قصة الأميرة والضفدع

في قصة الأميرة والضفدع، الأميرة تواجه تحدي الوفاء بوعدها لضفدع غريب، قبل أن تكشف المفاجأة الكبرى ويتحول الضفدع إلى أمير وسيم.
جدول المحتويات

في قديم الزمان، عاش ملك مع بناته السبع الجميلات في قصر كبير. كانت ابنته الصغرى هي الأكثر جمالًا، وكانت تحب لعبة خاصة، كرة ذهبية كانت تقضي ساعات طويلة تلعب بها. بالقرب من القصر، كانت هناك غابة كثيفة تحتوي على بركة عميقة ومظلمة تحت شجرة كبيرة. كانت الأميرة الصغيرة تذهب غالبًا إلى هناك لتلعب وحدها.

في أحد الأيام، بينما كانت تلعب بكرتها الذهبية، رمتها عاليًا، لكنها لم تعد إلى يديها، بل سقطت في البركة العميقة. بكت الأميرة بحرقة على فقدان لعبتها المفضلة، وبينما كانت تبكي، سمعت صوتًا يقول: “لماذا تبكين، أيتها الأميرة الصغيرة؟” نظرت حولها فرأت ضفدعًا على حافة البركة. أخبرته عن كرتها الضائعة، فقال الضفدع إنه يستطيع إعادتها لها، لكن بشرط أن تعده بأن يصبح صديقها ويعيش معها.

وافقت الأميرة على مضض، وبعد أن أعاد الضفدع الكرة، عادت إلى القصر بسرعة، متجاهلة الضفدع. لكن الضفدع لم ينسَ وعدها، وفي اليوم التالي ظهر في قصر الملك، مطالبًا الأميرة بالوفاء بوعدها. أمرها الملك بفتح الباب والوفاء بوعدها، فاستسلمت الأميرة وسمحت للضفدع بالجلوس بجانبها على المائدة.

استمر الضفدع في طلباته، فأكل من صحنها الذهبي وشرب من كأسها، وفي النهاية طلب أن ينام بجانبها على سريرها الحريري. بالرغم من كرهها للفكرة، أجبرها والدها على القبول. عندما وضعت الضفدع على سريرها، تحوّل فجأة إلى أمير جميل. أخبرها الأمير كيف سحرته ساحرة شريرة وحولته إلى ضفدع، وأن السحر لن يزول إلا إذا وافقت أميرة على أن تكون رفيقته وتعيش معه.

كان الأمير قد وقع في حب الأميرة منذ أن رآها تلعب في الغابة، وعندما رأت الأميرة لطفه وجماله، وافقت على الزواج منه. سافر الاثنان معًا إلى مملكة الأمير حيث تم الاحتفال بعودته، وتزوجا وعاشا في سعادة أبدية. واحتفظت الأميرة بالكرة الذهبية كتذكار للقصة العجيبة التي بدأت بضفدع وانتهت بحب وأمير وسعادة.

قصة الأميرة والضفدع مكتوبة

عاش في قديم الزمان ملك له سبع بنات جميلات، وكانت ابنته الصغرى أكثرهن جمالًا. كانت هذه الأميرة تحب إحدى لعبها أكثر من الألعاب الأخرى الموجودة عندها. كانت تلك اللعبة كرة ذهبية، تقضي كل يوم ساعات كثيرة في قذفها إلى الهواء ثم التقاطها.

كانت قرب قصر الملك غابة كبيرة جداً ذات أشجار كثيفة، وكانت في أحد أطراف الغابة بركة عميقة مظلمة تحت إحدى الأشجار الكبيرة. وكان الناس يسعدهم أن يستريحوا في الأيام الحارة تحت ظل تلك الشجرة الباردة قرب البركة. وكانت الأميرة الصغيرة تذهب في كثير من الأحيان لتلعب هناك وحدها.

ضياع الكرة الذهبية

كانت من عادة الأميرة الصغرى أن تركض على العشب قرب البركة، وترمي كرتها الذهبية عالياً ثم تلتقطها. وفي أحد الأيام، رمت الأميرة كرتها عالياً، ولكنها لم تعد إلى يديها الممدودتين، بل وقعت على العشب ثم تدحرجت إلى البركة العميقة، محدثة رشة ماء كبيرة.

لم تستطع الأميرة أن تتصور أنها أضاعت كرتها الذهبية الجميلة، فبكت. وكلما فكرت في ضياع لعبتها المحبوبة، زاد بكاؤها وارتفع عويلها. وبينما كانت الأميرة تبكي، سمعت صوتًا يقول لها: “لماذا تبكين أيتها الأميرة الصغيرة؟ ماذا جرى لك؟”

فرفعت الأميرة رأسها لترى من الذي كان يكلمها، فلم ترَ أحداً قريبًا منها، ولم يكن هناك سوى ضفدع على حافة البركة. فقالت للضفدع: “إني أبكي لأن كرتي الذهبية الجميلة قد وقعت في هذه البركة العميقة.”

الصفقة مع الضفدع

فقال لها الضفدع: “لا تبكي، أنا أستطيع أن أساعدك في الحصول على كرتك. ولكن ماذا تعطيني إذا وجدتها لك؟” فأجابته الأميرة: “سأعطيك أي شيء تطلبه. يمكنك أخذ لآلئي، أو جواهري، أو حتى تاجي الذهبي، إذا استطعت أن تعيد إلي كرتي الذهبية.”

فأجابها الضفدع: “لا أريد ثيابك أو جواهرك أو حتى تاجك. إني أريد أن تحبيني. أريدك أن تجعليني صديقك، فألعب معك، أحب أن أجلس إلى جانبك على المائدة، وآكل من صحنك الذهبي، وأشرب من كأسك الذهبية، وأريد أن أنام في سريرك إلى جانبك.”

وعد الأميرة

وواصل الضفدع كلامه قائلاً للأميرة: “إذا وعدتِ بتنفيذ رغباتي هذه، سأغطس في البركة العميقة وأحضر كرتك الذهبية. هل تعديني؟”

فكرت الأميرة قليلاً، لكنها كانت تعلم أن كلام الضفدع غير معقول، وكانت رغبتها في الحصول على كرتها الذهبية شديدة جداً. لذا، قالت له: “نعم، أعدك بتنفيذ كل ما طلبته، على أن تجد لي كرتي الذهبية.”

استعادة الكرة

عندما سمع الضفدع هذه الكلمات، قفز في البركة. غطس إلى أعماق البركة، وعاد بسرعة سابحًا، والكرة الذهبية في فمه. رمى الكرة على العشب. كان سرور الأميرة عظيمًا جدًا حين رأت لعبتها المحبوبة ثانية، فالتقطتها وضحكت فرحًا وهي ترميها في الهواء وتلتقطها مرة بعد أخرى.

ثم أدارت ظهرها للضفدع والبركة، وركضت في الغابة متجهة نحو قصر أبيها. صاح الضفدع المسكين قائلاً: “انتظريني! انتظريني! لا أستطيع الركض بالسرعة التي تركضين بها أنت.” وراح يقفز وراء الأميرة محاولًا اللحاق بها، لكنها لم تلتفت نحوه، وواصلت الركض.

الضفدع في القصر

في اليوم التالي، كانت الأميرة الشابة جالسة على المائدة لتناول العشاء مع الملك ورجال حاشيته والأميرات الأخريات. وبينما كانت تأكل من صحنها الذهبي الصغير، شق الضفدع طريقه إلى فناء القصر الكبير، قافزًا على الدرج الرخامي درجة درجة. ثم فتح باب غرفة الطعام وهو يصيح: “أيتها الأميرة الصغيرة! افتحي الباب.”

ركضت الأميرة إلى الباب لترى من الذي كان يناديها. وعندما رأت أنه الضفدع، خافت وأغلقت الباب بسرعة وبقوة، ثم رجعت إلى مكانها على المائدة. رأى الملك ابنته خائفة، فسألها: “ما الذي أخافك يا بنيتي؟ هل يوجد في الخارج مارد يريد أن يختطفك؟”

أجابته الأميرة: “لا، يا والدي العزيز! لا يوجد في الخارج مارد، ولكن هناك ضفدع شنيع.” فسألها الملك: “ماذا يريد الضفدع منك؟” ثم أخبرت الأميرة أباها عما حدث في الغابة في اليوم السابق، وقالت له: “وعدته بأن أسمح له بالعيش معي، ولكنني لم أظن أبداً أنه سيقطع هذه المسافة الكبيرة بعيداً عن الماء.”

الوفاء بالوعد

وفي تلك اللحظة، سمعت طرقة ثانية على الباب، وصوت يصيح: “أيتها الأميرة الصغيرة! اسمعي نداءي. تذكري أنك أضعت كرتك الذهبية بينما كنت تلعبين وحدك جنب البركة، وتذكري أنني غطست في الماء البارد لأجد لك كرتك وأعيدها إليك. والآن أرجو أن تتذكري وعدك وتسمحي لي بالعيش معك.”

فقال الملك لابنته: “عندما يعد الإنسان عليه أن يفي بوعده. اذهبي وافتحي الباب…” فذهبت الأميرة الصغيرة إلى الباب وفتحته، وعندما عادت إلى كرسيها، تبعها الضفدع إلى داخل الغرفة. وقال لها بعد أن جلست: “أرجو أن تضعيني بجانبك على المائدة…”

ترددت الأميرة في تلبية رغبة الضفدع، لكن والدها أمرها أن تلبي طلبه.

الضفدع على المائدة

وعندما أصبح الضفدع على المائدة، قال للأميرة: “أرجو أن تقربي صحنك الذهبي الصغير مني، لكي نأكل معًا من الصحن نفسه…” قربت الأميرة الصحن رغم إرادتها، ولكنها لم تمس طعامها إلا قليلاً، وبدا لها أن كل لقمة تناولتها كادت تخنقها. أما الضفدع فقد وجد لذة كبيرة في كل لقمة تناولها.

وبعدما انتهى الضفدع من طعامه، التفت إلى الأميرة وقال لها: “إنني تعبت الآن، فأرجوك أن تأخذيني إلى غرفتك لكي أنام على سريرك الحريري الصغير…” ولما سمعت الأميرة ذلك، تفجرت الدموع من عينيها. لم تحب أن تمس الضفدع الصغير البارد، ولم تستطع أن تتخيله جالسًا في سريرها الخاص.

الملك يأمر الأميرة

ثم غضب الملك، وقال لابنته بحزم: “إذا ساعدك أحدهم عندما تقعين في ضيق، فإنك لا تستطيعين بعد ذلك أن تهمليه وتديري ظهرك له. خذي الضفدع معك إلى غرفتك…” فما كان من الأميرة إلا أن التقطت الضفدع وأخذته إلى غرفتها. وضعته في زاوية غرفتها بعيدًا عن سريرها، ثم نامت على فراشها وأدارت ظهرها للضفدع.

فتكلم الضفدع ثانية بصوت عالٍ قائلاً: “وأنا تعبت أيضاً، وأريد أن أنام بجانبك فوق ملاءتك الحريرية. أرجوك أن ترفعيني…”

بكت الأميرة ثانية، ولكن الضفدع واصل كلامه قائلاً: “إذا لم ترفعيني إلى سريرك، سأشكوك إلى أبيك الملك…”

تحول الضفدع إلى أمير

عرفت الأميرة أنه لا بد من تلبية رغبة الضفدع، لأن أباها سيُصرّ على أن تفي بوعدها. لذا، التقطت الضفدع وعادت به إلى سريرها، ووضعته على المخدة الحريرية بجانبها، بينما كانت الدموع تتساقط على خديها.

وما إن فعلت ذلك حتى تحول الضفدع إلى أمير جميل. لم يكن جميلاً فحسب، بل كان أيضًا ذا وجه لطيف، ظهرت عليه ابتسامة عذبة أسرت الأميرة المندهشة. ثم أخبرها الأمير كيف سحرته ساحرة شريرة وحولته إلى ضفدع، وكيف أن السحر لن يزول إلا إذا اتخذت أميرة جميلة ذلك الضفدع رفيقًا لها، تعيش معه وتنام وتأكل معه.

الأمير يكشف سره

وأخبرها الأمير كيف كان يراقبها في كثير من الأوقات وهي تلعب بكرتها الذهبية في الغابة، وكيف أحبها من بعيد. ثم قال للأميرة: “أيتها الأميرة العزيزة! هل تقبلين بي زوجًا لك؟” فنظرت الأميرة إلى وجهه اللطيف، وقبلت ما عرضه عليها.

ثم وضع يده بيدها، وذهبا معًا إلى الملك ليخبراه بما جرى لهما. وفي اليوم التالي، سافرا في عربة تجرها ستة خيول بيضاء نحو مملكة والد الأمير. وعندما وصلا إليها، احتفلوا احتفالًا عظيمًا بعودة الأمير الذي لم يروه منذ سنوات كثيرة.

الزواج والسعادة الأبدية

وتزوج الأمير الأميرة بعد ذلك، وعاشا في سعادة بقية حياتهما. واحتفظت الأميرة بالكرة الذهبية في القصر، ووضعتها داخل علبة زجاجية خاصة، وفوق مخدة أرجوانية.

كان ذلك تذكارًا للأيام التي قضتها في الغابة وللقصة العجيبة التي بدأت بضفدع وانتهت بأمير وسعادة أبدية.

معرض الصور (قصة الأميرة والضفدع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى