجرة بيد، وترك نفسه يتأرجح في الفضاء. تأرجح نسناس مرات، وكان في كل مرة يزداد اقترابًا من ابن عمه. تحفز شمبانزي أخيرًا ورمى نفسه على ابن عمه وتعلق بذيله، وهكذا تمكن من الوصول إلى الشجرة المجاورة ومنها إلى شجرات أخرى.

وصل شمبانزي إلى جرف صخري شديد الانحدار. التفت حوله فوجد وحوش الغابة قد وصلت إليه وأحاطت به. دب به الخوف وتحفز للقفز فوق الجرف الصخري. أدركت وحوش الغابة أن شمبانزي لن يقدر على تلك القفزة، فأشفقت عليه، وأخذت تصيح بأصواتها العالية محذرة، وتقول: “توقف، يا شمبانزي! حذارِ، يا شمبانزي!”

محاولة القفز فوق الهاوية

ظن شمبانزي أن الحيوانات تتحداه، وتسعى للإمساك به، فدفع بنفسه يريد أن يقفز فوق الهاوية. لم يقع شمبانزي في الهاوية، فقد كان ابن عمه نسناس قريبًا منه، هذه المرة أيضًا، فتمكن من أن يمسك بذيله ويمنعه من السقوط. كان النمر نمرود أول من وصل من الوحوش. لف ذراعيه حول نسناس وراح يشد معه. لكن لم يستطع نسناس ونمرود أن يردا شمبانزي، فإنه كان قد تمسك بشجرة ولف حولها ذراعيه القويتين ورجليه.

وصل الأسد هصور، ولف ذراعيه حول النمر نمرود وراح يشد معه ومع نسناس. ثم وصل الفيل فلطون، فلف خرطومه حول الأسد هصور وراح يشد معه ومع النمر نمرود ومع نسناس. شدّت وحوش الغابة وشدت، لكنها لم تستطع أن تحرك شمبانزي القوي الفتي من مكانه. كان شاهين طوال الوقت يحوم فوق رأس شمبانزي ووحوش الغابة الأخرى، يزعق ويصفق بجناحيه.

نهاية الذيل

سمع الحمار حمرون من طرف الغابة صياح الوحوش، فعجب وغلب عليه الفضول. ورأى أن الأمر يستحق أن يترك لأجله منزله الآمن. جرى إلى قلب الغابة، ورأى الوحوش كلها تحاول رد شمبانزي. نهق حمرون نهقة عالية، وصاح: “هذه مشكلة لا يحلها إلا حمار!” ثم أسرع إلى الفيل، وأمسك ذيله بفمه يريد أن يشده إلى الوراء. لكنه عض الذيل بقوة، فانتفض الفيل ألمًا، وشد الأسد والنمر ونسناس شدة عظيمة. وكان أن انقطع ذيل شمبانزي، وارتدت الحيوانات كلها إلى الوراء يتدحرج بعضها فوق بعض. وكان نسناس يحمل بين يديه ذيل ابن عمه شمبانزي الذي انقطع.

الحكم النهائي

أسرعت وحوش الغابة تقوم من وقعتها وتلتفت حولها لترى ما حدث لشمبانزي. كان شمبانزي، بعد أن انقطع ذيله، يصرخ ألمًا ويقفز أمام أصحابه من وحوش الغابة قفزات غريبة، كأنما هو يرقص أو يقوم بحركات مضحكة.

عندما هدأ شمبانزي وزال ألمه، عقدت وحوش الغابة مجلسًا لبحث ما جرى. قال الأسد: “شمبانزي، يا أصحابي، لا يحترم ذيله!” وقال النمر: “ويريد أن يستبدل ذيلًا آخر!” وقال الفيل: “ولو ذيل حمار!” وبعد التشاور، قررت الوحوش أن يُحرم شمبانزي من ذيله، وأن يُعطى الذيل إلى ابن عمه نسناس.

حياة جديدة لنسناس

سعد نسناس منذ ذلك اليوم بذيله الجديد الطويل، وصار بارعًا جدًا في التأرجح والتسلق والتعلق، فكأنه كان له يد إضافية أو رجل. أما شمبانزي، فقد خسر ذيله. وأنت، إذا رأيته اليوم يرقص ويقوم بحركات مضحكة، فإنك تعرف متى رقص شمبانزي أول مرة، ولماذا.

معرض الصور (قصة الذيل المفقود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى