قصة الجميلة النائمة

قصة الجميلة النائمة هي إحدى أجمل الحكايات المسلية والممتعة قبل النوم وأحد قصص التراث العالمي الشهيرة من قصص الأميرات المحببة للأطفال.

حفل الميلاد

في قديم الزمان، كان هنالك مملكة تنعم بالحب والوئام والسلام، وتمت نعمها بأن رزق ملكها بطفلة جميلة، فعم بهذه المناسبة السرور كل أنحاء المملكة، وأقام الملك على شرف هذه المناسبة السعيدة وليمة، دعا إليها جنيات المملكة السبعة، إلا أنه نسي دعوة الجنية العجوز.

وكانت هذه الجنية معروفة بشرها، فما كان منها حين علمت بالحفل ونسيانهم لها، إلا أن أتت غاضبة، معبرة عن سخطها، وعبثا حاول الملك تهدئتها والاعتذار إليها.

وحين أوشك الحفل على الانتهاء باركت الجنيات الستة الأميرة الصغيرة؛ بالجمال والحكمة والثراء. إلا أن الجنية الصغيرة تمهلت بمباركتها؛ لأنها أحست أن الجنية العجوز تضمر شرا بالأميرة الصغيرة.

لعنة الأميرة

وقفت الجنية العجوز أمام الأميرة الصغيرة، وألقت لعنتها عليها قائلة: “متى بلغت الأميرة الخامسة عشر ستثقب إصبعها بمغزل، وستموت”.

صعق الجميع بما ألقته هذه الجنية، بينما تابعت هي طريقها إلى خارج القصر.

ومما زاد في رعب الجميع وقلقهم: أن كل بيوت المملكة، بما فيها القصر، لا تكاد تخلو من مغازل.

تقدمت الجنية الصغيرة، بعد رحيل الجنية العجوز الشريرة، وقالت للملك: “هدئ من روعك. إذا كنت لا أستطيع إزالة لعنة العجوز، فإنني أستطيع تغييرها؛ فإذا ثقبت الأميرة إصبعها بمغزل فإنها لن تموت، بل ستغط في نوم طويل، يستمر مئة سنة، حتى تستيقظ على قبلة أمير يقع في حبها، حين يراها”.

سر الملك والملكة بقول الجنية الصغيرة ومباركتها، وسارع الملك، بعد انتهاء الحفل، إلى إصدار أمر يقضي بتدمير كل المغازل الموجودة في المملكة، تحسباً للعنة الجنية العجوز.

وأطاعت المملكة أمر ملكها، وحطمت جميع المغازل فيها.

الأميرة النائمة

ومرت الأيام والسنون، وصارت الأميرة الصغيرة شابة جميلة فاتنة، وبدت لعنة الجنية العجوز قد نسيت لاطمئنان الملك إلى أن جميع مغازل المملكة قد دمرت. وذات يوم، خرج الملك والملكة يتنزهان في حديقة القصر.

في الوقت نفسه، كانت الأميرة الجميلة تتجول في بعض أرجاء القصر، حين لفت انتباهها برج قديم، لم تكن قد رأته من قبل، فقررت استكشافه، وصعدت إليه.

فتحت باب البرج، فرأت امرأة عجوزا تغزل الصوف بمغزل، فشد هذا المنظر الغريب الأميرة الجميلة، فطلبت إلى المرأة العجوز أن تسمح لها بتجريب الغزل بالمغزل.

قبلت العجوز، وما أن لمست الأميرة المغزل حتى ثقب إصبعها، وسقطت على الأرض، وغطت في نوم عميق.

وفجأة تحولت المرأة إلى الجنية العجوز، وبفرقعة من أصابعها تلاشت دخانا.

وحين رأى الملك والملكة ابنتهما على الأرض، وشاهدا المغزل، علما بسبات ابنتهما، فكاد قلباهما ينفطر حزنا عليها.

ولما شاهدت الجنية الصغيرة الحزن والألم على وجوه كل من في القصر، ألقت عليهم تعويذة ناموا بها جميعا، إلى حين يقظة الأميرة.

ومع الأيام، نمت الشجيرات والنباتات المتسلقة على القصر، وحجبته عن الرؤية، عدا برج عال ظهر بينها.

ومع مرور السنين انتشرت قصة الأميرة النائمة في طول البلاد وعرضها، وحاول عدد من الأمراء دخول القصر، وتخليص الأميرة من سباتها.

ولكن محاولاتهم أخفقت بسبب الشجيرات الشائكة، والنباتات المتسلقة، التي أحاطت بالقصر.

الأمير المنقذ

وفي أحد الأيام جاء إلى محيط القصر أمير وسيم غريب عن البلاد، لا يعرف عن خبر الأميرة شيئا. فاستوقفه مشهد البرج البارز وسط الشجيرات والنباتات المتسلقة؛ فأثار ذلك فضوله، ودفعه للتساؤل عن هذا البرج.

وبينما كان يتجول حول القصر، إذا هو برجل عجوز، فسأله عن هذا البرج المنفرد بين الشجيرات والنباتات المتسلقة، فأخبره عن قصة الأميرة النائمة التي تنتظر منذ مئة سنة أميرا يحبها، ويوقظها من سباتها. فما كان من الأمير، حين سمع خبر الأميرة، إلا أن سار إلى القصر، محاولا إنقاذ الأميرة.

وكان وصول الأمير إلى القصر مع تمام السنة المئة على نوم الأميرة. فما أن وصل باب القصر حتى تباعدت الشجيرات والنباتات المتسلقة، مفسحة له الطريق للدخول. فلما دخل إلى القصر هاله مشهد الجنود والخدم نائمين، في الأروقة والممرات.

تابع الأمير سيره، حتى وصل إلى البرج حيث الأميرة النائمة. فلما شاهدها وقعت في نفسيه، وأحبها من النظرة الأولى. وما كان منه إلا أن انحنى بعفوية، وطبع قبلة على وجهها؛ فاستيقظت الجميلة من سباتها.

فلما رآها، وقد دبت فيها الحياة، سألها بقلب ينبض بالحب: “هل تتزوجينني؟”، فأطرقت خجلة، وقالت: “نعم”.

ودخل الملك والملكة عليهما فرحين بزوال اللعنة عن ابنتهما، مسرورين بمرأى الأمير الوسيم المنقذ. وبعد أيام، زفت الأميرة إلى الأمير، وعاشا بسعادة وهناءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى