عندما يحل الربيع، يتحرك الدب دبدب في وجاره الشتوي الدافئ. ويستيقظ بعد أن نام طويلا، يستيقظ جائعا جدا ونحيلا!
يخرج من وجاره، ويدور في الجوار. ينبش الأرض وينتش النبت، ويقضم الغصينات الطرية والثمار. ينتش من العشب وينتش، حتى لا تبقى ورقة عشب واحدة.
لكن دبدب لا يزال يريد أكثر!
جاء الفأر فرفور راكضا، يحمل وعاء من بلوطة برية.
قال: “تعال معي إلى وادي الفراولة، تعال نأكل من ثماره الشهية.”
يسرع فرفور فيركب ظهر دبدب. دبدب يمشي في الغابة مسرعا. يمشي وهو يفكر في جوعه، وفي الثمار التي سيأكل منها حتى يشبع. ثمار الفراولة شهية طيبة، ودبدب يأكل منها كثيرا، يأكل، ويأكل، ويأكل!
لكن دبدب لا يزال يريد أكثر!
رحلة دبدب المستمرة لإشباع جوعه
إذ تشع الشمس من بين السحاب، يقفز أرنوب أمام دبدب.
يقول: “مرحبا، يا شباب! كيف حالك، يا صاحبي دبدب؟”
دبدب يزمجر ويقول: “أنا جوعان! أنا جوعان!”
ويجيب أرنوب: “تعال معي! أعرف حقل برسيم طري ريان!”
أكل دبدب من البرسيم كثيرا، فقرش وقرقش وقرقش!
لكن دبدب كان لا يزال يريد أكثر!
يمر غرير من هناك، يحمل قصبة صيد السمك.
يقول لأصحابه: “في بركة الأسماك، وليمة عظيمة تليق بملك.”
مشوا جميعا إلى البركة، وجلسوا على الشاطئ يصطادون. واصطاد دبدب سمكة.
لكنه كان لا يزال يريد أكثر!
مفاجأة الربيع العالقة في الباب
في هذه الأثناء… أصحاب دبدب في الوجار ينتظرون. سنجوب وعصفورة وخلد وغراب، كلهم في وجار، يتراكضون. يخبزون كعك العسل. يزينون المكان بالأزهار. فذلك وقت حفلة الربيع، يقيمونها لدبدب في الوجار!
دبدب يفرك بطنه. يشم شيئا شهيا. وهو لا يزال يريد أكثر!
دبدب يتشمم وينخر إذ تهب تجاهه نسيم سكري.
يقول: “هذا من وجاري. من أين لي الأكل الشهي؟”
عند باب وجاره، يصيح أصحابه: “مفاجأة!”
لكن دبدب بعد أن تضخم، علق في الباب، لا يتقدم.
يصرخ دبدب: “في هذا الوقت، أعلق في باب بيتي!”
قال فرفور: “مسكين دبدب. أكل وانتفخ، وعلق في الباب!”
أرنوب يشد دبدب ويشده غراب. يشدان ويشدان. ولا يزال دبدب عالقا في الباب.
نهاية الشراهة وحفل الربيع الصاخب
يجلب غرير عصا ويدسها بين دبدب والباب. ويشد ويشد… فيفلت دبدب من فك الباب، وينقلب على العشب والتراب.
ولأن دبدب كان عريضا جدا، يحتفل الأصحاب على الحقل الأخضر.
ودبدب لا يزال يريد أكثر!
يفتح دبدب الهدايا؛ يأكل من كعك العسل. يأكل كثيرا وعلى عجل.
أخيرا، فجأة يزعق: “الحقوني، بطني يوجعني!”
يرتمي دبدب على العشب. ويشخر شخيرا عاليا، فبطنه ممتلئ، ممتلئ، ممتلئ..
لكن أصحابه… يريدون أكثر!





