قصة الابن المحب لنفسه

قصة الابن المحب لنفسه تدور أحداثها حول الطفلان سامي وسامية وابن عمهما أسعد الأناني المحب لنفسه في أسلوب قصصي تربوي وتعليمي يغرس في الأطفال أهمية التعاون والمشاركة وحب الخير للغير والبعد عن الطمع والأنانية وحب النفس.

إجازة الصيف

كان سامي وسامية يقضيان إجازة الصيف مع ابن عمهما أسعد في الإسكندرية. ومع حبهما لأسعد، لم تعجبهما معاملته لهما، وتصرفه معهما؛ فهو لا يسمح لأحد منهما بركوب دراجته، أو اللعب بلعبه، أو قراءة كتاب من كتبه، إلا إذا أمسك الكتاب بيده. ومن المتعب أن يقرأ أحد كتاباً وهو في يد غيره.

والحقيقة أن أسعد كان شرهاً جداً؛ فهو يحب أن يأخذ كل شيء يحضره أبوه أو أمه. وفي أثناء تناول الطعام يأخذ أكبر قطعة من الكعك، وأكبر قطعة من الفطير أو الحلوى، وأكبر برتقالية، وأكبر تفاحة من الفاكهة. فهو شره، يحب نفسه، ولا يفكر في غيره. وليس هذا من الأدب في شيء.

وكان سامي وسامية في غاية الأدب، وقد لحظا ما كان يفعله أسعد، ابن عمهما. ولأدبهما لم يمكنهما أن يظهرا له أنه غير مؤدب، وأن أخلاقه رديئة، وتحتاج إلى تهذيب.

كان أسعد يعيش في (سيدي بشر) برمل الإسكندرية مع أبيه وأمه. وكان سامي وسامية يحبان أن يقضيا جزءاً من الصيف في بيت عمهما؛ لأن عمهما يحبهما كثيراً، ويهدى إليهما كثيراً من الهدايا، وزوجته تحبهما وتحب بقاءهما معها. وكانا يحبان الإسكندرية كثيراً، للتمتع بهواء البحر، ومنظره الجميل، والاستحمام والعوم، واللعب بأيديهما وأرجلهما في الماء، واللعب بالرمل النظيف على الشاطئ، وبناية أهرامات وبيوت وقلاع أحياناً، وصيد السمك عند الصخرة أحياناً، والجلوس تحت الشمسية في بعض الأوقات. ويجدان سروراً كثيراً في المكث بالإسكندرية، ولا يضايقهما إلا سوء معاملة أسعد لهما. ولا يشكوان إلا أسعد. ولولاه لكانا في منتهى السعادة والسرور.

وفي يوم من الأيام قال الأب لأسعد وسامي وسامية: احترسوا؛ فالأمواج شديدة، والمد عال، والمياه مرتفعة، والراية السوداء منصوبة، وليس من الضروري أن تنزلوا البحر، وتستحموا اليوم. ويمكنكم أن تصطادوا في المكان الذي عند الصخرة، وهو مكان جميل. وسأحضر لكم جائزتين: إحداهما لمن يصطاد أكبر مقدار من السمك، ويحضره معه إلى البيت، والأخرى لمن يأتي بأكبر سمكة.

مسابقة غير عادلة

فرحوا جميعاً كثيراً وقالوا: سمعاً وطاعة. وأخذ أسعد من أبيه خمسة عشر قرشاً، ووضعها في جيبه؛ ليشتري بها ثلاث شبكات، ويأخذ كل منهم شبكة ليصطاد بها. ذهب الثلاثة إلى دكان لعب الأطفال، فوجدوا هناك شبكات من أنواع مختلفة، بعضها رخيص، وبعضها غالي، وبعضها صغير، وبعضها كبير. فماذا فعل أسعد؟ اشترى لنفسه شبكة كبيرة جميلة، واشترى لسامي وسامية شبكتين صغيرتين رخيصتين.

فقال سامي: أنا لا يهمني يا أسعد أن آخذ شبكة صغيرة. ولكنى أستحسن أن تشترى شبكة مناسبة لسامية.

فقالت سامية: إني أعتقد أن عمى قصد بإعطائك خمسة عشر قرشاً أن تشتري لكل منا شبكة بخمسة قروش، وقد اشتريت لنفسك شبكة بثمانية قروش، واشتريت لنا شبكتين بسبعة قروش. وهذا ظلم.

فقال أسعد: أنا أكبركم سناً، ويجب أن آخذ أكبر وأجمل شبكة.

فقال سامي: أنت أكبر مني بأربعة أيام فقط. وأربعة أيام لا تتطلب هذه التفرقة. وما كنت أنتظر أن تفعل ما فعلت، لأنه ليس من الذوق في شيء.

فقال أسعد: ما كنت أنتظر منك أن تتكلم مع شخص أتيت لتمكث معه بهذه الألفاظ. ومن الواجب أن تكون مؤدباً حينما تذهب لتعيش مع غيرك.

فقال سامي، وقد تألم في نفسه: حينما يكون عندك ضيوف يعيشون معك، يجب أن تكون مؤدبا معهم، وتحسن معاملتهم، ولا تؤلمهم، ولا تسئ إليهم.

فقالت سامية: لا ضرورة إلى الكلام يا سامي. وإننا الآن نضيع وقتنا. ويجب أن نترك هذه المناقشة، وهذا الكلام.

فقال سامي: سنترك المناقشة والكلام، ولكنى متأكد أن أسعد سيصطاد أكثر مقدار، وأكبر نوع من السمك؛ لأن شبكته أكبر الشبكات، وأكثرها متانة. وسينال الجائزتين وحده. وليس هذا من العدل في شيء. وليس عندنا إلا شبكتان صغيرتان لا تصلحان للصيد.

فقالت سامية: لا تتشاءم؛ فقد نصطاد أكبر السمك وأكثره بهاتين الشبكتين الصغيرتين، وننال جائزة واحدة، أو الجائزتين معاً من عمنا المحبوب. تعال يا سامي، ولا تفكر فيما فعله أسعد، ولا تضايق نفسك. وإني أحس بأننا سننجح في النهاية، وسنكسب الجائزتين. وسترى.

صيد السمك

ذهب الأطفال الثلاثة إلى الصخرة، وأخذوا يصطادون بشبكاتهم، وكل منهم ينظر إلى ما يصطاده الآخر. وكلما وجد أحد منهم سمكة وضعها في السلة التي معه. وهي سلة من النسيج، لها فتحات صغيرة. ومكثوا مدة طويلة وهم يصيدون، وتناولوا غداءهم الذي أحضرته الخادم لهم عند الصخرة، واستمروا طول النهار يسلون أنفسهم بالصيد.

وبعد أن مكثوا مدة طويلة يصيدون، اصطادت سامية عشر سمكات صغيرات، ولم تصطد سمكاً كبيراً، وصاد سامي خمس عشرة سمكة صغيرة، ولم يصطد من السمك الكبير إلا سمكة واحدة، لها شاربان طويلان. واصطاد أسعد مقداراً كبيراً من السمك الصغير، وسمكة كبيرة غريبة الخلقة. ولا عجب، فشبكته كبيرة ومتينة، وشبكتاهما صغيرتان. واعتقد الجميع أن أسعد سينال الجائزتين، وقد يعطيه أبوه الجائزة الأولى، ويعطى سامياً الجائزة الثانية؛ لأن عنده سمكة كبيرة.

فتأثر سامي في نفسه، وقال لأخته بصوت منخفض: يسرني أن ينال ابن عمى الجائزتين. ومن الخير لي ألا أنال جائزة مطلقاً. ولا أحب أن أنال جائزة بالغش. مهما تكن هذه الجائزة. ولتكون هناك عدالة كان الواجب أن تكون الشبكات الثلاث متساوية في الحجم والنوع والمتانة. ولكن شبكة ابن عمى كبيرة ومتينة، ويمكنها أن تصيد مقادير أكثر مما تصيده شبكتك أو شبكتي.

ولم يكتف أسعد بما فعل، بل أخذ يفتخر، ويقول لسامي وسامية: أنظرا! لقد صدت أكبر كمية من السمك الصغير، وصدت أكبر سمكة. وعلى هذا سأستحق الجائزتين معاً. ولن تنالا شيئاً منهما. وإني مسرور كل السرور لهذه النتيجة.

فلم يرد سامي، ولم تقل سامية شيئاً. ولم يتكلم أحد منهما كلمة واحدة، وضبط كل منهما نفسه.

استمر أسعد يفتخر بما صاده من السمك الصغير والكبير، وبالجائزتين اللتين سينالهما من أبيه. وفي ذلك الوقت حضر الخادم ليخبرهم جميعا أن موعد الشاي قد أتى، فيستعد كل منهم للرجوع إلى البيت، ويترك البحر، ويحضر لغسل يديه، وتناول الشاي، ثم ذهب الخادم.

ضاع السمك

استعدوا جميعاً للرجوع إلى البيت، وأخذ كل منهم شبكته وسلته في يده، وجرى أسعد بين الصخور، وأسرع في مشيته، ليصل قبل سامي وسامية، وليفتخر بما صاده من السمك، وأخذ يركض ويقفز من حجر إلى آخر، ومن صخرة إلى أخرى، ولم يحترس وهو يجرى ويركض بين الصخور.

فقال له سامي: احترس يا أسعد؛ لئلا تقع بين الصخور، وتجرح نفسك، إذا انزلقت رجلك، وأنت تجرى بسرعة.

فقال له أسعد باحتقار وسخرية: ما هذا الكلام الذي تقوله؟ كيف أقع بين الصخور، وأنا أعيش في الإسكندرية، على ساحل البحر طول السنة؟ وقد تعودت الجري على الصخور، بخلافك، فإنك، لم تتعوده.

وفى اللحظة التي انتهى فيها أسعد من كلامه، زلقت رجله، وصدمت بأعشاب البحر، فوقع في الماء بين الصخور، ووصل الماء إلى كتفيه تقريباً، فزعق أسعد: ألحقوني!! المساعدة!! فجرى سامي وسامية إليه، بأسرع ما في استطاعتهما، وشداه، وأخرجاه من الماء، حيث وقع بين الصخور، وقد ابتلت ملابسه كلها. أخرجاه من الماء ولكن تبعثر السمك، وذهب كله في الماء، وأخذته الأمواج وضاع كله، ولم يبق منه سمك صغير أو كبير.

فماذا تظن في ذلك؟ وكان أمله الوحيد في أن يحصل وحده على الجائزتين معاً، ولا يأخذ منهما سامي وسامية شيئاً. ولم يفكر فيهما مطلقاً. ولو سمع نصيحة ابن عمه، وترك الركض والجري بغير احتراس بين الصخور ما وقع في الماء، وما ابتلت ملابسه، وما ضاع منه ما اصطاده طول النهار بشبكته الكبيرة، التي اشتراها لنفسه، ليغلب ابني عمه، ويفوز وحده بالجائزتين معاً. ولا عجب؛ فهو محب جداً لنفسه، ولم يفكر إلا في نفسه.

أخذ أسعد يبكي، مع الأسف الشديد، بصوت مرتفع (بو – هو – هو)، ولم يخجل من نفسه، ولم يحس أن هذا هو الجبن عينه، هو الجبن المخجل. وأخذ يقول: لقد قربت أن أغرق، وضاع تعبى طول اليوم، وذهب السمك الذي صدته.

العودة للمنزل

وأخيراً وصل الأطفال الثلاثة إلى البيت، واستمر أسعد يبكي، فسمع أبوه بكاءه، فخرج ليسأل عن السبب، ويعرف ما حدث. فلما رآه أبوه قال له: هل تريد أن تقول إن هذا البكاء المزعج سببه أنك وقعت في الماء بين الصخور، وابتلت ملابسك؟ إن هذا شيء غريب يا أسعد. إني خجل ومتألم من بكائك. وما كنت أنتظر منك أن تبكي.

استمر أسعد يبكي، ولم يخجل من نفسه. وأخذ يقول: لقد وقع مني في الماء كل ما صدته اليوم من السمك. وذهب تعبى بغير نتيجة. وكان عندي أكبر مقدار من السمك، وأكبر سمكة في الحجم أيضاً.

فقال له أبوه: إن هذا لا يدعو إلى البكاء، اذهب ونطف نفسك، والبس ملابس أخرى. واترك هذا البكاء المخجل.

ذهب أسعد لينظف نفسه، ويغير ملابسه المبتلة، ودخل سامي وسامية ليغسلا أيديهما، ويتركا ما صاداه في المطبخ. وقد ترك كل منهم شبكته في الشرفة (البلكونة).

جلس الأب في الشرفة حتى يرجع الأطفال الثلاثة، ثم نظر إلى الشبكات الثلاث، فوجد أن إحداها أكبر وأحسن من الشبكتين الأخريين، فاستغرب كثيراً، وتألم في نفسه لهذه التفرقة، ولعدم التساوي بين الشبكات الثلاث. وقال: إن هذا ليس من العدل في شيء. ولم يعلم أن أسعد هو الذي اشتراها كلها، وهو الذي قسمها بين الجميع.

وأخذ الأب يفكر في الأمر، وقد ظن أن أسعد وسامي قد اشتريا الشبكة الكبيرة لسامية، وفضلاها على نفسيهما. وقال لنفسه: إذا كان هذا تفكيرهما فقد أحسنا كل الإحسان في تفكيرهما وتصرفهما، واستحقا المدح والثناء.

وبعد مدة قصيرة حضر الأطفال الثلاثة إلى الشرفة؛ لينتظروا الجائزتين اللتين ستوزعان على الفائز الأول، والفائز الثاني منهم.

فنظر عم سامية إليها، وسألها: هل أخذت الشبكة الكبيرة يا عزيزتي؟

فأجابت سامية: لا يا عمى.

فسأل: ومن الذي أخذ الشبكة الكبيرة؟

فأجاب أسعد: أنا الذي أخذتها لنفسي.

فسأله أبوه: هل تريد أن تقول يا أسعد: إنك محب لنفسك، وقد اشتريت لنفسك الشبكة الكبيرة، واشتريت لسامي وسامية هاتين الشبكتين الصغيرتين؟

درس قاسي

احمر وجه أسعد من الخجل، ووضع وجهه في الأرض خجلاً، وخزي من نفسه، ولم يعرف كيف يجيب أباه. فتألم أبوه ألماً شديداً، وظهرت علامة الألم على وجهه، وقال لابنه: لقد عاقبك الله العقاب الذي تستحقه، فزلقت رجلك، ووقعت في الماء، وضاع منك كل ما اصطدته من السمك، ثم نظر إلى سامي وسامية، وسألهما: من منكما اصطاد أكبر مقدار من السمك؟ ومن الذي صاد أكبر سمكة؟

فقال أسعد: أبي، لقد صدت أنا أكبر مقدار من السمك، وصدت أكبر سمكة، ولكنى ضيعت كل ما صدته، وفقدت كل شيء في الماء بين الصخور. والحق أني أستحق الجائزتين معاً.

فنظر إليه أبوه، وقال له: إني لم أسألك كي تجيب. لقد سألت سامي وسامية. ووعدت بأن هناك جائزتين: جائزة لمن يأتي بأكبر مقدار من السمك إلى البيت، وجائزة أخرى لمن يأتي بأكبر سمكة. وإنك لم تأت بسمكك الذي اصطدته إلى البيت، بل أسقطته في الماء قبل أن تجيء. وقد أحسنت فيما فعلت. وما كنت أحب أن يكون ابني شرهاً محباً لنفسه.

ما كنت أنتظر أن تعامل ابن عمك وابنة عمك هذه المعاملة التي تدل على قلة الذوق، وحب النفس، وهما ضيفان عندك، وعزيزان في نفسي. ولو أحضرت السمك معك، ولم تضعه في الماء ما أعطيتك شيئا من الجائزتين؛ لأنك لم تراع العدل في شراء الشبكات الثلاث، فقد اشتريت أكبر شبكة وأحسن شبكة، وجعلتها لنفسك، وشبكتين صغيرتين لسامية وسامي. فهل هذا من الذوق في شيء؟ وهل هذا من العدل في القسمة؟

وقد أردت حينما أعطيتك النقود أن تشتري ثلاث شبكات متساوية في الثمن والحجم والنوع، وتشرك معك في الاختيار والشراء سامية وسامي ابني عمك؛ ليكون هناك عدل في توزيع الجائزتين. لقد أخجلتني أعمالك، وإني متألم من حبك لنفسك يا أسعد. اذهب إلى حجرتك، ولا ترني وجهك هذا المساء؛ لأني لا أحب أن أرى ابني محباً لنفسه، لا يفكر إلا في نفسه، ولا يفكر في غيره من أقارب أو أجانب.

مكافأة المجتهد

ذهب أسعد إلى حجرته عقابا له، وأخذ يبكي مثل الأطفال الصغار (بو – هو – هو).

فقال له أبوه: ” أنا لا أريد أن أسمع لك صوتا “، فسكت في الحال؛ لأنه يعلم حق العلم، أنه إن لم يسكت ضربه أبوه بالعصا الصغيرة، فاختار السكوت.

وأعطى أبوه سامية جائزة؛ لأنها أحضرت إلى البيت أكبر مقدار اصطادته من السمك، وأعطى سامي الجائزة الأخرى؛ لأنه صاد أكبر سمكة، وأحضرها إلى البيت. وكانت جائزة سامية مجموعة من لعب الأطفال التي يلعبون بها في الرمل، وهم جالسون على شاطئ البحر بالقرب من الشمسية. وكانت جائزة سامي قارباً شراعياً جميلاً، له شراعان: أحدهما كبير، والآخر صغير، وله دفة في الجزء الخلفي منه؛ ليلعب بالقارب في ماء غير عميق على الشاطئ. وفرح كل منهما فرحاً كثيراً بهديته الجميلة، وسرا بالهديتين سروراً عظيماً، وقد تألما في نفسيهما لما حدث لأسعد.

ذهب سامي إلى أسعد في حجرته، ليصلحه، ويزيل ما كان يحس به من الألم لما حدث منه، ولأنه لم يكسب شيئاً من الجائزتين، مع أنه كان متأكداً في اعتقاده أنه سينال وحده الجائزتين معاً. ولن يشاركه فيهما أحد، ولكن الطمع أضاع ما جمع، ونال الجائزتين من استحقهما بكل أدب وذوق، ولطف، وإحساس جميل.

وقال سامي لأسعد: هذه هي جائزتي التي أعطاها عمى إياي. وإني بكل سرور أقدمها إليك هدية منى، فلا تبك ولا تحزن يا أخي. ويجب أن نكون أصدقاء، يحب كل منا الآخر محبة كلها إخلاص، ويفكر كل منا في أخيه وفي غيره، ويحب لأخيه ولأخته وللقريب والغريب ما يحب لنفسه. وفي الغد صباحاً، سنذهب معاً إلى البحر، وسنلعب معاً بقاربك الجديد، وبلعب سامية، وسنقضي وقتاً كله لعب وسرور. ويجب أن ينسى كل منا ما حدث، ويفكر كل منا في الآخر طول الحياة.

أصدقاء للأبد

ارتاح أسعد لهذه النصيحة الغالية، وأحس بما فعل، وندم على ما حدث منه، وظهر على وجهه الخجل من نفسه، واعترف بغلطته، واعتذر لسامية وسامي، وقال لهما: أنا أسف كل الأسف يا سامية. أنا أسف كل الأسف يا سامي. لقد كنت دنيئاً محباً لنفسي حقيقة. وإني شديد الأسف لما حدث منى. ولن أقف هذا الموقف بعد اليوم. ولن أكون محباً لنفسي مرة أخرى. وأرجو المعذرة، فقد أخطأت حقاً فيما فعلت. وأرجو أن تعفوا عنى، ونكون أصدقاء متحابين، يحب كل الآخر طول الحياة.

فقالت سامية: لقد نسينا كل ما حدث. وإننا نحب ابن عمنا العزيز. وسنكون صديقين مخلصين له طول الحياة. وصافح كل منهم الآخر. وذهبوا جميعاً، وتناولوا الشاي والكعك معاً، وأخبر سامي عمه بما تم من الصفاء والصلح بينهم، فسر بما سمع، وعفا عن ابنه، وخرجوا جميعاً إلى الشاطئ، ومعهم القارب الجديد، واللعب الجديدة، وأخذوا يلعبون معاً حتى غربت الشمس، فرجعوا إلى البيت فرحين مسرورين، واستمروا أصدقاء متحابين طول الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى