في هذا القرن الحادي والعشرين من المهم القول بإن التعليم لا يقل أهمية عن حق الحياة. فكلاهما حق ضروري يكمل بعضه بعضاً. والتعليم يقوم علي أسس أخلاقية وقانونية راسخة، فهو وسيلة لا غني عنها لتحرير وحماية حقوق الإنسان الأخري من خلال توفير الدعائم اللازمة لضمان الصحة الجيدة والحرية والأمن والرفاه الاقتصادي والمشاركة في النشاط الاجتماعي والسياسي. وكفالة حق التعليم تعزز فرص الأفراد في الحصول علي حقوقهم وتمتعهم بها. ومن هنا تظهر ضرورة المساواة بين الطلاب والتلاميذ داخل الفصل الدراسي.
كيفية المساواة بين التلاميذ داخل الفصل
تتعلق الاقتراحات المذكورة في هذه المقالة بمقاومة التحيز بمختلف أشكاله والمساواة بين التلاميذ داخل الفصل، سواء كان تحيزاً بناًء على العرق أو النوع أو العمر أو الظروف الخاصة. إن محاربة التحيز أمراً غاية في الأهمية لمجتمعنا، وكلما تم ذلك بشكل أسرع كما كان أفضل. قد تساعدك الاقتراحات التالية على المساواة بين التلاميذ داخل الفصل، كما أنها تساعدهم على تعلم أهمية المساواة.
- تأكد من أنك تعامل جميع التلاميذ بنفس الأسلوب. تأكد من أنك لا تفرق في معاملة التلاميذ أثناء الحصة، عند طرح الأسئلة أو السؤال عن تعليقاتهم، بغض النظر عن اختلاف المستوى الدراسي لكل منهم.
- قم بتنظيم المهام الجماعية بحيث يشترك في أدائها مجموعات مختلطة. يميل التلاميذ في مرحلة عمرية معينة إلى الجلوس مع مجموعات من نفس الجنس. قد يتطلب ذلك منك التدخل في تنظيم أماكن الجلوس. لا تعتمد على القائمة الخاصة بترتيب الأسماء حسب الجنس في تنظيم المجموعات، واعتمد بدلاً من ذلك على تواريخ الميلاد، على سبيل المثال.
- حاول أن تتذكر أسماء جميع التلاميذ. حاول أن تنطق الأسماء غير المألوفة بطريقة صحيحة، بدون تلعثم. اجعل التلاميذ ينبهونك إذا كنت تنطق أسماهم بشكل غير صحيح.
- تجنب التمييز بين التلاميذ عند توزيع المهام. تأكد عن تخصيص تدريبات أو دراسة حالة للتلاميذ أنك لا تقوم بذلك تبعاً للجنسية أو الجنس أو العمر أو الحالات الخاصة. تجنب أيضاً أن تعهد إلى التلاميذ فقط بإجراء مهام مثل تحريك قطع الأثاث أو رفع الصناديق أو فتح أنية وزجاجات أو أن تطلت من التلميذات فقط تنظيف المقاعد.
- ساعد زملائك على تجنب التمييز. لاحظ المواقف التي يقوم فيها زملائك بالخروج عن مبدأ تكافؤ الفرص، وقم بتنبيههم إلى ذلك. لا تتوقع أن يستجيب لك زملاؤك بسهولة، ومع ذلك استمر في تذكيرهم بأن المساواة أمر مهم لا ينبغي التغاضي عنه.
- احذر عند المزاح. احرص على ألا يتضمن مزاحك إساءة لأي تلميذ. تجنب النكات أو الفكاهة التي قد تحمل في طياتها إساءة إلى فئة بعينها.
- حاول أن تزيد من وعي التلاميذ بقضايا المساواة. شجع تلاميذك على مواجهة حالات عدم المساواة بشكل موضوعي، وساعدهم على إيجاد حلول عملية فعالة للمشكلات المتعلقة بتكافؤ الفرص.
- كن يقظاً لأي شعور بالظلم قد ينتاب التلاميذ. اطلب من كل تلميذ الكشف عما بداخله لمعرفة ما إذا كان يشعر بأن هناك تفرقة في المعاملة بينه وبين زملائه فى أي مجال من المجالات.
- اجعل أسلوبك في العمل يعكس مبدأ المساواة بين الجميع. حاول أن تعمل مع زملاء مختلفين في الجنسية والنوع والعمر والظروف، كلما كانت الفرصة ملائمة لذلك.
- اجعل التلاميذ يلتزمون بمبدأ المساواة في المعاملة. قم بإنذار أي تلميذ يبدو من أقواله أو كتاباته انتهاجه لأحد أشكال التمييز. حاول أن تزج بهم في مواقف تدفعهم إلى الالتزام بقيم المساواة.
- انتبه إلى استجابة كل من التلاميذ والتلميذات. إن المدرسين، والنظام التعليمي على وجه العموم، متهم بالتحيز تبعاً للنوع، والدافع إلى ذلك هو أن مستوى أداء التلاميذ الدراسي يقل عن مستوى زميلاتهم من التلميذات. حاول أن تراقب استجابة التلاميذ للمهام والأنشطة المختلفة، فقد يساعدك ذلك على تخطيط واستخدام أنشطة تساعد على استعادة التوازن بين التلاميذ والتلميذات في الفصل قليلاً.
إقرأ أيضاً:
- كيف تراعي الفروق الفردية بين الطلاب مفهومها وأسبابها
- مظاهر وأضرار التمييز بين الطلاب في التعليم
- دور المعلم في علاج صعوبات التعلم في القراءة والكتابة
كيفية تذكر أسماء جميع التلاميذ
وأحد أهم مظاهر المساواة بين التلاميذ داخل الفصل هو تذكر أسماء جميع التلاميذ. لابد أنك تشعر بالضيق عندما لا يتذكر محدثك اسمك. ان مخاطبة أي شخص بأسمه يقوي من تأثير أية رسالة تنقلها إليه ويجعله يشعر أنها موجهة إليه شخصياً. إلا أن المدرسين يجدون أن هناك عدداً كبيراً من الأسماء عليهم أن يتذكروها في وقت واحد. قد تساعدك الاقتراحات التالية على ذلك. ستكون هناك دائماً أسماء يصعب تذكرها، ولكن قد تفلح الاقتراحات التالية في مساعدتك على ذلك:
- اجعل التلاميذ يختارون أسماهم. اجعل تلاميذك يخبرونك بالأسماء التي يحبون أن يعرفوا بها وحاول أن تناديهم بها، إلا إذا كانت تبدو تافهة للغاية.
- انتبه عند استخدام الألقاب. انتبه عند استخدام الألقاب التي تبدو غير محرجة في حد ذاتها، ولكنها تثير ضحك التلاميذ كلما تفوهت بها. فقد يدفعك التلاميذ إلى استخدام تعبير مبتذل دون أن تشعر أو قد يقومون بإثارة فكاهة من خلال هذا اللقب لون أن تعي ذلك.
- وجه أسئلة إلى أسماء معينة. لمساعدتك على تعلم بعض الأسماء، اختر بعض الأسماء من قائمة الفصل للإجابة على أسئلة (سهلة) وحاول أن تتذكر أسماء المجبيبن شيئاً فشيئاً.
- احفظ الأسماء تبعاً لأماكن الجلوس. حاول أن تحفظ أسماء التلاميذ تبعاً لأماكن جلوسهم. لا تجعلهم يغيرون أماكنهم في الحصص الأولى حتى تعتاد عليهم بدرجة أكبر.
- أكثر من نطق الأسماء بمجرد حفظها. بمجرد حفظ بعض الأسماء، قم بنطقها في كل مرة تتحدث فيها إلى هؤلاء التلاميذ (بدون أن تشعرهم بالتركيز عليهم أثناء الحديث).
- اصنع بطاقات بالأسماء. قد لا يمانع بعض التلاميذ في ارتداء بطاقات بأسمائهم في الأيام القلائل الأولى من العام الدراسي. يمكنك بدلاً من ذلك استخدام بطاقات مطوية بالأسماء ولصقها على مكتب كل تلميذ. لا تنس أن تجعلهم يكتبون أسمائهم بحروف كبيرة.
- احفظ الأسماء تدريجياً. ركز انتباهك على حفظ الأسم الأول للتلميذ في النصف الأول من العام الدراسي، ثم حاول بعد ذلك أن تتذكر الاسم الثنائي.
- انتبه إلى الأسماء المتشابهة. احرص على معرفة ما إذا كان لديك تلميذان في نفس الفصل لهما نفس الاسم، واحفظ هذه الأسماء المتشابهة أولاً.
- احرص على ألا تخطئ في أسماء التلاميذ. اجعلهم يصححون لك الأسماء إذا أخطأت فيها. تدرب على نطق الأسماء غير المألوفة، وذلك حتى لا تفاجأ في نهاية العام أنك كنت تنطق اسم أحد التلاميذ بصورة غير صحيحة.
- كن مثابراً. لا تتوقع أن تتعلم جميع الأسماء دفعة واحدة، حاول أن تقوم بهذه العملية على مدار الأسبوع. لا تقلق إذا لم تتمكن من تذكر جميع الأسماء، خاصة إذا كنت تقوم بالتدريس لمجموعات مختلفة من التلاميذ. ولكن ابذل أقصى جهدك في ذلك، حتى لا تترك انطباعاً سيئاً في نفوس تلاميذك.
كيف تهتم بالفروق الفردية بين التلاميذ
وعلي الرغم من سعي المعلم الدائم للمساواة بين التلاميذ داخل الفصل، إلا أن هناك تفاوت وفروق فردية بين الطلاب. والمساواة بين التلاميذ داخل الفصل لا تعاني معاملة الطلاب جميعاً بنفس الأسلوب والاهتمام وطريقة التدريس بسبب التفاوت والفروق الفردية للطلاب في القدرات. من خلال التدريس لفصول كبيرة وبها قدرات مختلفة، لا يعد توصيل منهج فعال شيئاً ممكناً دون التمييز بين المهام والنتائج التي من المتوقع أن يحققها التلاميذ. كما يعد من الصعب القيام بالتوازن بين العمل وقدرات التلاميذ لضمان أن التلاميذ يعملون بمستوى يمكنهم مواكبته وتحمله، لكنه يساعدهم أيضاً علي التقدم. يحتاج المدرسون إلى أن يكونوا قادرين على القيام بهذا للتحقق من أن كل تلميذ قد حصل على فرصة جيدة التعلم وتنمية مستواه:
- كن واقعياً بخصوص مدى عملية التفاوت الذى يمكنك إدارته. في معظم المواقف، يعد تحديد ثلاث مجموعات للقدرات، قدرات عالية ومتوسطة ومنخفضة، أمراً يمكن تحقيقه. قد لا يمثل ذلك المثالية والكمال، لكنه سيجنبك أن تنحصر في التعامل مع احتياجات مجموعات صغيرة أو احتياجات فردية.
- عليك التمييز بين الأنشطة والنتائج التعلمية الفعلية. في العديد من الحالات يعد من الممكن تناول نفس الهدف بثلاثة مستويات مختلفة. على الرغم من أن هذا لا يتم تحقيقه دائماً، عليك القيام به وقتما تستطيع لأن ذلك يعني أنه باستطاعتك مناقشة المفاهيم عامة وليس بالتفصيل مع تعديل المهام الحقيقية لتناسب احتياجات التلاميذ الفردية كما أنها تساعد على جعل التخطيط بسيط. كما يساعد التلاميذ ذوي القدرة الأقل على تجنب الشعور بعدم الاهتمام بهم.
- احتفظ بمهام التقدير الخاصة بك متفاوتة. إذا قمت بوضع أعمال متفاوتة يكون من الجيد استخدام طرق تقييم متفاوتة أيضاً. إن القيام بعمل أعمال متفاوتة تناسب الطرق التي يستطيع التلاميذ العمل من خلالها باستقلالية قد يكلفك بمزيد من الأعمال، لكنه سيؤدي إلى تقييم فعال ومجد للأطفال.
- استخدم مجموعات مختلفة لعناصر مختلفة. إن الشخص الذي يكون أقل من المتوسط في اللغة قد يكون أعلى من المتوسط في الرياضيات. ليس من الممكن دائماً تجميع التلاميذ في مجموعات مختلفة بطرق متعددة ومختلفة طوال اليوم الدراسي، لكن القيام بتجميع التلاميذ في مجموعات مختلفة سيسمح لك بتوفير احتياجاتهم الفردية بشكل أفضل.
- كن مستعداً لتغيير المجموعات. تختلف معدلات ونسب التقدم وقد تصبح واضحة أن بعض التلاميذ إما يتسابقون معاً أو يتقهقرون للخلف. لذا سيساعدهم تغيير مجموعاتهم على المواكبة مع الباقين بشكل جيد. كما قد يكون من الحكمة القيام بتغيير المجموعات إذا كانت سلوك التلاميذ يخرج عن السيطرة أو إذا كنت تهتم بتأثير تلميذ على آخر.
- اجعل التلاميذ في حالة تحد. من الواضح أهمية القيام بإعطاء مهام للأطفال وذلك لمنعهم من الشعور بالملل. إن معرفة قدر التحفيز الذي يستطيع التلاميذ التواكب معه يعد أمراً صعباً، لكن وضعهم في حالة تحد تعتبر طريقة جيدة لإيجاد مدى قدرة التلاميذ على المثابرة والمواكبة. قم بتجربة ذلك كنشاط للفصل بأكمله وشاركهم في الأفكار والحلول الممكنة.
- حاول ألا تدع نقصاً في مهارات أساسية يؤثر على التلميذ في مجالات أخرى. قد يكون التلميذ غير قادر على القراءة دون تدعيم أو لا يجيد بري القلم الرصاص، لكن هذه الأشياء لا تشير إلى وجود نقص في قدرته في مجالات أخرى. لذا حاول تدعيم هذه الجوانب من العمل التي يعانون منها، لكن أعطهم مهام في مجالات وجوانب أخرى من المنهج.
- عند تقسيم التلاميذ إلى مجموعات، حدد مجموعة من المعايير لمعلومات المجموعة. إن قيامك بتحديد من سيكون ضمن مجموعة من ومن سيعمل مع من قد تكون عملية صعبة. فالحصول على مجموعة معايير قد لايساعدك على تحديد ذلك، لكن كن حذراً من أن الالتزام بصرامة بهذه المعايير قد يجعل الأمر معقداً وبالتالي لن يعطيك أية نتائج قمت بتحديدها.
- قم بتمييز التدريس للفصل ككل. تعد إحدى السمات الخاصة بعملية التدريس للفصل ككل هي أن كل شخص يقوم بنفس العمل في نفس الوقت. ومع ذلك، فقد يتضمن هذا النوع عناصر متفاوتة. حتى لو كانت النتائج المتوقعة فقط هى العنصر المتفاوت طالما أن هذه التوقعات قد تم تسجيلها، يعد ذلك طريقة قيمة في تمكين التلاميذ للعمل على مستويات تمكنهم من النجاح.
- احرص على تفاوت الدعم الذي تقدمه. هناك طريقة أخرى لاستخدام أنشطة مشابهة، مع تعديلها لتحقيق احتياجات التلاميذ المختلفة، عبارة عن تفاوت مستوى الدعم الذي يحصلون عليه كي يستطيعون استكمال المهمة. انتبه إلى من أن التلاميذ الذين لا يحتاجون إلى دعم لن يشعرون بالتجاهل.