حصل بهاء على كرة لونها أحمر وأزرق في ذكرى ميلاده، وكان يفرح باللعب بها في حديقته، حيث يدفعها لتصطدم بالأرض ثم ترتد إلى أعلى، مما يملؤه بالإعجاب. كان يقول في سعادة: “إنها ترتفع عاليًا جدًا!”.
في يوم من الأيام، كانت نادين، جارة بهاء، تراقب لعبه من فوق السياج، وطلبت منه أن تلعب معه بالكرة. لكن بهاء رفض قائلاً: “لا يا نادين، هذه كرتي!”. عادَت نادين إلى حديقتها حزينة وبدأت في البكاء، بينما استمر بهاء في اللعب بكرته وحده.
حاول بهاء القيام بحركات جديدة بالكرة، فألقى بها عاليًا، ولكن هذه المرة لم تسقط كما كانت من قبل. اختفت الكرة، فبدأ بهاء يبحث عنها في كل مكان: في صندوق الرمل، تحت المقاعد، وبين الأراجيح، ولكن دون جدوى.
شعر بهاء بحزن كبير، فجأة اصطدم شيء برأسه، وعندما نظر وجد نادين ترفع يديها فوق السياج وبيدها كرته ذات اللونين الأحمر والأزرق. قالت له ضاحكة: “إنها كرتي الآن!”.
صاح بهاء بحزم: “لا، إنها ليست كرتك!”. لكنها ركضت بعيدًا وبدأت تلعب بها في حديقتها. طلب منها بهاء إعادتها، فأجابت: “حسنًا!”، وألقت الكرة إليه مرة أخرى. عندها، اقترح بهاء أن يتناوبا في اللعب بالكرة، واتفقا على تبادل الأدوار.
لعب بهاء ونادين معًا بالكرة طوال الوقت، وأصبحا صديقين مقربين، ليدركا كم هو ممتع أن يتشارك اثنان في اللعب معًا.