في كهف في الغابة مظلم، ينام دب كبير. ينام طول الشتاء – برد وزمهرير!
ينام الدب متكوما، وعيناه مغمضتان. ينام الليل كله، وفي النهار ينام. الرياح الباردة تصفر، وحيوانات الغابة ترتعد بردا وتزمجر.
لكن الدب نائم يشخر.
يطل فأر صغير من جحره في الكهف. يمشي على الثلج، بخفة يمشي.
يقول: “الجو رطب جدا، ومظلم للغاية. سأشعل نارا صغيرة، تضيء بعض الزوايا.”
النار تفرقع، والريح تصفر.
لكن الدب نائم يشخر.
حفلة هادئة في كهف الدب النائم
عينان تلمعان في جانب من الكهف أقرب.
يصرخ الفأر: “من ذا؟”
ينط قدامه أرنب.
يقول الأرنب: “مرحبا، يا فأر!”
فيشويان الذرة ويشربان الشاي، ويزيدان النار اشتعالا، فالجو بارد للغاية. يشفط الفأر شايه بصوت عال. ويتكرع الأرنب ويتذمر.
لكن الدب نائم يشخر.
يمر غرير في الجوار، يشم الهواء ورائحة الشواء.
يقول: “يا أهل الدار، هل أنا مدعو للعشاء؟”
يقول الغرير: “جلبت معي فاكهة وعسلا، تعالوا نقتسم ما معنا. تعالوا نأكل ونشرب ما طاب وحلا!”
الرفاق يفرحون ويقضمون ويمضعون. برمب – كرمب – كرنش!
لكن الدب نائم يشخر.
ازدياد صخب الحفل والأصدقاء
يخرج من جحر في باطن الأرض خلد، ويخرج سنجاب. ثم تأتي عصفورة ترفرف بجناحيها، ويأتي غراب!
يتمتم الخلد: “يا لها من ليلة!”
وتزقزق العصفورة: “ويا لها من عاصفة!”
النار تفرقع وتقرقع، والكل يقفز أو يطير، في كهف الدب الكبير. الكل يدندن ويصوت. الكل يثرثر لا يسكت.
لكن الدب نائم يشخر.
في كهف في الغابة، ينام دب يحب النوم. في كهفه تدور حفلة، وهو لا يدري بما يدور حوله! الأرنب يزيد النار اشتعالا. والفأر يضع التوابل في الطعام أشكالا.
عطسة فلفل توقظ الدب الغاضب
ثم إن حبة فلفل صغيرة دخلت في أنف الدب…
آتشووووو!!!!
يشخر الدب وينخر، ويعطس فيجمد من حوله ويقطعون النفس.
الدب! يشخر الدب، ثم يدب، ويكشر، ويزمجر! وينخر، ويخبط الأرض، ثم يبرطم: “أكلتم في بيتي وشربتم. رقصتم ولهوتم. وأنا؟ أنا كنت نائما… كنت هنا، ولا هنا!”
يبكي الدب ويشهق!
قال الفأر: “لا تحزن، لا تغضب. أنظر! نشوي ذرة أكثر! نغلي شايا بسكر!”
انضمام الدب إلى السهرة وتبادل الأدوار
يأكل الدب ويشرب، ويلعب ويطرب. ويحكي لأصحابه مغامرات، ولا تنتهي الحكايات.
عندما يطل الفجر، ويبدأ يوم جديد، لا يكون الدب قادرا على النوم….
لكن أصحابه ينامون ويشخرون.





