مفهوم وأنواع التواصل البيداغوجي الصفي في الفصل الدراسي ومهارات تطبيقه
تعرف على مفهوم، مكونات، عوائق التواصل الصفي وأنواعه وكيفية تطبيقه بنجاح في الوسط الدراسي
يلعب التواصل البيداغوجي دوراً هاماً في عمليات التعليم والتربية حيث يمثل العنصر الأساسي في التفاهم والتفاعل القائم بين جميع العاملين في المؤسسات التعليمية والتربوية سواء أكانوا أفراد أو جماعات. وكثيراً ما أدي نظام الاتصال السيئ إلي وجود نتائج غير إيجابية، فالاتصال البيداغوجي يمثل ظاهرة حيوية وهامة للتعليم والتربية، حيث يتوقف علي مدي نوعيته وكيفية نجاح هذه التربية أو فشلها، وعلي الرغم من ذلك فالتواصل البيداغوجي الصفي لازال من أكثر المجالات التربوية إهمالاً سواء أكان من قبل المربيين أو العاملين في المجتمعات المدرسية، فالتواصل يمثل أحد المهام الأساسية للعاملين في المجال التربوي، وهو عملية لازمة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب علي التربويين القيام بها لتحقيق الأهداف المنشودة والمتوقعة من المؤسسة التربوية.
جدول المحتويات
فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يميل إلى العيش في جماعات ويميل إلى الحياة المدنية، ومنذ خلق الله البشر وهم في اتصال مستمر حيث أنه من العمليات الهامة التي تؤدي إلي تحقيق سعادته ونجاحه في الحياة، والاتصال من أهم المهارات الحياتية حيث أننا نقضي معظم ساعات اليوم في اتصال مستمر مع بعضنا البعض، وهذا يعني أن عمليات الاتصال في صورها البسيطة قد وجدت مع الإنسان.
مفهوم التواصل (الاتصال) البيداغوجي
كلمة اتصال (Communication) مشتقة من أصل لاتيني (Communis) وهي أصـل الكلمـة الإنجليزية (Common) والـتـي تـعـنـي عـام أو مشترك. أما في اللغة العربية فالاتصال مشتقة من مصدر وصل الذي يحمل معنيين رئيسين:
- المعنى الأول: الربط بين كائنين أو شخصين.
- المعنى الثاني: البلوغ أو الانتهاء إلى غاية ما.
فالاتصال في اللغة هو الصلة والعلاقة وبلوغ غاية معينة من تلك الصلة.
وردت في الأدب التربوي عدة تعريفات للاتصال، فيعرفه ولبور شرام (Wilbur Schramm) أنه من خلال الاتصال يحاول الشخص أن يشارك غيره بالفكرة أو المعلومة أو الاتجاه. أمـا ليلاند براون (Leland Brown) فيعرف الاتصال على أنه النقل والتبادل للحقائق والأفكـار والمشاعر، بينما يقـول هارولد لا سيفيل (Harold Lassivell) بأن أفضل طريقة لوصف عملية الاتصال هي الإجابة على الأسئلة التالية: من قال؟ … ماذا قال؟ … في أي قناة؟ … لمن؟ … باي؟ … تأثير؟ …
ويتضح لنا من خلال التعريفات السابقة بإن الاتصال هو عملية اجتماعية تفاعلية يؤثر فيها شخص – بقصد أو بدون قصد – على أفكار ومشاعر شخص أخر لتقوية الروابط بينهم والوصول إلى تفاهم مشترك.
مكونات وعناصر الاتصال البيداغوجي
- المرسل: هو الناقل للأفكار والمفاهيم والاتجاهات وغيرها من المعلومات إلي فرد أو مجموعة بغرض تحفيزهم علي إجراء أو سلوك معين.
- المستقبل: وهو متلقي الرسالة الذي لا تتم بدونه استجابته عملية الاتصال ويفترض أن تثير فيه الرسالة سلوكاً أو دافعاً أو اتجاهاً قد يكون سلبياً أو إيجابياً ويقع على عاتقه فهم الرسالة وفك رموزها.
- الرسالة: هي المحتوى أو المعاني التي يحاول المرسل أن ينقلها للمستقبل، بهدف التأثير في سلوكه، وتتكون من مجموعة رموز مكتوبة أو مسموعة أو مرئية.
- القناة: الوسيط المادي الذي يتم من خلاله إرسال الرموز التي تتكون منها الرسالة.
- التغذية الراجعة: عملية التعبير عن مدى تأثر المستلم برسالة، سواء كان هذا التأثير إيجابي أو سلبي.
نماذج الاتصال
ظهرت في علم الاتصال نماذج مختلفة لتوضيح عملية الاتصال ومنها:
- نموذج شـانون وويفر (Shannon- Weaver Model)
يضم النموذج وفقاً للمخطط التالي خمسة عناصر هي المصدر والمرسل، والإشارة، والمستقبل والهدف. - نموذج برلو (Berlo Mosel)
يتكون الاتصال وفقـا لنموذج بـرلو (Berlo) مـن أربع مكونات وهي مرسل، ومستقبل، ورسالة، ووسيلة كما في المخطط التالي الذي يظهر أن عملية الاتصال عملية تفاعلية ليس لها بداية أو نهاية.
أنواع الاتصال
يقسم الاتصال البيداغوجي الصفي إلى عدة أنواع حسب:
الوسيلة
ويقسم إلى:
- الاتصال الشفوي (Oral Communication): يقوم على استعمال الكلمة المباشرة الملفوظة أو التسجيلات السمعية كالهاتف والمذياع، وهو من أقدم وسائل الاتصال وأكثرها فاعلية وأيسرها في الجهد والوقت، حيث يتم الاتصال بين المرسل والمستقبل وجهاً لوجه وبشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر عن طريق الهاتف، أو الكمبيوتر…الخ.
- الاتصال المكتوب (Written Communication): الذي يعتمد على الكلمة المكتوبة، مثل الكتب والصحف والمجلات…الخ. حيث يبذل جهداً في إعداد الرسالة وكتابتها وصاغتها ثم توزيعها. وحتى تكون الاتصالات الكتابية جيدة وواضحة فلا بـد مـن مراعاة اللغـة البسيطة والكلمات المألوفة، وتجنب استعمال الألفاظ غير الضرورية.
- الاتصال الشكلي (Figural Communication): الاتصال الذي يستخدم الرسوم والصور والأشكال والنماذج والخرائط لنقل المعلومات.
- الاتصال الحركي (غير اللفظي) (Non-Verbal Communication): الاتصال الذي يعتمد على الإيماءات والحركات الجسمية، مثل الإشارة باليدين وتعبيرات الوجه ولغة العيون.
- الاتصال المركب (Multi-Media Communication): الاتـصـال الـذي يستعمل فيه عدة وسائل مع بعضها بعض، لفظية وغير لفظية في آن واحد.
الجهات المشاركة
ويقسم إلى:
- الاتصال الذاتي: الاتصال الذي يتبين الفرد وذاته، أي عن طريق الاتصال الداخلي مع الذات ويشمل العمليات الداخلية كالتفكير والتخيل والتصور عندما يكون الشخص بصدد اتخذ قرار.
- الاتصال الشخصي (الفردي): وهو أكثر أنواع الاتصال شيوعاً، وقد يكون مباشراً يتم وجها لوجه، أو غير مباشر عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر.
- الاتصال الجماعي: اتصال يحدث بين مجموعة من الأشخاص المتواجدين في نفس المكان كالاتصال الذي يحدث في عملية التعلم والتعليم داخل غرفة الصف.
- الاتصال الجماهيري: الاتصال بين شخص وعدة مئات أو آلاف أو ملايين من البشر لا يتواجدون في نفس المكان كما يحدث في وسائل الأعلام المختلفة.
الاتجاه
ويقسم إلى:
- اتصال متفاعل: يتم فيه التخاطب بين المرسل والمستقبل وجهاً لوجه، وهو أكثر أنواع الاتصال فاعلية.
- أفقي مباشر غير متفاعل: يقوم المرسل بدور رئيسي في عملية الاتصال دون تفاعل يذكر من قبل المستقبل.
- اتصال متعامد: يمارس المرسل سلطته في عملية الاتصال ويفرض رأيه على المستقبل وهو من أكثر أساليب الاتصال سلبية.
المستقبل
قد يكون الاتصال من المرسل إلى المستقبل واحد، ويعد أكثر أشكال الاتصال فاعلية، وقد يزداد عدد المستقبلين إلى اثنين أو ثلاثة، وهكذا حتى يصل إلى الاتصال الجماهيري.
المجالات
ويقسم إلى:
- اتصال المجال المباشر: مثل الاتصال في غرفة الصف.
- اتصال المجال غير المباشر: مثل الاتصال بين المدرسة والبيئة الخارجية المحيطة بها.
عوائق التواصل البيداغوجي
تواجه عملية الاتصال البيداغوجي الصفي صعوبات ومشاكل مختلفة، منها ما يتعلق بالمرسل ومنها ما يتعلق بالمستقبل أو الوسيلة، وعدم التنبه لها يؤثر في فعالية الاتصال، وقد حددها سلامة (١٩٩٦) بما يأتي:
- عدم وجود تخطيط كاف لعملية الاتصال، فكثير من الأحيان يبدأ الشخص بالتحدث أو الكتابة بدون تحديد الغرض من الرسالة.
- عدم القدرة على التعبير عن الفكرة التي يحاول المرسل نقلها.
- ضعف الإصغاء من قبل المستقبل.
- كثرة التشويش.
- عدم اختيار وسيلة اتصال ملائمة.
- وجود مشكلات فسيولوجية لدى المرسل أو المستقبل أو كلهما مثل ضعف في السمع أو النطق أو البصر.
مهارات الاتصال (التواصل) البيداغوجي الصفي
تقسم مهارات التواصل البيداغوجي الصفي إلى قسمين:
- مهارات التوصل اللفظي وهي الاستماع، المحادثة، القراءة، الكتابة.
- مهارات الاتصال غير اللفظي من خلال النظرات والإيماءات الجسدية.
التواصل البيداغوجي اللفظي
بدأ استخدام اللغة في التفاهم الإنساني عندما تطورت المجتمعات وأصبحت قادرة على صياغة كلمات ترمز إلى معان محددة يلتقي عندها أفراد المجتمع، ويعتمدون على دلالتها في تنظيم علاقاتهم والتعبير عن مشاعرهم. وكان من الطبيعي أن تتطور اللغة كوسيلة جديدة للتواصل غير اللفظي، وأحيانًا تستمد الدعم منها وفي أحيان أخرى تستخدمها للتوضيح والتفسير. لم يستبعد التطور الهائل في استخدام الإشارات اللفظية استخدام الإشارات غير اللفظية لتحقيق رسائل أكثر فعالية وتأثيراً وإقناعاً.
ويمكننا تعريف التواصل البيداغوجي اللفظي بأنه الاتصال الذي يتم عبر الكلمات والألفاظ لنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، ويعني أيضاً أنه بالإمكان نطق عبارات بطرق مختلفة مثل صباح الخير لتعبر عن الترحاب أو الغضب.
وتتعدد مهارات الاتصال اللفظي فمنها: الكتابة والقراءة والتحدث والاستماع.
الاستماع
تعـد مـهـارة الاستماع للأخرين والإصغاء إليهم من مبادئ التواصل البيداغوجي الصفي. ويقصد به حسن الإنصات للحديث وفهمه وتفسيره، وتحتوي عملية الاستماع علي ثلاث مراحل أساسية وهي كالتالي:
- الاستقبال للمحتوى السمعي وإهمال ما يتداخل معه من تشويش.
- الانتباه للمحتوى السمعي والتركيز على ما يقوله المتكلم، وهذه العملية تتطلب جهداً عقلياً وجسمياً.
- التفاعل مع المحتوي السمعي وتفسيره حيث يتمكن المستمعون من إدراك المعلومات وتصنيفها وفرزها ومقارنتها وربطها بالبناء المعرفي لديه.
وهناك فرق بين الاستماع والسماع من حيث إن الاستماع يرادف الإنصات والفهم والنقد، على حين أن السماع لا يعني ذلك، فقد يسمع الفرد ضجة أو حركة في الخارج ولا ينتبه لها، ولكـن يستمع بإيجابية إلى الأغاني أو المحاضرات بغية الفهم والتفسير والنقد. وقد أثبتت الأبحاث اللغوية أن المرء في حالة الاستماع لا يعد سلبياً، بل هو إيجابي فعال يعمل على فك الرموز التي تصل إليه، وفهمها وتفسيرها والحكم عليها، ومن هنا يعد الاستماع وسيلة هامة للاطلاع على خبرات وتجارب الأخرى والاستفادة منها.
مهارة التحدث
شكل من أشكال التواصل البيداغوجي الصفي مع الآخرين المعتمدة بشكل أساسي على اللغة أو الصوت المنطوق، والمحادثة هي وسيلة الاتصال الأكثر تكراراً وممارسة واستعمالا في واقع حياتنا اليومية، وتحتل المحادثة المرتبة الأولى من حيث الأهمية في أشكال النشاط اللغـوي، ثم تليها القراءة والكتابة.
يتم عـن طـريـق الـتحدث الاتصال بين الفرد والمجتمع، ويفصح الفرد عما بداخله للآخرين بسهولة ويسر. ويستخدم التحدث في مختلف ألوان النشاط المدرسي، ولا يقتصر دور الطالب على الاستماع، بل يتعداه إلى تبادل الأدوار مع المعلم والرفاق بهدف الحصول على تعلم أكثر فعالية، ونظراً لأهمية التحدث كوسيلة داخل المدرسة، على المعلم مراعاة ما يأتي:
- اختيار المفردات بدقة وعناية واستخدام كلمات مألوفة لدى الطالب وجمل قصيرة تفي بالغرض.
- أن تكون اللغة ذات معنى بالنسبة للمتعلم.
- استخدام حيوية اللغة وتوظيفها وذلك من خلال انتقاء التعبيرات الجميلة.
- الاهتمام بطريقة الإلقاء من حيث شدة الصوت وطبقة الصوت والسرعة في الكلام.
التواصل البيداغوجي غير اللفظي
يعرف قطامي (١٩٩٣) التواصـل غير اللفظي بأنه التواصل بلغة الإشارة المتضمنة تعبيرات الوجه وإشارات اليد والرأس.
وتهدف مهارات التواصل غير اللفظي إلى نقل المشاعر والأفكار من شخص إلى آخر باستعمال الحركة، وهي من أهم المهارات النفس حركية حيث جاءت في قمة الهرم، حسب تصنيف هارو (Harrow) للمهارات النفس حركية.
مزايا التواصل غير اللفظي
إن عملية التواصل البيداغوجي غير اللفظي تساعد في نقل المعلومات بشكل أفضل؛ لأن المدرس باستخدامه وسائل الاتصال غير اللفظي يلقي على المعلومة عباءة إنسانية، ويجعلها أكثر ملامة لشعور الطلبة.
والنقاط التالية تعد ميزات للتواصل غير اللفظي وهي:
- يساعد الناس على التواصل عندما لا يستطيعون التواصل اللفظي بشكل طبيعي.
- تستخدم كنوع من الاختصار.
- يزيد من مستويات التعبير عن الذات في التفاعلات الاجتماعية.
- التواصل غير اللفظي يعطي قيمة إنسانية ويجعل العلاقات أكثر دفئًا.
أنواع التواصل غير اللفظي
يمكننا تقسيم التواصل غير اللفظي إلي خمسة أقسام مختلفة وهي التواصل بالنظر، تعبيرات الوجه، استخدام الصمت، لغة الجسد، القرب المكاني وفيما يلي شيء من التفصيل:
التواصل بالنظر (Eye Contact)
إن لغـة الـعـيـون تنقل رسائل ذات مدلولات مختلفة، فتفسر بعض النظرات من قبل الأشخاص على أنها استلطاف أو تبادل علاقة صداقة، في حين تفسر نظرات أخرى عـن الكراهية والغضب وعدم القبول. يستخدم المعلمون في المواقف الصفية، النظر كوسيلة اتصال صفي مع المتعلمين. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النظر إلى المتعلم مباشرة يعزز لديه الانتباه، والاهتمام، والمشاركة الإيجابية في الأنشطة الصفية.
كمـا أن تجاهـل المعلـم التواصـل البصري مع المتعلم يشعره بعدم الثقة والاحترام، والانزعاج، وعدم الراحة.
تعبيرات الوجه (Facial Expressions)
هي مجموعة حركات تقـوم بـهـا عضلات الوجه، تعبر عن رد الفعـل للفرد أو الاستجابة لموقف يتعرض لـه مـثـل الفـرح، أو الحزن، أو المفاجأة، أو الخوف، أو الغضب، أو الاشمئزاز. وهناك تعبيرات أخـرى تظهـر عـلـى الـوجه كالابتسام والعبوس والذهول وغيرها، فكل هذه التعبيرات تؤثر على عملية التواصل الصفي، فيمكن لتعبيرات الوجه أن تعزز أو تناقض الكلمات الملفوظة.
وغالبا مـا يستخدم المعلمـون تعبيرات الوجه الدالة على الغضب للتحكم في السلوكيات الخاطئة الصادرة عن الطلبة. كما يستخدمون تعبيرات المرح لتخفيف التوتر أو لفت انتباه الطلبة، والابتسام دليلاً على الاستحسان، والعبوس دلالة على عدم الرضى.
استخدام الصمت (Silence)
يستخدم المعلمون والمتعلمون الصمت في غرفة الصف لأغراض مختلفة، فقد يكون للفت الانتباه، أو للتعبير عن الحيرة، أو التواضع، أو للموافقة، أو كتعبير للتحدي.
لغة الجسد (Body Language)
إن حركة أعضاء الجسم تنقل رسالة، ولها تأثير فعال من خلال الإيماءات بالرأس وإشـارات الأيدي، فهي تزودنا بمدلولات مختلفة عن الشخص الذي نتعامل معه فندرك مـن خلالهـا حـالـة الفـرد الانفعالية. لذا يستطيع المعلم أن يكشف عن بعض جوانب شخصية المتعلم، لاتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق التعلم الفعال.
ومن الأمثلة على الحركات الجسدية:
- ضرب القدم بالأرض يدل على طاقة عصبية مكبوتة أو نفاذ الصبر.
- طريقة هز الرأس تشير إلى القبول أو الرفض.
- رفع السبابة بشكل عمودي للدلالة على الموافقة.
- مسح الأنف دلالة على عدم الموافقة.
- صر العيون دليلاً على عدم فهم ما يقال.
- زم الشفاه المتكرر يعبر عن العصبية.
- ضـم الشاهد والسبابة لعمل دائرة مع فرد الأصابع الأخرى ورفع اليد إلى أعلى تعني لدى بعض المجتمعات تهديداً أو وعيداً.
القرب المكاني (Proxemics)
تعتبر المسافة بين المعلم والمتعلم مـن العـوامل المهمة التي تؤثر في عملية التواصل فحركة المعلـم داخل الصف لها أثر إيجابي على الطلبة، فتشعرهم بالاهتمام والقرب مـن المعلـم. كمـا تـوفـر للمعلـم فرصة التعرف على ما يجري في الصفوف الخلفية في غرفة الصف. وقد قسمت المسافة (بعد المتحدث عن السامع) إلى أربعة أقسام:
- مسافة الألفة: وهذه تكون بين شخصين تجمعهما علاقة خاصة وتقع بين (٠- ٤٦) سم وينبغي على المدرس أن يتجنبها.
- المنطقة الشخصية: فـيـهـا نـوع مـن الخصوصية، وتتراوح المسافة بين المتحدث والسامع ما بين (٧٥- ١٢٥) سم.
- المسافة الاجتماعية: وهي الأكثر مناسبة للتدريس وذلك لأنها تسمح بوجود مسافة معينة معقولة بين المعلم والطالب، وهذه المسافة تتراوح بين (١٢٥ – ۳۷۰) سم.
- المسافة العامة: هذه المسافة تصلح أيضا للتدريس وتقع ما بين (٣٧٠ – ٧٦٠) سم.
مقترحات لتحسين عملية التواصل البيداغوجي داخل غرفة الصف
لا شك أن سلوك المعلم في غرفة الصف يؤثر تأثيرا إيجابياً أو سلبياً في سلوك الطلبة، فحماس المعلـم يـزيـد مـن حمـاس الطلبة، كما أن سلوك الطلبة يؤثر بشكل كبير على أداء المعلم، فعدم اهتمام الطلبة أو سلبيتهم المتمثلة بعدم الانتباه، واللامبالاة تؤثر بشكل كبير في عملية التعليم والتعلم، وللحصول على تعلم أكثر فعالية، وإلى جانب مهارات التواصل البيداغوجي اللفظي، على المعلمين مراعاة بعض مهارات التواصل غير اللفظي في الصف ومنها:
- وقفـة المـدرس، يفضل أن تتوسط غرفة الصف، وهي عامل مهم في توصيل المعلومة فالوقفة القائمة تدل على الجرأة والاستعداد والتحضير.
- ضرورة التواصل بالنظر مع جميع التلاميذ في الصف.
- هز الرأس لإبراز النقاط الهامة والإشارة إلى الموافقة أو الرفض.
- مراعاة الانتباه وإظهار الرغبة في الاستماع من خلال تعبيرات الوجه حسب الجمل والعبارات.
- التربيت على كتف الطالب المجد للتشجيع، وعلى كتف الطالب غير المنتبه للفت انتباهه. النظر إلى التلاميذ المنشغلون بحديث فيما بينهم.
- المحافظـة علـى مـسافة معيـنة بين المعلم والطالب، ويفـضـل أن تتراوح بين (١٢٥-٧٦٠) سم.