قصة التنين الشاطر

تتحدث قصة التنين الشاطر عن اكتشاف التنين تنور قوته الحقيقية ومساعدته للخباز وأهل البلدة التي جعلته يحظى بمكانة ومحبة الناس.
جدول المحتويات

في أحد الأزمنة البعيدة، كان هناك تنين صغير يُدعى تنور. كان تنور الابن الأصغر والأحب في عائلته، ولكنه كان مختلفًا عن بقية التنانين. كان هادئًا وحالمًا، وعندما ذهب إلى المدرسة، وجد صعوبة في تعلم فن زفر اللهب من أنفه، على عكس زملائه التنانين الذين كانوا يفعلون ذلك بسهولة. وكلما حاول، لم يستطع إخراج سوى قليل من الدخان الأسود، مما جعله محط سخرية أصدقائه ومعلمته.

ذات يوم، بعد أن شعر بالخجل والحزن من فشله، خرج تنور يسير في الحقول حتى غلبه النعاس ونام. وفي حلمه، رأى تنينة جميلة وتنينًا ضخمًا وقبيحًا يحاول إيذاءها. على الرغم من خوف التنينة، واجه تنور التنين الضخم بشجاعة، وفي لحظة حاسمة، اكتشف أنه قادر على زفر اللهب بقوة كبيرة. استيقظ تنور من الحلم ليجد أنه حقق أخيرًا ما كان يظن أنه مستحيل، حيث استطاع زفر اللهب بقوة كما فعل في الحلم.

مرت السنوات وقرر تنور مغادرة بيته بحثًا عن عمل. وفي رحلته، ضل طريقه ولكنه وجد ملجأً في بيت خباز البلدة. كان الخباز يواجه مشكلة في خبز أرغفته بسبب نقص الحطب. قرر تنور مساعدته وأطلق لهبه داخل الفرن، مما أنقذ الخبز وأدهش الخباز. سرعان ما أصبح تنور شريكًا للخباز، وذاع صيته في البلدة بسبب مساعدته الكبيرة.

في أحد الأيام، تجمع الأطفال وأهل البلدة لإشعال نار احتفالية، ولكن المطر الغزير بلل الحطب. تذكر الجميع تنور، وسرعان ما جاء التنين الصغير وأشعل الحطب بلهبه، مما أضفى بهجة كبيرة على الاحتفال.

مع اقتراب عيد رأس السنة، واجه الخباز مشكلة جديدة؛ انقطعت الطريق بسبب الثلوج ولم يتمكن من الحصول على الدقيق. مرة أخرى، استخدم تنور لهبه لإذابة الثلوج وفتح الطريق أمام السيارات. بعد انتهاء العمل، طلب تنور الإذن للعودة إلى بيته وزيارة أمه. عندما عاد، استقبلته والدته بفخر واعتزاز، مدركة أن ابنها الصغير قد أصبح تنينًا يعتمد عليه الجميع ويحبونه.

قصة التنين الشاطر مكتوبة

كان التنين تنور الابن الأصغر والأعز في أسرته. وكان طفلًا هادئًا حالمًا، لا يشبه إخوته المشاغبين. عندما ذهب إلى المدرسة، بدأت المعلمة تعلّمه كيفية زفر اللهب من أنفه. كان رفاقه من التنانين الصغار يفعلون ذلك بمهارة، أما تنور، فكان يحني رأسه خجلًا لعدم قدرته على إخراج اللهب. وكل ما استطاع تنور أن يخرجه كان قليلًا من الدخان الأسود. غضبت المعلمة منه وقالت: “إن ما تخرجه يا تنور ليس كافيًا، أين النار؟”

بذل تنور جهدًا كبيرًا لإخراج اللهب، لكن اللهب لم يخرج. عندئذٍ، ضحك جميع أطفال التنانين وأطلقوا على تنور أسماء مثل “الخائب” و”السرحان”. مشى تنور متعثرًا، حزينًا وباكيًا. بكى كثيرًا ومشى طويلًا، ثم ارتمى بين الحقول متعبًا بائسًا ونام.

حلم تنور الغامض

نام تنور نومًا عميقًا، وتراءى له في الحلم أن بخارًا كثيفًا يحيط به من كل جانب. لم يستطع أن يفهم سر ذلك البخار. ثم ظهرت من البخار تنينة صغيرة جميلة، عيناها مثل قطعتين من الماس، وأسنانها كاللآلئ. فصاح تنور: “ما أجملها!” وتمنى أن يتعرف إليها ويكون صديقًا لها. فجأة، سمع ضوضاء مثل الرعد وارتفعت أصوات مخيفة.

برز من البخار تنين فتى ضخم وقبيح المنظر، وراح يقذف اللهب والدخان في ضوضاء شديدة، إيذاءً منه للآخرين وإزعاجًا لهم. عندما رأت التنينة الجميلة ذلك، اندفعت نحوها. شعرت التنينة بالخوف الشديد وبدأت بالجري، أما تنور، ويا للعجب، فلم يكن خائفًا!

قبل أن يصل التنين الضخم القبيح إلى التنينة الجميلة، اندفع تنور نحوها ووقف أمامها، مصممًا على الدفاع عنها. اقترب التنين القبيح من التنينة، فصاح تنور بغضب: “قف مكانك، ولا تتقدم خطوة واحدة. سألاقيك وأصارعك إذا لزم الأمر.”

اكتشاف تنور لقوته

شاهد تنور أمام عينيه دخانًا ولهبًا، وأدرك فجأة أنه كان قد بدأ يقذف اللهب لحظة وقوفه مستعدًا للقتال! ما كان أسهل ذلك عليه! عرف تنور عندئذٍ أنه أصبح قادرًا على أن يقذف اللهب كما يقذفه الكبار، وأنه لن يجد بعد ذلك صعوبة في أن يكرّر هذا متى شاء.

ثم رأى تنور أن التنين الضخم القبيح يدير ظهره طالبًا الهرب. فذهل مما رأى وصاح: “إنه يهرب… لقد خاف مني!” لقد خاف منه فعلًا ذلك التنين المؤذي، فهرب واختفى وسط البخار الكثيف.

في تلك اللحظة، استيقظ تنور من نومه، وتلفت حوله في دهشة وسأل نفسه: “أين التنينة الجميلة؟ هل رحل التنين المؤذي أخيرًا؟” كان تنور يشعر بالحيرة والارتباك، ويحس أن صور الحلم تتلاشى بسرعة.

تنور يثبت نفسه

فجأة، تذكر تنور شيئًا مثيرًا من الحلم. تذكر أنه قذف في حلمه نارًا! أعاد التجربة، فإذا باللهب يخرج من منخريه كما خرج في الحلم، قويًا ومتواصلًا. أحس تنور بفرح عظيم لأنه تأكد أنه لا يختلف عن الآخرين، وصاح: “إنني أرمي اللهب… أنا تنين عجب!”

راح تنور يقفز ويلعب مرددًا عبارته تلك، وقاذفًا اللهب من منخريه، حتى فزعت منه حيوانات البرية واستغربت حركاته. رأى تنور رفاقه في طريقهم إلى المدرسة، فقال بصوت منخفض: “سوف أريهم مقدرتي… لن أتسرع… سأتصرف بهدوء.”

عندما وصلوا جميعًا قربه، وقف ورفع رأسه عاليًا في الهواء. ثم زفر زفرة صغيرة قصيرة، فامتلأ الجو من حوله لهبًا ودخانًا! ما كان أشد دهشة رفاقه! لقد توقفوا، واستغربوا وتعجبوا كيف يخرج تنور اللهب.

أما المعلمة، فقد شعرت بسرور عظيم لنجاح تنور، ومنحته نجمة التفوق.

مغامرة تنور في البحث عن عمل

مرت بضع سنوات وكان على تنور أن يترك المدرسة ويسافر بحثًا عن عمل يكسب منه عيشه. مضى زمان اللعب والأحلام! وقفت أم تنور تودع ابنها وتحاول جاهدة أن تخفي عنه دموعها. كانت تخشى ألا يجد ابنها عملًا، وتخاف أكثر أن يبتعد عنها ولا تعود تراه. مشى تنور في طريقه بجد وسعادة، وظلت الآمال الحلوة تداعب خياله طوال النهار.

ثم أخذت الشمس تغيب، فشعر بالخوف وعرف أنه ضل طريقه. تضايق تنور، لأنه لم يكن يحب أن يسافر بعيدًا ولا أن يقضي ليله وحيدًا. وبينما هو في قلقه، تراءت له من بعيد أضواء بلدة، فأسرع إليها. طرق باب أول بيت في البلدة، راجيًا أن يجد مكانًا يستريح فيه. فتح الباب رجل ضخم، غطى الدقيق وجهه الحزين. كان الرجل خباز البلدة كلها. وعندما رأى وجه تنور، عبس وبدت عليه خيبة الأمل.

لقاء الخباز

قال الخباز: “ماذا تريد أيها التنين الصغير؟ لا وقت عندي أضيعه في الحديث. النار في فرني القديم تنطفئ، وخبزي يوشك أن يتلف، وليس عندي ما يكفيني من الحطب.” قال تنور بشيء من العصبية: “كنت أبحث عن مكان أقضي فيه الليل، ولكن أرى الآن أني أستطيع مساعدتك. لندخل وسوف ترى ما يمكنني عمله.”

دخل الاثنان إلى المخبز، فقال تنور: “قف بعيدًا من فضلك!” ثم زفر في الفرن زفرة قوية مخرجًا من أنفه نارًا هائلة. نضجت الأرغفة الشهية بسرعة، فرقص الخباز فرحًا وصاح: “أنقذت اليوم خبزي، فشكرًا لك أيها التنين الصغير!” جلس تنور مرتبكًا جدًا لا يعرف ما يقول للخباز. ثم تجرأ وقال بحياء شديد: “إذا كنت في حاجة إلي يا سيدي، فسيسعدني أن أبقى معك.” فرحب الخباز بتنور ترحيبًا حارًا.

نجاح تنور وانتشار شهرته

انتشرت أنباء تنور والخباز في كل مكان من المدينة. وتزاحم الناس على شراء الخبز، ووقفوا في صفوف طويلة جدًا ينتظرون دورهم. كان تنور ينهض من فراشه باكرًا كل صباح، ويبدأ عمله بقذف اللهب في الفرن، ويظل يعمل طوال النهار في مساعدة الخباز، ويذهب مساءً إلى فراشه متعبًا لكنه راضٍ وسعيد.

عرف الناس التنين وأحبوا وجهه السعيد، وتمنوا أن يساعدهم أيضًا في بعض أعمالهم الأخرى. وفي يوم من أيام شباط (فبراير) الباردة، جمع أطفال البلدة وأهلهم حطبًا وأرادوا أن يشعلوا نارًا احتفالًا بعيد من أعيادهم. فجأة، سقط المطر بغزارة فبلل الحطب. حزن الأطفال لأن الحطب لم يعد يشتعل. لكن واحدًا منهم صاح: “تنور يشعل الحطب!”

احتفال تنور مع الأطفال

جاء تنور مسرعًا، وقذف لهبه القوي في كومة الحطب، فاشتعلت اشتعالًا شديدًا، وامتلأت السماء بنور اللهب. واحتفل الأولاد احتفالًا عظيمًا. شكر الأطفال صديقهم وقالوا له: “تعال انظر كيف تطلق صواريخنا!” كان تنور يحب الألعاب النارية بتوهجها وألوانها وفرقعة نيرانها. فشارك الأطفال في لعبهم ومرحهم، وساعدهم في شي اللحم والبطاطا. فرح الأطفال فرحًا عظيمًا وشكروا التنين الصغير لأنه جعل ليلتهم تلك أحلى الليالي.

قال الخباز لتنور: “سيأتي عيد رأس السنة قريبًا يا تنور.” ولم يكن التنين يعرف هذا العيد، فوقف في حيرة تامة. فحدثه الخباز، في أثناء عملهما، عن رأس السنة. قال: “في رأس السنة، نغني الأغاني المرحة، ونتبادل الهدايا، ونزين البيت بالأضواء الملونة، ونساعد الفقراء والمحتاجين. هذا العيد نحتفل به أول كل عام، ويسعد به الصغار والكبار.”

تنور يواجه التحديات ويبتكر الحلول

فهم تنور أن هذا العيد مناسبة بهيجة وجليلة. خبز الخباز كميات كبيرة من الخبز، فقل مخزون الدقيق في فرنه. وتطلع تنور من النافذة، فرأى الثلج يتساقط. وفي اليوم التالي، تزايد تساقط الثلج، فانقطعت الطريق وتوقفت السيارات، وتعذر وصول الدقيق الذي يحتاجه الخباز. قال الخباز، وقد ظهر عليه الحزن الشديد: “لا خبز غدًا.”

فكر تنور في الأمر كثيرًا، وفجأة لمعت عيناه ببريق قوي، وكأنه توصل إلى فكرة رائعة. اندفع تنور خارجًا من الفرن، وسار فوق الثلوج، ولم يأبه بالبرودة الشديدة التي أصابت قدميه. ثم أخذ يزفر بلطف وخفة، فخرج اللهب من منخريه، وامتدت ألسنته إلى ثلج الطريق. بدأ الثلج يذوب شيئًا فشيئًا، حتى انفتحت الطريق أمام السيارات. وسرعان ما وصلت شاحنة إلى المخبز، وفيها ما يحتاج إليه الخباز من دقيق.

عودة تنور إلى البيت وزيارة والدته

وفي يوم العيد، توقف العمل وبدأت الإجازة. قال تنور للخباز: “أرجو أن تأذن لي بالسفر بضعة أيام لأزور أمي.” وصل تنور إلى بيته، فأسرعت أمه إليه تعانقه. كانت سعيدة جدًا برؤيته، وفخورة بما قام به من مساعدة للناس، التي أكسبته محبتهم واحترامهم.

معرض الصور (قصة التنين الشاطر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى