العلوم التربوية

مفهوم ترميز واسترجاع المعلومات في الذاكرة

يعد مفهوم الترميز والاسترجاع من المفاهيم الأساسية في الذاكرة وأحد العمليات المعرفية الهامة التي تمر بها المعلومات في الذاكرة، في هذه المقالة سنتعرف بشكل مبسط علي مفهوم ترميز واسترجاع المعلومات في الذاكرة.

مفهوم ترميز المعلومات في الذاكرة

عندما يخزن الناس المعلومات في عقولهم فإنهم يجرون عليها عادة بعض التعديل، ويطلق علي هذه العملية “الترميز”. وتساعد عملية الترميز علي تسهيل تخزين المعلومات، ويتضمن الترميز أحياناً تغيير شكل المعلومات. مثال ذلك أننا عادة نتذكر المعني الإجمالي لأي موقف يمر بنا بدلاً من التفصيلات الدقيقة لما حدث كأن تتذكر أن مؤلفاً لأحد الكتب تحدث عن عيد ميلاده دون أن يذكر التاريخ الفعلي له.

حيث يتم استقبال المعلومات من خلال الحواس، ثم يتم معالجة هذه المعلومات المكتسبة في الذاكرة قصيرة المدى، وأبرز عمليات المعالجة الترميز. ويمكن تعريف الترميز على أنه: وضع المعلومات في الذاكرة في سياق ذي معنى. حيث يتم ربط المعلومات الجديدة بتلك المفاهيم والأفكار الموجودة أصلاً في الذاكرة بطريقة تجعل المادة الجديدة أكثر قابلية للتذكر.

وتأخذ عملية الترميز أشكالا متعددة ومتنوعة للمثير تعتمد على الخاصية الأبرز مثل لون المثير، شكله، تكوينه، اسمه.

وتشير الدراسات إلى أن الكبار يميلون إلى استخدام نمط الترميز المتعدد بينما يميل الصغار إلى التركيز علـى بعـد أو نمط واحـد؛ لأن المعلومات المكتسبة والخبرات المحولة إلى الذاكرة طويلة المدى تكون ضئيلة نسبياً لدى الصغار.

أنواع الترميز

  1. بصري: يعتمد على الشكل والحجم واللون.
  2. صوتي: يعتمد على شدة الصوت ودرجة تردده.
  3. لفظي: يعتمد على تمثيل المعلومات من خلال كلمات.
  4. ذو معنى: يعتمد على إعطاء معنى للأشياء من خلال ربطها مع خبرة سابقة.

الاستراتيجيات المعرفية الهادفة إلى التطوير الترميز

يمكن تقسيم الاستراتيجيات التي تهدف إلى تطوير الترميز كما يلي:

  1. استراتيجية التركيز:
    في هذه الاستراتيجية يقـوم الفـرد بالبحث عـن جميع الخصائص والأبعاد المكونة للمفهوم أو المثير المراد ترميزه؛ أي يركز على أكثر من خاصية، فمثلاً عند عرض عدد من المثلثات المختلفة الشكل، وجد أن المفحوص يقارن بين جميع الخصائص (الخصائص المشتركة) التي تتوافر في المثلث، وتستخدم هذه الاستراتيجية عادة لدى الكبار، وعندما يتوافر للفرد وقت أطول للتعرض للمثير.
  2. استراتيجية المسح:
    هذه الاستراتيجية هي على العكس من الاستراتيجية الأولى، إذ يركز الفرد في هذه الاستراتيجية على خاصية واحـدة تتعلق بالمفهـوم (الخاصية الأبرز) مثل خاصية اللـون. وعند الاسترجاع يعتمد على هذه الخاصية أي يأخذ معلماً بارزاً مثل الفيل (الخرطوم)، الجمل (السنام).
    وتستخدم هذه الاستراتيجية عادة عند الصغار بشكل أكثر منه لدى الكبار، وعندما يعرض المثير لفترة قصيرة نسبياً.
  3. استراتيجية التنظيم:
    إذ يتم تنظيم المعلومات أو الفقرات مع بعضها بعضاً في وحدات مترابطة؛ مما يسهل تعلـم المعرفة الجديدة وربطها بالقديمة، ومن الأمثلة على استراتيجية التنظيم: التلخيص للمادة، إعادة الصياغة باللغة الخاصة.
  4. مساعدات التذكر:
    ومن الأمثلة عليها:
    • وضع خطوط حمراء تحت الكلمات.
    • الكلمـات الـرابطة: فعند حفظ كلمات محددة يتم بأخذ الحرف الأول من كل كلمة. وتكــوين كلمـة وأحـدة مـنها، مثل: حروف المضارعة مجموعة في كلمة (نأتي)، اليونسكو، توفل.
    • الكلمات المفتاحية: مثل القاهرة عاصمة مصر(قمقم)، بغداد عاصمة العراق(بعبع).
    • أسلوب تحديد الموقع: وهي قائمة على التخيل. إذ يمكن أن تتخيل وضع قائمة من الأشياء يراد حفظها في موقع معروف لديك مثل: الخزانة، فوق الطاولة، تحت السرير.
    • السلسلة: أي ربط بالفقرة الثانية التي يراد حفظها والثانية بالثالثة، وهكذا في نظام متسلسل. وتصلح عادة في حفظ القصائد الشعرية والعبارات الأدبية.
    • التجميع: أي وضع المعلومات بطريقة ذات معنى يمكن للذاكرة قصيرة المدى أن تحتفظ بها لوقت أطول. فتوضع في تجمعات صغيرة، فمثلاً الرقم التالي (٣٥٤٨٦٠) يمكن خزنه كالتالي: 60، 48، 35.
  5. استراتيجية المعالجة المتسلسلة:
    وتقـوم هـذه الاستراتيجية على ترميز حدث، ثم ترك الحدث الذي يليه، ثم تركيز الحدث الثالث وترك الرابع وهكذا.
  6. استراتيجية المعالجة المتوازية:
    وتقـوم هـذه الاستراتيجية على ترميز مثير من بين مجموعة مثيرات تحدث في الوقت نفسه. كأن تكون ثلاثة مثيرات فتأخذ أحدها وتهمل المثيرين الآخرين.

مفهوم استرجاع المعلومات في الذاكرة

يشير مفهوم الاسترجاع إلى محاولة الفرد استحضار الخبرات الماضية في صورة معاني أو ألفاظ أو صور ذهنية.

يقصد بمفهوم استرجاع المعلومات في الذاكرة هي العملية التي تتذكر بها المعلومات التي سبق تخزينها في رؤوسنا. مثال ذلك أنني يجب أن أتذكر عيد ميلاد حفيدي بحلول شهر أغسطس القادم وأقوم بتهنئته في ذلك اليوم. ونحن نعتقد عادة ان استرجاع المعلومات في الذاكرة أمر سهل في بعض الأمور ولكنه صعب في أمور أخري.

والاسترجاع عبارة عـن عملية تذكر للمعلومات التي تم تخزينها في الذاكرة طويلة المدى، وتتوقف هذه العملية على عدة عوامل منها:

  1. طريقة عرض المادة: فالمعلومات المترابطة والمرتبة بشكل منظم ومتسلسل تكون أسهل في الاسترجاع عن المعلومات العشوائية غير المترابطة.
  2. مستوى تجهيز الذاكرة الـذي تعالج من خلاله المادة المراد استرجاعها: فكلما كان مستوي الاستعداد والتجهيز أعلي وأدق كلما تصبح عملية الاسترجاع سهلة وسريعة.
  3. طريقة الترميز: فعملية ترميز المعلومات السليمة تساهم في استرجاع سهل وسريع.

أنواع الاسترجاع

  1. استدعاء مقصود: إذ يتم استدعاء الخبرة المخزنة بصورها المختلفة سواء لفظية أو حسية. وتكون هذه الخبرة المستدعاة ناقصة أو محرفة عن الصورة التي تم بها اكتسابها.
  2. استرجاع تلقائي: أي استدعاء الفرد للخبرة بصورة تلقائية دون وجود مثير ظاهر أو ملحوظ.
  3. استرجاع استكمالي: وهنا يتم استرجاع الخبرة الماضية كاملة بسبب ظهور جزء من الخبرة أو ما يشير إليها. وفيها يحدث استكمال تام للخبرة لمن يقوم بعرضها وفي عملية الاستكمال تكون حالة إشباع وخلاص من التوتر المعرفي.

العوامل المؤثرة في الاسترجاع

  1. التنظيم والتخزين والترميز.
  2. الهدف من الخزن والتذكر فكلما كان الهدف أقوى كان الدافع أقوى.
  3. الزمن الذي يستغرقه الخزن: والعلاقة عكسية بين الـزمن المستغرق في الخـزن والاسترجاع.
  4. الاستعمال: فكلما قل الاستعمال للمخزون الذاكري صعب استدعاؤه.
  5. أهمية الحاجـة مـن المخزون: فكلمـا شـعـر الفـرد بأهمية المخزون والحاجة إليه كان استدعاؤه أسهل.

الاستراتيجيات المعرفية الهادفة إلى تطوير الاسترجاع

  1. استراتيجية العصف الذهني.
  2. استراتيجية السلسلة.
  3. استراتيجية البدائل المحتملة: إذ يتم وضـع عـدة بدائل محتملة لحل مشكلة ما. ويتم مناقشة هذه البدائل لاختيار البديل، أو الحل المناسب.
  4. استراتيجية محادثة الذات.
  5. استراتيجية طرح الأسئلة.
  6. استراتيجية الإغناء المضاف أو المعرفة المضافة: إذ يتم إضافة معلومات للمعلومات الموجودة لدينا ويتم استرجاعها جميعها وهكذا وهذا له علاقة بمفهوم الاسترجاع الاستكمالي.

مقالات ذات صلة

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى