في أعماق الغابة المظلمة، بجوار وادي الأزهار يمشي الدب الكبير دبدب، بين الأشجار.
بطن دبدب يقرقر إذ يبحث عن طعام. لكن الجو بارد، بارد، فيستدير عائدا إلى الوجار (الجحر).
تبدأ الشمس بالغياب. لكن دبدب لم يصل إلى بيته بعد.
ودبدب خائف.
يرتجف دبدب ويرتعش، إذ تصفر الرياح.
يتمتم: “ما هذا؟ هل في الغابة عفاريت وأشباح؟”
طريق الغابة تزداد ظلمة، وتكثر الغيوم في السماء. يدور دبدب في كل اتجاه، لكنه يمشي إلى الوراء. يبكي دبدب، ويجلس عند شجرة، ويقول بصوت حزين: “أنا مسكين.”
ودبدب خائف..
قلق الأصدقاء في الجحر الدافئ
في هذه الأثناء، في الجحر الدافئ الحصين، ينشغل بال أصحاب دبدب على صديقهم المسكين.
يقول الفأر: “الدنيا ليل! وليس من عادة دبدب أن يتأخر.”
ويصيح الأرنب: “الجو عاصف، لا شك أنه الآن خائف!”
تزقزق العصفورة من فوق غصنها: “علينا كلنا أن نبحث عنه. لا شك أن دبدب خائف!”
يتجمع الأصحاب بعد الغروب ويخرجون إلى الغابة يبحثون عن صديقهم الضائع المسكين.
لكن دبدب وحيد، يبكي دموعا غزيرة. حوله في الغابة أصوات عالية وفي قلبه مخاوف كبيرة. يرتعش دبدب مع الريح ويشتاق كثيرا إلى أصحابه.
ودبدب خائف….
انطلاق مهمة البحث عن دبدب
يضيء الغرير مصباحا، ويصيح: “حان الوقت. هيا بنا! الطيور تفتش من فوق، ونحن من تحت.”
ينطلق الأصحاب كلهم في مهمتهم. ينطلقون في جو عاصف يبحثون عن دبدب الخائف.
ينادون: “دبدب، أين أنت يا دبدب؟”
ودبدب خائف.
يرفع دبدب أذنيه وينصت. أهو صاحبه الخلد الذي ينادي؟ أهذا صوت الأرنب؟ أم ترى يحلم دبدب؟
العصفورة والبومة والغراب، الكل يأخذ بالصياح: “إنه دبدب! دبدب هناك!”
والكل يتنهد تنهدة ارتياح.
عند شجرة ينتظر دبدب على بعد أمتار من جحره المحبوب!
ودبدب خائف مرعوب!
العثور على دبدب والشعور بالأمان
يقبل الأصحاب ويجتمعون حول دبدب.
لكنه يقول: “من قال إني خائف، أنا فقط متعب!”
في ظلمة الليل يتجمع الأصحاب. دبدب يروي حكاية مغامراته، وأصحابه ينامون، ولا يصدقون.
ينام الأصحاب متلاصقين. ينامون ويشخرون.
ودبدب يشعر الآن بالأمان.





