يحكى أن أرنبا وسلحفاة كانا يعيشان معا، وفي يوم من الأيام وجدا بطيخة كبيرة، فاختصما بشأنها، كل واحد منهما يريدها له وحده دون غيره.
وأخيرا قال الأرنب للسلحفاة: “سنضع هذه البطيخة على بعد كيلومتر واحد من هنا، ثم نتسابق أنا وأنت إليها، والذي يصل قبل الآخر إليها يأخذها وحده.”
وما أشد دهشة الأرنب حين رضيت السلحفاة بذلك، فقد تعجب وقال في نفسه: “هذه مجنونة، فكيف رضيت بذلك؟! وهل تظن أنها ستسبقني إليها، وأنا الأرنب السريع وهي السلحفاة البطيئة؟!”
غرور الأرنب وبداية السباق
ووضعوا البطيخة على بعد كيلومتر، وانطلقا من مكانهما ليتسابقا نحوها. أما السلحفاة فانطلقت بكل جد ونشاط نحو البطيخة.
وأما الأرنب فقال لنفسه: “دع هذه المجنونة تسير على هواها، ولماذا العجلة؟! فبقفزتين من قفزاتي الكبيرة أكون قد وصلت إليها وسبقتها، ولآخذ الآن غفوة خفيفة أرتاح فيها، ثم أستيقظ وأقفز قفزات سريعة أصل بها بلحظات قليلة إلى البطيخة قبل السلحفاة.”
وبذلك كان الأرنب هو المجنون لا السلحفاة، ولم يدر أن النوم والراحة تكون بعد إنجاز العمل لا قبله، فعلى المرء أن يقوم بالعمل الذي عليه أولا، ثم يرتاح وينام بعد ذلك، ولكن الأرنب عكس ذلك فكان من الخاسرين.
فوز غير متوقع ودرس في الاجتهاد
نام الأرنب، وسارت السلحفاة بجد ونشاط حتى أصبحت قريبة من البطيخة، وطالت غفوة الأرنب، ثم انتبه فجأة ونظر فإذا بالسلحفاة قريبة من البطيخة، فصار يركض ويقفز بكل قوته ليصل إلى البطيخة قبل السلحفاة، ولكن ذلك أتى بعد فوات الأوان، فقد وصلت السلحفاة قبله إلى البطيخة وربحت السباق، وكان ذلك بسبب جدها ونشاطها، وبسبب اغترار الأرنب بنفسه وكسله.
إياك يا بني أن تكون مثل الأرنب مغرورا وكسولا، تنام عند العمل، وتقوم بعد فوات الفرصة فتكون لك غصة.
وأنت أيها التلميذ إياك أن تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وتقول: سوف أفعل فيما بعد، أو تقول: أنا ذكي، وقبل الفحص ببضعة أيام أستطيع حفظ الدروس كلها دفعة واحدة، فتضيع الفرصة وتندم عندما لا ينفع الندم، بل احفظ درسك كل يوم في يومه، ولا تؤجله إلى الغد، فتصل إلى الفحص وأنت مرتاح جسما وعقلا، وبمراجعة بسيطة تستطيع النجاح نجاحا جيدا بإذن الله تعالى.
العبرة من القصة
لا تؤجل العمل، ولا تستهن بأحد.